اداب الرافدین

       یعمد سلیم برکات إلى تفکیک هواجسه القومیة فی نصه الروائی (فقهاء الظلام)، من خلال محاور عدة فیها؛ والتی: تتضمن انتماء الإنسان إلى مجموعة محددة من الناس اولاً، وبقعة الأرض التی یقیمون علیها ثانیاً؛ واللغة الأم التی یتکلمون بها، أوهی لغتهم ثالثاً، والإنسان من جهة ارتباطه بالأرض؛ ومشاعره وأهوائه وتطلعاته رابعاً، فضلاً عن دلالته للأسماء الکوردیة للأشخاص؛ والأسماء الأصلیة للأمکنة.
            وتُعد القومیة مجموعة من العناصر المتداخلة فیما بینها لتکوین وعی ثقافی یحمل عناصر قومیته، ویعمد إلى هدف وغایةٍ محددة؛ خالقاً بذلک مجتمعاً مثالیاً فی عقیدته وتفکیره ویجاهد إلى تحقیقه؛ وهذه الجماعة تحمل ذات الصفات والاهتمامات، وتعمد إلى خلقٍ تکوینیٍّ  متکامل لتلک الجماعة.
            وجدلیة برکات للقومیة لها ترابطیة وثیقة مع اللغة، إذ لا قومیة دون لغة الأم، ولا لغة أمٍّ دون قومیة، لأنَّ الوجود التاریخی لکل أمةٍ یعتمد على لغتها القومیة "اللغة الأم"، وبدون ذلک یتلاشى أحد أهم مکوناتها ورکائزها الأساسیة فی الوجود. ولا بُدَّ من وجود أرضٍ تسکنها هذه الجماعة؛ وبذلک تُعَد الأرض مکوناً آخر مهمٍ من مکوناتها الأساسیة، وعنصراً فاعلاً من عناصر القومیة. إذ إنَّ فقدان أی عنصرٍ من هذه العناصر یُعَد انتهاکاً، واعتداءً على بقیة العناصر المکونة للهویة القومیة، وعلى وجودها وضیاعها.

        ویعدّ التفاتة لغویة دلالیة تبرز جمالیة اختیار وانتقاء أعلام الشخصیات الواردة فی الروایة ومع أن الشخصیة هی إحدى مقومات العمل الروائی فإن دراسة جزء منها یشی بثراء هذه الدراسات ، وهذا البحث یمثل إطلالة على العمل الروائی من نافذة لغویة دلالیة بما یسمح بالکشف عن الإمکانات اللغویة الهائلة التی یختزلها العمل الروائی .

       یمثل علم البلاغة أحد أهم علوم العربیة ، إذ إنه العلم الذی ترتبط به تلک العلوم وتستند إلیه ، ولا سـیّما فی أغراضها ودلالاتها ، ولعلّ علم المعانی وعلم البیـان ـ وهما الفرعان الرئیسیان من علم البلاغة ـ یُشکلان الحجر الأساس للدلالات والمقاصد النحویة والبلاغیة ، وبما أنّ النظـم هو توخّی معانی النحـو ، وأنّ نظریة النظم أصبحت أسـاساً من أسس علم المعانی ، فإنَّ أیّ مفسّرٍ أو شارحٍ للنحو ومعانیه لابُدّ أن یسـتند إلى البلاغة فی إظهار المادة العلمیة التی یتناولها، وما فیها من دلالات بلاغیة للنظم الذی جاءت علیه النصوص والشواهد.

         تتلخّص فکرةُ البحث بالکشفِ عن الجذور الشرقیة للرومانسیة الغربیة؛ عبر تحلیل سیاقات تاریخیة مختلفة؛ بدءا من تأثُّر الحضارة الیونانیة بالحضارات الشرقیة القدیمة؛ عبر منافذ مختلفة أهمها مصر وقرطاجة، وصعودا إلى العصور اللاحقة.
 والحدیث عن العصور القدیمة یمثل مثابةً تاریخیة تبیّن أنَّ الحضارة الیونانیة - التی یحیل إلیها الأوربیین مجمل تراثهم الحضاری -  لم تکن تشمل العالم الأوربی المتعارف علیه فی عصرنا الحالی. وان تلک الحضارة امتداد لتداخل حضارات کثیرة؛ أهمها الحضارات الشرقیة فی مصر والعراق وفارس. وأن إرث الیونان القدیم یحمل فی طیاته بذورَ الرومانسیة فی الفنون والآداب الشرقیة القدیمة المختلفة.
     أمّا بخصوص العصورِ اللاحقةِ فیجری الکشفُ عن تأثّر الحضارةِ الأوربیةِ بالشرق الأوسطی على الخصوص، منذ العصر الاندلسی فصاعدا. ومِن ذلک الشرق جرى اقتباس الأسس الأولیة للنزعة الرومانسیة الأوربیة. وهذا لا یعنی إقصاءَ الأصالة الأوربیة والإقلال منها؛ لکنْ ومن جانب آخر لا یقرّ البحثُ بفرادتِها عن الآخر الشرقی.
یحتوی البحثُ على تعریف بالرومانسیة، بوصفها نزعةً فکریة؛ أکثر مِن کونها نزعة أدبیة، لذلک کان لها أثر خطیر فی نشوء تغیرات واسعة فی العالم. وقد أسهمت الروح الشرقیة بهذا النشاط إسهاما واضحا، وساعدت الإبداع العالمی على تجاوز الانغماس فی صرامة النزعة العقلیة وإحیاء عنصر الجمال والحب فی الثقافة العالمیة.
والرومانسیة الحدیثة - فی الحقیقة - نشاط استشراقی؛ حاول الخروج مِن جفاف الروح الأوربیة إلى مستوى شاعریة الشرق. حدث هذا من خلال تأثّر الروادِ الأوائل للأدب الأوربی بالآداب الشرقیة؛ ولاسیما الأدب العربی؛ خصوصا من خلال کتاب ألف لیلة ولیلة وأشعار الأندلسیین.
وفی البحثِ أمثلة نصوصیة منتخبة مِن آداب أوربیة مختلفة تأثرت تأثیرا بیّنا بالشرق؛ فضلا عن شهادات النقاد والأدباء والرحالة بهذا التأثر الکبیر بالآداب الشرقیة.
وهذا التداخلُ مع الشرقِ یبیّن بوضوح التفاعل الحضاری بین الأمم، على العکس مما تدّعیه النظرة الفوقیة. تلک النظرة التی ترسخ حالةَ الانکماش والقطیعة بین الأمم؛ سواء على مستوى فکری، أو على مستوى فنی وإبداعی. 

