اداب الرافدین

          وقف البحث عند إغفال المُصنِف –ابن خمیس المالقی- (ت بعد 639 هـ) فی کتابه مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار..لولادة ووفاة تسع وسبعین عَلَماً إغفالاً تاماً.
ثم عنی البحث باهتمام المصنف –ابن خمیس- بوفاة سبعة وخمسین عَلَماً آخرین.
کما وقف البحث مرة أخرى عند إغفال المصنف –ابن خمیس- لتواریخ الوفاة لعشرین عَلَماً آخرین، وابتساره لها واکتفائه بالإخبار عنها بقوله: (توفی) أو (مات) أو (قُتل) أو (توفی شهیداً) وما إلى ذلک.
وتلبث البحث مع کوکبة أخرى من الأعلام بلغوا ثلاثة عشر عَلَماً نالوا حظوة عند المصنف، وأورد تواریخ ولاداتهم ووفیاتهم.
وختم البحث بعنایة المصنف بتواریخ ولادة أربعة أعلام آخرین، وصمته عن وفیاتهم.
وبذلک یکون البحث قد أحاط بوفیات أعلام مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار... البالغ عددهُم مائة وثلاثة وسبعین عَلَماً، دون أن یُهمل أحداً منهم.

         یقوم المکانُ داخلَ النص الشعریِّ بدورِ فعّال فی بنائه وترکیبهِ ، منه تنطلقُ الأحداثُ ، وفیه تتحرکُ الشخصیاتُ ، وتشحنُ النصَّ بدلالاتٍ مکثفةٍ تجعلُهُ نابضًا بالحیاةِ وتضفی علیهِ طابعَ الشمولیةِ والتکاملِ ممّا یجعلُهُ یتشکل تشکیلاً فنیًّا خالصًا معطیًا للقارئ انطباعًا واضحًا عنه ، فهو عنصرٌ مکونٌ للنصِّ الشعریِّ وتماسکهِ وانسجامهِ ، وبذلک یکونُ من عناصر التکوین الشعریِّ فیحملُ بدلالتِهِ المتنوعة ملامحَ ذاتیةً وصفاتٍ إبداعیةً ومشاعرَ إنسانیةً ، فضلاً عن التجاربِ الاجتماعیةِ التی تکملُ العمل الفنیَّ ، فالمکانُ بطبیعتِهِ المادیةِ تختزلُ فیه الکثیرُ من المشاعرِ والأحاسیسِ الإنسانیةِ الخالصةِ ولاسیما أنها مرتبطةٌ به منذُ نشأتِهِ ، فالتراکم المعرفی عند ( ابنِ عنین ) مکنَّهُ من تصویرِ الأماکنِ الواقعیةِ تصویرًا متخیلاً یستقرُّ فی ذاتهِ أولاً ، وذوات متلقیه ثانیًا ، وتحفزُهم على الاستشعارِ بهِ ؛ لأن کلَ مکانٍ عندَه مرتبطٌ بحدثٍ معینِ وفعلِ مشخصِ برؤیتهِ الفکریةِ وخزینِ ذاکرتهِ، فالمکانُ خلاصةُ التفاعل بینَ الإنسانِ / الشاعرِ وبینَ دورهِ فی إثارةِ المشاعرِ داخلَ الذاتِ التی تحاکیهِ مما یؤثرُ على سلوکهِ ، فیکتسبُ منْ سماتهِ لیرسخَ تجاربَهُ الإنسانیةُ بها .

      یعمل مصطلح التشکیل فی مجالی الشعر والرسم، ذلک لأن أشکال الخطاب الثقافی تشترک فی وسائل التعبیر من أجل تحقیق المبتغى الجمالی، فضلاً عن کون التشکیل یمثل عملیة إیجاد علاقات مرکبة لبناء شکل جدید فإنه لا یختص بحقل أو جنس ثقافی دون سواه، إذ أنّ بناء الشکل الجدید یشمل الأدب والفنون التشکیلیة على السواء، وبذلک لا یعد التشکیل مصطلحاً جدیداً مضافاً إلى حقل الشعر "لأن طریقة الشاعر فی تشکیل مادته تشبه طریقة الرسام على أساس أن کلیهما یهدف إلى إحداث أکبر قدر ممکن من التناسب والتألق بین عناصر مادته، وبذلک یکون التشکیل فی الادب من العمل التصویری، فالتشکیل یعطی الوجود المادی صورته، لذلک تصدق تسمیة العمل الفنی بالعمل التصویری الذی یکون فیه التشکیل من المادة الصرف إلى المادة الجمالیة عند التشکیل وعند کونها صورة، فیکون التشکیل "هندسة نظام الالفاظ وتناسق نظام الدلالات ومن ثم هندسة الایقاعات الموسیقیة .
 

إن متابعة مصطلح الحجاج تقتضی البدء بالتحدید اللغوی أولاً، إذ أنّه – لغةً – اسمٌ مشتقٌ من الفعل (حاجَّ)، وقد أورد ابنُ منظور: "حاججتُه، أحاجّه، حِجاجاً ومحاجّةً حتى حجَجته، أی: غلبتُه بالحُجج التی أدلیتُ بها، وحاجّه مَحَاجّة وحِجاجاً: نازعَه الحُجّة، والحجّة: البرهان، وقیل: الحجّةُ ما دفع به الخصم، والحجّة: الوجه الذی یکون به لظفر عند الخصومة، وهو رجلٌ مِحجاجٌ، أی: جدِلٌ، وبناءً على ما تقدّم، یبدو أنّ الحجاج یحمل فی مضمونه دلالةً ومعنىً مُستمدّین من التحدید اللغوی، إذ أنّ شرطه التخاطبی متمثلٌ فی (التخاصم، التنازع، الغلبةُ، الجدل)، أمّا الزمخشریُّ، فقد أورد تعریفاً للحِجاج، نصّ على أنّه "حاجّ خصمَه فحجّه، وفلانٌ خصمُه محجوجٌ"، أی: أنّ الشخص المتکلم الغالب والسامع المغلوب، بمعنى أنه اقتنع بحجة المتکلم .

عندما یأخذ الشاعر بزمام الإبداع، لیصنع منه حلیّة تعبیریة ساطعة فی بناءً لنص، یکون قد خرق المألوف وجاء بالمنشود البعید المنال؛ لیحقق بذلک غایة الجمال والجودة.
ولعل أبا محجن الثقفی هو شاعرنا المنشود الذی سار على جادة الإبداع، فصدح صوته مؤثراً فی محیط قلق، شهد تصادم حاد من أجل الوجود، وتعزیز المبادئ الحقة التی أکد علیها الإسلام.
کل ذلک دفع بنا نحو تذوق فنه وسبر أغوار صنعته، وتسلیط الضوء على معاییره الإبداعیة فی بناء نصه لتبیان طبیعتها ومقوماتها، فشکل عمله ترکیباً فنیاً ذا خصوصیة برزت واتضحت بصورة أشمل کونه رجل وفارس شاب سلوکه منحى یؤثم علیه الدین الاسلامی الحنیف، ویعاقب علیه القضاء الإسلامی فی زمانه.
فکان شاعرنا باب معطاء للفروسیة والفداء من أجل الدین والأرض والعرض، وفی الوقت نفسه کان مثار جدل لسلوکه المنافی للدین الاسلامی وتعالیمه السمحاء، وقد جسد شعره ناحیتی حیاته تجسیداً حیّاً ممیزاً فکان لِزاماً علینا تصفح دیوانه ودراسة حیثیاته لأنه مثّل بصمة ممیزة، ومفارقة أدبیة عملاقة فی ساحة الشعر العربی الکبیرة.

