اداب الرافدین

تفعّل صفوف اللغة الأَجنبیَّة عادة من خلال مجموعة متباینة من الاستراتیجیات والآلیات التی یستقدمها التدریسیون والطلبة أو التی یسهمون فیها بغیة  تحقیق تعلّم أکثر فاعلیة وانخراط أَوسع فی الفعالیات الجاریة، ویلعب التفاعل من خلال أَشکاله المختلفة دورًا محوریًا فی تأجیج رغبة الطلبة وتحفیزهم للاشتراک فی عملیة التعلّم، ویشیر التفاعل اللفظی إِلى مخاطبة التدریسیین لطلبتهم أَو العکس أَو مخاطبة الطلبة لبعضهم بعضًا، وقد بات التفاعل اللفظی موضوعًا ذا تاریخ طویل من الدراسة والبحث فی النظام التربوی التقلیدی المتمثل بمقابلة التدریسی والطالب لبعضهم بعضًا وجهًا لوجه فی الصف الدراسی، أَمَّا التفاعل فی الصفوف الإِلکترونیة فقد أَولى عنایة کبیرة فی الوقت الحاضر بشکل خاص بعد تفشی فیروس کوفید-19 الَّذی أَجبر کل المؤسسات التربویة فی کل أَنحاء العالم على الإِغلاق والتحوُّل إِلى الصفوف الإِلکترونیة؛ ولذلک یهدف البحث الحالی إِلى دراسة وتقصِّی التفاعل اللفظی فی دروس اللغة الأَجنبیة فی المرحلة الجامعیَّة من حیث تکرار حدوثه والطرف البادئ بالتفاعل أَو المخاطبة، وتفترض الدراسة بأَنَّ التفاعل اللفظی لا یحدث بالشکل المطلوب والتدریسیون هم الطرف البادئ بالتفاعل اللفظی؛ لإِثبات صحَّة الفرضیتین السابقتین وتحقیق الأَهداف المتوخاة قامت الباحثة بالحضور والمراقبة الشخصیة ل 90 محاضرة إِلکترونیة، 45 محاضرة فی اللغة ومثلها فی الأَدب مع الأخذ بالحسبان مُدَّة کل محاضرة الَّتی تراوحت من 40 الى 45 دقیقة، وجُمعت البیانات ذات العلاقة باستعمال قائمة أُعدَّت من الباحثة، وعند تحلیل البیانات، وجد أَنَّ التفاعل اللفظی یحدث فی محاضرات اللغة الأَجنبیَّة، اللغة والأَدب، بشکل معقول وأَنَّ التدریسیین هم الطرف الأَکثر بدءًا بها، وعلى ضوء هذه النتائج، ولأَهمیَّة التفاعل اللفظی التربویة والتعلیمیة تمت التوصیة بأَن یبذل التدریسیون قصارى جهدهم لزیادة حدوث التفاعل اللفظی وتشجیع الطلبة على البدء بها وسیلة لإِشغالهم بشکل أَکثر فی الفعالیات التعلیمیّة .   

      یُعدُّ تقییم جودة الترجمة أَحد المعاییر الصالحة لتقییم واتخاذ قرار الحکم على جودتها، وطرح منظِّرو الترجمة أُنموذجات عدیدة لتقییم جودة الترجمة، ولکن المشکلة الرئیسة هی کیفیة اختیار وتطبیق أُنموذج لتقییم النوع الأَدبی، ولذلک سیتم التحقُّق من هذا المجال الإشکالی من خلال هذه الدراسة.
      یهدف البحث إِلى استکشاف قابلیة تطبیق أُنموذج هاوس (٢٠١٥) على تقییم جودة الترجمة من حیث تناول ترجمتین لروایة نجیب محفوظ "اللص والکلاب" (١٩٦١)إِلى الإنجلیزیة التی قام بها ثلاثة مترجمین: إلیاس (١٩٧٩) وبدوی ولو غاسیک (١٩٨٤) الَّتی نقحها رودنبیک (١٩٩٠).
      وتفترض الدراسة أَنَّ أُنموذج هاوس (٢٠١٥) لتقییم جودة الترجمة قابل للتطبیق لتقییم ترجمة روایة محفوظ "اللص والکلاب"، ویکشف عدم التطابق بین نص المصدر والنصَّان المترجمان عن المشکلات الرئیسة التی تشوِّه نوع النص الأَدبی، وأَنَّ الجانب البراغماتی للمعنى هو أَخطر أَنواع مشکلات الترجمة مقارنة بالجوانب النحویة والدلالیة، وکشفت الدراسة عن وجود عدم التطابق لهذین المتغیرین من الأَبعاد الثلاثة لوظیفة التعبیر، (موضوع النص، وفحوى النص، وأُسلوب النص) والنوع الأَدبی للنص، وقد أَدَّت حالات عدم التطابق إِلى حدوث تغییر فی المکون الوظیفی بین الأشخاص والمکون الفکری. کما تبین أَیضًا أَنَّ أُنموذج هاوس (٢٠١٥) کان مُعقَّدًا إلى حد ما، ولکن قابل للتطبیق، وقد تحققت الاستنتاجات من صحة فرضیات هذه الدراسة، واقترحت تعدیل أُنموذج هاوس (٢٠١٥) لتقییم جودة الترجمة.

التعلیم طریقة تدریس تتبع نهجًا متسقًا علمیًا أو أُسلوب تعلم یشرک فهم وعقل الطالب إِنَّه برنامج عام یتضمَّن مواضیع عدیدة، یرکز البرنامج التعلیمی على: المعلم والمتعلم والمحتوى وسیناریو التدریس إِنَّه مربع تعلیمی تفاعلی یمکن  أَن  تکون  طبیعة النقل التعلیمی على مستوى الفصل الدارسی وسیلة نقل نشطة وفعَّالة من الناحیة التربویة، ویمکن أَن تکون نقلًا مختلطًا یجمع بین التلقین والکفاءة، ویمکن أَن یکون تلقینًا خالصًا.
یکشف هذا البحث عن موضوع مهم، وهو أن البشر  یتعلمون  التعبیر  الشفهی  قبل الکتابة، ویتواصلون شفهیًا مع مجموعتهم دون اللجوء إلى الکتابة.   
یحاول البحث الحالی شرح کیفیة تدخل نظریتی التعلم فی التعلم البشری وکیف یمکن تصنیفهما لشرح آلیات التعلم البشری.
یؤکِّد هذا البحث أَیضًا أَنَّ هناک فرقًا فی العلاقة بین نظریات التدریس والتعلم، ویشتمل التدریس على مجالین من مجالات الممارسة، مجال التدریس ومجال علم أُصول التدریس، کما یُعدُّ التدریس عملیة تواصل یمکن أَن تکون ذات اتجاه واحد واتجاهین.

