السنة 33، العدد 37، الخریف 2003


مصادرنا عن تاریخ العراق القدیم وتقویمها

عامر سلیمان سلیمان

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 1-16
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164979

قد تبدو دراسة تاریخ العراق القدیم اکثر یسراً للباحث العربی من دراسة تاریخ العراق فی العصور الإسلامیة والحدیثة نظراً لکثرة الآثار المکتشفة وغزارة المعلومات التی ضمتها آلاف النصوص المسماریة التی تمت ترجمتها حتى الآن، واستمرار تدفق الکشوفات الأثریة وما تحمله من مفاجآت ومعلومات جدیدة. فضلاً عن ذلک فإنّ هناک کمّاً هائلاً من البحوث والدراسات الأجنبیة الصادرة بمختلف اللغات عن تاریخ العراق القدیم وتاریخ حضارته، والتی ما تزال تصدر، منذ  القرن التاسع عشر وحتـّى الآن، والتی یبدو انها مهّدت الطریق للبحث والدراسة وأرست قواعد البحث الأساسیة. وقد یکون الأمر کذلک فعلاً وتکون مهمة الباحث العربی سهلة ویسیرة إذا اخذ بظاهر ما تعکسه الآثار المادیة المکتشفة واعتمد کل  ما نقلته النصوص المسماریة من معلومات على انها حقائق ثابتة وسار على المنهجیة التی وضعها الباحثون الغربیون فی أثناء القرنین الماضیین. إلا أن صعوبة البحث ومشکلاته الکثیرة تظهر عندما یرید الباحث أن یدقق فیما تعکسه الآثار المکتشفة وما تعبّر عنه من حقائق وما یکمن وراءها من أسباب دفعت إلى صنعها، وینقد النصوص المسماریة ویحللها فی ضوء ما هو متوافر من معلومات مستقاة  من مصادر أخرى، ویخرج عن الطوق الذی فرضته المنهجیة الغربیة فی دراسة تاریخنا القدیم، وقد ینجح أحیانا فی الوصول إلى صورة اقرب ما تکون للحقیقة ویفشل أحیانا کثیرة أخرى وما علیه إلا أن یحاول مرة تلو الأخرى سعیاً وراء الحقیقة التاریخیة.
ان ما صدر حتى الآن من دراسات عربیة وبحوث عن تاریخ العراق القدیم کمٌّ لا یستهان به وذو درجة کبیرة من الأهمیة، ولکل دراسة أو بحث أهمیته الخاصة فی الجانب الذی یعالجه لما ضمه من معلومات غزیرة وتفاصیل دقیقة وأسلوب علمی رصین فی البحث، ولا سیما تلک البحوث والدراسات التی صدرت منذ أواسط القرن العشرین وحتى الآن . ولقد   ساهمت تلک البحوث والدراسات فی التعریف بحضارة العراق الأصیلة بین أوساط المثقفین العرب ونشرت الوعی الاثاری بینهم وبعثت فیهم روح الفخر والاعتزاز بما حققه العراقیون القدماء من إنجازات حضاریة رائدة أغنت الحضارة البشریة، وحفزت على الاقتداء بهم فی المسیرة الحضاریة الحدیثة. ومع کل هذه الأهمیة إلا انها تبقى بحوثا ودراسات بدأت من حیث وصل الغربیون واعتمدت على ما تمخضت عنه دراساتهم التاریخیة والاثاریة وأخذت بظاهر ما تعکسه الآثار المکتشفة وما تضمنته النصوص المسماریة التی تمت ترجمتها من قبل الباحثین الأجانب.

نظام التوثیق المعلوماتی فی بلاد الرافدین

حسین ظاهر حمود; سعد اسماعیل

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 17-46
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164980

یعد السومریون من بناة الحضارة الأوائل فی بلاد الرافدین، فقد عملوا على تنظیم مناحی حیاتهم المختلفة وبدأوها بإقامة معابد لهم فی کل مدینة من مدنهم وکانوا یقدمون الدعم المالی لکل منها مع کهنتها وکان هذا الدعم یأتی من عوائد الأراضی التی استثمرها المؤجرون بعقود طویلة الأمد وقد تم توثیق هذه العملیات المالیة على ألواح طینیة لیفهمها الناس من غیر المشارکین فی تلک العملیة .
وقد أدى تطور شؤون المعابد المالیة وحاجتها الماسة إلى توثیق المعلومات بشکل أدق إلى تطور الرموز الاصطلاحیة المفهومة من قبل سدنة المعابد إلى حد کبیر وهو ما استلزم من السومریین فتح مدارس للکتاب والنساخ الذین کانوا یقومون بمهمة کتابة تلک الوثائق الاقتصادیة ولا سیما المتعلقة منها بالزراعة ، وواردات المعابد المتراکمة فی مخازنها وورشها.
إن استخدام تلک الرموز الاصطلاحیة من السومریین کان فعلا اختراعا للکتابة فی بلاد الرافدین  ولذلک یمکننا القول إن السومریین هم أولى الشعوب التی ابتکرت واستعملت الکتابة قبل أی شعب آخر وفی أیة بقعة من بقاع العالم القدیم، وکانت أولى المعلومات التوثیقیة مدونة باللغة السومریة وقد تم تأکید ذلک منذ عام 1877 عندما بدأ الفرنسیون أولى حفریاتهم الناجحة فی مدینة لگش السومریة بعد اکتشاف عدد کبیر من تلک الوثائق المدونة بالسومریة

هدایا الزواج عند سکان بلاد الرافدین

احلام سعدالله الطالبی

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 45-66
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164981

لکل مجتمع عاداته وتقالیده الخاصة به وهدایا الزواج هی إحدى التقالید   التی شاعت عند المجتمع العراقی القدیم، وقد أکدت علیها القوانین العراقیة القدیمة فی العدید من موادها وألزمت الأطراف ذات العلاقة بالالتزام بالأحکام الخاصة بها واحترامها. وکانت بصورة عامة تحرر على رقیم مختوم ومشهد علیه بشهود لیکسبها الصفة الشرعیة أولا ومن ثم یضمن حق المستفید منها. وبقیت هدایا  الزواج بما تحمله من عادات وتقالید إلى یومنا هذا تحمل نفحة من نفحات الماضی لا سیما عند الأوساط الشعبیة والتی عادة ما تحافظ على تراثها وتتناقله  بین الأجیال، کونها اقل نسبیا استجابة للتطور الحضاری، فی الوقت الذی تکون  فیه الأوساط المتحضرة اکثر استجابة لذلک التطور بتأثیراته الخارجیة، مما جعلها اقل تمسکا بالعادات والتقالید المتوارثة الخاصة بالمجتمع ومنها هدایا الزواج موضوع حدیثنا، والملاحظ من خلال النصوص القانونیة، ان هدایا الزواج تخص المرأة فقط، فی حین لم یوجد بین أیدینا نص قانونی یشیر إلى هدیة تخص الزوج فیما   عدا ما ورد من إشارة فی إحدى الأساطیر الدینیة التی تتعلق بزواج الآلهة عشتار من الإله  تموز (اخبر أبی لکی یقدم  لک  الهدایا)  ومن المحتمل ان ما  ورد  من
قصص وأساطیر دینیة ما هو إلا انعکاس لواقع المجتمع العراقی القدیم.
تطرقنا فی البحث إلى هدایا الخطوبة والزواج وأشرنا إلى الجهة التی تقدم لها الهدیة ومن هو المسؤول عن تقدیمها؟ ومتى تقدم؟ وهنا لم نتمکن من تحدید الیوم أو المناسبة التی تقدم فیها الهدایا، حیث لم ترد الإشارة إلیها من خلال النصوص ذات العلاقة، ومن المحتمل ان أیام الاحتفال بأعیاد السنة الجدیدة ومراسیم الزواج المقدس هی المفضلة عند العراقیین القدماء للخطبة والزواج  وتقدیم الهدایا. وبحثنا أیضا فی موضوع مقدار الهدایا والتی عکست لنا قیمتها مدى التفاوت الطبقی بین أبناء المجتمع، وأخیرا لمن تورث الهدایا؟ وهذه الفقرة بالذات تخضع لأحکام وقواعد قانونیة والتی أکدت علیها القوانین العراقیة القدیمة حرصا وحفاظا على حقوق الجهة المستفیدة منها.


