السنة 11، العدد 13، الشتاء 1981، الصفحة 9-678
الحضارة العربیة فی الاندلس واثرها فی اوربا
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 9-36
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166088
فکر العرب فی تحریر أسبانیا بعد أن طردوا البیزنطیین من شمال أفریقیا، وکانت اسبانیا قبل الفتح قد ملکها الرومان حتى القرن الخامس للمیلاد ، ثم انقض الوندال والآلان والسویف ، الذین هم من القبائل البربریة الحرمانیة على أسبانیا، ولم یلبثت القوط أن قهروهم واستولوا على اسبانیا فی القرن السادس للمیلاد وظلوا سادتها إلى أن جاء العرب. وقد اختلط القوط بالسکان الأسبان - الرومانیین، فأتخذوا اللاتینیة لغة لهم، وتحولوا من الآریوسیة إلى المذهب الکاثولیکی، وکان اختلاط القوط باللاتینین قبل حرکة التحریر العربی مقتصرا على علیة القوم، وکان سکان البلاد الأصلیون من الأرقاء، والذین کانوا مستعدین لقبول أی سلطان علیهم، کما أن التنافس على عرش أسبانیا أدى إلى نزاع سیاسی اجتماعی، وفتن داخلیة، وفقدان الروح العسکریة ، و فتور عن الدفاع بین الأهلین المستعبدین ، وکان من جراء ذلک تفرق الدولة القوطیة وسهل للعرب تحریر اسبانیا .
ونتیجة للتعاون بین العرب والبربر بعد تحریر شمال أفریقیة ، دخل جیش مؤلف من اثنی عشر ألف جندی بلاد اسبانیا فی سنة 92هـ /۷۱۱م وتم فتحها بقیادة طارق ابن زیاد ثم القائد موسی بن نصیر ۷۱۲ / ۹۳ م، وقد وصفها القائد العربی فی رسالة للخلیفة الأموی أنها : (شامیة فی طیبها وهوائها یمنیة فی اعتدالها واستوائها، هندیة فی عطرها وذکائها ، أهوازیة فی عظم جبایاتها ، صینیة فی معادن جواهرها ، عدنیة فی منافع سواحلها ).
الجذر التاریخی لمفهوم السبب والعلة من اللغة الى الاصطلاع
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 37-58
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166089
تعتبر السببیة من المشکلات الفلسفیة الکبری کی نشات منذ المراحل الأولى التفکیر الانسان والتی تحتل بالنسبة إلى التفکیر الحدیث منزلة الصدارة ، فکانت مرضع اهتمام الفلاسفة والعلم فی الشرق والغرب .
ولکی نعرف ، ماالمقصود بالسببیة ؟ یجدر بنا اولا ان تعرف السبب فی اللغة ثم فی الاصطلاح وکذلک العلة : وقد استعمل اللفظان بمعنى واحد ، عند الفلاسفة والمفکرین الذین تعرضوا لمبحث السبیة : وذلک بطابق واقع حال مانری من استعمال الفلاسفة المسلمین للسبب والعلة بمعنى واحد : فکان له اثر بارز فی جمیع المجالات الحیاتیة والکونیة : وبناء على ذلک جاء البحث مستهدفا معنى السبب والعلة لغة واصطلاحا ومن ثم توخی الجذر التاریخی لهذا المفهوم وما حصل علیه من تطورات واستعمالات عدیدة مختلفة باختلاف موضوعات العلوم ومناهجها.
-لقد ورد السبب فی اللغة الانکلیزیة والفرنسیة بلفظ ( cause) وفی اللاتینیة بلفظ :cause) اما السبب فی اللغة العریة فهو الحبل وقد سمی بذلک لانه یتسبب بالتعلق به إلى الحاجة التی لایوصل الیها بدونه. ولا بسمی سببا یکون طرفه معلقا بالسقف وهو أصل یدل على طول وامتداد : فهو اذن وسیلة وصل بین طرفین او نهایتین : ومما یدل على اصل السبب عند العرب فهو کل ما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب من حبل او وسیلة ، او رحم ، او فرابة او طریق او محبه .
الموارد المالیة فی اقلیم أرمینیة خلال الحکم العربی 210هـ/652م - 247هـ/865م
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 59-77
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166090
تحتل ارمینیة موقعا متمیزا بالنسبة للدولة العربیة الاسلامیة ، اذ انها تقع على اطراف بلاد الشام والجزیرة ، وان موقعها هذا یؤمن هذه الأقالیم من هجمات البیزنطیین خاصة بعد تحریرهما ، وهو الذی دفع العرب إلى تحریر هذا الاقلیم من السیطرة الساسانیة والبیزنطیة و کان ذلک فی سنة 31هـ/ 653م . واستمر هذا الاقلیم تحت السیادة العربیة حتى منتصف القرن الثالث الهجری .
لقد ظهرت دراسات تاریخیة عن تحریر العرب لهذا الإقلیم، کما قام بعض المؤرخین بدراسة اوضاع سکانه الاداریة والاقتصادیة والاجتماعیة ، الا أن أحدا لم یتطرق إلى دراسة موارده المالیة التی تشکل مدخولات بیت المال خلال الفترة المشار الیها، ولم ینل الاهتمام اللازم به ، وهذا ما دعانی إلى معالجة الموضوع والبحث فیه .
وما ینبغی الاشارة البه أن المصادر العربیة لم تقدم سوی معلومات مقتظبة عن موارد هذا الاقلیم المالیة ، واغلبها ورد بصورة عرضیة اثناء الکلام عن تحریر العرب له ، وتتمثل هذه المعلومات فی العهود ، والاتفاقیات التی أبرمها القادة العرب مع امرائه وأشارت فی متنها الى امور مالیة تتعلق بالحریة والخراج والأمور الأخرى المتفرعة عنها وقد تفحصت هذه الوثائق بشکل دقیق واخذت منها ما یتعلق بالبحث و درسته دراسة تاریخیة قائمة على التحلیل والاستنتاج لتکوین صورة واضحة وکاملة عن البحث .
