اداب الرافدین

یعد ما قدمه عبد الرحمن بن خلدون (732هـ /1332م - 808هـ /1406م) فی مقدمة کتابه (العبر ودیوان المبتدأ والخبر فی أیام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوی السلطان الأکبر) ذروة ما توصل الیه الفکر الاجتماعی والسیاسی الاسلامی. وقد تناول ابن خلدون فی هذا الکتاب بالعرض والتحلیل بعض أهم الاشکالیات التی شغلت الفکر الاسلامی طوال العصور الماضیة، وهی لازالت تشغله حتى الوقت الحاضر. ومن أهم هذه الاشکالیات إشکالیة الحکم وما یتصل بها من ملک وخلافة، وما ثار حولها من خلافات عقائدیة وفکریة وسیاسیة کان لها آثاراً عمیقة على مسار المجتمع الاسلامی وحضارته.

حفل تاریخ لبنان المعاصر بعدد کبیر من الشخصیات السیاسیة التی کان لها دور فاعل فی تحقیق الاستقلال السیاسی عن فرنسا فی منتصف القرن العشرین ، وکان (عبد الله الیافی) أحد تلک الشخصیات الوطنیة التی أعلنت رفضها لسیاسة الانتداب الفرنسی على لبنان ومقاومة الاتجاهات الطائفیة التی مارستها سلطات الانتداب ، ومؤکداً على تحقیق التعاون بین المسلمین والمسیحیین اللبنانیین فی إطار دولة لبنانیة مستقلة ذات سیادة.

      یسلط هذا البحث الضوء على واحدة من أهم الأسس الفکریة لنظریة صدام الحضارات ، التی قدمها أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة هارفرد صموئیل هانتنغتون Samuel p. Huntington ( 1927 – 2008م ) ، وهی قضیة العلاقة بین الدین والحضارة ، وأثر الدین فی التصادم الحضاری . وسبب اختیار الموضوع هو أن هانتنغتون یعد واحداً من أبرز المحللین السیاسیین الإستراتیجیین فی الولایات المتحدة . وقد برزت هذه النظریة فی عقد التسعینیات من القرن المنصرم ، وأثارت ردود أفعال مختلفة بین مؤید ومعارض وبین مشجع ومستهجن لها تدفع المرء لسبر غورها ومعرفة أبعادها . بلور هانتنغتون نظریته شکل العلاقة المستقبلیة بین الأمم والشعوب ، مؤکداً على أنها ستتخذ شکل صراع بین الحضارات ، وذلک فی أعقاب انهیار الإتحاد السوفیاتی والکتلة الشیوعیة مطلع التسعینیات . ووجد فی الدین مرتکزاً أساسیاً یمکن من خلاله بلورة العلاقة بینه وبین الحضارة ، على أساس أن یکون لها دوراً خطیراً فی المستقبل ، ووجد فی الإسلام قوة فکریة وبشریة صاعدة سیقدر لها المستقبل أن تؤدی دوراً رئیسیاً فی هذا الصراع .

        سمیت الدولة العثمانیة فی أواخر أیامها بالرجل المریض ، إذ تکالبت علیها الدول الأوربیة لاقتسام ممتلکاتها ولا سیما بعد مؤتمر برلین عام 1878 وفیه کانت حصة ( لیبیا ) أو طرابلس الغرب لإیطالیا ، فضلا عن توقیعهم اتفاقیات مع فرنسا وألمانیا والنمسا وبریطانیا وغیرهم من الذین اعترفوا لهم ب ( لیبیا ) بوصفها مستعمرة فی المستقبل ، وقد استخدمت إیطالیا شتى الطرق والوسائل لاحتلالها وقد نجحت فی ذلک . ونتیجة لهجومهم علیها اتخذت الدولة العثمانیة موقفا من ذلک إذ انبرت على مقاومته عن طریق بعض ضباطها وجنودها وتوقفت هذه المقاومة عام1912 ، بعد اتفاق الطرفین على إیقاف إطلاق النار .
       تکون البحث من مقدمة ومبحثین وخاتمة . شمل المبحث الأول أسباب وممهدات الغزو والذی تحدثنا فیه عن الموقع الجغرافی للیبیا القریب من إیطالیا التی عانت من أزمات داخلیة عدیدة فحاولت استثمار رؤوس أموالها فی ( لیبیا ) کما تطرقنا إلى ممهدات الغزو . بینما تضمن المبحث الثانی موقف الدولة العثمانیة من الغزو الإیطالی للیبیا والذی جاء بسبب الفوضى التی عاشتها طرابلس الغرب ، نتیجة لضعف العثمانیین .