 

الاسم فی الحالة المطلقة فی اللغة الاکدیة دراسة مقارنة مع الاسم المبنی فی اللغة العربیة

محمد عبدالغنی البکری

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 67-76
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164982

ظهر حتى الآن العدید من الکتب والدراسات ذات العلاقة بقواعد اللغة الاکدیة. غیر ان غالبیة تلک الدراسات هی فی الأصل نتاج الباحثین الأجانب الذین کانوا أول من اطلع على النصوص الاکدیة فقاموا بدراستها وتحلیلها و ألفوا الکتب والبحوث المتخصصة بقواعد تلک اللغة. وقد حوت تلک الکتب والدراسات على الرغم من دقتها وتخصصها بعض الغموض الذی اکتنف بعض الحالات القواعدیة للغة الاکدیة التی لم ینظر لها أولئک الباحثون على انها ( اللغة الاکدیة ) إحدى اللغات العاربة. فحاولوا تفسیر ذلک الغموض بما یتلائم ولغاتهم الهندواوربیة.
یتعرض البحث لحالة من الحالات التی یأتی بها الاسم فی اللغة الاکدیة وهی الحالة المطلقة ( Absolutus ) من خلال مقارنتها مع الاسم المبنی فی اللغة العربیة لیصل إلى نتیجة تکاد تکون متطابقة بین اللغتین.

ظهر حتى الآن العدید من الکتب والدراسات ذات العلاقة بقواعد اللغة الاکدیة. غیر ان غالبیة تلک الدراسات هی فی الأصل نتاج الباحثین الأجانب الذین کانوا أول من اطلع على النصوص الاکدیة فقاموا بدراستها وتحلیلها و ألفوا الکتب والبحوث المتخصصة بقواعد تلک اللغة. وقد حوت تلک الکتب والدراسات على الرغم من دقتها وتخصصها بعض الغموض الذی اکتنف بعض الحالات القواعدیة للغة الاکدیة التی لم ینظر لها أولئک الباحثون على انها ( اللغة الاکدیة )إحدى اللغات العاربة. فحاولوا تفسیر ذلک الغموض بما یتلائم ولغاتهم الهندواوربیة.
یتعرض البحث لحالة من الحالات التی یأتی بها الاسم فی اللغة الاکدیة وهی الحالة المطلقة ( Absolutus ) من خلال مقارنتها مع الاسم المبنی فی اللغة العربیة لیصل إلى نتیجة تکاد تکون متطابقة بین اللغتین.
تشیر جمیع الدلائل إلى أن اللغة العربیة هی اللغة الأم التی تفرعت منها بقیة اللغات العاربة() ، ولذلک فاننا إذا أردنا فهم ما نعتقده غامضاً بالنسبة لنا من قواعد اللغة الاکدیة یمکن أن نعوضه بالثراء الموجود فی اللغة العربیة، ومن هذا الغموض ما یدور حول حالة من الحالات التی یأتی فیها الاسم فی اللغة الاکدیة، وهی التی اصطلح على تسمیتها بالحالة المطلقة أو الجامدة التی یکون فیها الاسم غالباً غیر قابل للتصریف، ولیس به حرکة إعراب  وسوف نوجز بعض أنواع الأسماء فی اللغة العربیة لکی یتسنى لنا مقارنتها مع اللغة الاکدیة. فالاسم فی اللغة العربیة من الناحیة الشکلیة (اللفظیة) نوعان مطلق ومقید. وتعریف الاسم المطلق هو اللفظ الدال على فرد أو أفراد غیر معینین لأی اسم کان بدون أی قید لفظی کأن یقترن (یقید) بوصف من الأوصاف  وبعبارة أخرى هو کل اسم غیر مقید باسم آخر.   أی انه لیس فی حالة الإضافة أو مقترن بصفة. مثل رجال وکتاب، وعکسه الاسم المقید، وهو الذی یکون مقترناً بصفة أو أُضیف لاسم آخر فإذا قلنا رجال عراقیون وکتاب الطالب خرج الاسم من حالة المطلق إلى حالة المقید، لأنه اقترن بوصف وأُضیف لاسم آخر. وهذه الحالة تنطبق کذلک على اللغة العبریة التی هی إحدى اللغات العاربة .


التنوع العرقی والثقافی "تضاد أم تضامن"

موفق ویسی محمود

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 77-98
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164983

یقترن الحدیث عن التنوع العرقی والثقافی فی أحیان کثیرة بإشکالات  سیاسیة واجتماعیة تواجهها المجتمعات ولعل تتبعا للأخبار التی تنقلها وکالات الأنباء عن المصادمات والحروب الصغیرة التی تشن هنا وهناک تحت ذرائع  طائفیة وعنصریة یوضح لنا مدى عمق مشکلة الاختلاف بین الجماعات الإنسانیة واتساعها.
ولکن إذا أدرکنا أن عالم السیاسة لیس هو المجال الصحیح لاختبار صحة ودقة ما یقال ندرک أهمیة ان یدلی الباحثون والمختصون بدلوهم فی هذا الموضوع لان موضوعیة الباحث وعدم تحیزه – وهما شرطان ضروریان للبحث العلمی – کفیلان بمناقشة المواضیع الساخنة بعیدا عن الانفعال والتطرف ... وان کان هذا لا یعنی بالضرورة عدم انسیاق البعض وراء الأفکار النمطیة الجاهزة کما انه لا یعنی عدم استخدام الساسة للحقائق الموضوعیة بالطریقة التی تناسب أهدافهم.
ان العالم یزخر بالثقافات الفرعیة، وتنمو هنا وهناک مثل النبات البری شجیرات ثقافیة صغیرة قد یقیـّض لبعضها النمو ولبعضها الآخر الجفاف فالکثیر من الجماعات تسعى لتمییز أنفسها ایدیولوجیا واجتماعیا وتنظیمیا وتخلق لأجل ذلک العشرات من الشارات والطقوس التی تحاول أن تخلق التشابه بین أعضائها من جهة وتمیزهم عن الآخرین من جهة أخرى، ففی وسط عالم تسعى الشرکات العملاقة ووسائل الاتصال الجماهیری ذات القدرة التأثیریة البالغة إلى تنمیطه وفق ما یسهل أدارته تنبثق هنا وهناک أشکال من الاحتجاجات الصامتة والعلنیة وتبرز الحاجة لتعمیق أو حتى إیجاد الاختلاف.
اما المجتمعات ذات العمق التاریخی والتی تساهم فیها ثقافات فرعیة إلى جانب الثقافة الرئیسة فإنها کانت ولا زالت أوفر حظاً لأن عملیات التثاقف (  Acculturation )  التی قامت بین جماعاتها لم تسع لإذابة التنوع وإنما قامت العلاقة على أساس الفهم وقبول الاختلاف وقدمت کل جماعة أو ثقافة ما لدیها على بساط ثقافة أساسیة مشترکة، فکانت لدیها الفرصة لأن تحتفظ بتنوعها فی الوقت نفسه الذی قویت فیه وحدتها، وهذا البحث محاولة متواضعة للإشارة إلى هذا النوع.

خطط الموصل من القرن الأول إلى القرن الرابع الهجری من خلال تاریخ الأزدی

عبدالجبار حامد احمد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 99-133
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164984