        تسود أَشباه الجمل الفعلیَّة فی الاستعمال الیومی للغة الإنجلیزیة؛ لذا فهی شائعة الاستعمال من المتحدثین الأَصلیین للغة الإِنکلیزیَّة، وهذه الظاهرة تمرُّ لدرجة أَنَّه لا تکاد تخلو لغة طبیعیة منطوقة أو مکتوبة منها، ونظرًا للدور الممیَّز الذی تؤدِّیه أَشباه الجمل الفعلیة فی تقویة عناصر النص المتماسکة، تتطلب هذه الظاهرة مهارة لغویة لتوفیر التکافؤ المناسب؛ خلاف ذلک ستکون النتیجة عناصر سبر غیر طبیعیة.
          وعلى الرغم من أَهمیتها، فلم تحظ هذه الوحدات متعددة الکلمات بعنایة کبیرة فی الترجمة الشفویة، ویمکن أن تکون هذه الوحدات الدلالیة التی تم التحقیق فیها على نطاق واسع على المستوى المعجمی أو النحوی مشکلة إِمَّا فی مرحلة فهم النص المصدر أو مرحلة إنتاج النص الهدف.
         ویهدف البحث إلى التحقیق فی ترجمة أَشباه الجمل الفعلیة فی الترجمة البصر لطلاب السنة الثانیة من الترجمة؛ إِذ خلصت الدراسة إلى أنَّ الأَفعال الجملیَّة یمکن عدَّها مصدرًا لإِشغال طلبة الترجمة فی عملیة الترجمة؛ لأَنَّها تتناول هذه التراکیب على أَنَّها کلمات منفصلة، وهذا التقدیم لأَفعال الجمل الفعلیة فی لغة المصدر یخالف طبیعتها الاصطلاحیة وینتج عنه تفسیر غیر دقیق أو غیر ملائم للنص المصدر، وخلصت الدراسة أیضًا إلى أن بعض أشباه الجمل الفعلیة تشمل مرادفات متعددة، ممَّا یعنی أَنَّ مثل هذه الترکیبات لا یمکن حصرها فی نوع واحد من إجراءات الترجمة، وفقًا لذلک، أوصت الدراسة بأَن یکتسب طلاب الترجمة قدرة أکبر على التکیف فی اختیار إجراء الترجمة المناسب فی تفسیر أشباه الجمل الفعلیة.

     تعلیم کلمة تشدید فی اللغة الإِنجلیزیة یشکِّل مشکلة حقیقیة لمتعلمی اللغة الإنکلیزیة بوصفها لغة أَجنبیَّة للعراقیین على المستوى الجامعی؛ إِذ الطریقة المستعملة حالیًا هی تشجیع الطلاب على الاستماع باهتمام إلى کیفیة وضع التشدید على المقاطع والکلمة دون منحهم قواعد لأَنماط التشدید، وتبیِّن الدراسات ذات الصلة بوضوح أَنَّ هناک قواعدَ وأَنماطًا للتشدید على الرغم من أَنَّ الاستثناءات شائعة جدًا، وتعنى الدراسة بالاستفادة من القواعد فی التدریس الصریح للتشدید فی اللغة الإنجلیزیة، وبشکل أَکثر تحدیدًا، فإِنَّها تتناول السؤال الآتی: هل سیساعد التدریس الصریح لقواعد التشدید فی اللغة الإنجلیزیة متعلمی اللغة الإنکلیزیة بوصفها لغة أَجنبیة بشکل أَفضل على استخدام أَنماط التشدید بشکل صحیح ومناسب؟ من المفترض أَنَّ تدریس قواعد التشدید یساعد متعلمی اللغة الإنکلیزیة بوصفها لغة أَجنبیة استعمال أَنماط التشدید بشکل مناسب على مستوى الکلمة، من أَجل التحقق من هذه الفرضیة سیتم استخدام تصمیم تجریبی؛ إِذ ستدرس مجموعتان من الطلبة: (المجموعة التجریبیة ومجموعة التحکم) التشدید فی اللغة الإنجلیزیة، وسیتم تدریس مجموعة التحکم دون منحهم قواعد صریحة، فی حین سیتم تدریس المجموعة التجریبیة أَنماط التشدید على وفق القواعد، وستُختبر هذه المجموعات مسبقًا ثم تُختبر بعد ذلک أَیضًا، وأَظهرت النتائج التی حصل الدراسة علیها من التدریس الصریح لقواعد التشدید وأَنماطه أَکثر فعالیَّة، واستنتجت الدراسة أَنَّ التعلیم الصریح له قیمته فی إِمکانیة زیادة وعی المتعلمین بالمعرفة باللغة الإنجلیزیة، ویوصى بإجراء المزید من الأَبحاث لقیاس مستویات کفاءة المتعلمین من مختلف المستویات العمریة والجنسیة، مع مستویات مختلفة من المهارات.

        صفی الدین الحلی من الشعراء الفرسان، شارک فی معرکة زوراء (العراق) ثأرًا لخاله، وأَبلى فیها بلاءً حسناً، ثم رحل إلى ماردین ومدح ملوکها، وأجاد فی موضوعات الشعر جمیعها، وبعد قراءة شعره وجدت معاناته الحقیقة فی اغترابه وکثرة ترحاله التی وصفها فی أشعاره, فقد تغیر أصحابه، وخالط أناساً کثیرین، وفقد بینهم – أَحیانًا – ما کان یملکه من سلطة وجاه، وأحسّ ببعده عن موطن صباه، وتذکر عزة أهله عندما کانوا أسیاد الحلة، ولاسیما بعدما تقدم به العمر أو فقد بعض حقوقه، کل ذلک جعل الاغتراب الاجتماعی والمکانی والزمانی والنفسی حاضراً فی قصائد، ومقطعات مستقلة، وبأُسلوب مؤثر یدل على تمکنه، مع إجادته الصنعة التی قوم بها أسلوبه فنقل لنا واقع العصر وظروفه.

         لقد احتلت اللوحة الطللیة حیزاً واسعاً فی شعر أمرئ القیس، وقد کان الطلل فی اغلب نصوصه صوراً من صور الفناء، إذ إن مظاهر الحیاة تکاد تکون معدومة فی طللیاته ولکن شأنه شأن الشعراء الآخرین سرعان ما یترک الحدیث عن الطلل ویفتح دائرته للحدیث عن مواضیع أُخرى، قد تکون التوجه نحو الماضی واستذکار لحظات ملیئة بالحیویة والخصب أو یتوجه نحو فعل مستقبلی وکل هذه الحرکات هی حرکات تتضاد فی مضمونها مع المشهد الطللی وقد أخذ الفعل الاستذکاری للمغامرات الماضویة دوراً ایجابیاً أسهم فی انقاذ الشاعر من حسه الفجائعی وهو یستذکر او یشاهد أماکن الفناء (الطلل).