        الإنسان هو الکائن الوحید الذی  یعی الزمن بأبعاده الثلاثة، فهو  یتفاعل مع الزمن الماضی، وله قدرة التأثیر على الحاضر، وهو الوحید القادر على تصور المستقبل وصنعه، لامتلاکه قدرة الخیال والتخییل، لذا فهو یستوعب الزمن بأبعاده الثلاثة الماضی والحاضر والمستقبل .
       والزمن المعنی فی البحث لیس الزمن الطبیعی الذی یخضع لمقاییس موضوعیة تُقاس بالسنة والشهر والیوم والصباح والظهیرة والمساء واللیل والنهار، بل هو زمن نفسی، ولایمکن معرفته أوتحدید سرعته أو بطئه من خلال اللغة التی تعبر عن الحیاة الداخلیة للشخصیة  .
      لقد ظلَّ الإنسان ولاسیَّما الشاعر ینظر إلى الزمن ومفرداته کونه قوة غیبیة قهریة متسلطة لاتُقاوم، لینسب إلیها کل ما یلم به من مصائب ونوائب وقد  نهى رسول الله (صلى الله علیه  وسلم) عن سبِّ الدهر فقال :( یُؤْذِینِی ابْنُ آدَمَ یَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدهر، بِیَدِی الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ  لیزیل النظرة  السلبیة التشاؤمیة نحوه ، لکنَّ الشاعر العربی بقی ینظر إلى الزمن نظرة خائفة ولاسیَّما إذا تناوشته مصائبه ، وتناوشته صروف الأٍیام واللیالی بالمحن والمتاعب.
 

     یهتم هذا المحور بتسلیط الضوء على التوازی بوصفه من أهم التقنیات التطبیقیة الأسلوبیة والجمالیة لأنه بحث فی تقنیات التعبیر الأسلوبی المؤطر بالجمال لتحقیق التأثیر فی المتلقی، ولاسیما إذا اقترن بأسلوبی الترغیب والترهیب بوصفهما من أهم وسائل الدعوة والإقبال على عبادة الله الواحد الأحد إحقاقا لإقناع للمتلقی بالبراهین القطعیة عبر الصیاغات النظمیة المعجزة انصیاعا للدعوة.

وأوقفتنی الدراسة المشار إلیها أیضا على ضعف جهد تحقیق کتاب عقود الزبرجد ، إذ أحصیت ما یزید على مئتین وخمسین موضعاً من سقط وتصحیف وتحریف ، منها فی متون الأحادیث النبویة نفسها ، وقد نال هذه الرسالة نصیب من ذلک – على صغر حجمها – اذ أحصیت سقطا من متنها فی ثمانیة مواضع أحدها بما یقرب من أربعة أسطر من المطبوع مما أخلّ بالمعنى خللاً کبیراً ، فضلاً عن تحریفات وأخطاء طباعیة فی ستة مواضع أخر، ، وهی بهذه الصورة تعد منشورة نشرة قاصرة غیر تامة لا نصاً ولا ضبطا ، وهذا ما دفعنی الى فکرة تحقیقها وإخراج نص مضبوط لها.
ومن الأسباب المهمة أنها أثر غیر منشور بصورة منفردة ، وأثر لعالم جلیل من أئمة العربیة وهو ابن جنی حقیق بالعنایة بإخراجه بصورة منفردة ، ولا شک فی أن ذلک یخدم الباحثین لا سیما فی نصوص الرسائل الحدیثیة شأنها شأن الرسائل التی لم تنشر، فضلاً عن الکشف عن الجهد النحوی الموجه لخدمة المتون النبویة الشریفة ، وهو جانب محتاج الى المزید من العنایة لا سیما فی لون خاص من التآلیف وهو الرسائل .

جرت عادة جمهور اللغویین القدماء على دراسة اللغة العربیة دراسة معیاریة، وکان غرضهم فی ذلک الوصول إلى درجة الصواب فی الاستعمال اللغوی، بناء على مجموعة من القواعد التی استنبطوها من سبر المادة اللغویة المجموعة من ألسنة العرب وتحلیلها ، وکان موقفهم من الاستعمالات المختلفة للغة العربیة مبنیاً على موافقة أو مخالفة هذه القواعد المستنبطة ؛ فما وافقها حکموا علیه بأنه صواب، وما خالفها حکموا علیه بأنه خطأ.
            وهذا الغرض - الحکم على الاستعمال اللغوی - کان هو الغرض الأهم الذی حدا بالرعیل الأول من اللغویین إلى تتبع کلام العرب ، واستنباط القواعد التی یسیرون علیها، ومن یتأمل المصنّفات التی أرخت لحرکة نشأة النحو العربی والتألیف فیه یجد ذلک بیّناً؛ فقد روت هذه الکتب العدید من الأخبار والمواقف التی کان اختلاط الخطأ بالصواب فی الاستعمال اللغوی فیها دافعاً لواضعی العلوم العربیة على وضعها.


 

 

       إن أبا بکر الزبیدی (ت379) من علماء اللغة الذین سعوا للحفاظ على هذه اللغة وسلامتها من الانحراف نحو الخطأ فی الکلام، فتنبهوا ونبهوا على هذا الخطر الذی لمسوه، وحضوا الناس على استعمال اللغة الفصیحة والأسلوب الصحیح المستقیم، فی کل مستویات اللغة، فحرسوا اللغة وحرصوا علیها، وقد سبقه إلى هذا کثیر من العلماء فکتبوا کتباً فی هذا المجال، محاولین أن یحصوا الأخطاء التی تفشّت على السنة عامة الناس فی زمن کل واحد منهم، وکانوا یبرهنون على تلک الأخطاء بالرجوع إلى المواد اللغویة التی جمعها مَن سبقهم من العلماء، ومن هنا جاء تألیفه لکتابه الموسوم (لحن العامة) فوضع فیه مسائل فی لحن العوام، إذ رآهم أخطأوا وقد سمع قسما منها من الناس فجمعها بنفسه، فأودعها فی الکتاب، ذاکراً الصواب إزاءها معتمداً فی أکثر تصویباته على آراء العلماء الذین سبقوه فیذکرهم بأسمائهم، ولا یقصد بالعوام دهماء الناس والجهلاء دائماً وإنما یقصد المثقفین کذلک الذین یتبعون الدهماء بأخطائهم، فمنها فی الصیغ الصرفیة والدلالة الأخطاء اللفظیة، ثم یذکر الصواب الفصیح، ولا یقتصر هذا الکتاب ومثیلاته على کتابة الخطأ والصواب فیها بل تذکر شواهد من الشعر والنثر والأمثال، أما المسائل التی اخترناها لهذا البحث فکانت فی أخطاء الناس الدلالیة التی وَهِمَ قسم من الناس فی دلالتها و معناها، وهذا من الأسباب التی دعتنی للکتابة فی هذا الموضوع. وإن أهمیة هذا الموضوع هی للحفاظ على معانی اللغة العربیة الأصیلة