        یعد عصر صدر الاسلام والدولة الأمویة من العصور المهمة فی التاریخ العربی الاسلامی ، لما شهده من انجازات عسکریة وحضاریة وأحداث وتطورات جمة انعکست على واقع الأمة ، وأدخلها فی خلافات سیاسیة وصلت ذروتها فی خلافة عثمان بن عفان (t) وامتدت لتشمل خلافة علی بن ابی طالب (t) ، والتی انغمس فیها عدید من الصحابة لعل منهم الزبیر بن العوام (t) الذیکان له دوراً واضحاً فی تلک الأحداث ، وقد جاء هذا البحث لیعطی لمحة عن دور الزبیر فی تلک الأحداث التی مرت بها الأمة ، وکانت البدایة بإعطاء نبذة عن شخصیة الزبیر ومن ثَم انجرافه بالمشاکل التی واجهت الخلیفة علی بن ابی طالب (t) ، ونعنی بها معرکة الجمل المشهورة والتی أودت بحیاة الزبیر بن العوام (t) .

          مرت العلاقات بین الدولة الاسلامیة والامبراطوریة البیزنطیة بمراحل بدأت هذه المراحل فی عهد الرسولr إذ أرسل الى الملوک والامراء ومنهم الملک هـرقل والمقوقس نائب هرقل فی الاسکندریة یدعوهم فیها الى الاسلام وقد ارسلوا الهدایا الى الرسولr، وارسل رسولاً الى أمیر الغساسـنة فی بـصرى الشام ، الـذی أقـدم على فعـل شنیع أوقـد نار الـحرب بین البیزنطیین والمسلمین، وهو قتل مبعوث رسول الله، فجهـز الـرسولr جـیشاً لیقتص مـن القتلة، فـوقعت معرکة مؤتة.

تناولت فی هذا البحث الترجمة فی العصر الأموی – الترجمة، معناها، وأنواعها، واقعها، ودوافعها، وعلاقة الترجمة ببقیة العلوم، ونشاطات خالد بن یزید فی تشجیعها، أشهر المترجمین فی ذلک العصر، وإذ شاء الله تعالى، استطعنا أن نخرج بصورة أکثر وضوحاً عن حال الترجمة فی العصر الأموی وبالتالی نکون قد وضعنا لبنة لمن أراد أن یبحث فی هذا الموضوع بالمستقبل بشکل أکثر تفصیلاً ولله المنة والفضل، والمعذرة فی هذا، والله من وراء القصد.

        ان الطفل بفعل تکوینه البیولوجی ومرحلته العمریة ، یعتمد على غیره (اسرته ، مجتمعه) فی توفیر احتیاجاته جمیعها ،وبالتالی ان ای نقص فی هذه المرحلة سوف یؤدی الى اثار سلبیة فی شخصیته وتکوینه الاجتماعی ، وان الاعمال التی یمارسها الطفل العامل فی سن مبکرة لها الاثر الکبیر فی سلوکه .
وبما ان المجتمع العراقی واجهته عدة متغیرات وظروف اجتماعیة واقتصادیة وسیاسیة وازمات وحروب اثرت على قدرة المجتمع والدولة فی توفیر احتیاجات الافراد والخدمات الاساسیة لهم وبالتالی انخفاض الدخل الشهری لدى بعض فئات المجتمع ادت الى ظهور بعض المشکلات الاجتماعیة منهامشکلة عمالة الاطفال ،وقد قسم البحث الى جانب نظری واخر جانب میدانی تم فیه تسلیط الضوء على بعض حالات من الاطفال العاملین دون الثامنة عشر "10 حالات من الذطور والاناث" ومن ابرز نتائج البحث هی (1)یؤثر عمل الاطفال على مواصلة الدراسة (2)یؤثر عمل الاطفال على رغبتهم فی الالتحاق بالدراسة (3)عمل الاطفال یکون بسبب العوز المادی ومن اجل تحسین المستوى المادی(4) اکد اغلب الحالات من المبحوثین ان المسؤولیة فی وضعهم تترکز بین التوزیع الغیر العادل للدخل وعدم اعطاء الاغنیاء ماعلیهم من حقوق للفقراء.