          تهدف هذه الدراسة الکشف عن أهمیة التشکیل البیانی بوصفه ظاهرة بلاغیة یتکئ علیها الشاعر فی بناء نصه فهو یکتسب القدرة على التشکیل بأشکال متعددة، فالتشکیلات الصورة البیانیة ینتقل منها السامع من مجرد تعبیر لغوی مباشر إلى معان مصاحبة تنقل السامع من اللغة العادیة الوظیفیة إلى اللغة الفنیة التی تجعله أقرب إلى فکرة الشاعر وإحساسه، وشعوره؛ لذا فهو الأقرب إلى تمثل فضاءات النص وسیاقاته، ونظمه، لما یتصف به الشعر من مرونة على مستوى التعبیر، فالتشکیل اصطلح علیه طابع العموم، والشمولیة، والتعدد لهذا یعد التشکیل بمفهوماته المتعددة والمتنوعة والمتشعبة على هذا الأساس أحد العناصر الأساسیة فی تکوین الخطاب الادبی والبلاغی بمتنه النصی، وذلک بوصفه مجالاً حیویاً عمیقاً للنظر والتحلیل، والکشف عن الخاصیة الجمالیة التی یکون الخطاب الادبی بنصه المدون قد حققها.

        تناولَ البحثُ الشاهدَ النحوی الشعری فی ثمانیةِ شروحٍ مطبوعةٍ لکتابِ اللمع فی العربیة لابن جنی وهی: (شرح الثمانینی) عمر بن ثابت أبی القاسم النحوی الضریر (ت442هـ) المسمَّى بـ(الفوائد والقواعد)، وشرح "ابن برهان العُکبریِّ (أبو القاسم عبد الواحد بن علی" بن عمر بن إِسحاق بن برهان (ت456هـ) والمسمَّى بـ(شرح اللمع)، وشرح الواسطی الضَّریر (أبو نصر القاسم بن محمد بن مباشر النحوی (ت فی النصف الثانی من القرن الخامس الهجری) والمسمَّ بـ(شرح اللمع فی النحو)، وشرح الشَّریف أبی البرکات عمر بن ابراهیم بن محمد بن محمد العلوی الزیدی الکوفی(ت549هـ) والمسمَّى کتاب البیان فی شرح اللمع لابن جنی، وشرح "أبی الحسن" الباقولی "علی بن الحسین" الضریر النحوی "الأصبهانی(ت 543هـ)" المعروف بـ (جامع العلوم )، وشرح ابن الدهان "سعید بن المبارک بن علی ت569هـ" المعروف بـ (الغُرَّة فی شرحِ اللُّمع)، وشرح أبی البقاء العکبری (عبد الله بن الحسین بن عبد الله النحوی الضریر البغدادی "ت616هـ" والمسمَّ بـ (المتبع فی شرح اللمع)، وشرح ابن الخَبَّاز (شمس الدین "أحمد بن الحسین بن أحمد" المعروف بابن "الخَبَّاز" الإربلی "الموصلی النحوی الضریر" (ت639هـ) وسمَّاهُ : (توجیه اللمع).

یسعى هذا البحث إلى دراسة دلالة أوصاف (البیت) التی وردت فی آی القرآن الکریم فی ضوء علم اللغة الاجتماعی لإظهار الصلة بین اللغة التی وردت بها تلک الأوصاف ( اللغة العربیة) والمجتمع الذی تنتمی إلیه، وجاء اختیار القرآن الکریم لیکون میدان هذه الدراسة؛ لکون لغته تعد قمة الفصاحة والبیان، والثراء اللغوی وقوة التعبیر ودقة الوصف؛ لا ینازعها فی ذلک منازع بغیة الوصول إلى النتائج المرجوة، وقد جمعت هذه الدراسة بین المنهجین الوصفی والتحلیلی، وتمثل المنهج الوصفی باستقراء کل ما ورد من أوصاف (البیت) فی آیات القرآن الکریم؛ لرصد تلک الأَوصاف وتحدیدها، أَمَّا المنهج التحلیلی فتمثل بتحلیل تلک الأوصاف للوصول إلى دلالتها فی السیاق الذی وردت فیه؛ بما یبرز تعبیرها عن طبیعة المجتمع العربی وثقافته وقیمهِ، مما یقود إلى إثبات صلتها به، وقد انتظم البحث فی ثلاثة محاور: ضم الأول منها التعریف بـ (الصفة) لغةً واصطلاحاً، فضلاً عن التعریف بلفظة (البیت) فی اللغة، وعُنی المحور الثانی بالتعریف بعلم اللغة الاجتماعی، وتضمن المحور الثالث تحلیل الآیات قید الدرس، أعقبه خاتمة بأهم نتائج البحث. والحمد لله ولی النعم.

     یهدف البحث إلى دراسة ظاهرة استدعاء الشخصیات عند شاعر من أَبرز الشعراء العباسیین ( أبو نواس)؛ إِذ شغلت هذه الظاهرة حیزًا فی شعره، وتثیر فی ذهن من یقرأ دیوانه فی تؤده وإمعان نظر تساؤلات عدیدة، جعل البحث همه تفصیلها والإجابة عنها. 
     وقد ارتسم البحث منهجًا تکاملیًا، بحیث ینظر فی النصوص الأدبیة نظرة تکاملیة، یستخدم فیه المنهج الاستقرائی الذی یقوم على استقراء المادة، واستخراج کل ما یتعلق بالشخصیات التی سبقت زمن الشاعر، سواء کان ذلک الزمن قریبًا من زمنه أم بعیدًا عنه، مع الاستعانة بالمناهج الأخرى للکشف عن النصوص الأدبیة وتحلیلها تحلیلًا علمیًا مناسبًا، کالوصفی الذی یقوم على وصف المادة وإبرازها، ثم التحلیلی الذی یفک شفراتها ویوضح مقاصدها، ثم المنهج الفنی، المعنی بدراسة دور اللغة والخیال الشعری؛ وبتکامل هذه المناهج یحقق البحث أهدافه.
     ووصل البحث إلى أنَّ أبا نواس اتخذ من استدعائه برهانًا وشاهدًا إلى ما یرمی إلیه، وإظهارًا لقدرته الثقافیة التی یتمتع بها ، وتبیّنَ أن أغلب الشخصیات التی لجأ إلیها أبو نواس ذات صدى وتأثیر فی نفس المتلقی عبر الامتداد الزمنی، وتنم عن وعی الشاعر، وکان غرضا: المدیح والغزل ذا حضور کبیر فی توظیف الشخصیات التاریخیة القدیمة، وذلک؛ لقربهما من نفس أبی نواس بعد الخمریات، کما وردت بعض الاستدعاءات فی هجائه فی صورة کاریکاتیریة، محملة بدلالات السخریة؛ للتأثیر فی المهجو، وقد تمثل الاستدعاء عند أبی نواس فی عدد من الآلیات، منها: استدعاء الشخصیة باسمها مباشرة، أو عبر آلیة الألقاب، أو آلیة الکنایة، أو فعل من أفعالها، أو لازمة من لوازمها، أو قول من أقوالها.
     ویرى البحث أنه یجب على الدراسات الحدیثة الاستمرار فی دراسة ظاهرة الاستدعاء عند الشعراء بصفة عامة، وشعراء العصر العباسی بشکل خاص؛ لتکتمل الرؤیة حول هذا العصر وإبداعه ومبدعیه.