أن ما قدمته المراجع العربیة من روایات متعددة لاتکفی لبناء البحث ، وان فیها الکثیر من المعلومات الناقصة التی تشکل فراغا کبیرة ، لهذا فقد استعنت ببعض دراسات المؤرخین الأرمن منهم على سبیل المثال کروسیة Groset وباسلر ماجیان Pasderm
. djan وغیرهما لتکوین صورة عن هذا الموضوع ، الا انی وجدت أن هذه المصادر تعکس وجهة نظر ار مبنیة بحتة ، ولهذا فقد حاولت ان اخضع النصوص الأرمنیة إلى التحلیل ومناقشة ما ورد فیها من ملاحظات ومقارنة ذلک بما نوفر لدی من المصادر الاخرى ؟
اما بالنسبة إلى المسائل الأخرى التی لا یورد المؤرخون العرب والارمن معلومات واضحة عنها فقد اشرت الى أهم الأمور التی نتعلق بها من خلال الأسئلة الکثیرة التی یمکن الباحث الاجابة عنها .
اضواء على سیف الرسول (ص)
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 79-95
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166091
اهتم الرسول الکریم منذ أن جاءه الوحی بأمره بنشر الاسلام والتأکید على أن الاسلام الدین الحق وإن الدین عند الله الاسلام ، ومن یبتغ غیر الإسلام دینا فلن یقبل منه» کما أکد الاسلام على الوحدانیة المطلقة لله عز وجل ، وأکد أن العقیدة الإسلامیة أساسها أن لا إله إلا الله وحده لاشریک له ، لم بلد ، ولم یولد ، ولم یکن له کفوا أحد . وإن الله تعالی موجود فی کل مکان فلا ینحصر فی مکان دون آخر ولیس کمثله شیء وهو السمیع البصبر ، وقوله تعالى «و هو الله فی السموات وفی الأرض، وقوله ولاتدرکه الأبصار وهو بدرک الأبصار.
کما أکد القرآن الکریم على أن المسلم یستطیع ممارسة الطقوس الدینیة من صوم و صلاة بدون واسطة إلى أحد، ولقد خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب الیه من حبل الورید ، إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب ، أجیب دعوة الداع إذا دعانی فلیستجیبوا لی ولیؤمنوا بی لعلهم برشدون ، ، وهذا یعنی تحریر المسلم من طبقة رجال الدین التی کانت سائدة فی الدیانة الوثنیة وسادت فی الیهودیة والنصرانیة ، وبکلمة أخرى فلا یوجد طبقة رجال دین فی الاسلام تکون الواسطة بین الله والشر ، وعندما بطلق فی الوقت الحاضر على بعض علماء الدین رجال الدین، فهو من باب المجاز لا الحقیقة ، إذ لا رجال دین فی الاسلام والمسلم لایحتاج إلى من یکون له واسطة عند الله تعالی .
وهکذا نجد الرسول (ص) کان یملک رجالا ( على قلتهم بالنسبة للمشرکین ) اکفاء یمتلکون کل مقومات المحارب الشجاع ویمتلکون الأسلحة التی یستطیعون بها مواجهة أعدائهم. لأکما بدعى لامانس من انعدام الروح العسکریة وضعف شجاعة أهل مکة، لان عددا کبیرا من الرجال الذین قادوا الجیوش الاسلامیة فی معارک ناجحة ضد الروم والساسانیین کانوا من قریش.
وفی بحثنا هذا سوف نتطرق إلى المعدات الحربیة وحروب الرسول (ص) واما سنقنهر البحث عن امتلاک الرسول ( ص ) للسین (ذوالفقار ) رکن اعطاه إلى ملى ابن ابی طالب ( رض) .
منهج الطبرستی فی تفسیر الالفاظ : دراسة لغویة معاصرة
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 96-140
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166093
هو الشیخ أبو علی الفضل بن الحسین بن الفضل ، ولد فی حدود سنة 470هـ فی أسرة متمیزة بالعلم والأدب ، درج اول حیاته فی طبرستان و درس فیها العلوم الدینیة والأدبیة واللغویة وتبحر فیها ، انتقل إلى المشهد الرضوی خراسان ومکث فیه زمنا طویلا حی تصدر مجالسه للافادة ثم انه بعد ذلک توجه الى سیزوار سنة 523 هـ وبقی فیها یمارس حیاته العلمیة بین البحث والتألیف والتدریس ؛ وهو من مفسری ا1قرن السادس ومن جلاء الأمامیة .
ولیس عجیا أن یوصف الطبرسی بکل هذا فهو صاحب کتاب (مجمع البیان فی تفسیر القرآن ) الذی کرسنا بحثنا فیه لتیان منهجه فی تفسیر الألفاظ والذی برز فیه مفسراً وأخباریاً وفقیها ونحویا ولغویا مقتدرا واسع الاطلاع فهو لم یکتف بالبحث اللغوی الذی یخدم اللفظة بل یستطرد فی جوانبه و کأنه ینشد إفادة الدارس اللغوی خاصة فجاءت دراسته اللغویة مصداقا لقوله فی مقدمة کتابه (للادیب عمدة والنحوی عدة ).
ومن خلال هذه الدراسة أهتم بالألفاظ بوصفها أحد أدوات المفسر التی یجب علیه إتقانها اصولا واشتقاقات و نظائر وتضادا وقلبا وابدالا من أجل إبراز مدلولاتها على أنم، وجه فجاء تفسیره بأجزائه العشرة یضم : - مجموعة ضخمة من النصوص الأدبیة التی تحمل بین طیاتها ظواهر لغویة متنوعة
- وقدرا کبیرا من آراء اللغویین مع الترجیح بینها والتعقیب علیها ،
- وعددا هائلا من الألفاظ التی تناولها بالبحث اللغوی الدقیق ،
- اما منهجه اللغوی فی البحث فقد جاء یحمل بین طیاته کثیرا من جوانب الریادة تفتقر الیه کثیر من کتب التفسیر التی برز صانعوها فی المجالات اللغویة .
جوانب من الحیاة الاجتماعیة فی عصر الرسالة الاسلامیة
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 141-161
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166094
یقدم هذا البحث دراسة من بعض نواحی الحیاة الاجتماعیة عند العرب فی عهد النبی صلى الله علیه وسلم. وقد اخترت جوانب معینة من الحیاة الاجتماعیة للمکان وهی الأطعمة والألبسة ومظاهر الزینة - فی ذلک المجتمع - کا توخیت التحدید الزمنی فی بحث الموضوع بحیث لابتعدی الفترة الزمنیة فی ثلثه ، ودراسة هذه النواحی من حیاه الشعب العربی توضع لنا جوانب من الحضارة العربیة فی تلک الفترة المهمة من تاریخ العرب السیاسی ومدى تطورها وتأثرها بالجوانب السیاسیة والدینیة التی رافقتها حینئذ فکل شعب من الشعوب با گل و بلبس ، و لکن هناک تفاوت نسبی بین ناس و أخرین تحددها الظروف المختلفة والمؤثرة .