    القرآن الکریم کتابٌ ختمَ اللهُ تعالى به الکُتبَ، أنزله على نبی ختمَ به الأنبیاء، بدینٍ ختمَ به الأدیان، وهو المعجزة الخالدة الکبرى، والحجة البالغة، أعزَّ اللهُ تعالى به المسلمین، فهو المصدر الأول للغة العربیة، الذی یهرع إلیه الدارسون لینهلوا من معینه الذی لا ینضب، فما زالت الجوانب الدلالیة فی القرآن الکریم میدانا فسیحا للبحث والدراسة إذ تحتل مکانة واسعة من بین الدراسات اللغویة عند الباحثین القدامى والمحدثین.
   ویتناول هذا البحث المستوى الدلالی للفظة (فصل) ومشتقاتها فی السیاق القرآنی؛ لِمَا لهذه اللفظة من خصوصیة ومکانة متأتیة من صیغها المتعددة فی النص القرآنی، بین الفعلیة والاسمیة والمصدر وغیرها. فکان من الضروری تتبع دلالة هذه اللفظة عند اللغویین وأصحاب المعاجم من جهة، ودلالاتها فی القرآن الکریم من جهة أخرى، فاللفظة فی الاستعمال القرآنی تتغیر على مستوى الدلالة أو البنیة، فضلا عن السیاق القرآنی والذی یؤدی دورا فاعلا فی توجیه المعنى العام للنص واللفظة بشکل خاص.

          تتألف بنیة الجملة القرآنیة من نسق محکم للکلمات تتواشج وتتآخى فیما بینها على نحو فرید من الترتیب لتؤدی وظیفة ایصالیة إلى المتلقی. والعبارة القرآنیة أو الجملة القرآنیة قد جعل الله فیها من المرونة والسعة بحیث یفهمها العقل العربی فی عصر نزول القرآن ویجد فیها المسلم ما یشبع فکره ووجدانه معاً بالفهم الفطری السهل المیّسر لکل قارئ للقرآن. ومع هذا فقد أودع الله تعالى الجملة القرآنیة من السعة والخصوبة ما یتسع لما یکشف عنه الزمن من حقائق وما یبلغه العلم من تطور وتقدم کما نشاهد فی عصرنا. وإنّ العرب إذا أرادت تثبیت معنى من المعانی، واردات تمکینه فی النفس احتاطت له، واجتهدت فی تثبیته والتمکین له، وأحاطته بسیاج یمنع المخاطب من أن یقع فی الوهم، أو أن ینصرف ذهنه إلى معنى آخر، أو أن یفوت علیه شیء من المعنى، ومن بین هذه الطرائق التی أتبعتها للاحتیاط للمعنى هو الإعراب، وهذا ما یتعلق بترکیب الجملة. وأحد سبل دراسة ترکیب الجملة وأهمیتها فی فهم النص القرآنی هو التوازی. 
 

سعت الحکومة اللبنانیة التی تشکلت بعد انتخابات آب عام 1943 من أجل التخلص من الاستعمار الفرنسی والعمل على تحقیق الاستقلال الکامل ، وأول عملت قامت به تلک الحکومة هو تعدیل بعض مواد الدستور اللبنانی التی تعارض مع الاستقلال اللبنانی ، وذلک من خلال حذف کل ما یشیر إلى الانتداب ووافق مجلس النواب اللبنانی على ذلک التعدیل وأقره رئیس الجمهوریة ونشر فی الجریدة الرسمیة یوم 9 تشرین الثانی 1943.
   أثار هذا الإجراء الدستوری حفیظة سلطات الانتداب الفرنسی التی قامت بإلغاء تعدیل الدستور اللبنانی وتعلیق العمل به وحل مجلس النواب ، ثم قامت القوات الفرنسیة باعتقال رئیس الجمهوریة (بشارة الخوری) ورئیس الوزراء (ریاض الصلح) وعدد من أعضاء الحکومة ، وعینت (امیل أده) رئیساً للجمهوریة وللحکومة.
ونتیجة للموقف العربی الرافض للإجراءات الفرنسیة فی لبنان والمُطالب بإطلاق سراح اعضاء الحکومة اللبنانیة وإعادتهم إلى مناصبهم، وکذلک للضغوط السیاسیة والعسکریة التی مارستها کل من بریطانیا والولایات المتحدة الأمریکیة على السلطات الفرنسیة ، لم یکن أمام الحکومة الفرنسیة إلا الرضوخ أمام تلک المواقف العربیة والدولیة ، فقامت یوم 22 تشرین الثانی 1943 بإطلاق سراح رئیسی الجمهوریة والحکومة وإعادتهم إلى مناصبهم ، کما أعادت الحیاة الدستوریة إلى لبنان ، وأصبح هذا الیوم عیداً وطنیاً یحتفل به اللبنانیون کل عام .

           ثمة من یتصور أن موضوع البحث الذی نحن بصدد الکلام عنه ربما یکون موضوعاً تقلیدیاً سبق وأن تم تناوله من قبل کثیر من الباحثین ، أی إن دراسة الأحوال الاقتصادیة فی الموصل والجزیرة الفراتیة سبق وأن تم دراستها ، وقد نتفق مع هذا التوجه لو أننا اعتمدنا فی دراستنا على المصادر الاسلامیة والمراجع وکل ما کتب حول الموصل والجزیرة الفراتیة .
           إلاّ أن الدراسة هذه تختلف اختلافا جذریاً عما ورد ذکره أعلاه ، وقد ارتئینا تخصیص هذه الدراسة للأزمات الاقتصادیة التی حدثت فی الموصل والجزیرة الفراتیة من خلال المصادر السریانیة التاریخیة والتی أوردت بلا شک معلومات مهمة ونادرة قد لا نجدها فی المصادر الاسلامیة ، کذلک ان من الإنصاف القول ان المصادر السریانیة أغفلت کثیر من المعلومات التی انفردت بها المصادر الاسلامیة .

تُعد العلاقات العربیة .. العربیة واحدة من الأمور والقضایا التی تهم الباحثین لأنها تکشف الکثیر من المواقف والأهداف التی تدفع نحو إقامة هذه العلاقات والتواصل وتحدید رؤى للأحداث .. لذلک اخترت الکتابة فی العلاقات بین مصر والعراق 1968-1970 .. بین البلدین خلال هذه الفترة الزمنیة الکثیر من التطورات .. المواقف تجاه الأحداث الداخلیة فی البلدین والأحداث الإقلیمیة وخاصة تطورات القضیة الفلسطینیة .. والمخاوف یمکن القول إن العراق ومصر حاولا جاهدین فی هذه الفترة الزمنیة .. إنها تبقى سیاسة أیدیولوجیة ، لفائدتها...
 