 تبحث هذه الدراسة فی لغة الشاعر الأندلسی المعتمد بن عباد من مدینة إشبیلیة (437-484 هـ)؛ إِذ یُعدَّ أبرز شاعر فی عصر دویلات الطوائف. جمع البحث المفردات التی ورد ذکرها فی الدیوان وترتیبها ألف بائیاً، وصُنفت المفردات إلى مجموعات اعتمادًا على استخدامها حرفیًا أو مجازیًا، وأظهرت الدراسة أن الشاعر المعتمد کان یتوخى الکلمات المترادفة والمشتقة ، ممَّا یعکس رغبة الشاعر فی اختیاره الکلمات بعنایة وحرص ودرایة.

     الاشتقاق من الخصائص التی امتازت بها اللغة العربیة، لیس بِبِنى تلک المشتقات فحسب، بل ودلالاتها الکبیرة المضافة إلى المعنى الأساسی للمادة؛ فالمشتقات بحر من المعانی والدلالات الزاخرة المتلاحقة، وقد کانت صیغة (أُفعولة) من الصیغ الثابتة فی اللغة، لکنّ کثیراً من الألفاظ التی على وزنها نادرة الاستعمال، فکان هذا البحث لمتابعة الألفاظ التی على تلک الصیغة فی معاجم اللغة، ذلک أن مثل هذه الصیغ الاشتقاقیة، تعدّ مدخلاً مهماً فی علم الاصطلاح. وقد وقفت على العشرات من الکلمات على هذا الوزن، فوجدت منها ما له دلالة جدیدة فی مادتها، وقد حاولت حصر تلک الکلمات فی مظانها وشرح معانیها من خلال الشواهد اللغویة والأقوال المأثورة فی حدود ما وصلت إلیه، وتوصل البحث إلى نتائج عدة، کان من أَهمها أن هذه الصیغة فی دلالتها العامة تحمل معنى المبالغة والتصغیر، فی دلالة مرة مادیة وأُخرى معنویة، وأرجو أن یقدم هذا البحث معجماً جیداً لألفاظ هذه الصیغة الصرفیة الزاخرة.

     تناول البحث الموسوم بــــــ (بناء الأُسلوب فی شعر نافع عقراویّ) وهی دراسة قائمة على قصیدة للشاعر نافع عقراویّ مترجمة من اللغة الکردیة إِلى اللغة العربیة وبالعنوان الآتی (أنا واللیل) مسلّطًا الضوء على بناء الأُسلوب الذی یتجلّى فی القصیدة التی ستخضع للتحلیل والدراسة، من خلال رصد الأَدوات البلاغیة والسمات الأسلوبیة المتشکّلة فی النص الشعری، وإبراز العلاقة المتواشجة التی تربط البناء الکلی للنص (البناء الصوتی والترکیبی والدلالی) بالأَدوات البلاغیة والسمات الأسلوبیة التی تشکّله فی محاولة للکشف عن البنى السطحیة للنص والوصول إلى أغوار النص وبنیته العمیقة.
     إِنَّ الأُسلوب فی أیة لغة - لا سیما الأسلوب الشعری – لا بد له أن یستند إلى بناء یقوم على ربط الدال بالمدلول وإنتاج مجموعة من العلاقات المتواشجة بین التراکیب بعد أن تغلّف بقوالب شکلیة جمالیة هی من إفرازات البلاغة، لذا آثرنا أن یکون العنوان بالشکل الآتی : (بناء الأسلوب فی شعر نافع عقراوی – قراءة فی قصیدة أنا واللیل-) من هنا تأتی شرعیة الدراسة فضلًا عن کونها تشغّل المنهج الأُسلوبی الذی ینفتح على البناء اللغوی العام للنص الفنی واصفًا ومحللًا ومستنطقًا.
     تقوم خطة البحث على استقراء النص الشعری والکشف عن مواطنه الجمالیة أینما وردت من دون اللجوء إلى تقسیمات وتبویبات تثقل کاهل الدراسة فالبحث یدرس نصّاً واحداً کاملاً، الأمر الذی یستدعی تتبّع بنیة أُسطره واحداً تلو الآخر استناداً إلى بنائه الأسلوبی الذی یقضی بذلک.

        تسعى هذه الدراسة التقابلیة إلى تحدید أوجه التشابه والاختلاف بین أنماط أسالیب الأمر فی اللغتین العربیة والترکیة بالاعتماد على المنهجین الوصفی والتقابلی، بهدف تذلیل الصعوبات التی تعترض متعلمی اللغة العربیة من الطلاب الأَتراک فی أثناء تعلمهم لقواعد الأمر؛ لاختلاف لغتهم الأم عن اللغة العربیة، وانتهت بتقدیم الحلول المقترحة التی تسهم فی التغلب على تلک الصعوبات .
       ومن أَبرز النتائج التی توصل إِلیها البحث هو وجود أوجه تشابه واختلاف بین اللغتین العربیة والترکیة فی أُسلوب الأَمر، فمن أوجه التشابه اشتراک اللغتین فی بعض صیغ الأمر کالصیغة القیاسیة وصیغة الاستفهام ، وعدم جواز أمر المتکلم والمتکلمین فی اللغتین بالصیغة القیاسیة .
      أَمَّا أَوجه الاختلاف بین اللغتین فمنها انفراد اللغة العربیة عن اللغة الترکیة بظاهرة الإعراب، وأن صیغ الأمر فی العربیة فیها تفریق وتحدید للمخاطب على أَساس العدد : المفرد والمثنى والجمع، أو على أساس الجنس: المذکر والمؤنث، بخلاف اللغة الترکیة التی تخلو من الصیغ نفسها  .

        إنَّ محور هذا البحث هو عقد موازنة بین هذه اللغة وبین لغة أُخرى وهی اللغة الإنکلیزیة فی موضوع الصفة لکونها ظاهرة لغویة موجودة فی کل اللّغات، والهدف من الدراسة توضیح الصفة فی اللغتین العربیة والإنکلیزیة من خلال الوقوف على خصائص اللغتین من الناحیة الصرفیة والترکیبیة  والدلالیة، وتوصلت إلى نتائج عدیدة منها: یأتی الموصوف فی اللغة العربیة اسماً لا ضمیراً، أَمَّا فی الإنکلیزیة فیکون اسماً أو ضمیراً، وتأتی الصفة بعد الموصوف فی اللغة العربیة، أَمَّا فی الإنکلیزیة فلیس لها موقع ثابت وعلى الأغلب تأتی قبل الموصوف، وفی کلتا اللغتین یمکن أن یتعدد النعت، إِلَّا أَنَّه یتعدد بحرف العطف فی اللغة الإنکلیزیة، وتتبع الصفة الموصوف من حیث التذکیر والتأنیث التنکیر والتعریف فی اللغة العربیة، وهذا غیر موجود فی اللغة الإنکلیزیة، ولا وجود للمثنى فی الإنکلیزیة، ولا ما یعرف بالنعت السببی، ولا ینعت بشبه الجملة، وإنّ اشتقاق الصفة فی اللغة الإنکلیزیة یشوبه الکثیر من التعقید والتداخل مع مواضیع أُخرى، وینعت باسم التفضیل فی اللغة العربیة ویقابله فی الإنکلیزیة درجات التفضیل أو درجات المقارنة فی اللغة الإنکلیزیة ، ویتَّضح أَنَّ اللغة العربیة نظام متکامل دقیق یعبّر عن المعانی والدلالات تعبیراً دقیقاً یتسم بالإیجاز والشمول على خلاف اللغة الإنکلیزیة التی قد تحتاج إلى إیراد مفردات عدة للتعبیر عن جملة صغیرة فی اللغة العربیة.

