السنة 1، العدد 1، الربیع 1971، الصفحة 5-189
احتلال المغول لبغداد
اداب الرافدین,
1971, السنة 1, العدد 1, الصفحة 5-42
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1971.166524
کتب وسیکتب الکثیر عن سقوط الخلافة العباسیة وعن احتلال المغول لبغداد لما لهذا الحدث من آثار خطیرة على التاریخ الاسلامی - العربی من جهة وعلى التاریخ العالمی من جهة اخرى ، وبالرغم من أهمیة هذا الحدث الا أنه لم یدرس دراسة مفصلة وافیة الى الان على کثرة ما هو متوفر لدینا من معلومات اولیة عنه . ان ضعف وسقوط الدولة العباسیة لم یکن ولید وقته او نتیجة لغزو التتر فقط . ولکن الضعف فی اوصال هذه الخلافة کان بعید الجذور تاریخیة وقد بذل بعض الخلفاء جهودا محموده من اجل تقویة کیان الخلافة العباسیة من امثال الناصر الدین الله ,۰۷5 - ۱۲۲ هو وحفیده المستنصر ۱۲۲۰ - 640 ، الا ان جهودهما کانت محدوده الاثر کما انها جائت متاخرة فلم تستطیع ان تبعث الحیاة إلى الأوصال المحطمة لهذه الدولة فقد کانت المنازعات الداخلیة بین الطوائف الدینیة تنهش فیها داخلیا کما ان سیطرتها الخارجیة على بقیة العالم الاسلامی الممزق - کانت اسمیة فقط . فقد کان هم الأمراء المسلمین هو الحصول على التقلید من الخلیفة مقابل أن یذکر اسم الخلیفة فی الخطبة وفی السکة دلالة على تبعیتهم له ظاهریا فقط وحصولهم على التقلید کان من اجل اثبات شرعیة حکمهم فی اعین رعایاهم .
و کانت الاضطرابات الداخلیة المستمرة فی بغداد قد أنهکت قوى الدولة و اقلقت بالها ووجهت انظار الخلفاء إلى الداخل اکثر من توجیه اهتمامهم إلى الخارج مما جعل انهیارها أمرا لا مفر منه . و المقال التالی سوف لن یعالج اسباب سقوط الخلافة حیث ان المؤلف قد عالج هذا الموضوع بتفصیل فی دراسة مستقلة ستطبع قریبا بل سیرکز على العملیات الحربیة التی قام بها المغول من اجل احتلال بغداد . ودراسة للاستراتیجیة العسکریة المغولیة وفنون التعبئة عندهم .
نتائج حفریات جامعة الموصل فی اسوار نینوى : توطئه
اداب الرافدین,
1971, السنة 1, العدد 1, الصفحة 45-97
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1971.166525
کان من بین أهداف جامعة الموصل منذ تأسیسها ان تشارک فی احیاء التراث العراقی القدیم منه والاسلامی و تظهر للعالم بعض ما وصلت الیه حضاراتنا الأصیلة فی شتى المجالات العلمیة والفنیة اسوة بالجامعات العالمیة ولتحقیق هذا الهدف فقد قامت الجامعة بدراسة مفصلة لجمیع المواقع الأثریة القریبة من مدینة الموصل ووقع اختیارها على مدینة نینوى الاشوریة کوقع اول لتنقیباتها العلمیة لما لهذه المدینة من أهمیة تاریخیة بالغة وشهرة عالمیة واسعة ففاتحت وزارة الثقافة والارشاد انذاک ومدیریة الاثار العامة مبینة استعدادها للمشارکة فی مجال التنقیب والصیانة العلمیة فی مدینة نینوى فلاقی هذا الاستعداد قبولا حسنا وتشجیعا کبیرة فی کافة الأوساط العلمیة فی العراق ومنحت الجامعة ولاول مرة فی العراق اجازة للتنقیب والصیانة و بدأت اعمالها فی السور الشمالی المدینة نینوى حیث تتوقع أن تکشف عن أحدى بوابات المدینة الاشوریة وذلک بتاریخ ۱۷-۲-1968
وکانت هیئة تنقیبات الجامعة تتالف بالاضافة الى کاتب المقال کرئیس للهیئة . من السادة : السید عادل نجم - ماجستیر فی الآثار من جامعة بغداد
السید فاروق ناصر خریج کلیة الاداب- فرع الاثار
السید اسماعیل هادی خریج معهد المساحة فی بغداد .
السید هاشم اسماعیل مصور فنی ضرار القدر -خریج اکادیمیة الفنون الجمیلة
وقد التحق السید عادل نجم عبو بالهیئة نظرا لاستقالة السید اسماعیل حجارة بعد شهر من بدء الحفریات کما التحق المساح السید اسماعیل هادی باعضاء الهیئة نظرا لانسحاب السید طارق سعید.