 

بات من البدیهی لکل المؤرخین أن العلاقات العربیة الهندیة قبل الإسلام کانت ودیة وجاریة وفق أکمل وجه وفی مختلف الأصعدة . وبعد مجیء الدین الإسلامی وانتشاره خارج شبه الجزیرة العربیة ومن ثم دخوله فی منطقة شبه القارة الهندیة منذ نهایة القرن 1هـ/ 7م ( فی مناطق السند والبنجاب خاصة ) تعززت تلک العلاقات بین المسلمین والهنود خاصة عندما اطلع سکان البلد الأصلیین على تقالید وتعالیم الإسلام السمحة الداعیة الى مبادئ المحبة والمساواة والتعاون عبر عدة آیات نصها القران الکریم وکان إحداها ( لا اکراه فی الدین ) .   
    فی الواقع تأتی أهمیة البحث فی ان الدین الإسلامی دخل تلک المناطق مخترقا مجتمعا متشابک الأدیان ، قدیم الحضارة ، ومتعدد العقائد ، وتمکن بفضل التطبیق الصحیح لمبادئه عن طریق القادة العسکریین والعلماء والتجار وغیرهم من المسلمین الذین دخلوا البلاد واثروا فی نفوس أهلها بتعاملهم الأخلاقی الذی لا یخلو من المصداقیة فی التعامل ، وتحقیق الخیر والفائدة للجمیع ، ولعل الأمر الذی أکد المحبة بین الطرفین هو بقاء المسلمین سادة فی شبه القارة الهندیة لأکثر من ثمانیة قرون .

الأخلاق هی مجموع المفاهیم والقیم والتصورات والعقائد والقوانین والمبادئ والعادات التی تشکل سلوکاً معیناً ومحدداً عند الإنسان فتحدد له طریقة معینة فی العیش والحیاة والحکم والتعامل مع الآخرین، فسلوک الإنسان هو الحضارة وهو نتاج المفاهیم والتصورات الحضاریة التی ینتمی لها ویعتقد بها والإنجاز العلمی دلیل وجود هذه المفاهیم والقیم الحضاریة لأی شعب من الشعوب، وبغض النظر عن الاختلاف بین العقائد والمذاهب؛ لان القیم الأخلاقیة تمثل محور المقاصد الإسلامیة. فضلا عن ان القیم والأخلاقیات والمبادئ الدینیة ضرورة مهمة لبناء المجتمع السلیم.

کیخاتو هو الابن الثانی لآباقا خان بن هولاکو خان بن تولوی بن جنکیزخان, ولد من نوقدان خاتون من قبیلة التتار, وکان یشغل منصب والی على آسیا الصغرى, فی ذلک الوقت.
اما اعتلائه عرشه الایلخانیة فی بلاد ایران, حیث ان الایلخان أرغون لم یفکر خلال مدة مرضه, فی تعین خلف له, ویبدو أن هنالک أکثر من طامع فی اعتلاء العرش, لذلک ما أن توفی حتى عادت الاوضاع إلى ما کانت علیه عام (680هـ/ 1281م), فی ظل اختلاف الامراء فی هذا الشأن, وفی خضم هذه الاحداث برز اسم الایلخان غازان ابن الایلخان المتوفی (أرغون), کمرشح محتمل لتولی منصب الایلخانیة, فاستدعاه قادة الجیش من خراسان, غیر أن الامراء عارضوا اختیاره نظراً لشدة بأسه وجبروته, فاتجهت أنظار الأمراء إلى تنصیب بایدو بن طرغای بن هولاکو, إلا أنه کان أمیر ذا حیاء ووقار جعل منه شخصیة لینة, ولا تستطیع فرض هیبتها على الامراء والجنود.
 
 

      کانت الدعوة المتکررة التی نادى بها کبار المؤرخین المحدّثین لإعادة کتابة التاریخ العربی الإسلامی بمنهجیة جدیدة قائمة على أساس البحث العلمی الرصین وروح جدیدة تسعى إلى البحث عن الحقیقة التاریخیة وتبنی الحیادیة العالیة فی الحدیث عن التاریخ الإسلامی بکل جوانبه المختلفة سواء منها السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة وسواها من المتعلقات بحیاة المسلمین.
    فضلاً عن ما سارَّ علیه بعض المؤرخین المتقدمین من إضفاء صبغة الصراع والتنافس بین الشخصیات والأُسر للاستحواذ على الخلافة الأمر الذی دفع الى سفک دماء المسلمین, وإضعاف قوتهم وتشتیت وحدتهم فی الوقوف بوجه أعداء الأمة الإسلامیة, کان ذلک باعثاً إلى التشاؤم لدى الأجیال اللاحقة أو نمو الکراهیة عند البعض فی النظر إلى التراث العربی الإسلامی بسبب الصراع ومحاولة السیطرة على مرکز الحکم فی الدولة الإسلامیة.

    أغفلت الکثیر من الدراسات إلى تناولت التاریخ الإسلامی دور شریحة واسعة ممن شارکوا فی صناعة هذا التاریخ، وأسهموا فی تحریک احداثه، أعنى بذلک علماء الأمة وفقهائها، اولئک الذین ظلوا فی کثیر من الأحیان یمثلون صمام الامان السیاسة الدولة المالیة مع تسلیط الضوء على مواردها المتنوعة  وتکیف وملائمة حیاة الأمة الإسلامیة مع تعالیم الإسلام الشرعیة، من خلال ما یقدمونه من جهد لإصلاح المؤسسات المالیة عن طریق مشارکتهم المباشرة أو غیر المباشرة بالعمل فیها، أو عبر مایدونونه من نصائح أو ارشادات أو مواعظ للخلفاء والأمراء وأصحاب بیت المال، ما یؤدی فی کثیر من الأحیان إلى تصویب مسار سیاسة الدولة وحیاة المجتمع فی العصر العباسی، وکرد فعل لهذا التوجه فقد ظهرت وتبلورت الکثیر من العلوم الشرعیة والتفسیرت الفقهیة فی هذا العصر لا سیما النظم والمؤسسات الإقتصادیة مثل الخراج والعطاء والعشور والزکاة والحسبة وبیت المال، وما نشأ عنها من علاقات تجاریة إیجابیة من تدفق الثروة على خزینة الخلافة المسلمین مما أثر نوعاً ما على رفع مستوى المعیشة، وثروات الخلفاء والوزراء والأمراء، والإشارة إلى ظهور دیوان المصادرات بعد أن ظهر الفساد والمفسدین فی صفوف الأمراء والوزراء حیث اضطر الخلفاء العباسیون إلى استحداث هذا الدیوان بغیة التصدی لظاهرة الفساد والإرتشاء فی صفوف أولئک الفاسدین الذین استغلوا مناصبهم بقصد إحکام الظلم على رقاب البائسین.