لا یخفى ان دراسة خطط أیة مدینة من المدن العربیة الإسلامیة یعنی دراسة تطورها الحضاری، لان التوسع العمرانی یعکس ما وصلت إلیه تلک المدینة من تطور على الصعد کافة سواء الاقتصادیة أو الاجتماعیة أو الثقافیة فضلا عما تمثله سیاسة الدولة تجاه تلک المدینة، کما ان معرفة أسماء الأماکن ومواقعها یساعد على تفهم أحداثها خلال حقبة زمنیة من تأریخها.
ولما کانت الموصل من المدن المهمة والعریقة، وأنها إحدى قواعد الإسلام، فقد وصلتها الحضارة العربیة الإسلامیة منذ تحریرها، وحصل فیها تطور واضح نظرا لموقعها الجغرافی ولمکانتها بین المدن العربیة الإسلامیة، فأصبحت مرکز جذب للسکان من مختلف البلدان، کما نالت عنایة الحکم العربی  الإسلامی  وانعکس 
  ذلک على تطورها العمرانی وخططها، ـ باستثناء بعض الفترات التی حصل فیها عدم استقرار، فقد اثر ذلک على خططها ـ ، وقد تناولت تلک الخطط کتب التاریخ والجغرافیة والرحلات والتراجم عبر العصور المختلفة. ومن اجل بیان جانب من ذلک التوسع والتطور الحضاری فی الموصل اقتضى دراسة خططها من خلال کتاب: (تاریخ الموصل) لمؤلفة أبی زکریا الأزدی الموصلی (ت334هـ/945م) فهو من أول المصادر التی عنیت بتاریخ الموصل، لذلک یعد من المعاصرین أو قریبی عهد من تاریخها الحضاری والسیاسی، فقد وقف على خططها موقف معاین ومشاهد ونقل ذلک بصدق وأمانة، لکن المؤسف له ان هذا الکتاب لم یصلنا منه سوى الجزء الثانی فقط، ویعتقد انه مکون من ثلاثة أجزاء ـ کما یذکر ذلک محقق الکتاب فی مقدمته ـ وقد حققه الدکتور علی حبیبة ونشر فی القاهرة سنة (1967).
وجاء البحث بفقرات عدة تناولت ما ذکره الأزدی من خطط فی تاریخه بدءا من المسجد الجامع ودار الإمارة والدور والقصور والدروب والسکک والأسواق والخانات والکنائس وانتهاء بسور الموصل والجسر ونهر الحر والمقابر. وقبل هذا وذاک تناول البحث العوامل المؤثرة فی خطط الموصل سواء السیاسیة أو الاجتماعیة أو الاقتصادیة أو الثقافیة.
ومن الجدیر بالذکر أنه على الرغم من أهمیة المعلومات التاریخیة التی ذکرها الأزدی عن خطط الموصل، إلا أن البعض منها جاء مختصرا أو أشار إلیها  إشارة سریعة، أو أنه اغفل ذکر مواقع بعض الخطط، ویبدو أن السبب فی ذلک هو  وضوح تلک المعالم ومعرفتها من قبل الناس فی زمنه مما جعله یبتعد عن الخوض فی تفاصیلها، فی الوقت الذی نجهل فی زماننا هذا مواقع تلک الخطط، ولم تتوافر لدینا معلومات عنها.

الصحافة الوطنیة ومسألة تدنی الأجور فی العراق عام 1946

زهیر علی النحاس

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 133-164
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164985

تناولت الصحافة الوطنیة جانبا مهما وحیویا من تاریخ الطبقة العاملة  العراقیة خلال فترة ما بعد الحرب العالمیة الثانیة ولا سیما عام 1946. فکان  دورها وموقفها واضحا من مسألة تدنی الأجور، حیث اهتمت الصحافة الوطنیة بقضایا العمال وطالبت بتأسیس النقابات العمالیة الخاصة بهم أسوة بالنقابات  العالمیة کما طالبت من خلال مقالاتها الرئیسة بتحسین ظروف العمل، ورفع مستوى الأجور، وتحقیق الحیاة الکریمة للعمال العراقیین فکانت مساندتها للإضرابات العمالیة اصدق تعبیراً عملیاً من موقفها الوطنی المشرّف فی  فضح کبار المسؤولین عن بعض الأحداث الدمویة ومنها مثلا حادثة کاوورباغی وطالبت الاقتصاص منهم ودعت الحکومة   –لعجزها- إلى التخلی عن مسؤولیاتها فکان ذلک سببا فی حنق الحکومة علیها وإلقاء القبض على مسؤولی تلک الصحف الوطنیة ومحاکمتهم کما سنرى.

أسد بن الفرات الفقیه القائد

لمیاء عزالدین الدباغ

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 165-184
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164986

یعد أسد بن الفرات واحداً من علماء القرن الثانی الهجری، رحل والتقى جُلـَّة شیوخ عصره المشاهیر فی مصر والحجاز والعراق حتى اصبح بحق رائداً من رواد المذهبین المالکی والحنفی وناشریه فی المغرب.
تتناول دراسة ابن الفرات وجهین مختلفین لشخصیته:
یتمثل الأول فی کونه شیخا من شیوخ عصره رفد الحرکة العلمیة بالمغرب بالکثیر من العطاء.
ویتناول الثانی فی شخصیته القائد العسکری الذی حمل مسؤولیة فتح جزیرة صقلیة.
وقد تناول البحث:
نشأته وشیوخه ورحلته إلى المشرق ثم عودته إلى القیروان، وتصدره للتدریس وتولیته القضاء، ومن ثم تولیته قیادة الحملة لفتح جزیرة صقلیة.

بلاد الشام والرحلات العلمیة فی ق 5 هـ / 11م

میسون هاشم مجید

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 185-217
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164987

یعد موضوع الرحلات العلمیة من الموضوعات المهمة التی انصب  إلیها اهتمام الکثیر من الباحثین لما لذلک من أهمیة فی إغناء الحضارة العربیة الإسلامیة فی الکثیر من المعطیات. فانتقال العلماء المسلمین بین حواضر العالم الإسلامی یعنی الاحتکاک والتأثر والتأثیر ونقل مؤلفاتهم أثناء الرحلة إلى المدن التی یرحلون إلیها والأخذ عن علماء تلک المدن اشهر مؤلفاتهم فی المجالات کافة. لقد کان لعلماء المسلمین دافعٌ قویٌ ال تلک الرحلات بین حواضر العالم الإسلامی ألا وهو الالتقاء بالشیوخ والعلماء والأخذ منهم والنقل عنهم.
ومن المعروف ان لتلقی العلم عن الشیوخ طرائق وأسالیب مختلفة لسنا بصدد الحدیث عنها فی هذا المجال إلا ان اشهر تلک الطرائق والتی تعنینا هنا وکانت شائعة ومعروفة فی الفترة قید البحث هی طریقة السماع والأخذ عن الشیوخ مباشرة إذ إنهم یرون أن خیر العلم ما جاء عن طریق السماع المباشر عن شیوخه. وکان لکل علم شیوخه الذین یأخذ عنهم طلابه لذلک کان علماء المسلمین ینتقلون فی حواضر العالم الإسلامی لحضور مجالس الشیوخ والاستماع منهم ونقل علومهم إلى حواضرهم ومدنهم.
ومن ابرز المراکز العلمیة العربیة التی کانت تستقطب العلماء، العراق بمدنه الکبیرة خاصة بغداد والموصل والبصرة. ثم مصر والشام والحجاز وخراسان وغیرها من المناطق الأخرى. لذلک کانت الرحلات العلمیة سمة من سمات ذلک العصر موضوع دراستنا.
ان للرحلات غایات عدیدة ودوافع کثیرة وأهمها کان أداء فریضة الحج والزیارات الدینیة، ثم الرحلة بسبب التجارة إذ ان أسواق العالم الإسلامی کانت متداخلة مع بعضها البعض فضلاً عن السفارات بین الملوک والأمراء والتی یتولاها سفراؤهم وممثلیهم.
فضلاً عن الرحلات الجغرافیة التی أولع بها البعض من الرحالة المسلمین للتعرف على العالم الإسلامی والتی کانت أیضا إحدى دوافع الرحلات فضلاً عن الأسباب العسکریة والثقافیة والاقتصادیة والتی کانت تهم سیاسة الدولة ومستقبل حرکاتها. فالدولة بحاجة إلى أن تعرف الکثیر عن البلدان کی تتمکن من فرض الخراج على سکانها وجبایته. کما ان التحرکات العسکریة فی أوقات المعارک والحروب تستوجب التعرف على المواقع والطرق والبلدان وکان الجغرافیون الرحالة والعلماء هم الوسائل الأساسیة التی تقدم للدولة الإسلامیة طبیعة تلک البلدان وظروفها واقتصادها وثقافاتها.  