وعلى الرغم ما أوردته المصادر التاریخیة من أن العرب لا یهتمون بالمطاعم و الالبسة ، وان اهتمامهم انصب بالمبادئ والقیم و دراسة الانساب والبلاغة فانا رأینا أن العرب لم یختلفوا
عن غیرهم من الشعوب فی تلک الفترة الزمنیة فی معایشهم وأکلهم وملابسهم، اخذین بنظر الاعتبار ظروف الدعوة الاسلامیة المؤثرة على هذه الجوانب بصورة نسبیة وظروف الحیاة المادیة التی فرضت علیهم نتیجة المقاطعة والهجرة إلى المدینة والجهاد فی سبیل الله . وقد قسمت البحث إلى ثلاثة فصول ، یشمل الفصل الأول عن دراسة من طبیعة الأطعمة وانوعها والادوات المستخدمة منها.
أما الفصل الثانی فیشمل بحثا فی ملابس الرجال واخیر فی ملابس المرأة العمریة ، ویشمل الفصل الثالث دراسة عن مظاهر الزینة عند الرجل والمرأة فی ذلک المجتمع .
مظاهر الحضارة العربیة فی معجم المخصص لابن سیدة الاندلسی
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 162-181
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166095
اهتم العرب بلغتهم فأخذوها نقلا عن الاعراب شفاها ، ثم احتاجوا لأن بیحفوها مسجلة خوف التغییر والضیاع ، وقد نقلوا فی هذا کثیرا من غریب اللغة ، فارادوا تفسیر معانیه ، فرجعوا إلى لغة العرب یطلبون شرح ذلک الغریب ، ومن اول المحاولات فی ذلک محاولة الامام ابن عباس المتوفی (سنة 65هـ) ، ففسر ذلک الغربب بما استحضره من الشعر الجاهلی ، ثم جمع ابو عمرو بن العلاء شعر العرب ولغتهم ، إلى أن استطاع الخلیل بن الفراهیدی المتوفى سنة(175هـ) أن یجمع تلک اللغة ویبوبها فی کتابه العین، بطریقة منطقیة إذ رتب کتابه على الحروف العربیة مبتدئا بحروف الحلق : العین والجیم .. الخ ومستخرجا من کل أصل ثلاثی خمسة أصول اخرى فمادة (جبر) مثلا قلبها الى:جرب وربج ورجب ویجر وبرج .. واذا لم یجبر لأصل من تلک الأصول استعمالا فی لغة العرب ، أهمله وکتب علیه انه غیر مستعمل ، ثم تبعه کثیرون بطریقته تلک - على اختلاف بینهم فی المناهج - وهذه هی الطریقة الأولى فی النظام المعجمی العربی ، ثم تاتی طریقة الحرف الأخیر فی الکلمة وعلیها الصحاح واللسان ، والطریقة الثالثة هی طریقة الحروف الهجائیة : أ ، ب ، ت ، ث :: الخ وعلیها أساس البلاغة ومختار الصحاح .
أما الطریقة الرابعة وهی طریقة توزیع الألفاظ على المعانی ، وهی وان کانت قدیمة والعلماء الأوائل وضعوا کتبا فیها ، مثل کتب خلق الانسان ، وکتب الخیل ، و کتب النبات ، فان هذه الطریقة متبلورة تتمثل حیاة الإنسان بتفاصیلها عند الثعالبی فی فقه اللغة ، وعند ابن سیدة فی المخصص الذی سنعرضه هنا ، فالمعجم تسجیل الحیاة الناس بکل تفاصیلها ، فالکلمات المفسرة فیه ، إنما هی مستنبطة من لغة الناس المعبرة عن حاجاتهم الیومیة لدراسة الألفاظ لها قیمتها فی اعطاء تصور عام عن حیث العصر الذی وضعت فیه ، وبسبب تطور الحیاة تظهر المستدرکات على المعجمات فتثبت کلمات لم یذکرها المتقدم ، اذ قد نقلها ناس ذلک العصر عن غیرهم ، أو اشتقوها من کلمات أخرى ، او ولدرها على أسس الکلام العربی ، ولهذا اتصفت العربیة بانها لغة متطورة وقابلة للنمو عن طریق : الاشتقاق والتعریب والتولید والنحت ، ولهذا أیضا قد تموت کلمات کان الناس بستعملونها فی عصر مقدم بها التطور الحیاة .
قصیدة بانت سعاد ومعارضتها
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 182-220
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166096
کعب بن زهیر بن أبی سلمى المزنی وامه کبشة بنت عمار بن عدی بن سحیم وهی من بنی عبدالله بن غطفان .وهی أم سائر اولاد زهیر سالم وبجیر . ولد عند اخواله بنی سحیم من غطفان وکان اکبر اولاد زهیر . ویبدو ان کعبا کان على خلاف طبع ابیه ولم تسلم حبانه من الاندفاع والنزوات .وکانت زوجته تلومه على تهوره واندفاعه وقد عنی والده بتربیته وتعلیمه الشعر . فنهاه عن قراء بدء ذی بدء مخافة أن یکون لم یستحکم شعره فیروی له مالا خیر فیه. فکان یضربه فی ذاک ، و حبسه ثم اطلقه وسرحه فی بهمة وهو غلیم صغیر فانطلق فرعی تم راح عشیة و هو یرتجز:
کأنما أحدو ببهمی عبرا من القرى موقرة شعیرا
فخرج الیه والده على ناقة و اردفه خلفه لیعلم ما عنده من شعر فقال زهیر حین برز إلى الحی :
أنی لتعدینی على الحی جسرة تخب بوصال صروم و تعنق
ثم ضرب کعبا وقال له أرجز بالکع. فقال کعب :
کبنیانة القرئی موضع رحلها وآثار نسعیها من الدیف ابلق
ومضی زهیر مع ولده کعب على هذا المنوال حتى تأکد من شاعریته فقال له :
قد أذنت لک فی الشعر باننی : واخذه من یده و انزلنه وهو صغیر یومئذ فقال کعب :
أیت فلا أهجر الصدیق ومن یبع بعرض ابیه فی المعاشر بنفق
وهی اول قصیدة قالها کعب .