احتوت قارة اسیا فی العصور الوسطى على عدد من المدن المهمة التی کان لها اثرها فی الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة والثقافیة ومنها، مدینة خانقو التی تعد من اهم المدن الصینیة فی العصور الوسطى أذ کانت من المراکز التجاریة المهمة فی الصین والعالم ، والمکان الذی تجتمع فیه الجالیات من مختلف انحاء العالم، وکان لسیاسة حکامها وتسامحهم دوراً کبیراً فی ازدهارها الاقتصادی، وقد انعکس ذلک على الحیاة السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة، ونظراً لتلک الأهمیة والموقع الاستراتیجی الذی حظیت به اصبحت محط صرعات للأسر الحاکمة فی الصین أدت لخراب المدینة مرات عدیدة، ومن هنا تتبین أهمیة الموضوع وسبب اختیاره والموسوم بــــــ ( مدینة خانقو فی العصور الوسطى)، وقد تم تناوله وفق منهج العرض والوصف التاریخی من خلال عرض الحقائق ومناقشتها.
وقد قسمت البحث الى مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة وملحق وقائمة مصادر ومراجع، تطرقنا فی المبحث الأول الى جغرافیة المدینة وتسمیتها وموقعها وتضاریسها ومناخها، اما المبحث الثانی فقد تناولنا فیه الحیاة الاجتماعیة والدینة وما تتضمنه من سکان وعادات وتقالید ودیانات، فی حین سلطنا الضوء فی المبحث الثالث عن الحیاة السیاسیة متطرقین فی ذلک لنوع الحکم والإدارة وعلاقاتهم الخارجیة والاوضاع الداخلیة ، اما المبحث الرابع فقد استعرضنا فیه الحیاة الاقتصادیة للمدینة من زراعة وصناعة وتجارة، فی حین استعرضنا فی المبحث الخامس الحیاة الثقافیة والحضاریة.

أمدتنا التنقیبات الأثریة بآلاف من النصوص المسماریة التی اختلفت موضوعاتها کالکتابات الملکیة والنصوص القانونیة والاقتصادیة والرسائل والنصوص المعجمیة والأدبیة، وقد کان للأخیرة نصیب وافر من بین تلک النصوص.
کما تنوعت موضوعات النصوص الأدبیة بین الملاحم والأساطیر والقصص وغیرها، ومن بین النصوص الأدبیة برز لون أدبی رفیع یمکن أن نطلق علیه ( أدب الرحلات ).
وأَدب الرحلات لون أدبی ذو طابع قصصی، فیه فائدة للمؤرخ مثل الأدیب والجغرافی وعالم الاجتماع وغیرهم، کما أنهُ ضَرْب من السیرة الذاتیة فی مواجهة ظروف، وأوضاع، واکتشاف معالم، وأقطار، وبلدان، ووصفها، والحکم علیها، وعلى المجتمع فیها حکاماً ومواطنین، فهو وصف فی النهایة لکل ما ترسخ فی ذهن الرحالة عبر مسار رحلتهِ وفی احتکاکهِ بالمحیط یمتزج فی ذلک الواقع بالخیال بأسلوب القصص معززاً بالحقائق العلمیة والتاریخیة والجغرافیة والاجتماعیة والنفسیة وغیرها.

          تعصف بالمجتمعات البشریة مشکلات مختلفة تظهر باختلاف أنظمتها الاجتماعیة ، وتعد مشکلات القوى السکانیة العاملة احدى اهم المشکلات التی نالت اهتمام الباحثین فی مجالات الاقتصاد والتنمیة والدیموغرافیة ، حیث ارتباطها  بطبیعة الحیاة الاجتماعیة وافرازاتها المؤثرة فی المجتمع کان وراء هذا الاهتمام الملفت .
فنلاحظ ان المخططین لعملیات التنمیة یرکزون على هذه الفئة السکانیة الفاعلة فی المجتمع حیث یصفونها بالفئة المنتجة، ففی الأوضاع السلیمة للمجتمع تعد هذه الفئة صمام الأمان لها کونها ترفد المجتمع بالمردودات الاقتصادیة، وتختلف حجم هذه الفئة باختلاف بطبیعة وترکیب المجتمع دیموغرافیا. فتارة ترتفع معدلاتها وتارة تقل وهی بذلک لها أبعادها.
           وان دراسة هذه الفئة یعد فی غایة الأهمیة وخاصة ما تعانیه هذه الفئة من مشکلات تکون سببا فی عرقلة عملها الإنتاجی وطاقاته المفعمة بالحیویة.

     مازالت المجتمعات الإنسانیة منشغلة فی تناول ونشر الخرافات والأساطیر مع بروز الاختلاف والتمایز فی تفسیر وفهم نشوئها والغایات والأهداف التی لم تخلُ من مآرب، خاصة تلک الخرافات والاساطیر التی أُدخلت فی العقائد الدینیة، فی حین یرى البعض ان الخرافة والاسطورة هی البنیة التوعویة والفکریة التی انبثق عنها الفکر الاجتماعی والسیکولوجی، ویرى آخرون انها الدافع وراء ظهور علماء الفلسفة وأساس النقلة الفکریة الذین أسسوا مختلف صنوف العلوم والمعرفة، ویرى آخرون انها أقدم انواع الکتابة القصصیة وکانت ذات مکانة کبیرة لدى الشعوب، ویتفق مؤرخو السرد بأنواعهم المختلفة على ان القصة والروایة بدأت بالشفاهیة وبالأدب فی أول مراحله کلمات تقال أکثر منه حروفاً تکتب، فکل حضارة من الحضارات ( الصینیة – الهندیة – الفارسیة – حضارات ما بین النهرین والحضارة المصریة القدیمة ) لها خرافاتها وأساطیرها التی اشتهرت بها، والتی لا زالت متوارثه فی اذهان افرادها الى الوقت الحاضر. اشتملت الدراسة على عدد من المباحث, تناول المبحث الاول الإطار النظری متمثلا فی عناصر الدراسة کالمشکلة والاهمیة والهدف، فضلا عن تحدید المفاهیم العلمیة والمنهجیة المستخدمة فی الدراسة، فی حین اشتمل المبحث الثانی على نشأة الاسطورة والخرافة وعلاقتهما بالمجتمع والثقافة وما هی النظریات المفسرة لهما، واقتصر المبحث الثالث على انواع الاسطورة والخرافة ودورهما فی الشعوذة واکتساب المرض والشفاء منه، واخیرا تضمن المبحث الرابع الجانب المیدانی للدراسة وما توصلت الیه من استنتاجات وتوصیات علمیة.