         تناول هذا البحثُ دلالاتِ الجذر (ث/ق/ل) ومشتِقاتِهِ فی القرآن الکریم وبیان دلالاتها فی السیاق القرآنی, وتنوعت هذه الدلالاتُ بیْن الثّقَل الحقیقی المادی والثّقَل المعنوی , فالثّقَل الحقیقی ما کان له ثِقَل محسوس یُوزن ویُقدّر ویکون فی الأجسام والأشیاء المادیة ومنه (الثقلان – الإنس والجن) و(أثقالها – کل ما فی جوف الأرض من الموتى والکنوز).
                وأمّا الثّقَل المعنوی فیکون فی الأُمور المعنویة غیر المحسوسة التی لیس لها وزن أو ثِقل ومنه: (الأَثقال– الآثام- والأَوزار), وکذلک الأمور التی تُثقِلُ کاهلَ الإنسان کالدَّیْن والمَغرم.

        استدرکنا فی بحثنا الموسوم ((مشرکو قریش وحلفائهم حتى فتح مکة (8هـ) دراسة تاریخیة - کمیة)) فئة ناصبت العداء للإسلام والمسلمین, ألا وهی فئة المشرکین على اختلاف بطونهم, وقبائلهم, ومدى حجم مواقفهم من العداء للدعوة الإسلامیة, سواءً کانوا موالٍ أم أحراراً, سادةً أم عبیداً, صلیبةً أم حلفاءً, إلا أن المکان الذی یجمعهم هو مکة وما حولها إذ تناولنا بدراسة تاریخیة- کمیة أعداد المشرکین حتى فتح مکة ودخولها الإسلام ومن هلک منهم على الکفر سواء من مات فی مکة أم من قُتل فی المعارک ضد المسلمین أم نتیجة مرضٍ أهلکه الله به, أم قُتل على ید أحد الوحوش کالأسد, وهو ما حصل لعتیبة بن أبی لهب, مبتدأً بمشرکی بنی هاشم وما تلاهم من البطون القرشیة, وانتهاءً ببنی فهر بن النضر بن کنانة, وکذلک الحال بالنسبة لحلفائهم ممن مات أو قُتل على الکفر, واستعرضنا فی طیات هذا البحث, اسماءً لصحابة, زَجت بهم بعض المصادر بقائمة المشرکین والکفار, لکن الاستدلالات والبراهین القاطعة لثبوت صحبتهم للنبی (r) نفت ذلک, مستقیاً المعلومات من مصادر أخرى. فضلاً عن ذلک تطرقنا لرجالات سکتت المصادر عن قضیة إسلامهم وبقائهم على الکفر, علاوة على ذلک ما أَوردته النصوص التاریخیة عن مقتل رجالات من عامة قریش, دون ذکرٍ لبطونهم أو أَسمائهم, أو أَعدادهم, لیکون ما توصلنا من أَعداد وإحصاءات لمشرکی قریش وحلفائهم ممن ماتوا او قتلوا على الکفر، إحصاءات تقریبیة, وبَّینا الأسباب والدوافع لبقاء مشرکی قریش على الکفر وإصرارهم على دین الوثنیة والشرک, دون أن یلامس قلوبهم نور الإسلام, وما توصلنا إلیه من نتائج نهائیة عن بحثنا. وما قمنا به من رسم جداول إحصائیة تبین نسبة وأعداد المشرکین من أهل مکة عامة, ومن بطونها مع حلفائها خاصة, وإن کانت بصورة تقریبیة ولیس کمحصلة نهائیة لأعدادهم ونِسبهم؛ لأنَّ ما توصلنا إلیه کان بحاجة الى الدقة التاریخیة والإحصائیة فی آن واحد, للوصول إلى ما آلینا إلیه من أحداث ووقائع تاریخیة تتناسب مع ما وصلنا إلیه من نتائج کمیة, تبین إسلام أکثریة أهل مکة, مقابل نسبة قلیلة فنُوا وهلکوا على الکفر, لیصبحوا من بقایا الجاهلیة والوثنیة المندثرة فی مکة, ولتعود مکة کما کانت علیه فی زمن سیدنا إِبراهیم وإِسماعیل (علیهما السلام) مدینة الحج والتوحید, وقبلة المسلمین إلى یومنا هذا.

      واجه السلطان عبد العزیز بن الحسن الأَوَّل تحدیت کبیرة بعد أَن تسنم العرش المغربی نظرًا لکونه صغیر العمر فصار تحت وصایة أَحمد بن موسى باحماد الذی قاد البلاد من خلال السیر على سیاسیة السلطان الحسن الأَوَّل فقام بإِصلاحات إِداریة ومالیة وعسکریة تمثلت باختیار الوزراء والمساعدین له فضلًا عن محاولة إِصلاح العملة المغربیة وإدخال أسلحة جدیدة  لبلاده عن طریق شرائها من الخارج, وبعد وفاته عام 1900م تولَّى السلطان عبد العزیز السلطة الفعلیة فی البلاد لذلک توجه إِلى إِصلاح إِدارة الدولة عن طریق تغییر الوزراء وإِصلاحات تخص دار النیابة أَیضًا, کما توجه إِلى الإِصلاح المالی بضغط من الدول الأُوربیَّة لیتمکن من التخلص من الأَزمة المالیة التی ضربت بلاده , وکذلک توجه إِلى الإِصلاح العسکری من خلال إِنشاء المصانع وشراء الأَسلحة من الدول الأُوربیَّة لمواجهة الثورات التی وقفت ضده .

     شهد الربع الأَخیر من القرن العشرین، ومروراً بالعقدین الأولین من القرن الحادی والعشرین عنایة الجامعات العراقیة بالکتابة عن حیاة وسیرة ودور الشخصیات الأکادیمیة العراقیة فی حقول المعرفة والدراسات الإنسانیة عامة، وفی حقل الدراسات التاریخیة خاصةً، عبر الرسائل والأطاریح الجامعیة، وکان الاهتمام بالشخصیات الأکادیمیة التی توفاها الله سبحانه وتعالى ورحلت عن حیاتنا، لکنها ظلت باقیة من خلال عطائها المعرفی بما ألفتَّهُ من دراسات وکتب، وما قدمته ُمن  نشاطات ثقافیة وأکادیمیة فی داخل العراق وخارجه. ولقد کانت جامعة بغداد السبّاقة فی هذا المجال، ثم لحقتها بقیة الجامعات العراقیة  فی أقسام التاریخ فی کلیات الآداب والتربیة. ولقد تنبه الکثیرون من العاملین فی هذا الحقل العلمی الأکادیمی إِلى أهمیة الکتابة عن الشخصیات التی مازالت على قید الحیاة ومستمرة فی تقدیم عطائها المعرفی، تکریماً لها فی حیاتها لما لهذه الالتفاتة من أهمیة کبیرة فی تثمین دورهم ولفت الانتباه إِلى ما قدموه من منجز علمی رصین. ومن هنا جاء اختیار بحثنا عن أحد الشخصیات الاکادیمیة فی جامعة الموصل- کلیة الآداب- قسم التاریخ، حیث تناولنا فی هذا البحث المسیرة والنتاجات العلمیة للدکتور محمد علی داهش منذ تعینه (مساعد باحث) وصولاً إِلى مرتبة الأُستاذیة.