واجمع الرواة على أن کعبا من فحول الشعراء ووضعه ابن سلام فی الطبقة الثانیة وحدیث الحطیئة معه یؤکد مکانته الشعریة حیث قال له: با کعب قد علمت روایتی
لکم اهل البیت وانقطاعی الیکم وقد ذهب الفحول غیری وغیرک فلو قلت شعرا تذکر فیه نفسک وتضعنی موضعا بعدک فان الناس لاشعارکم أروى و الیها أسرع. فقال کعب:
فمن للقوافی شأنها من یحوکها اذا ما ثرى کعب وفوز جرول
شخصیة الرسول الکریم (ص) فی شعر محمد الهاشمی
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 224-244
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166097
الحدیث فی الشعر عن شخصیة الرسول الکریم (ص) قدیم فی أدبنا العربی ، فقد وقف الشعراء المسلمون منذ أطل فجر الدعوة الإسلامیة على الجزیرة العربیة ینافحون عن الدین الحدید ، ویردون سهام اعدائه بالعاطفة الحارة ، والشعور الصادق ، ولم یقف تفکیرهم بالدعوة الجدیدة او انشغالهم ببناء صرحها العتید، بینهم وبین تعبیرهم مما کانت تکنه قلوبهم بالاخلاص للدین والحب لرسول الله (ص) . ولقد کان فی شخصیة الرسول الفذة ، وما انطبعت علیه من قیم اسلامیة رفیعة ، ومثل إنسانیة عالیة ، ماحفز اولئک الشعراء على أن یجعلوا منها نسیجا متیناا لأفکارهم ، ومجالا رحبا لمعانیهم ، فاذا بتلک القیم والمثل تتحول قصائد تمتلک اسمی مشاعر الصادق ، وأنبل عواطف الحب ، واذا هی تصبح بعد ذلک لازمة من لوازم الشعر الدینی، فتکون المنحة النبویة شرط من شروط القصیدة الدینیة ، أو هی تتخذ على أقل تقدیر ، وسیلة إلى التقرب إلى شخص الرسول الکریم ، وطلب الشفاعة منه ، ولیس أعظم وأصدق من المدحة التی تخلو من کل غرض الا من الحب الذی لاتشوبه شائبة ، ولا یقلل من صدقه شیء ، بل لیس أحق بالصدق من قصبدة تخلو من الزیف والتکلف ، وتبتعد بصاحبها عن ضعف الانفعال . ولقد الت قصائد الشعراء فی الدفاع عن الرسول وعن دعوته السمحة إلى ماهو اکتر و ابعد ، بل انها اتجهت فی حالات تازم أوضاع الامة - على الخصوص - اتجاهات صوفیة خالصة ، فانتهت عندهم إلى مواجد صوفیة تعبر عن اسمی غابات الحب والوفاء لشخص الرسول الکریم ، کما نجد ذلک عند البوصیری وغیره من الذین نهجوا نهجه ، فأتوا على نصائده بالتشطیر والتخمیس والتسبیع ، وانتهت عند فریق آخر إلى شطحات صوفیة او ما یشبهها ، حتى وجدناهم یعبرون عن مواجدهم تلک بما یعبر عنه الشعراء الغزلون فی تصویرهم المادی المحسوم، وکأنهم لم یجدوا غیر الفاظ الغزل المباشر مادة لنسیجهم کما برى ذلک نیکلسون فی کتابه (التصوف الاسلامی) بقول نیکلسون فی معرض حدیثة عن الغزل الصوفی والغزل المادی وکثیرا مایتشابه القرعان فی الظاهر ، إلى حد أننا لم نقف بطریقة ماعلى غرض الشاعر ، لانستطیع التمییز بین قصیدتین ، احداهما بتغنى صاحبها بالغزل الانسانی والأخرى بالحب الالهی، فاذا قیل لم ذهب للصوفیة إلى هذا الحد فی استعمال لغة الحب ورموز المحبین ؟ کان الجواب أنهم لم یجدوا وسیلة اقوم ولااقدر على التعبیر عن مواجدهم واحوالهم من الشعر؟
ولعل من المفید أن نوضح أن شخصیة الرسول الکریم فی شعر محمد الهاشمی تتضح فی صورتین : الأولى : مارایت أن اسمیها : ( الصفات المعنویة ) ، واقصد بها الصفات المعنویة التی تحلى بها الرسول الکریم ، والتی اکدت شخصیته الفذة التی اختارها العنایة الإلهیة لتقود المجتمع البشری ، وتصل به إلى عالم العدل والخیر والسلام . وقد أشار الشاعر إلى العدید منها مثل ، أمانته وکرمه وعدله وعظیم خلقه ، واعجاز بلاغته وصفاء فکره ورحمته بالفقراء و ایثاره الزهد ، وغیر هذه وتلک مما یجسد شخصیة الرجل الأمثل .
والثانیة : ماله علاقة بشخصه ، کولادته ونشانه وسیرته وعلمه وعبقرینه . ومن هذا القبیل ، ماله علاقة بدعوته ، کثورته على الفساد ، وثباته على المبدا ، وقبادته الأمة ، وبنائه الدولة ، وانشائه الدستور وتوحیده الأمة .
ومنها ایضا قضیة اسرائه إلى المسجد الاقصی ، وعروجه بعد ذلک إلى السماء ، وقد أطال الشاعر فی تحلیل هذه الرحلة ، وصور ماحدث فیها رسول الله (ص) وهو فی طریقه إلى إلى السماء ، فأشار إلى البراق الذی حمله وإلى سرعته رو صف مامر به وما شاهده وما لقبه وغیر هذا وذاک مما أتت کتب السیر والتاریخ به .