 یمکن القول ان الاحالات بشکل عام والاحالات المخصصة )انظر وانظر ایضا( بشکل خاص تعد من الرکائز الاساسیة لتوحید صیغ أسماء الأشخاص والهیئات والمناطق الجغرافیة والعناوین والموضوعات وربطها معا وصولا الى الضبط سواء کان ذلک فی فهارس المکتبات او فی قوائم رؤوس الموضوعات، فهی تعد ضرورة لاغنى عنها فی ای مکتبة ترغب بضبط الصیغ المستخدمة فی فهارسها وتوحید ذلک الاستخدام خاصة ما یتعلق بصیغ اسماء المؤلفین ورؤوس الموضوعات وهو ما سترکز علیه دارستنا الحالیة .
وتظهر اهمیة الإحالات فی فهرس المؤلفین وربما تزداد تلک الاهمیة فی فهرس الموضوعات لای مکتبة تستخدم اکثر من قائمة رؤوس موضوعات فی اختیار وصیاغة رؤوس موضوعاتها وذلک من خلال ما تقدمه تلک الاحالات من ربط بین الصیغ المختلفة سواء لاسماء المؤلفین او لرؤوس الموضوعات عبر بیان ماهو مستخدم وما هو غیر مستخدم من صیغ فی تلک الفهارس، وبالتالی لن یجد المستفید صعوبة فی الوصول الى ما یبحث عنه من مداخل فی الفهرس لانه سیجد ما یحیله من الصیغ غیر المستخدمة والتی قد یلجأ الیها الى الصیغ الاخرى التی لاتخطر بباله، فضلا عن الربط المنطقی بین المداخل ذات العلاقة فی الفهرس من خلال بطاقة الاحالة .

    یهدف البحث بیان الواقع الفعلی للمکتبة المرکزیة لجامعة جه رموو والخدمات التی تقدمها وتقنیات المعلومات التی تعتمدها وتشخیص نقاط القوة والضعف التی تعانی منها هذهِ المکتبة والعمل على معالجتها، فضلاً عن دراسة العوامل المادیة والبشریة وتأثیرها فی الخدمات المقدمة، والتطرق إلى مفهوم تقنیات المعلومات وانعکاساتها ، أتبعت الدراسة المنهج الوصفى لمعرفة آراء المستفیدین حولها , ووصف المکتبة المرکزیة من حیث البنایة والأقسام والملاک الوظیفی والتقنیات المستخدمة فی معظمها, استخدمت الباحثة المقابلة الشخصیة التى تضمنت مجموعة من الأسئلة, احتوت الدراسة على وجدولین وملحق واحد .
خرج البحث بمجموعة من النتائج کان من أبرزها:-
1-        قلة الملاک الوظیفی العامل فی المکتبة لشکل عام وفى مجال المعلومات والمکتبات بشکل خاص.
2-        ضعف استخدام تقنیات المعلومات المتمثلة بقواعد البیانات الالکترونیة والأقراص المکتنزة والانترنت.
3-        قلة تواجد الفنیة فی المکتبة کقسم الفهرسة والتصنیف, قسم التزوید , قسم الاحاطة الجاریة....الخ
ومن أهم التوصیات التی اقترحتها الدراسة هی:
1-      توفیر الملاک الوظیفی المؤهل تأهیلاً أکادیمیاً عالیاً، والعمل على تطویر مؤهلاتهم ومهاراتهم من خلال السعی للحصول على درجات أعلى فی الاختصاص أو الدخول فی دورات تدریبیة.
2-      إدخال تقنیات المعلومات والحواسیب وقواعد البیانات الالکترونیة وأنظمة مکننة المکتبات فى جمیع مراحل الإجراءات المکتبیة.
3-     تغییر بنایة المکتبة وفتح اقسام جدیدة للمکتبة کقسم الفهرسة والصنیف, قسم التزوید , خدمات المعلومات کالإحاطة الجاریة والبث الانتقائی للمعلومات.

الحمد الله الحکم العدل الواحد الأحد الفرد الصمد الذی لم یلد ولم یولد ولم یکن له فی حکمه وعدله کفوا ًأحد، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة ً للعالمین وجعله هادیا ًومربیا ًوأسوةً للمؤمنین محمدٍ بن عبد الله الصادق الأمین وعلى آله وأصحابه الطیبین الطاهرین وعلى من اهتدى بهدیه واستن بسنته واقتفى أثره إلى یوم الدین، وبعد: 
       فإن الدنیا مزرعة الآخرة، فیجب على الحاکم والمحکوم أن یطلبا نعیم الآخرة الذی لا یزول ولا یحول، وتحصیل ذلک النعیم للمحکوم منوط بتقدیم النصح والإرشاد للحاکم إذا ما أراد أن یعیش فی کنف حُکمٍ عادل لا یزیل عنه ولا یحول، وتحصیل ذلک النعیم للحاکم منوط بامتثال أمر الشارع وتقبل مراقبته لسیر نظام الإدارة والحکم لیتحرى الطریق المستقیم فلا یزل عنه ولا یحول.
       وإن الله لم یخل زمناً من الأزمان من نبی یُرشد الخلق إلى الحق ویؤدبهم، وحین ختم الله النبوة والرسالة بخاتم النبیین وسید المرسلین محمد، استخلف فی أمته الخلفاء الراشدین، والـولاة المهتدین، لیقـوموا بنصـرة الــدین، ولیعدلوا بین الخلق أجمعین، فکانوا کما کان نبیهم على الهدى والصراط المستقیم سائرین، یتأسون برسولهم فی کل صغیرة وکبیرة من أمور دینهم ودنیاهم ومنها نظام الحکم والإدارة بین المسلمین.

        تعد التربیة الأداة التی تساعد المجتمعات على الرقی فهی التی تحدث التغییر الاجتماعی والاقتصادی والحضاری والثقافی فی المجتمعات من خلال إعدادها للفرد للحیاة کی یسهم فی بناء المجتمع الذی یعیش فیه والنهوض به فی میادین عدة . ففی ظل التدفق المستمر والمتسارع للمعلومات, أصبح من المهم بناء نظام تربوی یراعی ذلک التدفق فالتلمیذ على وجه الخصوص یتعامل مع نظامین من المعلومات الأول یختص بالمعلومات داخل المدرسة والثانی یختص بالمعلومات خارج المدرسة لان مقصد التربیة هو تکوین تعلم فعال, وتربیة معلوماتیة  وان التعلیم یلعب دوراً أساسیا فی العملیة التربویة وقد تبلور هذا الدور بشکل متزامن مع تطور التعلیم کماً ونوعاً, ویعد التعلم من العملیات الأساسیة فی حیاتنا ویکفی للتدلیل على أهمیته, إنه یکاد لا یوجد فی حیاتنا سلوک لم یتدخل فیه التعلیم .