        إِنَّ البحث المعنون (الإِسهامات الخیریَّة لنساء الأُسرة الحاکمة للأَعمال العمرانیَّة فی الدولة الإِسلامیَّة فی القرن الرابع الهجری العاشر المیلادی إِلى القرن السابع الهجری الثالث العشر المیلادی) یتحدث عن الدور الکبیر الذی أَدَّته النساء الأُسرة الحاکمة فی الأَعمال الخیریة للدولة الإِسلامیَّة ومدى أَهمیة تلک الأَعمال فی بناء السرح الحضاری للدولة الإِسلامیَّة، وأَنفاقهم للأَموال فی مجال الخیر وبناء مجتمع متقدم ومتطور وسلیم من جمیع النواحی الصحیة والعلمیة وعلى رأسهم الناحیة الدینیة، فقد حاولت النساء المساهمة فی الأَعمال العمرانیَّة لبناء المساجد وتشجیع الناحیة الدینیة، وکذلک أَسهموا فی بناء المدارس لتقدم وتطویر العلم والتعلیم؛ لأَنَّ بناء أَیة مجتمع یتوقف على الناحیة التعلیمیة، وکذلک أَسهموا فی بناء المستشفیات وتحسین صحة الفرد فی المجتمع؛ لأَنَّ سعادة الإِنسان وتقدمه وعیشه بکرامة یتوقف على مدى صحته لذلک اعتنوا بصحة الفرد وکانوا حریصین على تحسینها، وقد انفقوا الأَموال وأَوقفوا الأَوقاف من أَجل تلک الأَعمال الخیریة، وکل هذه الأَعمال التی قامت بها النساء کان الغرض منها تحصیل البر والإِحسان وخلود أَسمائهنَّ فی قائمة المحسنات.
 

        یتردد الاسم (بلاد ألاشیا KUR A-la-ši-ia) فی نصوص مسماریة أَکَّدیة عدیدة تعود إلى الألف الثانی ق.م، وقد بات معروفاً أنه الاسم القدیم لجزیرة قبرص التی تعدّ ثانی أکبر جزیرة فی البحر الأبیض المتوسط (9251 کم2)، وتقع غربی ساحل بلاد الشام، على بعد نحو (110کم) عن مدینة اللاذقیة السوریة.
       یرد أقدم ذکر لألاشیا، معروف فی المصادر الکتابیة حتى الآن، ضمن أرشیف مدینة ماری (تل الحریری)، ویعود إلى عهد ملکها زمری لیم (1775-1762 ق.م). وقد کانت ألاشیا مشهورة بالنحاس الذی یوصف بالصافی الخالص، ویرغب حکّام مناطق الشرق القدیم فی اقتنائه. وبرزت أهمیتها الزائدة خلال عصر العمارنة (القرن الرابع عشر ق.م)؛ وتعود إلیه ثمانیة رسائل باللغة الأکّدیة، أرسلها ملک (أو ملوک؟) ألاشیا إلى الملک المصری أمنحوتب الرابع، وهی تشکل دلیلاً على وصول استخدام الأکّدیة والکتابة المسماریة إلیها، وتوثق حرکة تبادلیة نشطة بین البلدین، وذلک على الصعیدین الرسمی والفردی، فقد کان القصران الملکیان یتبادلان المواد غیر المتوافرة لدى کل منهما، والأشیاء الثمینة النادرة، کما تمیزت علاقاتها مع مملکتی ألالاخ وأوجاریت القائمتین على ساحل بلاد الشام، بحکم القرب الجغرافی.

        أَدرک العراقیون والمصریون القدماء أهمیة مهنة الطیب ومعالجة الأَمراض نظرًا لحاجتهِ فی أَی متجمع مهما بلغ من الوقت والتقدُّم فطالما کان هناک مرض فلا بد من وجود من تقع على عاتقه مسؤولیة البحث عن علاج هذا المرض من خلال مهنة الإنسانیة " فلکلِ داءٍ دواء" فقد أَدرک الإِنسان من أن وجد أهمیة البحث عن ما یخفف آلامهم وأوجاعهم، فالبردیات المصریة الطبیبة ضمت بین أَجنحتها عدد لا یُحصى من الوصفات العلاجیة ومثلها النصوص المسماریة وفی معظمها وصفات طبیة نباتیة، وما یعنینا فی هذا البحث عرض بعض الأَمراض ذات العلاقة بالرأس مع معالجتها الطبیة من خلال الوصفات التی ذکرت فی النصوص المسماریة الطبیبة وفی الکتابات المصریة الهیروغلیفیة فی محاولة حدیات المعرفة الطبیة العراقیة والمصریة الَّتی لا تزال معظمها مستخدم لیومنا هذا فقد ثبتت أَنَّها أَفضل من الأَدویة الکیمیائیة.

        تُعدُّ مؤسسات المجتمع ذات أَهمیة؛ لأَنَّها تؤدی دورًا فاعلًا واجتماعیًا ضمن إطار الدولة، إذ اکتسب مصطلح المجتمع المدنی أهمیة وخاصة فی مجال بناء السلام ومعالجة النزاعات، ویشیر المصطلح إلى جملة واسعة من المنظمات وهی المنظمات السکانیة المنظمات غیر الحکومیة، نقابات العمال، المنظمات الخیریة... الخ.
     والتعرُّض لمفهوم المجتمع المدنی هو من المسائل المهمة فی وقتنا الحاضر؛ إِذ یُعدُّ قیاس وتطور المجتمعات من خلال وجود مؤسسات المجتمع المدنی والدور الذی یمکن أَن تؤدِّیه تلک المؤسسات فی حال حصولها على الحریة الکاملة والدعم المستمر من الحکومة وتکمن أَهمیة وجود مؤسسات المجتمع المدنی فی الدور الکبیر الذی تؤدیه تلک المؤسسات فی تحقیق السلام، ودورها فی تجمیع المصالح وتحقیق النظام والتعایش فی المجتمع.
    إِنَّ مؤسسات المجتمع المدنی هی تنظیمات تطوعیة حرة تعمل على تعزیز قیم التسامح واحترام الرأی والرأی الآخر، وتشمل تلک المؤسسات کل الهیئات الاجتماعیة والسیاسیة من أحزاب ونقابات واتحادات وأَندیة ومنظمات حقوق الإنسان ومجتمعات حمایة المستهلک والرعایة الصحیة والاجتماعیة والمنتدیات الاقتصادیة.
      ویقوم البحث على فرضیة مفادها بأَنَّ مؤسسات المجتمع المدنی لا تملک القدرة الکافیة لتحدث تغییرات إِیجابیة دون وجود دولة فعَّالة ودیمقراطیة لکی تقدم الدعم لهذه المؤسسات لکی تأخذ دورها بوصفها عاملاً ممیزًا فی بناء المجتمع والسلام.