من خلال قراءتنا لعینیة متمم بن نویرة وجدنا أنها تمثل أنموذجاً متکاملاً للقصیدة الجاهلیة القائمة على فکرة الموت ومواجهته؛ إذ تنعکس هذه المواجهة فی لوحات قصیدته المتعددة، لتعبر عن الرؤیة الجاهلیة التی کان ینظر من خلالها الإنسان الجاهلی إلى الموت وما هی السبل المتاحة أمامه لمواجهته، وقد قامت هذه المواجهة على مستویین: اشتمل الأول على الآلیات الدفاعیة التی اعتمدها شاعرنا متمم للوقوف بوجه الموت المتمثلة بکل من (الناقة والفرس والخمرة)، أما المستوى الثانی فقد تمثل فی استسلام الشاعر من خلال إدراکه المریر والاستحالة مع ما یسعى إلیه فی هذه المواجهة التی لا قدرة له علیها، مختتماً قصیدته بأبیات من الحکمة یُستدل من خلالها على خضوع الشاعر ویقینه بالمصیر المحتوم.

فإن موضوع علم النحو هو الکلام العربی المکتوب منه والمنطوق، وهو علم قد نضج ووضعت قوانینه ومصطلحاته، وبحثت مسائله، وصنفت فیها الکتب والبحوث، وکان من أهم أسباب وضعه صیانة اللسان عن اللحن والخطأ، والعقل عن الخطل، ، وإذا کان النحو رکنا فی ضوابط الفهم والإفهام فإن من سبل تجدیده عودتَه إلى النصوص العربیة الفصیحة التی استنبطت منها قواعده، فیعمل الباحث أدواته البحثیة فی تلک النصوص ویعید قراءتها وتحلیلها؛ لیبرهن على قدرة لغة النص على بیان مقاصد صاحبه؛ بل وما وراء تلک المقاصد، مما تحتمله اللغة فی مکامن ألفاظها.  

یعانی مصطلح الهُویَّة غموضاً یعود  إلى الأهمیة التی یحظى بها، وتداخله فی میادین معرفیة متنوعة، مع ما شهده المفهوم من قابلیة للتغیر وللتطور عبر مسارات الفکر الانسانی، وهُویَّة الأندلس کانت معروضة على المحک دائما لاسیَّما فی بدایات الحضور العربی الإسلامی فیها. لکنَّ هُویَّة الأندلس برزت أیضا فی نهایة الوجود الإسلامی مجددا لتحتل مکانةً بارزة نظرا لضخامة التحدیات التی واجهت الوجود الإسلامی فیها وانتهى تلک النهایة المأساویة . وبدأت قضیة التعبیر عن الهُویَّة والتمیز تظهر بقوة فی شعر لسان الدین بن الخطیب ، فی زمن عاشه کان مفعما بالتحدیات الوجودیة الخطیرة.

     تناول موضوع بحثنا (تنوّع الإیقاع الزمنی فی قصص یحیى الطاهر عبد الله القصیرة "ثلاث شجرات کبیرة تثمر برتقلاً "و" الدف والصندوق" أنموذجاً) الإیقاع الزمنی وطبیعته فی القصة القصیرة، للوقوف على الخصائص التی تنماز بها القصة القصیرة من حیث تسریع السرد وإبطائه، وجاء إختیارنا لقصص یحیى الطاهر عبدالله القصیرة لأنَّها قصص متمیزة  ذات بناء محکم ومعانٍ عمیقة تناول من خلالها الکاتب موضوعات متعدِّدة ومتنوِّعة، فضلاً من أنَّ هذه القصص -فی حدود إطلاعنا- لم تدرس من هذا الجانب؛ وتوصل البحث إلى جملة من النتائج منها: إعتماد القاص على تقانات الزمن القصصی إعتماداً کبیراً ممّا جعل للإیقاع الزمنی دوراً مهماً فی القصص موضوعة البحث من خلال تسریع السرد أو إبطائه وتعطیله.

تشتغل نظریات التلقی على الاستراتیجیات التی تعمل على دفع المتلقی الى التفاعل مع النص الشعری ، اذ کل ما یعمله النص من تکنیک یمارس دوره فی تحفز المتلقی فی البحث بین فراغات وفجوات النص عن عملیة التکملة الدلالیة أو انتاج المعنى ،  وان هذه الاستراتیجیات التی عملت على بلورتها (قصیدة ترانیم قلبی الصغیر) للشاعر عمر السرای ، مارست دورها فی الاتکاء على الابهام والغموض الذی یتماهى مع فکرة الانعزال والوحدة التی کشفتها لنا عتبة القصیدة ثیمة الوحدة والتقوقع حول الذات المکسورة  ، والتی کلما تحاول أن تتجاوز الذکریات أو اصداء السنین أو البحث عن الانبعاث الجدید للذات فإنها تخفق فی تحقیقه.
فکل ما یحیط بها یمزقها حتى ندائها للحبیب أو طلب مجیئه هو ضعف، وتمزق، وتبعثر فالذات مجروحة تعانی من الغیاب الدائم الذی عمل على تعدیمها وذوبانها فی لحظة الوداع المتکررة فی القصیدة ، فحضور الحبیب یجسد الوجود أو الحیاة التی تبحث عنها الذات .