تُـعَـد مادة الاجتماعیات مادة صعبة لدى التلامیذ ومن الحصص المُـمِلَة لدیهم ویعود ذلک لأسباب منها التغیرات التی تطرأ على المنهج من اجل التوصل إلى صورة جدیدة  والتی تحتاج إلى دراسة شاملة للمنهج من قبل المعلمین ومعرفة فی اسالیب واستراتیجیات التدریس , کما ان المادة تحوی العدید من المعلومات التی لا یشعر التلمیذ بأهمیتها او مدى فائدتها عندما یقوم المعلم بقراءة المادة دون شرحها وإسقاطها على ارض الواقع وإیصال الفائدة للتلامیذ ومن خلال عمل الباحث فی مجال التدریس یمکن مـلاحظة أن مادة الاجتماعیات کانت ولا تزال أسیرة طرائق التدریس التقلیدیة فی المرحلة الابتدائیة , ونحن الیوم بأمس الحاجة إلى طرائق واستراتیجیات تحاکی التلمیذ وتبنی لدیه القدرة على التفکیر والمناقشة واستنباط المفاهیم عن طریق المشارکة الفاعلة اثــناء الدرس وتبادل المعلومات .     
   لـقـد أصبح مفهوم الطریقة یرکز على الأسلوب أو الکیفیة التی یوجه بها المعلم نشاط طلبته توجیهاً یمکنهم من أن یتعلموا بأنفسهم , ومن هنا أصبحت مهمة المعلم تهیئة الجو التعلیمی وتوجیه نشاط الطلبة وشخصیاتهم ثم تقویم نتائج هذا النشاط  .
         وعلى هذا الأساس قام الباحث بتحدید مشکــــــلـــة بـــحثه بالســـــــــــــؤال الآتـــــــــی:
(ما أثر استراتیجیة المتشابهات فی تحصیل تلامیذ الصف الخامس الابتدائی فی مادة الاجتماعیات ) ؟ 

       یلاحظ على المؤسسات التربویة والتعلیمیة فی مستوى التعلیم العام فی بلدنا العراق أنها مازالت تعتمد على الحفظ والاستظهار فی تدریس مادة الاجتماعیات ، وقلة استخدام طرائق التدریس الفعالة والنماذج التعلیمیة الحدیثة مما أدى إلى تدنی التحصیل الدراسی ، ومن ثم تدنی المستوى العلمی للتلامیذ فی مادة الاجتماعیات والسبب أن تدریس المرحلة الابتدائیة قائماً على طریقة الإلقاء والتلقی إذ یکون دور المعلم ملقناً للمعلومات ، أما دور التلمیذ فیکون متلقیاً ثم یقوم باستظهار المعلومات فی الامتحان ، مما یؤدی إلى حفظها ودرجها فی الامتحان ثم تکون معرضة للنسیان ، ومن خلال عمل الباحث فی مجال التدریس فی هذه المادة واتصاله المباشر مع الإدارة والمشرفین التربویین الذین أکدوا ان هنالک حاجة ماسة لاستخدام نماذج تعلیمیة وطرائق تدریس حدیثة فی مادة الاجتماعیات وعلى هذا الأساس قام الباحث بتحدید مشکلة بحثه بالسؤال الآتی:
- ما أثر أنموذج هانفن بک فی تحصیل تلامیذ الصف السادس الابتدائی فی مادة الاجتماعیات؟

 
تعد الأحزاب السیاسیة ذات أهمیة کبیرة فهی تلعب دوراً فاعلاً ومهماً فی الحیاة السیاسیة، تعد حلقة الوصل بین الحاکم والمحکوم أی بین الرأی العام والسلطة المنتخبة من الشعب وهی ضرورة تقتضیها الأنظمة الدیمقراطیة فالأحزاب أساس الدیمقراطیة وانه لا یمکن ان توجد حریة بدون أحزاب.
ان طبیعة الوظائف الحزبیة تختلف باختلاف أنواع النظم السیاسیة فدور الأحزاب فی الأنظمة التقلیدیة یختلف عن دورها فی الأنظمة الدیمقراطیة المعاصرة وهذا یعود لطبیعة القیم والمبادئ فضلاً عن الظروف السیاسیة.
ترجع أهمیة البحث إلى التعرف على طبیعة وظائف الأحزاب السیاسیة فی النظم الدیمقراطیة باعتبار الحزب یؤدی دوراً فاعلاً ومحوریاً فی تلک النظم.
انقسم البحث إلى مبحثین فضلاً عن مقدمة وخاتمة تناول المبحث الأول تعریف الأحزاب السیاسیة وأهم الوظائف الحزبیة فی الأنظمة الدیمقراطیة أما المبحث الثانی فتناول تقییم وظائف الأحزاب.

تکمن مشکلة البحث فی محاولة رفع واقع تدریس مادة التربیة الإسلامیة من حیث اقتصاره على طریقة التلقین والحفظ دون الفهم والتطبیق، وهذا ما لاحظه الباحث من خلال تدریسه لهذه المادة لفترة تزید على تسع سنوات، وهذا لا یتلاءم فی تدریس هذه المادة العلمیة فی عصر اتسم بالتقدم والتطور المعرفی والتکنولوجی، فالأمر یتطلب البحث عن طرائق تدریسیة متنوعة وحدیثة توظف لتدریس التربیة الإسلامیة لتذلیل العقبات، وتجاوز الأسلوب التقلیدی لتوسیع الأفاق أمام الطلاب ، وتفاعلهم مع المادة العلمیة الذی سیؤدی بالنتیجة الى تغییر واقع تدریسها وتأثیرها على مستوى الطلاب فضلا فی تأثیرها على سلوکهم ، وهذا ما اکدت علیه نتائج العدید من الدراسات التی أجریت فی هذا المجال کدراسة (الحبار،2008) ودراسة (سلیمان،2010) وهو الهدف المنشود فی تدریس هذه المادة ومن العملیة التعلیمیة برمتها بتأثیرها على الجانب الروحی والمعرفی والوجدانی والنفسی للمتعلم ، وان تنویع الطرائق والأسالیب المستخدمة فی التدریس یعد حاجة ملحة وضروریة وقد أدرک المربون ضرورة استخدام طرائق تدریس تتطلب إشراک الطلاب بالأنشطة التعلیمیة ومنحهم نوعا من الحریة لکی ینمو الطلاب نموا متکاملا صحیحا وتزید من فاعلیته داخل غرفة الصف بالانتقال من التعلم القائم على الحفظ والتلقین إلى التعلم القائم على نشاط الطالب ومشارکته .. ومن هذه الطرائق طریقة الوحدات التی تعمل على تنمیة قدرات الطلاب وتراعی میول رغباتهم واتجاهاتهم وتعینهم على التخلص من التردد والخجل وتتیح لهم فرصة الدفاع عن أرائهم ووجهات نظرهم، ویحاول الباحث تجریب هذه الطریقة واختبارها فی التحصیل بوصفه متغیرا معرفیا مستقلا، ومفهوم الذات بوصفه متغیرا وجدانیا تابعا، وبهذا یمکن تحدید مشکلة البحث الحالی بالسؤال الآتی:_
         ما مدى فاعلیة طریقة الوحدات فی تحصیل طلاب الصف الرابع الإعدادی الادبی لمادة التربیة الإسلامیة ومفهوم الذات لدیهم ؟