الدراسات القرآنیة فی السیرة النبویة لابن هشام
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 245-282
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166098
عنی المسلمون قبل کل شی بتدوین القرآن الکریم، إذ کان النبی (ص) بامر بکتابة ما بنزل من قرآن اولا بأول. وقد اتخذ کتابا ثقات عرفوا بالأمانة والصدق والإیمان. ولم بسمح اول عهد المسلمین بالاسلام بتدوین الحدیث خوفا من التباسه بالقرآن ثم سمح بعد أن أمن اللبس بتدوینه فقال : قیدوا العلم بالکتابه
إلا أن تدوین الحدیث لم یتخذ سمة رسمیة منظمة الا فی عهد عمر بن عبد العزیز (ت 124 هـ) الذی کتب إلى عامله على المدینة أبی بکر محمد بن عمر بن حزم بأمره بذلک : وعال طلبه هذا بخونه "دروس العلم وذهاب أهله "
وکانت سیرة الرسول (ص) إحدى الجوانب التی عنی المحدثون بتدوینها، وهی الجانب الذی صار من بعد بابا من أبواب کتبهم الی بطلقون علیها اسم " المغازی والسیر" کما کانوا یفردون للدراسات القرآنیة بابا بسمونه : "التفسیر" وبدأت حرکة التدوین والتصنیف تنشط منذ ذلک الوقت ، إلا أن علم التفسیر کان بادیء الأمر فرعا من علم الحدیث، ولذلک ظهر فی مصنفات الحدیث القدیمة .
وتلت ذلک حرکة علمیة واسعة فی مختلف العلوم الاسلامیة، وبخاصة فی الدراسات القرآنیة، متمثلة بتفسیر غریب القرآن، وبیان قراءاته، والتعریف باللغات التی فیه ، والعنایة بالأشباه والنظائر ، وما إلیها من دراسات مهمة مبکرة، على نحو ما نجد فی تفسیر مجاهد بن جبر المکی (ت ۱۰۳ هـ) وسفیان الثوری (ت 161م)، وفی مصنفات أبان بن تغلب البکری (ت141هـ) فی غریب القرآن و قراءاته ، ومصنفات أبی الجارود العبدی ، ومقاتل بن سلیمان التنوخی (1) (ت 150هـ) فی تفسیر القرآن .
الاستشهاد بالحدیث النبوی فی معجم لسان العرب
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 283-306
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166099
قبل ان اخوض فی هذا الحدیث، یعنینی أن أوجه النظر إلى ما أردته فی العنوان فقط : ولست أربد بالبحث إلى التصدی لترجمة ابن منظور ترجمة وانیة تکافئ إمامته التی تبوأما فی اللغة والأدب، ولا التعریف بمعجم لسان العرب . فشهرته تغنینا عن ذلک . إذ هو من أغزر المعاجم اللغویة مادة، واجمعها إسهابا، وأوسعها انتشارا. ومن أجل ذلک کان خیر معجم یرجع إلیه اللغوی والأدیب والمفسر. لا یطوف بهذا ریب ، ولا یلحقه نزاع.
وإنما قصدت إلى ناحیة هی اجدر جوانبه بالعنایة والدرس تلک هی احتفاء ابن منظور بالحدیث النبوی، وتوظیفه له فی معانی الألفاظ اللغویة . لأنه المنبع الثر بعد القرآن الکریم الذی برده ابن منظور لینهل من لغته، وجوامع کلمه .
معالم الحظارة الاسلامیة فی خطب الرسول (ص)
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 307-334
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166100
من أبرز الأمور التی أجمع علیها المؤرخون والباحثون فی حقول التاریخ والأدب والحضارة أن الأسلام دین التحضر والتطور وأنه قد مکن أتباعه فی فترة قصیرة من الزمن أن یشیدوا حضارة ذات أسس رصینة و قواعد متینة أغنت البشریة ومازالت تغنیها و ترفدها بعطاء ثر غزیر من المعانی السامیة والتوجیهات الرفیعة لاستقامة سلوک الفرد وانسجام افراد المجتمع فی حیاة ملؤها الرفاه والسعادة وقوامها التکامل والتعاون فی جمیع نواحی الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة ، ونظمت العقیدة الاسلامیة ذلک کله فی نفوس الأفراد والجماعات وفی ثنایا تصرفاتهم وأخلاقهم وعلاقاتهم فیما بینهم أو فیما بینهم وبین أفراد المجتمعات المجاورة الأخرى أو المتعامله مع أفراد المجتمع الإسلامی، وفی هذا النهج السوی المستقیم المتوازن عون أی عون على عمران الأرض و نشر العدل بین أفراد الناس جمیعا لا فرق فی ذلک بین الصغیر والکبیر والغنی والفقیر وإذا کان ابن خلدون قد ذکر بأن الحضارة ( إنما هی تفنن فی الترف وأحکام الصنائع المستعملة فی وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمبانی والفرش والأبنیة وسائر عوائد المنزل وأحواله ) فإن الحیاة قد تطورت فی ظل الاسلام ضمن هذه الأمور جمیعا وضمن ما یوضح أن الإسلام قد سبق فهم المعاصرین للحضارة والذی یتلخص بأنها (تعنی التقدم الروحی والمادی للافراد والجماهیر على السواء )کما کان هذا النهج الاسلامی الأیجابی فی بناء حضارة الأسلام یعتمد هاتین الدعامتین الروح والمادة بفضل تعالیم القرآن الکریم وتوجیهات الرسول (ص) فی سیرته وسلو که وسائر أفعاله وأقواله ( و ابتغ فیما آتاک الله الدار الآخرة ولاتنس نصیبک من الدنیا و أحسن کما أحسن الله الیک ولاتبغ الفساد فی الارض ) .
وکان من أبرز سمات هذا المجتمع إستقامة أفراده و توازن تصرفاتهم وعلاقاتهم ؛ قد عرف کل منهم ما علیه من واجبات فأداها دون رقیب أو حسیب ، کما أدرک حقوقه فلم یتطلع إلى مالاحق انه فیه .
المدائح النبویة والبدیع
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 335-371
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166101
المدیح النبوی فن ادبی رفیع، لانه یعبر عن النوازع الروحیة والعواطف الدینیة. ولا ریب فی ذلک فالنوازع والعواطف لا تصدر الا عن قلوب مؤمنة صادقة. وقد حفل النظم العربی بهذا الفن قدیما وحدیثا وعرفت قصائده بالمدائح النبویة .