یتضمن الخطاب القرآنی لغة إبداعیة أثارت المخاطَب للتأمل والتفکیر للکشف عن البؤر الاستفزازیة وصولاً إلى الدلالة المستوحاة من التنظیم الأسلوبی المفارق لما هو متعارف علیه من الخطاب البشری، وهذا ما جعل الباحث یعمد إلى الأسلوبیة فی ممارسته التحلیلیة بعدّها واحدة من أبرز المناهج النصیة التی تنطلق من لغة النص والعلاقات النصیة المتداخلة وفق منهج أدبی حدیث؛ لإثبات إعجاز القرآن الکریم، فجسدت سورة العنکبوت بکافة أنماطها التعبیریة عبر مستویاتها الثلاث   (الترکیبی والدلالی والصوتی) مادة أعجزت المخاطَب وتحدته عن إنکار الحقیقة الیقینیة التی تدور حولها السورة ککل فی وحدانیته ـ سبحانه وتعالى ـ وفکرة الضد مابین الانصیاع لأوامره وعدمه، بأسلوبیة أغرت المتلقی وشدته لتتبع الآیات الکریمات للوصول إلى الدلالة المرکزیة لمقصدیة المخاطِب.

یمکن وصف السخریة بأنها تعبیر عن عکس ما یقصده المتکلم فعلا، وهی بذلک تقترب من مصطلحات بلاغیة عدة کالتوریة والتهکم والمشاکلة لأنها طریقة من طرائق التعبیر ولاعتماد هذه المصطلحات جمیعا على فکرة التلاعب بالألفاظ، وما تتطلبه من سرعة بدیهة المتلقی فی إدراک أفانین السخریة وتعدد أنواعها، فلیست السخریة مجرد صیاغة ومیزة لفظیة حسب، بل إنها "فعل ذهنی مرتبط بأساس جوهری وعمیق فی النفس التی تصوغه^"، مثلها فی ذلک مثل المفارقة


 

 

          تکمن أهمیة التأویل النحوی وهو حمل الکلام على غیر ظاهره فی أمرین هامین الأول : کونه وسیلة لرد ما خالف القاعدة النحویة ـ التی وضعها النحاة نتیجة لاستقراء کلام العرب ـ إلى القاعدة وقد مکنهم ذلک من جعل مقاییسهم مطردة وفق الکثیر الشائع ،والأمر الآخر توجیه معنى النصوص غیر واضحة الدلالة ظاهرا إلى وجه یقبله الإعراب والمعنى ویمنع تضاربهما أو خروج أحدهما عن مقایس اللغة العربیة وسلامتها . ولما کان "أبو علی الفارسی" فی کتابه کتاب الشعر أو شرح الأبیات المشکلة الإعراب دؤوبا فی توجیه الکثیر من النصوص الشعریة، وجعل فهمها موافقا لصحیح المعنى وسلامة الإعراب ، اعتمد التأویل وسیلة من الوسائل لبلوغ مراده . وقد تناول هذا البحث أثر التأویل فی توجیه المعنى والإعراب فی هذا الکتاب محاولا الکشف عن هذا الأثر فی نصوص کتاب الشعر واعتماد مؤلفه ـ وهو علم من أعلام العربیة ـ التأویل وسیلة لتوجیه هذه نصوص .



 

      فی الادب العربی کثیرا ما نجد مظاهر التعالق بین الطبیعة والشعر حاضرة وبکثافة، وربما یرجع ذلک الى البنیة التکوینیة للشخصیة العربیة وما أحاط بها من تأثیرات الطبیعة، فالعربی ینبثق من بیئته، لینطلق نحو افاق الکون الواسعة، وقد شکلت تلک التأثیرات هاجسا مسیطرا بشکل ما على تجاذبات العلاقة الجوهریة التی تربط العربی ببیئته، وإذا ما القینا نظرة على الشعر العربی فستصادفنا الکثیر من رموز الطبیعة التی وظفها الشعراء فی نتاجاتهم الأدبیة قدیما وحدیثا، ولاستوقفتنا مجموعة من البنى التی تتعالق وتتبادل التأثیرات لتنتج بنیة النص الشعری الذی یضفی على العناصر المادیة نوعا من الغموض فتتجسد دلالاتها رموزا، ذلک أن الانسان ینجذب بترکیبته نحو الغموض والابهام فی محاولة للارتقاء بمضامین نصوصه نحو افاق بعیدة ومنح نتاجه الادبی مساحات واسعة للانتشار والتأثیر فی المتلقی، لینفتح فیما بعد على تأویلات لا حصر لها. وهذا البحث اذ یحاول الکشف عن دلالة الماء فی شعر جمیل بثینة انما یسلط الضوء على ذلک التعالق ومدى تأثر الشاعر العربی ببیئته وتوظیفه لها فی مختلف حالاته الشعریة.

        ان المخطوطات العربیة المتفرقة فی انحاء العالم ، فی المکتبات العامة والخاصة وفی المتاحف والمساجد ، هی جزء مهم من التراث الحضاری ،  وتعد الذخیرة العلمیة فی شتى مجالات المعرفة البشریة ، والحفاظ علیها وتیسیر سبل الاستفادة منها واجب على کل العلماء والمتخصصین  ، فان هذا التراث له قیمته الذاتیة وعطاءه المتجدد للامة الإسلامیة فی تلمس اسباب نهضتها ووسائل تقدمها . ومن المؤسف ان هذا التراث لم یجد العنایة الکافیة ولا الرعایة الوافیة التی یتطلبها ، اذ ما یزال الکثیر منه مجهول او لم یحقق وینشر ، ومن هذا المنطلق نجد أنّه یجب الاهتمام بفهرسة المخطوطات وتحقیقها ونشر البحوث والقواعد التی تساعد على ذلک .          