دیوان الجند فی عصر الخلیفة المتوکل على الله

محمد حامد اسماعیل

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 217-231
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164988

فی عام 232هـ توفی الخلیفة الواثق، دون أن یترک وراءه ولیا للعهد. ولما کانت وفاته هذه فجائیة، فإن الأذهان لم تکن قد تهیأت لتحدید هویة الخلیفة الجدید. فاجتمع وجوه الدولة: احمد بن أبی داوود – قاضی القضاة – وایتاخ ووصیف – وهم من قادة الجند من الأتراک – وعمر بن فرج الرخجی وعبد الملک بن الزیات واحمد بن خالد أبو الوزیر – وهما من کبار المسؤولین الإداریین – وبذلک اصبح جهاز الدولة – القضائی والعسکری والإداری – ممثلا فی هذا الاجتماع. ویظهر أن الآراء لم تکن متطابقة بشأن من سیقع علیه الاختیار. فقد توجهت أنظار البعض إلى ابن الواثق لیتولى المنصب الشاغر. بید أنهم لما جاؤوا به لیلبسوه لباس الخلافة، إذا هو صغیر قصیر لا یملأ العین.
وربما أشار ذلک إلى مدى ضعفه وعدم قدرته على الإمساک بزمام الأمور وفرض هیمنته علیها، ومثل هذه الحالة لا بد أن تفتح أبواب النزاع والخلاف بین الأطراف المختلفة على مصاریعها، دون أن تکون هناک قوة مرکزیة حقیقیة یمکنها ضبط هذه الخلافات وتحجیمها عند الحاجة، وبما لا یجعل الأمور منفلتة الزمام. هنا ارتأى وصیف – وهذه نقطة مهمة لکونه من قادة الجند – ارتأى البحث عن شخص آخر لیتولى هذا المنصب. وبعد مداولات طویلة استقر الرأی على جعفر بن محمد بن هارون الرشید لیکون هو الخلیفة. وربما ظن القادة الأتراک ومعهم قاضی القضاة أن هذا الاختیار سیحقق لهم مصالحهم . حیث توجه بغا الشرابی إلى جعفر لیبلغه بضرورة حضوره إلى دار الخلافة لیکون أمیر المؤمنین الجدید. فحضر الدار وبعد أن تأکد من وفاة الواثق وعاین ذلک بنفسه، لبس ثیاب الخلافة. ثم سلم علیه الحاضرون بإمرة المؤمنین. وبویع فی الیوم نفسه البیعة الخاصة ثم البیعة العامة. ثم استقر الأمر على تلقیبه بالمتوکل . 

جمعیة الاخوة الإسلامیة ودورها الإصلاحی فی الموصل 1952-1954

ذنون یونس الطائی

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 231-250
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164989

تمیزت الموصل بوصفها إحدى الحواضر العربیة المهمة باهتمامها بالمنهج الإصلاحی العربی سبیلا لتقویم أوضاعها والنهوض بها نحو الأفضل، فظهرت الجمعیات والأحزاب المختلفة فی منتصف القرن الماضی لتسعى نحو التقدم منها جمعیة الاخوة الإسلامیة، لتتخذ من منهجها الدینی سبیلا نحو الإصلاح الاجتماعی فی الموصل ولتساهم فی الأنشطة الوطنیة والمناسبات القومیة فی إطار سعیها الإصلاحی وقد عززت وجودها فی تنوع سبل فعالیاتها المختلفة.

الناقة بین شاعرین من عصر ما قبل الإسلام دراسة فنیة موازنة

مؤید محمد الیوزبکی

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 251-272
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164990

فی البدء ... وبشأن اختیار الناقة محوراً لموضوع البحث هذا، لا بأس من الإشارة إلى أن الباعث على ذلک لیس ما تمتعت به الناقة من حظوة عند العربی اتصلت أسبابها بتلک الرفقة، المضنیة الموثقة بالصبر والجـَلـَد، لأسفاره الدائمة تجتاز به کالسفینة مجاهیل الصحراء الموحشة صوب مواطن المیاه والکلأ، ونحو الممدوحین، وبین القبائل، کما اتصلت بتلک القیمة العالیة التی تمثلها فی حیاته، فی السلم والحرب، بحیث بات وجودها الواقعی المستمر متواشجاً بحیویة وعمق بنسیج حیاة العربی المادیة والمعنویة فی الصحراء، وصارت جزءا من کیانه الروحی، أقول: لیس هذا باعث الاختیار، على الرغم من أهمیته وصلته بالموضوع، لأنه اصبح بدیهة أوفتها مظان اللغة والأدب القدیمة بثروة لغویة وأدبیة هائلة استوعبت کل ما یتصل بطبیعتها –أی الناقة- ودقائق تکوینها وحیاتها شرحاً وتفصیلاً ، إنما الباعث هو الوجود الشعری الجمیل لذلک الکائن العجیب، الذی استأثر برقعة بالغة من لوحة الشعر العربی قبل الإسلام((حتى یوشک قارئ هذا الشعر أن یخرج  بانطباع مضلل فیتوهم أنه شعر الإبل وحدها، أو شعر الإبل وما یتصل بها من أطلال تقف علیها وحبیبة تلحق بها وممدوح ترحل إلیه ثم لاشیء بعد ذلک أو لا شیء یهم بعد ذلک)) . وربما کان مبعث هذه (الحظوة الشعریة) الکبیرة لهذا الکائن فی مملکة الشعراء العرب ما أشار إلیه (بروکلمان) من انه ((کان یلهب رغبة العربی فی الصیاغة والتصویر الفنی، کما ألهب البقر شعراء الهند فی عصر ((الفیدا)) تلک الصیاغة الفنیة التی جعلت من ((هذه الناقة صورة خیالیة صنعها  العقل والإبداع. ولم یکن هذا غریباً على الأصمعی والرواة واللغویین الذین استعاروا من فکرة الناقة فکرة الإبداع فی الشعر فسموا الشعراء المجودین باسم الفحول)). ولا غرابة فی ذلک إذ إن فکرة الناقة، کما یرى (مصطفى ناصف) من أغنى أفکار العربی تنوعاً، فهی – أی الناقة – تبتعث هموم الشاعر العربی قبل الإسلام وقلقه وحزنه، خالقة الأفکار التی ترتقی بإنسانیته فوق مصاف الإشباع الحیوانی للحاجات الأولیة لذلک ((یستطیع المرء أن یقدر خصب الشعر الجاهلی إذا ألمّ بهذا الفرس وتلک الناقة، فهما –معاً – مظهر النمو العقلی والروحی فی الشعر الجاهلی)). ودراسة فکرة الناقة تعنی دراسة صورتها التی اخترناها، هنا، عند الشاعرین: (المثقب العبدی) و(الأعشى).

الاستحضار التأریخی فی رومیات أبی فراس الحمدانی

یسرى اسماعیل ابراهیم

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 273-291
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164992

یهدف هذا البحث إلى تناول ظاهرة اتکأ علیها الشاعر أبو فراس الحارث بن سعید الحمدانی فی رومیاته وهی الاستحضار التأریخی، إذ وظف الشاعر فیها أحداثاً، وشخصیات تاریخیة إضفاء لمشروعیة رؤیته.  وقد تناول البحث الجوانب الآتیة:
الشاعر والتاریخ.
الشاعر بین الاتباع والابتداع.
أبو فراس مجتمعاً وذاتاً.
دلالات الاستحضار التأریخی فی الرومیات، وهو الجانب التطبیقی فی البحث إذ تناولنا فیه أهم دلالات الاستحضار التی تمثلت بالجوانب الآتیة:
        أ‌.          اتخاذ القرار.
     ب‌.       نفاذ القضاء.
جـ.  الموقف من الآخر.
د .  مواساة أمه.
وقد خلص البحث إلى أن الشاعر یتناول فی استحضاره الأحداث والشخصیات التأریخیة تنازلیاً حیناً وتصاعدیاً حیناً آخر لغایة مضمونیة وفنیة کما انه یتبنى روایة تأریخیة حول حدث ما متناسیا الروایات الأخرى استجابة لطبیعة الموقف الذی یمر به فضلا عن انه لم یتناول حادثة أو شخصیة خارج إطار الکون العربی وکأنه بهذا الفعل یلغی دور الأمم الأخرى ووجودها

الحقول الدلالیة لألفاظ أوقات الیوم عند العرب دراسة فی مادة صحاح الجوهری

قبیة توفیق الیوزبکی

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 291-322
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164978

ان اللغة مجموعة من النظم تقوم على تلفظ مزدوج أول التلفظ الذی  یرتکز على محاولة تقسیم اللغة إلى إشارات (  signes ) أی إلى مجامیع صوتیة تحمل معنى ما وهی موجود اجتماعی انتجه المجتمع والتزم به على مر العصور، تمثله العقل الجمعی(، مما یجد الإنسان نفسه قادرا على ترجمة علاقاته بعناصر الحیاة، وعلى توصیل الأفکار والانفعالات والرغبات بنسق من الکلمات الرامزة المولدة تولیدا إرادیا ، محققا تقنیة عالیة من التواصل اللغوی عبر التلازم  الواضح بین الفکر واللغة . هذا ما یجعل المسار اللغوی والمسار العقلی متماثلین   بالقوة ، ویصبح للکلمات دلالات محتملة لصنوف من المعانی کالمعنى المعجمی أو المعنى الأساسی والمعنى الثانوی، والمعنى الأسلوبی، والمعنى النفسی، فیستطیع الدال الواحد أن یتخذ عددا من المدلولات مرجعا له، کما یستطیع کل مدلول أن یعبر عن نفسه بصدد عدد من الدوال والذی یسعى علم الدلالة الترکیبی  semantics  إلى تحقیقه عبر التنویعات الدلالیة بأصناف وتسمیات شتى بوصفه علم دراسة المعنى أو علم معانی الألفاظ ، مما یجعل منه محاولة لفهم الکیفیة التی یمکن للکلمات ذاتها أو ضمن السیاق اللغوی ان تکون ذات معنى ، فتتحقق الدلالة _ کما قال سوسیر _ عبر جدلیة العلاقة الاتحادیة بین الدال  signifiant  والمدلول  signilic  أو بین الصوت والفکر اللذین أو جدهما الوضع والاصطلاح فی لحظة زمنیة واحدة، واختلافهما مسموغ باختلاف المجتمعات اللغویة، لذا فان أی انفصام فی تلک العلاقة سیؤدی إلى انفصام فی الأنساق الدلالیة ، وهی علاقة سببیة سلوکیة سوغت بعوامل نفسیة واجتماعیة .