       هدفت الدراسة إِلى التعرف على ظاهرة الانتحار، أَبرز أَنواعه وقوف على العوامل الاجتماعیَّة الدافعة إِلى الانتحار بشکل عام، والسعی للکشف عن مؤشرات تزاید ظاهرة الانتحار؛ إِذ اعتمد الباحث على المنهج الوصفی التحلیلی فی دراسته لبلوغ الأَهداف المرجوة من الدراسة، وتوصَّل البحث إِلى مجموعة نتائج أَبرزها :
1) إِنَّ ضعف الواعز الدینی، والبعد عن منهج الله والحیاد عن طریقه المستقیم، وتغلب القیم المادیة على القیم الروحیة عند الإنسان، وجهل المنتحرین بحکمة الابتلاء ، وفقد الصبر وقوة الإرادة لدى الفرد ، وانتشار الأفکار المخالفة لتعالیم الدین الإِسلامی.
2) توجد مجموعة من الأَسباب الاجتماعیَّة المؤدیة إِلى ظاهرة الانتحار، وهى: غیاب الروابط الاجتماعیَّة، وتغییر المناخ الذی یعیش فیه الفرد والانتقال إِلى مجتمع آخر جدید علیه یشعر فیه بالوحدة ، وانتشار تعاطی المخدرات والمسکرات بشتى صنوفها وأنواعها، والعنف الذی یظهر فی وسائل الإعلام ، وتوافر وسهولة الحصول علی الادوات والوسائل المعینة على الانتحار مع تنوعها، وتتعدد الأَسباب النفسیة التی قد تدفع بالفرد إِلى الانتحار، ومن اهمها: الاکتئاب، والهروب من مواجهة المشکلات والمصاعب، وکمحاولة لإنهاء الحزن، ولفت الانتباه، والإحساس بالذنب، والتمزق العائلی الناتج عن الضغط النفسی لدى الفرد وإحساسه بالغربة.

        یأتی هذا البحث بوصفه محاولة لمعالجة طبیعة علاقة التجربة الصوفیة بالحدس أو الوعی الصوفی فی فلسفة الدین عند ولتر ستیس، سواء أکان ذلک عبر بیان صلتهما ببعضمها، أم عبر بیان مدى امکانیة التعبیر عنهما معًا؛ إذ تتأسس هذه الموازنة على التمییز ما بین التجربة الدینیة العامة والحدس الصوفی أو الوعی الذاتی للمتصوف، ذلک أنَّ هذا الحدس على اقتران واضح بالحدس الجمالی، فضلاً عن أن الوعی الصوفی بحد ذاته لا یمکن له أن یتجزأ کمفهوم عن فکرة التجربة الدینیة بصفات مشترکة ما بینهما (کالذاتیة، والفردیة، والروحیة). إذن نحن هنا أمام جدلیة حاصلة فی تأویل التجربة الصوفیة أو (الرمزیة الدینیة)، فالمتصوف -بحسب ستیس- فی حالة من الحیرة إذا ما أراد استعمال لغة مفادها (الاستثارة الدینیة) لإیضاح تجربته الروحیة فی ظل نظریة مفادها "العمى الروحی".

یعرض البحث الموسوم ب)تداعیات النظر المقاصدی على أدلة الأَحکام عند الْعَالَّمَةَ الزلمی(, آثار م ا رعاة مقاصد الشریعة الإِسلَّمیة عند العمل بأَد لاة الأَحکام الشرعیة
التی اختلف الأ أصولیون حول حجیة بعضها, لهذه المقاصد ممثلة لفلسفة التشریع الإِسلَّمی, وغایاته, التی صار تناولها لا یقتصر على بیانها فی الأَحکام الجزئیة فقط , بل
مطلباً مهماً لکل من یتوجه نحو تجدید آلیات الاجتهاد من مجتهدی الأ أام ة, ومنهم الْعَالَّمَةَ الازلَمِیّ الذی قدم رؤیة منسجمة مع الواقع ومنبعثة من مقاصد الشریعة باستحضاره لها
بوصفها منهجیة للتعامل مع النصوص الشرعیة؛ ومعیا ا رً للترجیح عند الاختلَّف؛ من أَجل تحقیق جلب المصالح, ودرء المفاسد, یحسن بیانها لما لها من آثر فی بیان کفایة الشریعة
وصلَّحیتها لکل زمان ومکان.

        یُعدُّ الإمام ابن حجر الهیتمی مفتی مکة من علماء القرن التاسع للهجرة، ولد فی قریة محلة الهیتم فی شهر رجب سنة (909ه)، ولهذا نسبة لها فسمی بالهیتمی، أَمَّا سبب شهرته بابن حجر، فذلک یعود بسبب جده فقد کان مشهورًا فی قومه أَنَّه ملازم للصمت ولا ینطق إِلَّا لضرورة، نشأ یتیم الأَب فتکفله جده برعایته وتربیته، وبعد أَن توفی جده تکفله الشیخان الشناوی والشیخ أَبی الحمائل، وقد تلقى مختلف العلوم على یدیهما، وبعدها انتقل إِلى مکة وأخذ ینهل العلم من کبار علمائها وکان من ابرزهم الشیخ زکریا الأَنصاری، وتمییز بفطانته وذکائه؛ فبرع فی مختلف العلوم واشتهر بکونه فقیها ومحدثا أکثر من کونه مفسرًا لهذا لم ینفرد بکتاب تفسیر خاص به خلافًا لباقی العلوم، ومن أبرز مصنفاته: الزواجر عن اقتراف الکبائر، والفتاوى الفقهیة الکبرى، والصواعق المحرقة، والفتاوى الحدیثیة، وتتلمذ على یدیه عدد کبیر من أبرزهم: أَحمد الرملی وعبد الله العیدروس وعبد القادر الفاکهی وغیرهم، توفی فی مکة المکرمة سنة (974ه)، ودفن فی تربة الطبریین.