      تأسس الحزب الشیوعی التونسی عام 1921 اذ تعرض اعضائه الى عدة مضایقات واعتقالات من قبل سلطات الاحتلال الفرنسی وقد مارس نشاطاته الى جانب الحرکة الوطنیة لغایة استقلال تونس عام 1956 حیث أید الحزب الشیوعی کل إجراءات الحکومة التونسیة المستقلة ، ولاسیما تأمیم القطاعات الاقتصادیة الکبرى کالنقل، الکهرباء، المیاه، والمناجم، وکذلک الإصلاحات فی المیدان الزراعی، مثل حل الأحباس وتأمیم جزء من أراضی المعمرین الفرنسیین. إلى جانب المواقف الإیجابیة التی اتخذها الحزب من السلطة التونسیة الفتیة، فقد انتقد المظاهر السلبیة، التی بدأت فی الظهور بعد الاستقلال ، وسیما قصة استثار البرجوازیة التونسیة بنتائج النضالات الوطنیة للشعب التونسی، ومحاولات الهیمنة والتفرد بالسلطة، وإفراز سیاسات معادیة للفئات الشعبیة. ولم یکن ذلک بمعزل عن دعوات الحزب إلى إرساء تقالید دیمقراطیة فی البلاد من حیث المحافظة على التعددیة السیاسیة، وخاصة أن الحزب الشیوعی کان القوة السیاسیة الوحیدة المعارضة فی البلاد آنذاک، أو من خلال المشارکة فی الحیاة الدیمقراطیة ممثلة فی البرلمان والانتخابات البلدیة، فقد شارک الحزب فی الانتخابات التأسیسیة للمجلس النیابی منذ عام 1956، ثم شارک فی الدورة التشریعیة التالیة عام 1959، وفی الانتخابات البلدیة التی تمت فی البلاد على الرغم من المضایقات المتعددة التی قامت بها أجهزة السلطة ضده وقد اتخذ النظام السیاسی فی تونس محاولة اغتیال الرئیس الحبیب بورقیبة حجة لایقاف نشاط الحزب واعتقال اعضائه عام 1963 .  

تعد ولایة مدحت باشا لبغداد (1869-1872م) نقطة تحول فی تاریخ هذه الولایة نظراً لجسامة المهمات التی کلف بتنفیذها والتی یأتی فی مقدمتها تطبیق القوانین الاصلاحیة التی أصدرتها الدولة العثمانیة خلال المدة (1858-1869م) حیث یرکز هذا البحث على قانون الولایات الذی اصدرته الدولة العثمانیة عام 1864م والذی تأخر تطبیقه فی الولایات العراقیة حتى تولی مدحت باشا ادارة ولایة بغداد. فی إطار جهود الدولة العثمانیة لتوطید السلطة المرکزیة على ولایاتها وفی محاولة لإجبار العشائر العراقیة على الاستقرار وممارسة الزراعة تم استحداث عدد من السناجق والاقضیة والنواحی نذکر منها سناجق المنتفک والدلیم والاحساء... والتی سیتم الترکیز فی ثنایا البحث على اسباب استحداثها وانعکاساتها على الواقع السیاسی للولایات العراقیة. ورغم جهود مدحت باشا فی مجال تطبیق التشکیلات الاداریة الجدیدة إلا أن هذه الجهود سرعان ما تعثرت بعد عزل هذا الوالی عام 1872م.

    تضمنت الدراسة ثلاث مباحث أساسیة: تناول المبحث الأول: سیرة حیاة السمهودی: أسمه ونسبه وولادته، وحیاته العلمیة ، وأبرز مؤلفاته ، ووفاته.
   وخصص المبحث الثانی: لعرض محتویات کتاب وفاء الوفا وما حواه من مادة علمیة حسب ترتیب المؤلف للأبواب والفصول .
   وشمل المبحث الثالث: منهجیة السمهودی فی تدوین السیرة النبویة التی ابتدأها مع ابتداء علاقة الرسول بأهل المدینة المنورة، عندما عرض نفسه فی مواسم الحج عندهم على القبائل، ومنها قبیلة الأوس والخزرج، وما کان من العقبة الأولى، والثانیة ثم أستمر بعرض السیرة النبویة حتى وفاة النبی ، والحق البحث بخاتمة لما توصل الیه البحث .

 نالت الثغور اهتمام المؤرخین و الباحثین وذلک لدورها فی ابراز احداث الدولة العربیة الاسلامیة ، ونظراً لتلک الأهمیة فقد سلطنا الضوء على احد اهم الامور فی الثغور الا وهو التحصین فی المدن الثغریة ، اذ تعد الثغور خط الصد الاول المدافع عن تخوم الدولة فی اهم مرحلة من مراحل الخلافة العباسیة .
 وقد رصد هذا البحث إِسهام الخلفاء العباسیین فی تحصین المدن الثغریة و بنائها و شحنها بالجند المرابطین إذ اصبحت هذه المنطقة جزءاً مهما من الدولة العباسیة فقد شهدت اهم الاحداث وجرت علیها الصراعات فأصبحت مسرحا عسکریا لأبرز المعارک .

قامت الدولة العباسیة على اثر الانتصار على الدولة الامویة سنة (132هـ/750م) بعد مقتل أخر الخلفاء الامویین مروان بن محمد فی مصر على ید قوات ابو العباس السفاح وتم على اثرها نقل العاصمة من دمشق الى الکوفة، وتلقى العباسیون ابان قدومهم الى مصر المعونة والمساعدة من الاقباط الثائرین ضد الامویین، لذا نادى العباسیون بادئ الامر للمصریین عامة وللأقباط خاصة واظهروا حسن النیة فی بادی الامر لجاجتهم لهم ما أن صارت الأمور الیهم تغیرت المعاملة معهم من اللین الى الشدة وزاد فی قسوتهم لهم وکرد فعل على سیاسة العباسیین هذه فقد اعلن البشمور سکان الدلتا العدید من الثورات بسبب سوء معاملة الولاة لهم وزیادة الجزیة والخراج على الفلاحین وانتهت هذه الثورات فی عهد الخلیفة المأمون سنة (217هـ/832م) بعد قضائه على ثورة الاقباط البشمور.

   إن الموقع الجغرافی الحیوی لمدن ساحل بلاد الشام براً وبحراً وبما تمتلکه من ثروات اقتصادیة مهمة قد مکنها من احتلال الصدارة فی تجارة الشرق والغرب، لذلک لعبت مراکزها التجاریة دوراً مهماً فی النشاط الاقتصادی  خلال تلک الفترة .
         لقد کان لموقع بلاد الشام المتمیز بین الشرق والغرب وامتدادها على الساحل الشرقی للبحر المتوسط ومجاورتها لأقالیم وحضارات عریقة أن جعل منها تلعب دورا مؤثرا فی التجارة لاسیما الخارجیة منها بفضل ما تمتلکه من موانئ ذات مواقع متمیزة مع کثرة الخیرات فجعل منها لذلک مصدرا للتجارة ومعبرا مهما لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب وبعکس ذلک.
        وقد لعبت مدن موانئ حوض البحر المتوسط الشرقی خلال فترة الحروب الصلیبیة ذلک الدور الاقتصادی والتجاری البارز لوقوعها على الخط التجاری الساحلی مما أعطاها میزة المتاجرة مع شواطئ البحر المتوسط الأخرى سواء الساحل الأوربی أو المغاربی أو المصری فکانت بحق عامل ازدهار لتجارة العالم جراء دورها الوسیط فی التجارة.