التشبیه فی معلقة عنترة : رؤیة بلاغیة جدیدة

اسماء اسعود ادهام

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 323-358
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164993

ان النص الشعری الذی بین أیدینا یتکون من واحد وثمانین بیتا شعریا یمثل البیت فیه بنیة ترکیبیة تشتمل على مواد لغویة تکون تراکیب جملیة مختلفة تشکل فی حجمها بنیة مغلقة على مضمونها الجملی المحصور فیها، فی الوقت الذی تنفتح فیه على الأبنیة الأخرى التی تشکل مجموع النص بأکمله، وکل بنیة تتحرک ضمن عناصر مختلفة قد یکون من ضمنها عنصر بلاغی أو اکثر . وما یهمنا من هذه العناصر الصور التشبیهیة ووظائفها الدلالیة فی الصورة الشعریة التی کان لها دور فی إظهار الواقع الصریح والخیال المنعکس عن الواقع فی وجدان عنترة فتحولت هذه الصور فی المعلقة إلى معانقة نفسیة فجر من خلالها الشاعر ما تغور عن مشاعره تحت رکام الذهن، وسطحیة المنطق وصولاً به إلى قضیته الأساسیة فی تحقیق الانتماء والحریة. فالقراءة المتعمقة للنص الذی ندرسه عبر مکوناته ودالاته التشبیهیة تقودنا إلى استجلاء الرؤیة الشعریة التی یمتلکها عنترة التی جاءت منبثقة من موقف فکری یتناول إحساس الذات الشاعرة بهاجس المصیر الإنسانی فی الحیاة، هذا الهاجس الذی یتعامل مع معطیات الحیاة بکل سلبیاتها وإیجابیتها المدرکة منها والمجهولة التی تتوجس الذات الشاعرة خیفة من ضبابیتها ومجهولیتها لذا نجد ان عنترة یحاول ان یحقق ذاته فی الوجود من خلال الإحساس بوطأة سلب الإرادة التی تمارس الحیاة على هذه الذات، التی خلقت وهی مکبلة بقیود العبودیة. ففی عمق تجربة عنترة الحیاتیة ما بین الواقع والحلم یکمن ذلک البناء الخفی بین الفکرة والتجسید الفنی لها، بین الأداء القائم على تقنیة اللغة ومفرداتها المعفرة برائحة البیئة والمحملة بالدلالة والرموز، وبین حاجات الشاعر النفسیة وتراکیب مجتمعه الفکریة وفی مثل هذا التداخل نجد نمو الفعل الإبداعی متحولاً  إلى طاقة شعریة من خلال نسقین فکریین مترابطین ترابطاً عضویاً هما: الحب والحرب، فهذان النسقان کانا المنطلق الأساس فی البناء الفنی عند الشاعر وقد أمده بطاقة الانفتاح الشعوری على سرد التفاصیل الأخرى – المرأة، الطبیعة، الناقة، البطولة – من خلال محاور وجودیة (المعلوم / والمجهول) و (الثبات / والتحول) و (التداعی والحضور) و (الزمن الماضی / والحاضر).

سورة اللهب دراسة فی أعجاز القرآن الصوتی

عزة عدنان احمد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 359-384
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164994

مما لا شک فیه أن للعرب إحساساً مرهفاً بموسیقى الکلام، "فقد تذوقوا الألحان بفطرتِهم واستعملوا الحداء لأسفارهم … وکان الشعر العربی الموزون المقفى اثمنَ شیء یحرصون علیه" فذوقهم رفیع فی انتقاء المفردات المنسجمة أصواتها فی کلامهم،" فللأصوات قیمةٌ مستقلةٌ بغض النظر عن مهمتِها التوصیلیة" ، ولا جرم أن المعنى الواحد یعبرُ عنه بألفاظٍ متعددةٍ وتراکیبَ مختلفةٍ ، ولکن التناسبَ اللفظی الصوتی الفرید فی القرآن یمنعُ أن توضعَ کلمةٌ بدل أخرى حتى وأن کانت مرادفةً لها فی المعنى، لأنها لن تؤدی دقةَ المعنى ومقدارَه ذاته. بل سوف تؤدی إلى تغیرِ الدلالةِ وعدمِ الارتقاءِ بها إلى ما هی علیه من إعجاز فضلاً عن أن ترکیب حروفِ المترادفاتِ هذه لا یفی بالغرض الصوتی فی سیاق الجملةِ القرآنیة، فلا تنسجم مع الترکیب القرآنی فی جرسه الداخلی أو إیقاعِه الخارجی  الذی انتظمت أسباب الإعجاز فیه "من الصوت فی الحرف إلى الحرف فی الکلمة إلى الکلمة فی الجملة" ، وطریقة نظمه التی "تجری على استواء واحد فی ترکیب الحروف باعتبار من أصواتها ومخارجها وفی التمکین للمعنى بحس الکلمة وصفتها ثم الافتنان فیه بوضعها فی الکلام،   وباستقصاء أجزاء البیان وترتیب طبقاته على حسب مواقع الکلمات لا یتفاوت ذلک ولا یختل" .
وتأسیاً على ما تقدم تناولت فی هذا البحث الإعجاز الصوتی للقرآن فی سورةٍ من قصار السور (سورة اللهب) وحاولت کشفَ ذلک من خلالِ التغیر فی مستویاتِ اللغةِ، سواءً على نطاق المفردة، کالتغیر الصوتی أو الصرفی أو المعجمی، أم على نطاق الجملة کتغیرِ الترکیب النحوی. وردت السورة فی خمس آیات قصیرة، تناولها فی الدراسة من حیث الصوت، المقطع، النبر، التنغیم، الفاصلة،… آخذةً بنظر الاعتبار معانی المفردات المعجمیة ومواقعَها وعلاماتِ إعرابِها ونظمِها ودلالةِ ترکیبها النحوی فی الجمل.
 

دراسة حاجات المستفیدین من قواعد المعلومات الطبیة

محمود صالح اسماعیل; بدیعة یوسف عبدالرحمن

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 385-416
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165009

یهدف البحث إلى التعرف على قواعد المعلومات الطبیة المنشورة على شکل أقراص مکتنزة   CD – ROM  التی توجد فی المؤسسات الحکومیة أو ذات العلاقة فی الموصل وهی: کلیة الطب – جامعة الموصل والمکتبة المرکزیة لجامعة الموصل ومستشفى الزهراوی التعلیمی ومستشفى الرازی وتحدید صفات غیر المستخدمین لهذه القواعد من ناحیة الجنس والعمر وموقع العمل والعنوان الوظیفی وبیان أسباب عدم الاستخدام فضلاً عن تحدید صفات المستخدمین لقواعد المعلومات الطبیة وبیان مدى المعرفة بها ومدى استخدامها والغرض من الاستخدام.
اعتمد المنهج المسحی التعلیمی فی جمع البیابات والمعلومات باستخدام الاستبیان الذی ملیء بمقابلة جمیع أفراد العینة البالغ عددهم (416) مستفیداً من مجموع 708 مستفید والذی شکل نسبة 59% من التدریسیین والأطباء الاختصاصیین والأطباء غیر الاختصاصیین والفئات الأخرى (الصیادلة والکیمیائین والبکتریولوجی الاختصاص) فضلاً عن مقابلة مسؤولی وحدات البحث الآلی للتعرف على عمل الوحدات وما متوفر فیها من قواعد طبیة. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:
1. بلغت درجة الوزن المئوی لمعرفة المستفیدین بتوفر قواعد المعلومات الطبیة (75) درجة.
2. بلغ الوزن المئوی لاستخدام قواعد المعلومات الطبیة (77) درجة من قبل الذین یعلمون بوجودها.
3. دمج أعمال وحدة البحث الآلی على قواعد المعلومات مع الأعمال المحسوبة الأخرى فی کل من مستشفى الرازی العام وکلیة الطب – جامعة الموصل. أما أهم المقترحات فهی:
عزل وحدات البحث الآلی عن المهام المحوسبة الأخرى التی تنجز فی کل من مستشفى الرازی العام وکلیة الطب.