        إنَّ موضوع میراث المطلقة فی مرض الموت فی العلاقات الخاصة الدولیة یُعدُّ من المواضیع الحدیثة و المهمة فی عصرنا الحالی؛ لأَنَّ کثرة المشاکل بین الزوجین  قد أدت إلى وقوع طلاق الفار و حرمان المورث المطلق لمطلقته من المیراث عند وقوعه فی مرض ممیت، وکذلک قد یکون للمورث المطلق أموال  عقاریة وغیر عقاریة فی أکثر من دولة، لذلک فان احتمال حرمان المطلقة من حصتها أمر وارد، والبحث فی موضوع میراث المطلقة فی مرض الموت له اهمیة کبیرة فی مجال العلاقات الخاصة الدولیة، فقد یکون القانون واجب التطبیق مانعا لها من المیراث، ولکون المیراث یتعلق بالنظام العام فهنا لا یمکن تطبیق ذلک القانون وحرمان الزوجة المطلقة من میراثها لمخالفته للنظام العام، کما یمکن حمایتها والحصول على حصتها من المیراث عن طریق غل ید مطلقها من التصرف
فی أمواله الموجودة فی دولة أخرى غیر دولة المطلقة، وذلک عن طریق اللجوء إلى محکمة محل أموال المورث المطلق، من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائیة على أَمواله، والهدف الأساسی لهذا البحث، تحقیق الانصاف لمصلحة الوارثة المطلقة فی حالة قیام المورث المطلق بطلاق زوجته بدون سبب عند وقوعه فی مرض الموت، وإِنَّما لمجرد حرمانها من میراثها ویتم ذلک من خلال منع تطبیق، أَی قانون مخالف لمیراث المطلقة واستبعاد أی قانون تم التحایل علیه عمدا من أجل حرمانها من میراثها واتخاذ الإجراءات الوقائیة من قبل کل محکمة موجودة على إقلیمها أموال المورث المطلق بعد طلب الوارثة المطلقة منها، حمایة لها، ففیما یتعلق بموقف المشرع العراقی، فلم یشر المشرع العراقی إلى میراث المطلقة فی مرض الموت فی العلاقات الخاصة الدولیة فی القانون المدنی العراقی، لذلک اقترحنا على المشرع العراقی بأن یضیف بعض النصوص القانونیة المتعلقة بمیراث المطلقة فی مرض الموت فی العلاقات الخاصة الدولیة فی القانون المدنی العراقی.
  

هدف هذا البحث إِلى تقصی فاعلیة بیئة تعلیمیة إِلکترونیَّة فی تنمیة مهارات تصمیم الدروس الإِلکترونیَّة لدى تدریسیی جامعة الموصل, اتبع البحث المنهج التجریبی القائم على المجموعة التجریبیة الواحدة, وتکونت عینة البحث من (49) عضوًا من هیئة تدریس من جامعة الموصل, استخدم البحث اختبار عملی إِلکترونی مکون من (30) سؤالًا أَدائیًا من نوع النقر على النقاط الساخنة لقیاس مهارات تصمیم الدروس الإِلکترونیَّة, وبعد تطبیق أَداة البحث قبلیًا وبعدیًا على مجموعة البحث, کشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إِحصائیَّة بین متوسطی درجات أَعضاء هیئة التدریس فی التطبیقین القبلی والبعدی لاختبار مهارات تصمیم الدروس الإِلکترونیَّة لصالح التطبیق البعدی, وهذه النتیجة توضح فاعلیة البیئة التعلیمیة الإِلکترونیَّة فی تنمیة مهارات تصمیم الدروس الإِلکترونیَّة

ظاهرة الحمل على المعنى من أبرز المباحث اللّغویّة التی شهدت عنایة کبیرة لدى اللّغویین والمفسرین والبلاغیین وعلماء القراءات؛ وهی آلیّة من آلیات التّفسیر، والتّأویل التی یجنح إلیها النحویّ أو المفسّر عند عدول التّرکیب النّحوی عن المعیار، أو القاعدة المقرّرة؛ قصد فک ما یتوهّم المُتلقّی من انحراف عن الأَصل.
       والمتأمّل فی المُنجز التّراثیّ فی علومه، ومعارفه المُختلفة، یلفی أنّ هذه الظاهرة کانت حاضرة فی مُقاربات القُدماء؛ فقد خصّها العلماء: کالخلیل، وسیبویه، والمُبرّد، وابن قتیبة، وابن الأَنباری، وغیرهم.. بأَبواب ومباحث مُستقلّة؛ وإن لم یتوسّعوا فی تأصیلها، وتأسیسها نظریّا.
          ومن هذا المُنطلق تحرّکت الرّغبة المعرفیّة لإِنجاز مقاربة علمیّة؛ لاستجلاء مفهوم ظاهرة الحمل على المعنى، واستکشاف أبرز صورها، وأنماطها مع تحدید موقع التّأویل فی تفسیر شواهدها. ولعلّ ابن جنّی (392ه)؛ من أکثر القدماء عنایة بهذه الظّاهرة، وتنویها بفضلها، وإشادة بمکانتها، ودورها فی فکّ ما استغلق من التّرکیب اللّغویّ.

     تُعدُّ الأَصوات جوهر اللغة وأَداتها ودراسة الصوت اللغوی بتنوع صفاته وتحدید مقاطعه وما توحی إلیه من معانٍ داخل النص اللغوی من أَبرز الأُسس التی تقوم علیها الدراسة الصوتیة؛ لذا ارتأیتُ أن أبحث فی تلک العلاقة عن طریق دراسة الإیحاء الصوتی فی قصیدة شعریة تُعدُّ من أَشهر القصائد وأجملها التی مُدِحَ بها رسول الله (صلى الله علیه وسلم) فی العصر الحدیث، ألا وهی: (الهمزیة النبویَّة) لأحمد شوقی الملقب بـ (أمیر الشعراء) لمتوفى سنة (1351هـ - 1932م)، وقد نظمها سنة (1334هـ - 1917م).
     وأمَّا المنهج الذی اعتمدناه فی دراستنا للقصیدة فیتمثل باعتمادنا على الجرد والإحصاء الیدوی للأصوات الواردة فیها، آخذًین بالحسبان ما یلفظ دون ما یکتب؛ لأنَّه خارج من دائرة الدرس لدینا، ومستعینین فی ذلک بجداول تفصیلیة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی والتحلیلی؛ وفقًا لما یتطلبه موضوع الدراسة الذی یحتاج إلى وصف وتحلیل، فأمَّا المنهج فقد اعتمدنا المنهج الوصفی فی التمهید والفصول کافة، ویُقصد به: وصف النظام الصوتیِّ أی: ( الأصوات المؤلفة للکلام من صوائت وصوامت، وما تحمله من صفاتٍ عامَّة وخاصَّة، إلى جانب المقاطع الصوتیة)، وأمَّا المنهج التحلیلی الذی تمَّ اعتُمد فی الفصول إلى جانب المنهج الوصفی فالمقصود به: التحلیل الصوتی للوحة القصیدة، واستجلاء إیحاءات الأصوات الواردة فیها، وربط تلک الأصوات بالمعانی الواردة فی السیاق الشعری _ بالنظر إلى شروحات القصیدة وبعض المعانی التی أشار إلیها المؤلف فی هامش القصیدة_ من خلال نسب مئویة وردت بدقة وموضوعیة عن طریق جدول الإحصاء.
     کما اقتضت طبیعة الدراسة أن تکون مصادرها، ومراجعها، التی استقینا منها الروافد الأساسیة للبحث من صنفین, أولها: کتب الأصوات القدیمة والحدیثة، و(الأصوات اللغویة لإبراهیم أنیس)، و( علم الأصوات لکمال بشر), وثانیها: المصادر التی تناولت شعر أحمد شوقی الإسلامی, وأهمها: (شوقی شعره الإسلامی, لماهر حسن فهمی)، و(الدین والأخلاق فی شعر شوقی لعلی النجدی ناصیف)، ثم ختمناها بخاتمة بیَّنَّا فیها أبرز النتائج.