وکان یمثل مدیریة الاثار العامة لدى هیئة التنقیب السید عبدالله امین الملحق فی مفتشیة اثار الموصل ثم السید منهل جبر ملحق فی مفتشیة اثار الموصل .
ولقد کان لتشجیع رئاسة الجامعة واهتمامها باعمال الحفریات التی تقوم بها هیئتنا الأثر الفعال فی انجاز الجزء الأکبر من العمل فی وقت یکاد یکون قیاسیا وعلى اسس علمیة سلیمة ولا اجد نفسی وانا اتحدث عن اعمال الجامعة فی هذا المجال الا شاکرا للمساعدات العلمیة والاداریة التی قدمتها لنا کلیة الاداب ، هیئة الانسانیات انذاک ، فی جامعة الموصل خاصة الدکتور عبد المنعم رشاد عمید الکلیة بالوکالة والمساعدات العلمیة التی قدمها لنا اساتذة کلیة الطب وکلیة الهندسة فی معالجة الهیاکل العظمیة والأبنیة المکتشفة کل فی مجال اختصاصه، کما لایفوتنی ان اتقدم بشکری الجزیل الى کافة اعضاء هیئة التنقیبات وممثلی مدیریة الآثار العامة ومنتسبی متحف الحضارة والعلوم فی جامعة الموصل للجهود المخلصة التی بذلوها فی سبیل المحافظة على دقة العمل وانتظام سیره على أسس علمیة متینة وانی لأرجو مخلصا أن تتظافر الجهود فی المستقبل القریب للکشف عن ابنیة نینوى وصیانتها لاظهارها بمظهرها الاصیل .
القصة العربیة فی الادب العربی
اداب الرافدین,
1971, السنة 1, العدد 1, الصفحة 98-122
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1971.166526
لیست القصة دخیلة على أدبنا العربی انما وجدت من أمد بعید و عرفت فی العصر الجاهلی کحرب داحس والغبراء ویوم الفجار . وکانت هذه القصص ممتعة و موضوع اعجاب العرب فی أماسیهم وسمرهم ناهیک عن قصص الهوى الکثیرة التی احتلت مجالس الانس ولاقت نصیبأ وافرة من الاعجاب ، کقصة المنخل الیشکری و المتجردة زوج النعمان وما کان بینهما من علاقة .
وعرف العرب قصصا تتناول بالتفسیر الاسطوری الحیاة و الخلق ، فحکوا الحکایات عن نشأة العالم وعن آدم و نسله، وعن نشأة ، اللغات و تعددها . وعن التاریخ ، العربی کما تخیلوه حتى الاسلام مما نجده فی کثیر من الکتب مثل کتاب التیجان لوهب بن منبه .
وکان القصاص یقتبس احیانا من الأمم الأخرى فیضع هذه القصص المنقولة فی قالب عربی صرف یتفق مع میول العربی وذوقه فضلا عن أن العرب فی العصر الجاهلی قد حفظوا قصها کثیرة عن الفرس: کانوا یروونها فی مجالس انسهم حیث وردت عدة قصص من هذا القبیل فی سیرة بن هشام . وقد ورث الأدب العربی عن العصر الجاهلی کثیرا من ادب الأسطورة و أدب القصص الخرافی کما نجده فی کتاب الاکلیل الهمدانی و کتاب التیجان و کتاب اخبار الیمن ، للجرهمی ولم یحضر الاسلام سماع الأقاصیص الصادقة بل عمل على تشجیعها لما فیها من التسلیة البریئة ولانها کانت عاملا من عوامل الحث على الفضیلة والحض عن الرذیلة .
وقد استعمل القرآن الکریم القصة واعتمد علیها وهو یلجأ إلى الأسلوب التصویری فی قصصه بصور الحدث و مجسمه ویدفع فیه الحیاة . ویرسم المکان وبصوره ویشر که فی الحدث.