الکتابة المسماریة على الآجر من الألف الأول قبل المیلاد (911 – 539) ق. م : (رسالة ماجستیر)

عثمان غانم محمد; خالد سالم اسماعیل

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 420-421
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164995

لقد اعتاد الملوک العراقیین القدماء على تدوین أسمائهم على الآجر الذی کان یستخدم فی بناء مشاریعهم العماریة من قصور ومعابد وأسوار وقنوات.... وکان هذا دافعا لاختیار موضوع البحث الموسوم:
 
لقد ضم البحث أربعة فصول یضم الفصل الأول نبذة عن اللبن والآجر فی ضوء المکتشفات الآثاریة والمصادر المسماریة. اما الفصل الثانی فیضم نماذج النصوص المدونة على الآجر فی العصر الآشوری الحدیث (911 – 612) ق. م. حیث قدمت النصوص حسب اللفظ الصوتی بالأحرف اللاتینیة ومن ثم ترجمتها  إلى اللغة العربیة، وقدمنا تعلیقات عن خلفیة النصوص قدر المستطاع. اما الفصل الثالث فیضم نماذج النصوص المدونة على الآجر فی العصر البابلی الحدیث   (611 – 539) ق. م. حیث قدمت هذه النصوص وفق الخطوات التی سرنا علیها فی الفصل الثانی. اما الفصل الرابع فیضم فهارساً للمفردات التی وردت فی النصوص باللغة الاکدیة وما یقابلها باللغة السومریة مترجمة إلى اللغة العربیة، إضافة إلى الجداول والمخططات التوضیحیة، کما ویضم استنساخات وصور للنصوص غیر المنشورة التی قمنا بدراستها فی المتحف العراقی ومتحف الموصل، إضافة إلى بعض النماذج من استنساخات النصوص المنشورة.

الغزو الیونانی لبلاد الرافدین 331 – 126 ق. م ( رسالة ماجستیر )

محمد الاسعد الحفصی; عامر سلیمان

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 423-424
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165003

یعد موضوع الرسالة والموسومة بـ "الغزو الیونانی لبلاد الرافدین" بین سنتی 331 – 126 ق. م. والتأثیرات الحضاریة التی أعقبت هذا الغزو أساس الدراسة فهی حقبة تعکس العلاقات الحضاریة القدیمة فی مختلف عصورها التاریخیة وفی میادین عدیدة بین بلاد الرافدین وعالم بحر ایجة وبلاد الإغریق فخلال هذه المدة تعرض العراق ولأول مرة فی تاریخه القدیم لغزو جاء من الغرب الأوربی عن طریق الیونانین الذین غزوا العراق وبسطوا هیمنتهم علیه بالکامل  عن طریق قائدهم الاسکندر الکبیر الذی أسس إمبراطوریة کبیرة على اثر ذلک إلا ان هذه الإمبراطوریة لم تدم طویلا إذ تمزقت بین قادته الثلاثة الکبار بعد وفاته ودخل العراق مرحلة جدیدة هیمن علیه السلوقیون الذین اخذوا بلاد الرافدین کجزء من حصتهم فی الإمبراطوریة ورفعوا لواء الحضارة الهیلینیة فی المناطق التی احتلوها. وبذلک مثلت هذه الحقبة منعطفا تاریخیا بارزا فی طبیعة العلاقات بین الشرق والغرب برزت خلالها ظاهرة حضاریة جدیدة متمیزة فی خصائصها وعناصرها سماها المؤرخون بالحضارة الهیلنستیة تمیزا لها عن الحضارة التی سبقتها وهی الحضارة الهیلینیة وانصهرت کلتا الحضارتین فی بودقة حضاریة مشترکة کان من أهم سماتها الاندماج والتفاعل والتأثیر المتبادل بینهما نسبیا. ویجمع عدید المؤرخین على ان منطقة بلاد الرافدین لم تتأثر کثیرا بحضارة الیونانیین مثلما تأثرت بلاد الشام ومصر وان تأثیراتها فی حضارة الإغریق کانت اشد واعمق واکثر شمولیة سواء قبل الغزو المقدونی أو بعده وقد أصابت هذه التأثیرات مختلف العناصر الحضاریة.

علاقة العلماء بالخلافة العباسیة فی عصر السیطرة السلجوقیة (447 – 552) ( رسالة ماجستیر )

محمد خالد عبد; عبدالمنعم رشاد محمد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 424-425
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165004

هذا البحث المرسوم بـ (علاقة العلماء بالخلافة العباسیة فی عصر السیطرة السلجوقیة) محاولة لعرض وتحلیل العلاقة بین العلماء والخلافة العباسیة خلال الفترة المحصورة بین سنتی 447هـ/ 1055م  – 552هـ/ 1157م وهی الحقبة التی شهدت البدایات الأولى لنضال الخلفاء ومحاولة استعادة نفوذهم وسلطانهم الفعلی الذی انتهى بزوال نفوذ السلاجقة الفعلی عن بغداد، وخلال هذه الحقبة کان لجهود العلماء ومواقفهم على الأصعدة السیاسیة والإداریة والفکریة اثر کبیر فی دعم صمود الخلافة وإنجاح خطواتها النهضویة.
قسم البحث إلى تمهید وثلاثة فصول کان الحدیث عن بواکیر العلاقة بین العلماء والخلافة العباسیة هو فحوى التمهید، وأهمیته تکمن فی تثبیت عدد معین  من الاعتبارات التی تبدو أساسیة لاستیعاب الأحداث اللاحقة. اما الجانب السیاسی فقد افرد له الفصل الأول إذ عنی برصد مواقف العلماء السیاسیة ومقدار تأثرهم بالأحداث السیاسیة ذات الصلة المباشرة بالخلافة، بدء من دخول السلاجقة بغداد ومروراً بفتنة البساسیری وما آلت ذلک من تطورات هامة وانتهاءً بدور العلماء السیاسی فی تخلیص الخلافة من الهیمنة السلجوقیة.
اما الفصل الثانی فقد اختص لعرض العلاقة الإداریة بین العلماء والخلافة العباسیة ابتداءً بالحدیث عن وظائف الخلیفة الدینیة والدنیویة، وذلک من خلال  تحلیل مدلول لفظة "خلیفة" ومن ثم تتبع التطورات التاریخیة التی أدت إلى فصل  السلطات التنفیذیة عنه، وعلى ضوء هذا الفصل تم الحدیث على الوظائف کل   على انفراد. ثم ختم الفصل بالکلام عن موقف العلماء من تولی المناصب الإداریة.
ومن خلال الفصل الثالث سقنا الحدیث عن الجهود الفکریة التی بذلها  العلماء لنصرة الخلافة العباسیة أولا، وللحفاظ على الوحدة الروحیة للمجتمع الإسلامی ثانیاً، ابتداءً من عرض الجهود الفکریة لخصوم الخلافة التی استهدفت زعزعة الأسس التی ترتکز علیها، ثم التطرق إلى رد فعل العلماء الفکری الذی  جاء من خلال المؤسسات العلمیة والمصنفات وبمبارکة من الخلافة العباسیة  وبها نکون قد أتینا على نهایة هذا الفصل. ثم ذیل هذا البحث بخاتمة لأهم ما فیه من نتائج.