شهدت دمشق خلال سنوات حکم الایوبیین والممالیک لها ازدهاراً علمیاً فی أعلى مستویاته، بل أضحت هذه المدینة سراجاً أمتد سنا علومه إلى أبعد بقعة استظلت بالإسلام، وکان من مقومات هذا الازدهار العلمی أنها حوت مئات المؤسسات التعلیمیة إبّان المدّة مدار البحث، کالمساجد التی مثّلت منابر العلم، إذ بلغ عددها زهاء (629) مسجداً، وکذلک (26) داراً للقرآن الکریم والحدیث الشریف، و(127) مدرسةً فقهیة، و(3) مدارس للطب، فضلاً عن عشرات المؤسسات التعلیمیة الاخرى کالربط، والخوانق، والزوایا، والترب، ولا شک أن مثل هکذا عدد کبیر من مراکز التعلیم ضرورة أن یُغطى بعدد أکبر من المدرّسین، وهو ما أضفى أهمیة قصوى لوظیفة التدریس، التی أضحت محط عنایة السلطة الدمشقیة وبطانتها آنذاک، ومن المقوّمات الأخرى التی تمتّعت بها تلک المدینة أنها أنجبت واحتضنت العشرات من الأسر أو البیوتات العلمیة التی توارث شیوخها وظیفة التدریس من جیل إلى آخر، ممّا ساهم فی ابقاء هذه المؤسسات التعلیمیة قائمة وراسخة بذات الرصانة على مدى عدّة قرون ما دامت هذه الوظیفة مستمرة بید العلماء بتقادم السنین.

         کانت بلاد الشام محوراً للصراعات لما تتمتع به من موقع استراتیجی مهم  وثروات اقتصادیة هائلة ,ففی العهد العثمانی لم تشهد هذه المنطقة استقراراً منذ أن أحکموا السیطرة علیها عام 1517م وحتى مطلع القرن التاسع عشر فی کافة المجالات السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة ما جعلها محط انظار القوى الاقلیمیة و الدولیة, وبما انها تشکل العمق الاستراتیجی لمصر فقد فکر والیها محمد علی باشا (1805-1848م ) بضمها الى مشروع دولته الحدیثة ممهدا ذلک بالتدخل السیاسی ثم العسکری وقد حمل تدخله هذا نتائج خطیرة على المستویین الداخلی و الخارجی للدولة العثمانیة ,  یسلط البحث الضوء على بدایات التدخلات الاقلیمیة و الدولیة فی  بلاد الشام  وذلک من خلال بحث مسالة السیطرة المصریة علیها وما رافقها من مواقف دولیة و تدخلات سیاسیة و عسکریة فی شؤنها خاصة من قبل بریطانیا و فرنسا وروسیا القیصریة, و التی کانت بدایة ما عرف فی السیاسة الدولیة بالمسألة الشرقیة  والتی لاتزال اثرها قائمة الى الوقت الراهن.

تشکل المتغیرات الاقتصادیة الرکن ألارتکازی فی قوة الدولة, وتعد مؤشرات الأداء الاقتصادی لعام 2017 کحجم الناتج المحلی الإجمالی ومتوسط دخل الفرد مؤشراً واضحاً لقوة الدولة الاقتصادیة, کما تعتمد القوة الاقتصادیة للدولة على قدرتها فی مجالات الإنتاج والتی تعبر فی مجملها عن مدى تقدم الدولة وتحقیق الرفاهیة لشعبها, لان بناء القوة السیاسیة لأیة دولة یعتمد على أساس اقتصادی یعکس مدى قوة الدولة فی محیطها الإقلیمی والدولی.

تعد الحرکة المکانیة القسریة أحد أخطر تحرکات سکان العراق فی العصر الحدیث، ولا یمکن مقارنتها بأی شکل من أشکال الهجرة التی حدثت لأسباب قسریة من قبل، حیثُ اتسمت بطابع العنف المفرط ، والاضطهاد الشدید.
وأن تسارع وتیرة العنف بمناطق مختلفة من العراق بعد عام 2003م، وظهور تیارات من الحرکة المکانیة القسریة للسکان بین وافدة وأخرى مغادرة کان دافعاً لدراستها ، لیس لأنها ظاهرة سکانیة خطیرة فحسب ، بل لأنها تترک آثاراً لکلا المنطقتین الطاردة والجاذبة معا

یشکل الطابع التعریفی فی السلوک صیغة التجاذب أو التنافر بین الاطراف التفاعلیة، وبموجبه تتحدد هیئة السلوک فی الممارسات الحیاتیة المختلفة.
وفی اطار العلاقة بین الزوجین فإن لطبیعة السلوک العاطفی أهمیته فی رسم ملامح العلاقة الاجتماعیة بینهما، کما انه یتخذ اشکالاً متعددة فی اطار المواقف الاجتماعیة المتنوعة.
لقد هدف البحث إلى التعرف على طبیعة السلوک العاطفی بین الزوجین فی اطار التفاعل الخاص بینهما، وبیان طبیعة ذلک السلوک فی مجال التفاعل مع الابناء والاهل. ولقد اعتمدت الباحثة منهج دراسة الحالة، وکان عدد الحالات (15) حالة، وبینت ابرز النتائج بأن السلوک العاطفی بین الزوجین لم یحظى بفاعلیة عالیة، کما اتضح ان للسلوک العاطفی اشکالاً متنوعة تبعاً لطبیعة الموقف الاجتماعی.
وفی المجمل فإن الزوج/ة یتولى اعادة الخلق النفسی والاجتماعی للآخر من خلال اسلوب التفاعل معه، ویمثل التصریح العاطفی احیاءاً للذات النفسیة والاجتماعیة، إذ ان التعبیرات العاطفیة التی یرسلها الزوج/ة للطرف الآخر فإن سماعها أو رؤیتها والاحساس بها یعنى بتفتیت طاقة السکون أو النفور واستبدالها بطاقة التجدد والتجاذب.