          یتمحور موضوع البحث حول ظاهرة عمل الاطفال اذ تعد من الانتهاکات الصارخة التی تعمل على زلزلة المقومات الاساسیة التی ینبغی لکل طفل ان یتمتع بها وتحرم الطفل من ابسط حقوقه اذ تلقی به الى الضیاع فی متاهة الجهل اذ ان وجود الاطفال العاملین خارج العملیة التعلیمیة نتیجة لالتحاقهم بسوق العمل یؤدی الى اضعاف ماتملکه الدولة من رأس  المال البشری وما لذلک من اثار سلبیة على المجتمع  ، فیعد عمل الاطفال من المشاکل العالمیة لکنها تختلف من دولة الى اخرى فی حجمها واسبابها واثارها ویهدف البحث الى التعرف على اسباب عمل الاطفال والاثار الاجتماعیة التی یترکها عمل الاطفال ، واعتمد البحث منهج  المسح الاجتماعی إذ شمل عینة من (50) طفل عامل واستخدم الباحث أسلوب العینة القصدیة إذ وزعت استمارات استبیانیه لهذا الغرض واستعین بالنسبة المئویة لوصف المعلومات وتحلیلها، و توصل البحث إلى نتائج اهمها:
1-توصل البحث الى ان اغلب الاطفال العاملین وبنسبة (74%) یتعرضون للاعتداء بمختلف اشکاله سواء کان لفظی او جسدی اثناء عملهم .
2-اشارت نتائج البحث الى ان (72%)من الاطفال العاملین لایذهبون الى المدرسة.
3-توصل البحث الى ان ا(72%)من الاطفال العاملین یسلکون سلوک عدوانی نتیجة عملهم .

لقد کانت للحضارة الغربیة انجازات هائلة فی شتى مجالات العلوم والمعرفة خاصة منها العلوم التطبیقیة والتکنولوجیة وتقدمت على اثرها الشعوب والامم وطفرت طفرة هائلة ، وکانت هذه الحضارة قد ورثت الحضارة الیونانیة والرومانیة فی اتجاهاتها ونزعتها المادیة وقد اتبع الغربیون – بشقیهم الشرقیین والغربیین- العدید من النظریات والایدیولوجیات من راسمالیة ومارکسیة وفرویدیة ووجودیة وداروینیة وقومیة عنصریة بالاضافة الى تقدیس العلم المادی وجعله وثنا واله یعبد - کما وصفه بعض المفکرین - یتبعه تقدیس للثروة والمال الى حد العبادة ، فشکل هذا التجاه المادی الى تطور الحضارة الغربیة والانسانیة تطورا مادیا وعلى حساب الجانب الروحی والاخلاقی ، ولذلک فقد اخفقت فی  الجانب الروحی والاخلاقی وحولت المجتمع البشری الى مجتمع متصارع بشع وحشی وکانت النتیجة هی الحروب والدمار والقتال والجریمة والجنون والقلق وانتشار المخدرات والبغاء فی کل ارجاء العالم ، ولهذا فقد تعرضت هذه الحضارة الى انتقادات کثیرة من الکثیر من العلماء والمفکرین بنظریاتها وطروحاتها الفکریة والمادیة فبینوا تهافتها وضعفها ومناقضتها لفطرة الانسان وسویته فاصبح الانسان غریبا فی عالمه قلقا مشوه الفکر والروح ضعیف الایمان لاینظر الى السماء بل یلتمس سعادته من عالمه الارضی وعلمه الذی جعله الها یعبد، وادى ذلک بطبیعة الحال الى انتکاس البشریة وانتکاس حضارتها التی وصفها بعض المفکرین بالحضارة المشؤومة والوحشیة ، وبرزت دعوات کثیرة الى ضرورة تخلیص البشریة من رعونات هذه الحضارة وانحرافاتها وضلالاتها واعادة الانسان الى وضعه الطبیعی وتوازنه الروحی والمادی بعد ان عصفت به هذه الحضارة وجنحت به جنوحا مادیا بشعا ومسخته وغیر طبیعته الاصلیة ، وسوف نستعرض اراء بعض المفکرین فی هذه الحضارة فی ثنایا البحث .