وللمدائح تاریخ عریق، فقد عرفت فی حیاة الرسول محمد - صلى الله علیه وسلم - وامتدت بامتداد ذلک الزمن و إلى عصرنا هذا . وان نظما بهذا العمر وهذه الحیاة حری بان یدرس ، وان تکون تلک الدراسة تحلیلیة مستفیضة لتأتی بنتائج علمیة دقیقة یفید منها الباحثون وطلاب الأدب. فوددت أن أسهم هنا بجانب من هذه الدراسة ، ونحن نستقبل القرن الخامس عشر الهجری ، علیّ أضیف علامة جدیدة إلى علامات فضل الرسول الکریم على الحیاة العلمیة العربیة والاسلامیة ، فتبعت المدیح منذ عصر الرسول حی الآن ثم بینت أثر هذا المدیح فی البلاغة ولا سیما البدیع منها؛ وذلک لان المدائح صارت فی العصور المتأخرة مصدراً من مصادر الدرس البدیعی، بل هی المصدر الرئیسی لعلم البدیع . حتی عرفت بالبدیعیات. ولم اجد بین الباحثین من نهج هذا النهج ، فی بحث هذا الموضوع، فالدکتور زکی مبارک بحث المدائح ولکن بحثه ادبی بعید عن علم البدیع . والدکتور احمد ابراهیم مرسی قد أفاض فی الکلام عن البدیعیات لکن کلامه یفتقر إلى الروح الأدبیة ، وعلیه فقد قر فی نفسی أن أبحث المدیح النبوی والبدیع فی ظل الأدب و العلم، متوخیة الایجاز المفید لمن یرید التوسع فی هذا المجال .
کان المدیح النبوی لا یختلف من حیث سماته العامة عن أی مدیح آخر ، کانت قصیدة مدح الرسول - صلى الله علیه وسلم - تستهل بالنسیب ، فالشکوى و بیان حاجة النفس التی تدفع بصاحبها إلى الرحلة من اجل بلوغها. ثم یأتی ذکر الناقة و هی واسطة النقل وعدة الشاعر ، یشخصها وبجانبها اطراف الحدیث، یتخلصن بعدها إلى الممدوح، فیعدد صفاته ومناقبه ، وهذا ما نلحظه وبوضوح فی ابیات الشاعر الجاهلی الاعشى التی قصد بها مکة لیسمعها للرسول .
شخصیة الرسول الکریم فی شعر السیرة النبویة لابن هاشم
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 372-406
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166102
نحن هنا أمام شخصیة الرسول (ص) کما اتضحت فی شعر السیرة النبویة لابن هشام :
شخصیة أحدقت بها صفات وعلاقات متباینات ومؤتلفات ، فتح کواها ابو طالب ، حین دعت الدواعی والأسباب ، ودلف آخرون من بعده ، کانت تستقر فی عقولهم أنماط من الثقافة ، وضروب من الارتباط بالرسول مصدر الوحی والإلهام،
لقد کانت الصفات بین قدیمة معهودة وبین جدیدة غیر معهودة، سواء منها المادیة الملموسة أم المعنویة المحسوسة ، وبخاصة فی الاعتذار والرثاء ، وما أفصحا عن مظاهر الهیبة والجلال والسلطان ، وعنف المشاعر والانفعالات ،
وکانت العلاقات بدورها قدیمة معهودة وبین جدیدة غیر معهودة ، مادامت هناک أحداث تترادف، ومعارک تثور ، وفتت تتآلف و تباغض، من مشرکین ویهود ومسلمین، وتسخر شعراءها لبلوغ مآربها، من الجهر بالعداوة ، والإصرار على المشاقة والخلاف ، والوقیعة والکید والارجاف ، ومن الاعجاب والحب والزهو بالمآثر والأفعال وتسجیل المواقف والأقوال .
خطبة الوداع : دراسة بلاغیة تحلیلیة
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 407-424
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166103
جدیر بطلاب العربیة ورادتها وباحثیها ان بلتمسوا فی کلام أفصح من نطق بالضاد معالم الطریق إلى استشراف البلاغة العالیة المنزهة عن العیوب والمثالب، لتکون امامهم المثل الأعلى فی الاستهدءه بمعانیه وتمثل اسالیبه ، ومن هنا کانت هذه المحاولة المتواضعة فی الدخول الساحة البلاغة البریة من خلال دراسة نص" کریم غنی بمعانیه السامیة ومضامینه السدیدة ، مصوغ بالاسلوب البلیغ والأداء الدقیق ، فالغایة أن نقف عند مقاطع من هذا النص النبوی وهو خطبة الوداع ، متاملین دلالالتها البلاغیة للکشف عن جمالیة توظیف الفن البلاغی الذی یرد فی الحدیث النبوی بعیدا عن معاناة الصنعة والاقحام او ابتغاء الحلیة اللفظیة التی لا غناء فیها وما حملنی على هذه المحارة - بل المرکب الصعب - انی لا اجد کبیر عنایة بالنصوص واحتفال بتحلیل صیغها وتراکیها، وبیان المواقع الدقیقة للفنون والأسالیب البلاغیة متمیزة عن وجودها فی کلام سائر الناس ، کی یقف القراء على لون من الوان الدراسة التی هی فی الوقت ذاته موازنة ضمنیة لتوظیف فنون البلاغة بقدرات تعلو حنی تبلغ حد الاعجاز ، وإسفاف ینبئ عن تمثل شکل ورصف لفظی وخواء فکری.. فالایجاز فی البلاغة القرآنیة والنبوبة غیره فی موضع آخر ، وکذلک الاطناب ، فأن دلالالته المعنویة والفنیة غیر ما توحی به هذه الظاهرة فی موطن آخر قد یکون به حاجة إلى الاطناب او لا یکون ، وهو - فی جمیع الأحوال - یکشف عن خلل مرئی ار محسوس به هنا وهناک فی مواضع شتى من النص.