           عند الحدیث عن التنوع على مستوى المجتمع العراقی فنحن امام کیان اجتماعی یشهد تنوعا ثقافیا على مستوى الزمان والمکان والجماعة الاجتماعیة ، حیث نشأنا على ارض هذا الوطن ونحن متداخلین مع غیرنا ثقافیا واجتماعیا وروحیا ، وبالتالی فان الانساق الاجتماعیة فی مجتمعنا حملت المیزة الثقافیة للتعددیة بل تفاعلت هذه الاجزاء فیما بینها مؤثرة احدها على الاخرى مشکلة الثقافات الفرعیة داخل الثقافة الام .
          والمحلة العراقیة جزء لا یتجزأ من الترکیبة المکانیة الحضریة العائدة الى النسق الاجتماعی متصلا بالأنساق الاخرى حیث حملت هذه المحلة المیزات والخصائص التی جعلتها تنفرد عن العالم العربی والغربی بشکلها العمرانی وبیئتها العامرة التی تزخر بالجماعات الاجتماعیة المتنوعة ذات الثقافات المتعددة ، ومع وجود المحلة البغدادیة والبصراویة والموصلیة والکربلائیة والنجفیة والبابلیة الى غیرها من المحلات المتواجدة هنا وهناک فی عموم ارجاء هذا الوطن ، الا انها انجمعت تحت مظلة الخصوصیة الثقافیة عندما عاشت بین احضانها الجماعات الثقافیة المتنوعة بطابع ملؤه الحب والتسامح والمودة والتضحیة ، فضلا عن التداخل الاجتماعی بین البیوت والنفوس معبرة عن روح الالتصاق بالمکان (الوطن) والفرد (التثاقف) .
وفی بحثنا هذا حاولنا ان نتناول ثقافة التعایش المشترک وکیف تنمت داخل هذا الجو المکانی الخاص بالمجتمع العراقی (المحلة) وکیف اجتمعت کل المحلات العراقیة بخصائص ثقافیة عندما انضوت تحتها الثقافات الفرعیة لیتشکل لدینا عنصر التثاقف المجتمعی الذی جمع کل الجماعات الاجتماعیة محاولین تقریب الصورة بین الحاضر والمستقبل وکیف یمکن ان نعزز قیم التسامح والالفة بین هذه الشرائح داخل هذا العنصر المکانی (المحلة) .

            یعد التعلیم مرتکزا أساسیا فی نهوض الأمم وتقدمها وتطورها لأهمیته الکبیرة فی بناء المجتمع وبناء الدولة ، حیث یعمل على تطویر قدرات الأفراد المهاریة والعلمیة والمهنیة للنهوض بالبلد ، والمعروف أن مفاصل الدولة وقطاعاتها ومؤسساتها وکل بناها التحتیة اذ ما تعرضت للخراب والتدمیر لأی سبب کان فهذا سیؤثر على نمو وسیر العملیة التعلیمیة فی المدرسة التی هی مجتمع مصغر یتفاعل من خلاله الطلبة والمعلمون ویؤثر فی مخرجات التعلیم ، إذ إن نمو وتطور شخصیة الطالب ویساعد فی بناء العملیة التنمویة حیث أن المدرسة مؤسسة تربویة مفصلیة فی  المجتمع ..
          شکلت المشاکل المتعددة التی رافقت التعلیم عائقا فی المسیرة العلمیة ، فقد عانى هذا القطاع ما عاناه من الحروب والغزو والاحتلال الذی أدى الى أزمة کبیرة فی التعلیم خصوصا فی المدن التی عانت من التدمیر مثل الموصل ... وبعد تعرض مئات من الابنیة المدرسیة فی شقیها الأیمن  والأیسر للتدمیر إما جزئیا أو کلیا بالإضافة إلى قلة المخصصات وغیاب إعادة الأعمار فیها وخلو المدارس من أبسط الخدمات کالماء والکهرباء والکوادر التدریسیة وإن توفرت فغالبا ما تکون دون کفاءة ، علاوة على اعداد الطلبة الکبیر والنقص الحاد فی الکتب والمقاعد الدراسة (الرحلات) کلها اسباب أدت الى تفاقم أزمة التعلیم فی المدن.

تناولت الدراسة ظاهرة زواج القاصرات کأحد الظواهر السائدة فی المجتمع الموصلی، وتطرق البحث غلى الاسباب والعوامل الکامنة وراء هذه الظاهرة، سواء کانت اسباب اقتصادیة أو اجتماعیة أو ثقافیة، تلک العوامل التی تدفع الأهل إلى تزویج الفتیات بعمر صغیر. کما استعرضنا من خلال الدراسة قوانین الأحوال الشخصیة الخاصة بالزواج فی عدة دول عربیة منها سوریا ومصر ولبنان ودول المغرب العربی، بالإضافة إلى قانون الأحوال الشخصیة العراقی. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج فیما یتعلق بما یترتب على زواج الفتیات الصغیرات من مشاکل اجتماعیة ونفسیة للفتاة من جهة وللأسرة من جهة أخرى.