 
هدف البحث التعرف على تدریس الاعداد المرکبة باستخدام انموذج بایبی فی تحصیل طالبات الصف السادس الاحیائی فی مادة الریاضیات ,ولتحقیق هدف البحث تم صیاغة اربع فرضیات صفریة ،اختارت الباحثة عینة قصدیة من طالبات الصف السادس الاحیائی فی اعدادیة حمص للبنات فی مدینة الموصل للعام الدراسی(2016-2017)م  بواقع (68) طالبة توزعت الى شعبتین احدهما تمثل المجموعة التجریبیة المکونة من (33) طالبة ,وتمثل الاخرى المجموعة الضابطة المکونة من(35) طالبة ,وأجریت عملیة التکافؤ على مجموعتی البحث فی متغیرات( العمر, المعدل العام وتحصیل مادة الریاضیات للصف الخامس الاحیائی, حاصل الذکاء) ,تم تدریس المجموعة التجریبیة وفقاً لانموذج بایبی والمجموعة الضابطة وفقاً للطریقة الاعتیادیة اعدت الباحثة اختبارا تحصیلیا فی مادة الریاضیات تکون بصیغته النهائیة من(10) فقرات اختباریة من نوع الفقرات الموضوعیة,وقد اتسم الاختبار بالصدق والثبات , وتم استخراج مستوى الصعوبة والقوة التمییزیة لفقراته وفعالیة بدائلهِ وکانت جمیعها ضمن المدى المقبول, بدأ تنفیذ الدروس للمجموعتین من یوم الثلاثاء الموافق(21/11/2017)م واستمر الى یوم الخمیس الموافق (21/12/2017)م , حیث طبق الاختبار التحصیلی فی یوم الثلاثاء الموافق(26/12/2017)م ، وبعد جمع البیانات وتحلیلها احصائیاً باستخدام الاختبار التائی لعینتین مستقلتین اظهرت النتائج وجود فرق دال احصائیا بین متوسطی تحصیل مجموعتی البحث ، ووجود فرق دال احصائیا بین متوسطی تحصیل مجموعتی البحث فی المستویات الثلاثة (تذکر ،فهم ،تطبیق) لصالح المجموعة التجریبیة .
وفی ضوء نتائج البحث خرجت الباحثة بعدد من التوصیات منها توجیه مدرسی ومدرسات الریاضیات الى عدم الاقتصار على الاسالیب التقلیدیة وضرورة التدریس على وفق نماذج حدیثة مثل نموذج بایبی , واقترحت مجموعة من الدراسات التکمیلیة لهذا البحث .

          یتناول هذا البحث دراسة المتلازمات اللفظیة فی القرآن الکریم و ترجماتها الى الانجلیزیة و قد ترکز هذا البحث على استخدام البلاغة فی هذه المتلازمات و الصعوبات التی واجهها المترجمون فی ترجماتها. و یشیر هذا البحث الى ان المترجمین فی بعض الاحیان فشلوا فی اعطاء المعنى البلاغی و تاثیر المتلازمات القرآنیة فی اللغة الهدف (الانجلیزیة) فهم ربما استخدموا علامات فی الکلام تختلف عن اللغة الاصل و الاسلوب المستعمل فی هذا البحث تضمن اختیار بعض النصوص القرآنیة التی تحتوی على متلازمات لفظیة و ترجمتها من قبل المترجمین و الاهتمام ینصب على الناحیة البلاغیة مع التفسیر.

یهدف البحث إلى دراسة الکنایة عن الجماع فی الحدیث النبوی الشریف من خلال تحلیل بعض الکنایات الواردة فی الأحادیث النبویة الصحیحة تحلیلاً ضمن المنهج البلاغی والإدراکی مع تقییم ترجمة تلک الکنایات إلى اللغة الإنجلیزیة.
تظهر الدراسة أن الکنایة عن الجماع تحید عن المبادئ الإدراکیة وهذا یزید من صعوبة تلقی المخاطب للهدف المقصود (الجماع)، وهذا أساس بناء تلک الکنایات. وتبین الدراسة أن المترجمین تبنوا إستراتیجیات مختلفة فی ترجمة تلک الکنایات إلى الإنجلیزیة وتم ذلک على حساب بعض المعانی الثانویة المرافقة للکنایات.

        تعد هذه الدراسة محاولة متواضعة للبحث فی المشکلات التی قد تواجه طلبة الترجمة عند ترجمتهم لبعض الأنواع الشائعة من عبارات التلطف الإنکلیزیة بما یخص الموت والجنس والدین إلى اللغة العربیة . و نظرًا للاختلاف اللغوی والثقافی مابین لغتی موضوع  الدراسة, یتبین لی أن  لثقافة کل لغة مفردات لغویة خاصة بها, لها معانی ضمنیة مختلفة عن الثقافة الأخرى. کما أن الاختلاف الثقافی قد یؤدی إلى الاختلاف فی المحظورات لغویًا وعبارات التلطف بما فی ذلک الاختلاف فی المعاییر بین اللغتین. ونظرًا لذلک تفترض الدراسة أن ترجمة عبارات التلطف قد تمثل مشکلة حقیقة خاصة للمترجمین الذین تنقصهم الخبرة و الذین لایدرکون الدور الأساسی للثقافة فی نقل القیمة التواصلیة والمعنى للنص الأصلی ومن ثمَّ فإن هذه الاختلافات ستشکل تحدیًا أساسیًا للمترجم وتبین دوره فی نقل العناصر الثقافیة الخاصة بلغة المصدر کعبارات التلطف وترجمتها إلى اللغة الهدف من دون أی خسارة تذکر فی المعنى والتأثیر والمحتوى الجمالی للنص الأصلی .
 

یهدف هذا البحث الى تحلیل مقتطفات من قصیدة ملحمیة للشاعر الفلسطینی هلال الفارع والتی ترجمها الى الانکلیزیة البروفیسور دنحا طوبیا کورکیس. کما سلّط الضوء على المشکلات التی واجهها المترجم أثناء الترجمة، وحاول أن یُحدّد مواطن الضعف والقوة فی الترجمة واقتراح ترجمة بدیلة فی حال اخفاق المترجم. افترضت هذه الدراسة ما یأتی:
1- أن اتخاذ القرار، وطبقاً لما قاله فیرتشرن، یعتمد بشکلٍ أساسی على  ثلاثة معاییر: التنوّع، والمناورة، والتکییف وأنّ عدم التمکن من هذه المعاییر یؤدی بالنتیجة الى فشل المترجم فی فهم قصدیة الشاعر.
2- تُعدّ الترجمة الحرفیة، أحیاناً، وسیلة ناجعة لتمکین قارئ اللغة الهدف من فهم الصور البلاغیة والتقانات الاسلوبیة التی یستخدمها منتج النص.
           إنّ الاجراءات التی تمّ تبنیها فی هذه الدراسة تقوم على انتقاء مقتطفات من قصیدة هلال الفارع (عندما یصافحنا الرصاص من الأمام) وعلى مختلف الصُعد: الشکلی، والمفرداتی، والنحوی، والتداولی مع مکافئاتها الانکلیزیة، وتحلیل هذه الترجمات واقتراح ترجمات بدیلة فی حال اخفاق المترجم، وقد أثبتت نتائج البحث صحة الفرضیات وحققت الأهداف المرجوة من البحث