المدائح النبویة فی عصر الحروب الصلیبیة
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 425-452
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166104
آل الشرق الأسلامی فی نهایة القرن الخامس الهجرة إلى فئات مبعثرة ، لابجمع بینها اتحاد ، ولا یضمها سلطان قوی . ففی کل ولایة أمیر یناوی جاره ، ویکید له، ویتربص به الدوائر ، لیشن الغارات على ولایته ، ویؤوب من عنده بالغنائم والأسلاب ویدع له الأشلاء والماء والنیران والدمار ، انصیاعا لهرى الأطماع ، ودواعی المآرب والغایات . على حین کان الغرب بضم الیه أدانیه وأقاصیه ، ویلم شعبه ، ویرتق فتنه ، ویرأب صدعه ، ویتهأ للانقاض على الشرق المتداعی ، طمعا فی خیراته ووافر ثرواته، لا کما زعم ابناؤه - لتخلیص قبر السید المسیح - علیه السلام - من أیدی المسلمین فلما استجمعوا قواتهم وخفت رایاتهم ، وتعالت بالحقد الأعمى أصواتهم ، اندفعوا موجات متتابعة ، وفی فترات متقاربة ، مدة قرنین من الزمان ، ابتداء من سنة 482 للهجرة ، فأهلکوا الحرث والنسل والضرع، واشاعوا الدمار فی القرى والا قطار ، حتى قدر المؤرخون عدد الذین قتلوا فی مذبحة أنطاکیة بعشرة الاف نفس ، وفی معرة النعمان بمائة الف ، وفی بیت المقدس بسبعین ألفا . رقال ریموند دی اکلیس الذی شاهد المذبحة الأخیرة " إن الدماء قد وصلت فی رواق المسجد إلى الرکب " ، فما لم یشاهده قد یربو على التقدیر ، ویفرق النعت والتعبیر .
المدیح النبوی فی الشعر الاندلسی عهد الموحدین
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 453-497
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166107
کانت وما تزال شخصیة الرسول (صلى الله علیه وسلم) من اکثر الشخصیات تأثیر فی عصرها و العصور التی تلته ویتجلى أثر شخصیته فی الأدب العربی واضحا، مشرقیه و مغربیه ، فقد ظل معینا ثرا یستلهم منه الادباء ، صورة المثل الأعلى ، اذ کان جماعا للقیم والأخلاق الرفیعة إلى جانب خصوصیته بالوحی والرسالة التی ابلغها، فدخل الناس فیها أفواجا .
وبعد مرور أربعة عشر قرنا على هجرة الرسول الکریم تتجدد ذکریات المسلمین بمجدهم العتید الذی شاده الآباء والأجداد، على تقوى من الله ورضوان فأسسوا تلک الحضارة السامیة ، وفی خضم الاحتفال بهذه المناسبة ، یتناول بحثی زاویة من زوایا هذه الحضارة فی عصر الموحدین بالاندلس مختصا بمدیح نبی المسلمین محمد صلى الله علیه وسلم
والبحث یؤکد من خلال موضوع شعر المدیح النبوی على أن رافد الدین لم یتوقف او
تأخر عن رفد الثقافة العربیة بشکل عام ، والأدب العربی بشکل خاص ، خلافا للصورة المشوهة التی تصدر عنها فی بعض الدراسات غیر المکتملة حین تجعل أثر الاسلام عابرة على الأدب العربی.
لقد تنوعت أبعاد هذا التأثیر على الشعر الأندلسی فی عهد الموحدین من جوانب کثیرة تتصل باللغة و الاسلوب و المعانی والأفکار التی تندرج ضمنها قصیدة الشعر ، وشعر المدیح النبوی یکشف لنا عن علاقات وثیقة ووشائج متینة الفت بین شخصیة الرسول ( صلی الله علیه وسلم) والشعراء انفسهم فقد کان حجم هذا التأثیر کبیرة من خلال کثرة الشعراء الذین مدحوا الرسول (ص) وحجم هذا الشعر قیاسا إلى أشعارهم الأخرى - اذ لم یکونوا بمنأى عن أکبر مصدر من مصادر للشریعة الاسلامیة بعد القرآن الکریم - الحدیث الشریف والذی هو جملة اقوال الرسول (صلى الله علیه وسلم) وافعاله .
الحدیث النبوی الشریف من مصادر الدرس النحوی
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 499-544
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166108
قبل مدة هل علینا هلال المحرم لسنة 1404 هـ فأشعر العرب والمسلمین بحلول قرن جدید هو القرن الخامس عشر الهجری - ومرور اربعة عشر قرنا على هجرة الرسول الکریم إلى (یثرب) المدینة المنورة ، وقیامه بارساء دعائم الدولة العربیة الإسلامیة ، الدولة التی حمل ابناؤها مشعل الحضارة العالمیة ، مشیرین الطریق أمام اقوام وشعوب العالم المختلفة إلى الهدایة والنور ، فکانت ( سنة الرسول الشریفة ) التی هی جزء من ( سیرته النبویة) سندهم بعد القرآن الکریم فی هدایة الورى إلى المدى ، و ارشاد الضالین إلى خیر السبل ، فقد فعلت ما أجمل القرآن ذکره ، ومنهما استمدت أحکام الشریعة ، وبهما عرفت السنن ، و استوحیت مکارم الاخلاق والسجایا الحمیدة ، وعلى اساسهما المتین بنیت ارکان المجتمع العربی الاسلامی الوطیدة الشامخة .
وحدیث النبی الشریف المرادف للسنة کان ومایزال - برغم تقادم الزمن وتقلب الأحوال - المورد العذب الذی یجد فیه المرء ضالته المنشودة لکی یعیش مواطنا صالحا حر الضمیر ابی النفس مختصا للوطن والأمة .
ونحن فی سبیل الحفاظ على سلامة لغتنا العربیة وتیسیر نحوها على الدارسین ، نجله فی حدیثه (ص) ، المعین الذی لاینضب ، والمصدر الذی یلی القرآن الکریم فی أهمیته الدراسات النحویة الحدیثة الذی فات النحویین القدامى أن یستفیدوا منه الفائدة المتوخاة ، ویعتمدوه مصدرا أفصح وأنقى وأوثق من کل ماروی لهم أو سمعوه من الشعر الذی اعتدوا به ایما اعتداد فی دراساتهم النحویة .
والله اسأل أن یوفقنا لخدمة لغتنا الکریمة وقطرنا العزیز وامتنا المجیدة .
زوجات النبی الطاهرات فی السیرة النبویة لابن هشام
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 545-581
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166113
حین یتجه الدارس إلى مصادر الشریعة الاسلامیة الاصیلة لإغناء أحکامها فی الاستدلال لایغیب عنه النظر إلى سیرة الرسول صلى الله علیه وسلم - بعد القرآن الکریم والسنة النبویة عموما - لما حوته من أنماط حیاتیة وضاءة فی مناحی حیاته الشخصیة والاجتماعیة والاداریة و غیرها ، لأنها تعطی الأبعاد العملیة لآداب الاسلام وشریعته .