               یتناول هذا البحث موضوعا مهما هو: دراسة حدیث (إن الله یحب إذا عمل أحدکم أن یتقنه) من حیث السند والمتن؛ أما السند؛ فقد درسته من حیث ترجمة الرجال، وتخریج الحدیث، وذکر طرقه ومتابعاته وشواهده، ثم الحکم علیه.
وأما دراسة المتن فقد تناولت: بیان سبب الحدیث، ومعناه الإجمالی، ومفهوم الإتقان، وعلاقته بالمصطلحات المشابهة؛ کالإحسان، والإحکام، والجودة، وأهمیة الإتقان وآثاره على الفرد والمجتمع، وضوابطه، ومحفزاته، ومجالاته، ثم بیان حکمه الفقهی
ثم اختتمت البحث بخاتمة موجزة اشتملت على أهم نتائج البحث وتوصیاته، منها: أن درجة الحدیث حسن لغیره، وأن الإتقان أخص من الإحسان، ومرادف للإحکام، ومقارب للجودة، وأن أهم ضابط للإتقان هو مراقبة الله -عز وجل -، وأن الإتقان له أهمیة کبرى وآثار مهمة على الفرد والمجتمع، ولذلک فهو مطلوب فی جمیع الأعمال، وحکمه الوجوب، لاسیما فی الأعمال المهمة التی یتوقف علیها قبول عبادة، أو وقوع الضرر بالناس، والاستحباب فیما عدى ذلک، وأن الإسلام دین العمل والإتقان وهو حجة على المسلمین عند تقصیرهم فی إتقان أعمالهم، ولیس العکس. والله تعالى أعلم.

 فإن النص النبوی له حالات متعددة منها ما یکون معها ظاهراً فی المعنى الواحد، ویعبر عنه الأصولیون  بـ (ماله ظاهر) ومنها ما هو غیر ظاهر المعنى، بل له معانٍ متعددة وهو ما یعبرون عنه بـ (ما تساوت فیه المعانی والمحتملات) وللصحابی تصرفات متعددة مع هذا النص النبوی، وتصرفه فی الأخیر هو تفسیر للنص، وهو الذی یعنینا فی هذا البحث ، فاخترته لبیان أنه حجة یلزم الأخذ به، ولبیان أنه غیر التفسیر المصطلح علیه فعلیه کان البحث على ثلاثة مباحث، ففی المبحث الأول عرفت المصطلحات الواردة فی العنوان، وفی المبحث الثانی تکلمت على مذهب الصحابی، وفی المبحث الثالث تکلمت على تفسیر الصحابی وحجیته مع بیان آراء العلماء والأصولیین وأدلتهم. 

      تناولت فی هذا البحث مسألتین مهمتین من مسائل الأمر ، هما : دلالة الأمر المعلق بشرط أیقتضی التکرار أم لا؟ ودلالة تعاقب أمرین متماثلین أو متغایرین ، وقد أختلف الاصولیون فی کل واحدة منها ، وعرضت اختیار الشیرازی (رحمه الله تعالى) ، ثم ذکرت الأقوال التی ذهب الیها الاصولیون ، ثم الادلة ومناقشتها ، ورأی الباحث المتواضع ، ثم من خلال هذه المسألتین  مسألة ذکرت فیهما ثمرة خلاف ، وفی الختام هذا مبلغی من العلم وهو جهدی المتواضع ، فإن أصبت فمن الله وله الحمد ، وإن أخطأت فمن نفسی ومن الشیطان ، والحمد لله رب العالمین.  

     یهدف البحث الى تدریس مادة الاحیاء باستراتیجیة الرؤوس المرقمة وأثرها فی تنمیة التفکیر العلمی لدى طالبات الصف الخامس الاعدادی. اقتصرت عینة البحث على طالبات الصف الخامس العلمی الاحیائی فی إعدادیة زینب للبنات، حیث تکونت من (66) طالبة تم توزیعهم الى مجموعتین متکافئتین أحداهما تجریبیة درست وفقا لاستراتیجیة الرؤوس المرقمة فی حین درست المجموعة الضابطة بالطریقة الاعتیادیة، ولقیاس قدرة الطالبات على التفکیر العلمی تبنى الباحث مقیاس (طه، 2016) المکون من (30) فقرة لکل فقرة (4) بدائل. وبعد تطبیق أداة البحث قبلیا وبعدیا على المجموعتین، أظهرت النتائج وجود فرق دال احصائیا فی متوسط درجات التفکیر العلمی للاختبارین القبلی والبعدی لدى طالبات المجموعة التجریبیة ولصالح الاختبار البعدی، کما وأظهرت النتائج وجود فرق دال احصائیا فی تنمیة التفکیر العلمی بین المجموعتین البحثیتین ولصالح المجموعة التجریبیة.  

لم یعد یخفى على المهتمین بالجهد الفلسفی، الدور الکبیر الذی مارسته فلسفة نیتشه فی التأثیر على اغلب التیارات الفلسفیة والنقدیة المعاصرة. اهتمت اغلب تیارات ما بعد الحداثة فی البحث فی المناهج الأدبیة والنقدیة وسعت إلى إعادة التأسیس لعلم النص، فظهرت جملة من المصطلحات النقدیة التی منحت القرن العشرین هویته الذاتیة سواء على الصعید الفلسفی او الفکری او الأدبی. ومن هذه المصطلحات مصطلح (التناص)، حیث یعد البعض ظهور التناص کرد فعل تجاه التصورات النقدیة التقلیدیة، والتی اعتادت أن تنسب النص إلى جملة من العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة والنفسیة للناص او المؤلف، فالتناص یهتم بالنص لذاته وبذاته، وینظر الیه على انه مفهوم إنتاجی یحمل فی طیاته آثار وأصداء الخطابات والنصوص الأخرى. 

            هدف البحث التعرف على مفهوم الوصول الحر للمعلومات، ومدى المام اعضاء هیئة التدریس فی الجامعة التقنیة الشمالیة لهذا المفهوم والتعرف على طریقة حصولهم لمصادر الوصول الحر للمعلومات فضلا عن مدى رغبتهم فی کتاباتهم ونشر بحوثهم فی دوریات لها مواقع الوصول الحر للمعلومات وتبین ان ابرز نتائج البحث هی: الادراک الکبیر لأعضاء هیئة التدریس فی الجامعة التقنیة الشمالیة لمصادر الوصول الحر للمعلومات، وان نسبة کبیرة منهم یقومون بنشر بحوثهم فی دوریات لها مواقع للوصول الحر للمعلومات.