ابو بکر الزبیدی 316 - 379 هـ
اداب الرافدین,
1971, السنة 1, العدد 1, الصفحة 123-151
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1971.166527
لم یتجاسر أشد الناس عداوة للعرب والمسلمین ، على أن ینکر ما کان لهم من فضل فی اخراج العالم کله من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة والعلم . ولقد ظلت لغة العرب وطابع العرب وکثیر من شمائلمهم ملازمة بالحیاة فی بلاد الأندلس . فی شتی میادینها طیلة حکمهم لها و بعد جلائهم عنها دهرا طویلا وفی القرون الأولى من الفتح نشط الأندلسیون من عقالهم واکبوا على العلم یردون مناهله ویستزیدون منها . وسحرتهم اللغة العربیة فاتخذوها لغة لهم . وقد ذکر المؤرخون أن منجیش الفاتح کان خلوا من النساء . ولذلک کان لابد لرجاله من التسری والتزوح والامتهان من بین المغلوبین . ومن هنا کانت لغة التخاطب التی یمکن تصورها . وبخاصة فی الجیل الأول من ابناء أولئک النساء الأندلسیات . ولکن اللغة الفصحی کانت لغة الکتابة والخطابة والتعلیم . وقد دفعهم الحرص على سلامتها إلى أن یضعون کتبا فی لحن العامة ، ویصلحون مایشبع من الاخطاء و ممن ألف فی هذا الفن صاحبنا ابو بکر الز بیدی -رحمه الله- . وقد خلف الفتح الإسلامی فی هذه البلاد أسفارا علمیة یعجز الإحصاء عن عدها و بیان قدرها . ولکن جل هذا الأسفار قد مضی مع احداث الزمن ، ولم یبقى منه الا الذکرى التی تثیر اعجاب الباحث . کما تثیر شعور الالم الممض . الذی قد یمتزج بشعاع من امل فی الظفر بشیء منها .
وکان علماء المشرق و علومهم ، مثلا اعلى عناد الأندلسیین فکانوا اذا امتدحوا واحدا منهم تنبوغه شبهوه بمن یناظره من علماء المشرق .
الکرامیة حرکة دینیة سیاسیة : دراستها من خلال سیر قادتها
اداب الرافدین,
1971, السنة 1, العدد 1, الصفحة 153-164
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1971.166528
بلغت الکرامیة - فی بدایة القرن الحادی عشر المیلادی - اوج عظمتها ، کطائفة دینیة ذات نفوذ واسع بین فقراء خراسان وبخاصة الفلاحین الذین غدوا رکیزة صلبة للسلطان محمود الغزنوی "988-1030" م، الذی کان یتطلع إلى مد فتوحاته فی الهند ، فکان من عادته أن یسند المناصب الاداریة فی دولته ولا سیما رئاسة المدن ، الى اعیان البلد. وکان یلجأ أحیانا إلى منح هذه المناصب لزعماء المسلمین الذین کانوا یمتلکون تأثرا شعبیا واسعة بین السکان . وهکذا نرى أن رئاسة مدینة نیسابور - عاصمة خراسان - اسندت فترة من الزمن إلى ابی بکر محمد ، زعیم الطائفة الکرامیة التی وصفها بارتولد Barthald بالزهد والتقوى (Pietistic) الا انها کثیرا ما کانت تلجأ إلى استخدام أسالیب العنف ضد کل من یحاول الوقوف فی طریقها ، حتى لنستطیع القول بان خراسان شهدت على یدیها ثورة اجتماعیة ودینیة وسیاسیة : استمرت إلى ما یقرب من قرن.
أن مؤسس هذه الطائفة هو أبو عبد الله محمد بن کرام بن عراف. ولد سنة 805م : فی قریة زرنج فی سجستان : عن أب عربی من قبیلة نزار ، وکان والده - حسب ما تذهب معظم الروایات - یعمل خازنا للکرم فقیل له الکرام . وقد ترک سجستان فی صباه ، وتنقل فی بلاد الغور و گرجستان
و أطراف خراسان . ناشرا مبادئه وتعالیمه . معلنا خلافه للمذاهب السنیة والشیعیة على السواء . ثم قدم بلخ ، وکثرت لقاءاته هناک بالزاهد احمد بن حرب حیث أخذ التقشف عنه . ثم درس الحدیث على ابراهیم بن یوسف الماکیانی ، وما لبث آن غادر بلخ إلى سرو، وروى هناک عن علی بن حجر ، ثم درس الحدیث فی هراة على ید عبد الله بن مالک السلیمانی . وبعد ان جاور فی مکة خمس سنین من 844 إلى 849م ، قفل عائدا إلى موطنه فی سجستان مارة بالقدس فنیسابور . وعند وصوله سجستان باع کل ممتلکاته واظهر التنسک والتعبد والتقشف، واخذ یصرح بالتجسیم ویدعو الى التشبیه . فافتن به جماعة من القرویین ولکن اهل سجستان حقدوا علیه ووقفوا فی طریقه ، وسعوا فی قتله . إلا أن صاحبها تخوف من الاقدام على ذلک لما رأى فی أبن کرام من مخایل التعبد والتقشف ، واکتفی بنفیه إلى نیسابور حیث راح یعظ الفلاحین وبنشر مبادئه فی التجسیم والتشبیه فتبعه کثیرون .