ومن الممارسات التی احتوتها السیرة النبویة وأعطت أضواء مشرقة على السلوک الإسلامی العام حیاة النبی صلى الله علیه وسلم فی بیته ، من زاویة دراسیة للشؤون الشخصیة لأزواجه الطاهرات أو سراربه .
وقد رایت ان ادرس ما تضمنته سیرة ابن هشام عبد الملک العامری ت (۲۱۳) عن حیاتهن لبیان آثارهن فی البیئة الاسلامیة باعتبار هن صورة نبویة نقلت إلى المسلمین تراثا عظیما من الرسول وأقواله ، وأنهن فی موقع طلابه ورواته فی بیان الاحکام الاسلامیة عن کثب فی غالب المجالات الشخصیة والتعبدیة وغیرهما .
کما بدا لی ان یکون الحدیث عنهن حسب تعاقب زواجه بهن لإبراز الآثار المرحلیة فیما استدعته حیاة الرسول صلى الله علیه وسلم فی الفترتین المکیة والمدنیة ، وبیان الدوافع الإیجابیة التی اقتضت تعدد زوجاته ، وأبعاد هذه الظاهرة الاسلامیة الخاصة به .
کانت حیاة الرسول المکیة قد انتهت بهجرته إلى المدینة وهو فی السن الثالثة والخمسین وکان فی حیاته یملک ثلاث زوجات ، وفی حیاة المدینة کان له فیها ثمان زوجات ، یضاف الیهن ما کان له من سریات مملوکة .
المدن العربیة فی القرن الاول الهجری
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 582-601
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166109
کان لابد لعرب خلال حرب التحریر من قواعد ینطلقون منها وپشتون فیها فکانت مدن البصرة والکوفة والفسطاط والقیروان وواسط أهم تلک القواعد التی شهدت فی القرن الأول المجرى وهذه المدن اهمیة خاصة اذ أنها تمثل تطور العمارة العربیة خلال ذلک القرن الذی طوتدت فیه الأسس الممیزة للعمارة والفنون الاسلامیة التی سادت جمیع الاقطار التی دخلت ضمن الدولة الاسلامیة مع بعض التحویرات التی تفرضها الظروف المناخیة والبیئة الجغرافیة اضافة إلى مؤثرات الفنون المحلیة . لذا یجدر بنا دراسة هذه المدن من حیث موقعها، وتخطیطها العام، موضع الجد الجامع ودار الأمارة من المدینة، المبانی وموضع الأسواق .
مظاهر الثقافة العربیة الاسلامیة فی الهند (العلوم العقلیة والفنون) أولا : العلوم العقلیة 602- 1118هـ / 1206-1707 م
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 602-626
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166110
اشرنا فی الفصل الرابع إلى أن مواد العلوم العقلیة بدأت تظهر فی المناهج المدرسیة إلى جانب مواد العلوم الدینیة النقلیة منذ القرن الثامن الهجری / الرابع عشر المیلادی وحظیت بتشجیع واهتمام السلاطین والملوک فی عهد سلطة دلهی واصبحت تلک المواد العلمیة امرأ مألوفة فی المنهج فی العهد المغولی .
وسوف نتناول ابرز تلک العلوم کالفلسفة والمنطق والطب والریاضیات و عام الهیئة لری مدى مساهمة الثقافة العربیة الاسلامیة والفکر الاسلامی فی اغناء تلک الملارم واستمرارها الخدمة بلاد الهند .
الآن البحث فی تلک العلوم من خلال رؤیة اسلامیة بحته لیس بالأمر السهل بسبب ان بلاد الهند هی الأخرى تمتلک تراثا علمیا ضخما ولکن بالمقابل یبقى دور العرب مهما من خلال روح الإسلام وتعالیمه وموقفه العلمی من الحیاة والحیاة الاخرى وحثه على التفکیر والابداع العقلی العلمی فهذه المیزات و غیرها استرشد بها المسلمون واظهروا خصوصیتهم العلمیة التی فاقت مالدى غیرهم بهذا الاتجاه .
العلاقات التجاریة بین العرب والصین فی القرون الوسطى : بحث مستل من رسالة ماجستیر
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 627-648
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166111
کانت للعرب صلات تجاریة مع بلاد الصین فی القرون الوسطى ، اذ کان للعرب دور کبیر فی استیراد وتصدیر السلع من وإلى الصین، کما لعب العرب دور الوسیط فی نقل السلع بین بلاد الصین و غیرها من الأقطار، ونظرا لأهمیة هذه العلاقات التجاریة فقد تناو ننا علاقة الصین التجاریة مع الأقطار الاسلامیة و غیرها مع اغطاء الأولویة للعلاقات العربیة الصینیة من حیث التبادل التجاری.
ملامح العروبة فی شعر العصر العباسی
اداب الرافدین,
1981, السنة 11, العدد 13, الصفحة 649-678
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI):
10.33899/radab.1981.166112
ذا البحث لیس من اهدافه أن یجری مسحا شاملا لمعانی العروبة و عناصرها فی شعر العصر العباسی ، فلقد کان هذا الشعر عربیا شکلا ومحتوى حتى على لسان من تهجم على العروبة
فی بعض معانیه . ولکننا نحاول محاولة متواضعة فی أن نتبع بعض ملامح العروبة فی معنى , للتعبیر عن الوجود العربی والذات العربیة على صعید الشعر وقد یبدو البحث ذا طابع إنتقائی فی بعض جوانبه وهو أمر قد یقود إلى ذاتیة فی الأحکام والتحلیل والنتائج .
ومحاولتنا بعد ذلک لا تعتمد مفهوم العروبة بأبعاده الفکریة والسیاسیة المطروحة فی فکر القرن العشرین أو فی تصورات النظریة العربیة الثوریة التی نؤمن بها، ولعلنا اذا سلکنا هذا المسلک حملنا النص فوق مایحتمل وقادنا التفسیر والتحلیل إلى تطبیق أحکام منقولة من هذا العصر متجاوزین عوامل التراث وطبیعة المجتمع ونسبیة الزمان و المکان والظروف الموضوعیة الاخرى .