       على الرغم من أنَّ النساء العراقیات لا یشترکن اشتراکًا مباشرًا فی الحرب، إلَّا أنَّ معاناتهن من التأثیرات المدمرة للحروب والصراعات المسلحة هی بقدر معاناة الرجال. ولهذه المعاناة عدة أشکال من مثل الحرمان العاطفی والاقتصادی والترمل والاضطراب الاجتماعی والشخصی، وخلافاً لسردیات المعاناة الذکوریة فی میادین الوغى والمیادین الأُخرى، لاتزال سردیات الألم النسویة فی الجبهة الداخلیة مهملةً نسبیًا، وبما أنَّ الغایة من مسرح الحرب هو مناهضة الحروب وتعزیز الوعی بنتائجها الکارثیة، أَضحى إِلقاء الضوء على قصص البؤس غیر المرویة التی تؤدی النساء أدوار البطولة فیها أحد أهم مرتکزاتها. تجادل الورقة البحثیة أن معالجة قصص النساء ستکون وسیلة أکثر فاعلیة فی تعزیز الوعی المناهض للحرب. والورقة البحثیة الحالیة دراسة مقارنة بین مسرحیتین: تسع أعشار الرغبة للکاتبة الأمریکیة هیذر رافو ومصر صیف للکاتب العراقی علی عبد النبی الزیدی، وثمة العدید من أَوجه التشابه المدهشة التی تجمع المسرحیتین فی مجال رسم الشخصیات وتوظیف الرموز والرسالة السیاسیة. وتستند کلاهما على أداء الممثل الواحد على الرغم من حضور تسع شخصیات نسویة فی المسرحیة الأولى، وتأتی هذه الورقة البحثیة بمنزلة دعوة لاتخاذ الإِجراءات الضروریة فی المساعدة فی التخفیف من التجارب المؤلمة التی خبرتها النساء العراقیات فی الحرب وبعدها.

          تتناول هذه الدراسة تطبیق إعادة الصیاغة بوصفها وسیلة لتسهیل فهم النص لدى القارىء، وتعالج عملیة الترجمة وعلاقاتها فی تدریس الترجمة؛ لأنَّ الترجمة سلوک لغویٌ، فالعملیة الإِدراکیة للمعلومات من جهة وتدریس الترجمة وتعلیمها من جهة أُخرى متلازمان فی أداء مهمة الترجمة، وعلیه تهدف هذه الدراسة إِلى  تسهیل ترجمة العناصر اللغویة والنصیة الصعبة الموجودة فی النص الأصل عن  طریق العملیات الإِدراکیة التی یقوم بها العصف الذهنی لدى المترجم، وتوصَّلت الدراسة إلى نتائج تفید أن إعادة الصیاغة طریقة ناجحة فی تدریس الترجمة وتعلیمها .

        یمکن النظر إلى الترجمة على أنَّها نوع من أَنواع الوساطة مابین الثقافات یعمل فیها المترجم وسیطًا ثقافیًا، وللمترجم دور کبیر وفعَّال فی نقل الثقافة بین شعوب العالم من خلال عملیة الترجمة، ومن أحدث طرائق نقل الثقافة الشرقیة إِلى العالم الغربی هی ترجمة الأَعمال الأَدبیة العربیة إِلى اللغة الإِنکلیزیة ومن ضمنها الروایة المشهورة (زقاق المِدَق) للکاتب المصری نجیب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فی الأَدب، وترجمت هذه الروایة إِلى لغات عدیدة کالإِیطالیة والفرنسیة والإِنکلیزیة، وقام کل من همفری دیفز و تریفور کاسک بترجمتها إِلى اللغة الإِنکلیزیة ولقد بذلا جهدًا" کبیرًا" لنقل الروایة بشکل جید إِلى اللغة الإِنکلیزیة إِلَّا أَنَّهما نجحا تارة وفشلا تارة أُخرى؛ لکثرة المفردات والتعابیر الخاصة بالثقافة العربیة، التی شکَّلت عثرة کبیرة فی طریقهما لعدم وجود المکافی الثقافی فی لغة الهدف، وکذلک بسبب الاختیار کان غیر مناسب لاستراتیجیات ترجمیة خاطئة من قبلهما ممَّا أدَّى إِلى العدید من الهفوات والأَغلاط فی النص المترجم.

         یرکز هذا البحث على دراسة الصیاغة الجدیدة لهیلین طروادة فی الشعر الصوری للشاعرة هیلدا دولیتل (اج. دی.)، وتعدّ هیلین طروادة من أَکثر الشخصیات الأُسطوریة شعبیة فی تاریخ الأَدب العالمی، وهی من أَکثر الشخصیات ذکرًا فی علم الأَساطیر القدیمة، ویرتبط اسمها مع مفاهیم الجمال, والحب, والحرب, والإِغواء, والدمار, والغموض، وتصور عادة بوصفها شخصیة صامتة ولکنها مراقبة لمحیطها, وهی المسبب الرئیس لحرب ضروس فتکت بالرجال ودمرت المدن. ولم یکن لهیلین صوت تدافع به عن نفسها, ولم یعمد أی شاعر أَو کاتب مسرحی على سبر أغوار هذه الشخصیة للوقوف على دوافعها وغرائزها وآلامها ومعاناتها إِلى الحد الذی اعتبرت فیه شیء اکثر من کونها إِنسانة.

          تهدف الدراسة إِلى بیان أو توضیح تأثیر استعمال ملصقات الرسوم المتحرکة على تعزیز قدرات متعلمی اللغة الإِنکلیزیة بوصفها لغة أَجنبیة فی تعلم المفردات الإِنکلیزیة واحتفاظها من وجهة نظر معلمین أُردنیین للغة الإنکلیزیة. وشارک نحو34 معلمًا ومن کلا الجنسین ممن یدرسون اللغة الإِنکلیزیة لطلاب الصف العاشر فی المدارس الأَساسیة فی الأُردن، واعتمدت طریقة وصفیة وکمیة فی جمع وتحلیل البیانات، ووزّعت استمارات استبانة على عینة البحث من أَجل جمع البیانات. وتهدف الاستبانة بجمع آراء معلمی اللغة الإِنکلیزیة الأُردنیین ووجهات نظرهم بکیفیة استخدام الملصقات المتحرکة فی التدریس والاستعانة بتلک الملصقات لتعلم المفردات.