دور إدارات المدارس المتوسطة فی الحد من ظاهرتی الرسوب والتسرب (رسالة ماجستیر )

انوار محمود الجبوری; سطام حمد الجبوری

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 426-428
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165005

مشکلة الإهدار لیست ظاهرة جدیدة، حیث أشار إلیها المربون وعلماء الاجتماع والنفس ورجال التخطیط والاقتصاد والمسؤولون السیاسیون فی مختلف أقطار العالم بلا استثناء رغم اختلاف النسب فی الرسوب والتسرب. والإهدار التربوی لا یعنی الفشل الذی یخص الطالب فحسب بل أسرته وبیئته المحلیة والمجتمع الذی ینتمی إلیه، فهو بسبب ضیاعا فی مدخلات التعلیم من جهود بشریة ومادیة وقلة فی مخرجاته من الخریجین، وبذلک یصبح ما یجنیه المجتمع من مردود اقل مما ینفق علیه من جهود وأموال، والمجتمع الذی یکثر فیه الرسوب والتسرب یتحول بمرور الوقت إلى مجتمع تغلب علیه الأمیة ویصبح إزاء ذلک غیر قادر  على مواکبة متطلبات الحیاة العصریة من حوله، ویهبط بمستوى إنتاجیة أفراده، ویضعف مستوى اقتصاده، ویعتریه التفکک الاجتماعی، ویصبح مسرحا للمشاکل والصعوبات التی یولدها أمثال هؤلاء الأشخاص الأمیین.
احتوت هذه الدراسة على بابین تناول الأول الدراسة النظریة وتضمن  أربعة فصول، عنی الفصل الأول بالإطار العام للدراسة وتم تقسیمه إلى ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول لمحة تاریخیة عن تطور مفهوم الإدارة المدرسیة، وتضمن المبحث الثانی عناصر الدراسة: مشکلة الدراسة، وموضوعها وأهمیتها، وأهدافها. وتضمن المبحث الثالث تحدید المفاهیم الأساسیة المتمثلة فی: الإدارة المدرسیة والمرحلة المتوسطة والإهدار التربوی والرسوب والتسرب.
وتناول الفصل الثانی عرضا موجزا لبعض الدراسات السابقة والتجارب العالمیة ذات الصلة بموضوع الدراسة، حیث تم تقسیمها إلى دراسات عراقیة وأخرى عربیة وثالثة أجنبیة فضلا عن مناقشتها، التی أسهمت فی إنارة الطریق أمامنا فی الجانبین النظری والتطبیقی. وجاء الفصل الثالث بعنوان الرسوب والتسرب فی العملیة التعلیمیة وتضمن ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول الأرکان الأساسیة للعملیة التعلیمیة، ورکز المبحث الثانی على حجم ظاهرتی الرسوب والتسرب، فی حین اهتم المبحث الثالث بالعوامل المؤدیة إلى الرسوب والتسرب.
وکان الفصل الرابع بعنوان الدور الاجتماعی للإدارة المدرسیة فی الحد من ظاهرتی الرسوب والتسرب، وقد تضمن مبحثین، خصص الأول للعلاقة بین التربیة والمجتمع فی محاولة لتعریف علم الاجتماع التربوی، وتناول المبحث  الثانی علاقة الإدارة المدرسیة بکل من الطلبة، والهیئة التدریسیة، ومجالس     الآباء والمدرسین والأهداف التربویة.
أما الباب الثانی، فقد تناول الجانب المیدانی للدراسة وتضمن ثلاثة فصول بدءا من الفصل الخامس الذی عنی بالإجراءات المنهجیة للدراسة والذی یقع فی مبحثین: تضمن الأول منهجیة الدراسة ونمط الدراسة، ومجالات الدراسة، ومجتمع الدراسة. أما المبحث الثانی فقد عنی بوسائل جمع البیانات، وفرضیات الدراسة، والوسائل الإحصائیة، وصعوبات الدراسة.
وتضمن الفصل السادس عرضا وتحلیلا لبیانات الدراسة وشمل مبحثین: خصص الأول لعرض البیانات الأولیة وتحلیلها، فی حین جعل الثانی لعرض البیانات الخاصة وتحلیلها.
أما الفصل السابع فقد تضمن مناقشة لأهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة المیدانیة والتوصیات التی قدمت لأجل القیام ببعض الإجراءات التی من شأنها الحد من الظاهرتین.

نظام القیم فی الجماعات الصغیرة (رسالة ماجستیر)

جمعة خلف جاسم; صباح احمد محمد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 428-429
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165006

القیم من المفاهیم التی تتجلى فی عموم الحیاة، فضلا عن انها تمثل ثقافة الجماعة وتعمل للمحافظة على تماسکها، ولهذا تحتاج الجماعة إلى مجموعة واضحة من القیم، لان نظام القیم هو احد العناصر الرئیسیة للشخصیة، وبما أن جماعتی (الصناعة والتعلیم) مهمتان، فلا بد من معرفة نظام قیمهما، إذ ان تشابه قیم الأفراد فی نفس الجماعة سینعکس على عملیة التفاعل الاجتماعی فیما بینهم فضلا عن ان نظام القیم مستویات مختلفة بین جماعة وأخرى، والأعضاء الذین یعیشون فی الجماعة نفسها قد لا یتشابهون جمیعهم فی نظمهم القیمیة لکن هناک قدر مشترک من القیم بینهم، ورغم ان لکل فرد نظامه القیمی الذی یختلف فیه عن الآخرین لکن على الفرد ان یتقبل النظام القیمی السائد فی جماعته. احتوت الدراسة على بابین: تناول الباب الأول: الجانب النظری للدراسة وتضمن فصلین، عنی الفصل الأول بنظام القیم الذی یعالج أربعة مباحث هی: المبحث الأول الذی تناول تکوین القیم ومحدداتها، وکرس المبحث الثانی عن الاستدلال عن القیم، وتناول المبحث الثالث من القیم إلى المعاییر، وجاء المبحث الرابع بالقیم بوصفها موجهات للسلوک.  وتناول الفصل الثانی: الجماعة والقیم وتم الحدیث فیه بمباحث خمسة: تناول المبحث الأول: الفرد والجماعة آثار متبادلة، وتناول المبحث الثانی بین مسایرة  القیم والانحراف عنها، وکرس المبحث الثالث على التقنیة وتحدیث القیم، فیما  تناول المبحث الرابع: العولمة والقیم. وجاء المبحث الخامس عن القیم وأغراض الجماعة، وأما الباب الثانی: فتناول الجانب التطبیقی للدراسة بدأ من الفصل الثالث الذی تضمن الإطار المنهجی للدراسة وعنی الفصل الرابع بالبیانات الأساسیة لوحدات الدراسة، وأما الفصل الخامس فقد تناول نتائج الدراسة والتی تضمنت النتائج المتعلقة بمستویات القیم، والنتائج المتعلقة بأثر الفروق الفردیة فی نظام القیم وفقا لمتغیرات الدراسة والنتائج المتعلقة بالاستدلال عن القیم فی الجماعات الصغیرة، ونظام القیم فی الجماعات الصغیرة، واهتم الفصل السادس بمناقشة نتائج الدراسة وفقا لأهدافها فضلا عن التوصیات والمقترحات.

العوامل الاجتماعیة المؤثرة فی التنمیة دراسة اجتماعیة میدانیة لقریة الشمسیات فی محافظة نینوى (رسالة ماجستیر)

هناء جاسم محمد; سطام حمد الجبوری

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 430-432
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.165007

لا جدال بان قضیة التنمیة أصبحت الیوم من أهم قضایا العالم المعاصر. وانها أصبحت تشکل اتجاها مهما ومتزایدا فی مختلف النشاطات والفعالیات القومیة. وفی بلدان العالم الثالث على وجه الخصوص فلم تعد هنالک حاجة ماسة للدلیل على أهمیتها وحیویتها بعد ان لمست هذه البلدان فائدتها ومردوداتها الإیجابیة فی تنمیة بعض جوانب الحیاة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافی. وفی ضوء هذا السیاق جاء اهتمامنا فی الدراسة الحالیة بموضوع العوامل الاجتماعیة المؤثرة فی التنمیة وذلک من خلال الدراسة الاجتماعیة لظاهرة التنمیة فی قریة الشمسیات فی محافظة نینوى. لقد احتوت هذه الدراسة على بابین هما: الباب الأول الدراسة النظریة ویتضمن ثلاثة فصول احتوى الفصل الأول على ثلاثة مباحث، کرس المبحث الأول للحدیث عن أسباب اختیار الموضوع، وأهمیة الدراسة، وأهداف الدراسة.
أما المبحث الثانی فتضمن تحدید المفهومات والمصطلحات الأساسیة، فی حین تطرقنا فی المبحث الثالث نبذة عن مجتمع الدراسة تناولنا فیه لمحة تاریخیة، والقرب من المدینة إیجابیات وسلبیاته، وصف لمنطقة الدراسة.
أما الفصل الثانی فتضمن نماذج من الدراسات السابقة، وتناول الفصل   الثالث العوامل الاجتماعیة المؤثرة فی التنمیة والذی جاء فی خمسة عناوین العامل التعلیمی، العامل الصحی، العامل الاقتصادی، العامل الاجتماعی، البنى التحتیة.
أما الباب الثانی فتناول دراسة میدانیة وتضمن ثلاثة فصول بدءا من الفصل الرابع واشتمل على الإجراءات المنهجیة للدراسة. أما الفصل الخامس فتضمن  ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول تحلیل البیانات الخاصة بالمبحوثین، وکرس المبحث الثانی تحلیل البیانات العامة، وتناول المبحث الثالث التحلیل العاملی.
وأخیرا احتوى الفصل السادس على مبحثین ناول المبحث الأول أهم نتائج الدراسة بینما تناول المبحث الثانی التوصیات والمقترحات حیث إشارة النتائج إلى وجود (19) عاملا مؤثرا فی عملیة التنمیة بالمجتمع الریفی وتم تصنیف تلک العوامل على أساس المحور وعلى النحو الآتی:

المحور التعلیمی: وفیه أربعة عوامل مؤثرة فی التنمیة تتمثل فی تعلیم الأبناء، والالتحاق فی المدرسة ومواصلة البنات فی التعلیم، ومستوى البنات الدراسی.
المحور الصحی: وفیه ثلاثة عوامل مؤثرة تتمثل فی مرض الأفراد المزمن، ووفیات الأطفال، وتلقیح الأطفال.
المحور الاقتصادی: وتضمن سبعة عوامل مؤثرة فی التنمیة وهی الانتماء للجمعیة، العامل الاقتصادی، التفضیل المهنی، المشروع الجماعی، البطالة عن العمل، ادخار المال، التقنیات الزراعیة.
المحور الاجتماعی: ویتضمن خمسة عوامل مؤثرة فی التنمیة هی الوضع الاجتماعی للأبناء، إنجاب الأطفال، القرابة، الخلافات الأسریة، سن الزواج المثالی.

کما أظهرت النتائج ان هناک جملة مشکلات من بین تلک المشکلات ترک الأبناء للدراسة، وعدم الاهتمام بتعلیم الإناث، والأمراض المزمنة، ووفیات الأطفال بالإضافة إلى التفضیل المهنی لبعض المهن والطالة عن العمل وعدم تنظیم الإنجاب والقرابة.
ودلت النتائج أیضا على وجود أنماط معتمدة فی تنمیة القریة وهی وجود المؤسسة التربویة وکذلک وجود الجمعیات الفلاحیة فضلا عن اعتماد التقنیات والآلات الحدیثة فی تطویر الإنتاج الزراعی. أما فی مجال التنمیة الصحیة فان الالتزام بالتلقیحات الوقائیة للأطفال یمثل نمطا إیجابیا من مقومات التنمیة. 

ترجمة فعل القول "التشکی" من الإنکلیزیة إلى العربیة

مصباح السلیمان; کوکب محمد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 1-37
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164973

لقد أرسى الفیلسوف الإنکلیزی "اوستن"  Austin  فی عام 1962 قواعد نظریة "فعل القول" فی اللغة وطورها من بعده الفیلسوف الأمریکی "سیرل"  Searle  فی عام 1969 وبموجب هذه النظریة ینظر العالمان الى اللغة من حیث الجانب الوظیفی وذلک من خلال السیاق الاجتماعی للغة. ونظریتهما تستند إلى کیفیة ارتباط المعنى والحدث الکلامی باللغة. ویهدف البحث إلى
(1) وضع مجموعة من شروط تحقیق فعل الکلام (التشکی)
(2) استنتاج بعض القواعد الدلالیة لتحدید أداة القوة التعبیریة لفعل الکلام
(3) کیفیة إظهار فعل القول فی العربیة
(4) معرفة الوسائل المتبعة فی ترجمة فعل القول (التشکی)
(5) اقتراح ترجمة بدیلة فی حالة إخفاق المترجم.

مسرحیة "المنظر" لبنتر: معالجة أسلوبیة

سلیمان یوسف عبد

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 37-56
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164972

تعبر أعمال الکاتب المسرحی هارولد بنتر عن أشیاء والسمو بمساحة اللغة بفضاءات واسعة بشکل ملحوظ وان مقدرته على عرض هذه الأشیاء لا یمکن تجاهلها. یبقى بنتر المتصدر من بین الذین یعبرون وبشکل ملحوظ باستخدام اللغة والأسلوب بشکل محیر وفیه شیء من الألغاز من خلال شخصیاته فی الکثیر من مسرحیاته.
لقد واجه النقاد صعوبات لحل مثل هذه المعضلة المتمثلة فی لغة بنتر ویتفق الکثیر منهم بان هناک لغزاً محیراً فی لغته وأسلوبه من الحوار والإجابات بین شخصیاته وخصوصاً مسرحیة (المنظر) التی هی أشبه بمنلوجات ولیست على سبیل الحوار العادی. تبقى اللغة وأسلوب المسرحیة (المنظر) التی لا یتجاوز تقدیمها اکثر من نصف ساعة بینما یدور حدیثها أشبه بمنلوج بین شخصیتین امرأة ورجل فی مطبخ وینظرون من خلال النافذة إلى المنظر أمامهم.
من خلال الأسلوب نتعامل مع کاتب یرفض الحدود المتعارف علیها فی استخدام المفردة والأفکار المعبرة عن الأشیاء بشکل عادی. فان الشکل والمحتوى یبینان تبایناً واختلافاً فی استخدام المفردة والفکرة التی تجعلک تفکر مرتین لتحلیل ماهیة هذه الفکرة أو المفردة. لهذا تبقى المعالجة الأسلوبیة لغزاً یراد السیر فی اغواره والمحاولة لإیجاد الفکرة التی تعبر وبشکل توضیحی عن أفکار بنتر وطریقته الخاصة التی تحتاج إلى إمکانیة کبیرة لفهم ما یدور فی أسلوبها الذی  یبدو بسیطاً لکنه محمل بأفکار دسمة.

تغیّر المعنى

ایمان عبدالمنعم یونس

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 57-70
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164971

إن التغیر الدلالی هو مرحلة طبیعیة فی التطور اللغوی. ومن الضرورة أن نمیز بین تغیر المعنى الإشاری والمعنى الأیحائی. والنوع الثانی اکثر عرضة للتغیر خصوصا فیما یتعلق بالتغییرات على المستوى الفردی. وهذا البحث محاولة لدراسة التغیرات الإیحائیة ومسبباتها. بشکل عام قد تتغیرالقوة الإیحائیة للوحدة اللغویة من إیجابیة إلى سلبیة، سلبیة إلى إیجابیة، إیحائیة إلى محایدة أو محایدة إلى إیحائیة. وبالرغم من أن التغیرات الإیحائیة لا یمکن التنبؤ بها، ألا إنها یمکن أن تعزى إلى الحالة الفکریة الفردیة، مصاحبات سیاقیة، عوامل اجتماعیة أو عوامل ترجمیة.

دور السیاق فی حل إشکالیات ترجمة الکلام الخادع

انیس بهنام نعوم

اداب الرافدین, 2003, السنة 33, العدد 37, الصفحة 71-98
معرّف الوثيقة الرقمي (DOI): 10.33899/radab.2003.164970

تهدف الدراسة الحالیة إلى إظهار حالة إفساد الفکر الناتجة عن تعمد وسائل الأعلام، الغربیة منها خاصة، إساءة استخدام اللغة واثر ذلک فی میدان الترجمة  من اللغة الإنجلیزیة إلى اللغة العربیة. تتناول الدراسة کیفیة تشخیص الکلام   الخادع  Doublespeak  (الذی یبدو ذا معنى ولکنه مراوغ أو غامض أو بلا معنى فی الواقع) فی اللغة الأصل، والستراتیجات الواجب اتباعها للتغلب على صعوبات الترجمة الناجمة عن هذه الظاهرة، ومدى فاعلیة الاعتبارات السیاقیة وفائدتهما فی ترجمة الکلام الخادع إلى اللغة الهدف. یفترض الباحث إمکانیة إخفاق المترجم فی تشخیص الکلام الخادع ومن ثم إساءة فهم المعنى الشمولی المقصود للنص  الأصلی وترجمته إلى اللغة الهدف ما لم یحدد المترجم بدقة السیاق الشمولی للنص الأصل. لقد تبنی الباحث فی تحلیل الکلام الخادم وترجمته نهجا إجرائیا یتکون من ثلاث مراحل یترجم فیها ثلاثة طلاب متخرجین فی قسم الترجمة حدیثا نصا إنجلیزیا وثائقیا إلى اللغة العربیة (أی یترجم الطالب النص ذاته ثلاث مرات)، تتبعها مقابلات مع کل واحد منهم على حدة. یظهر تحلیل ترجمات الطلاب للنص ومقارنتها أن الستراتیجات المتبعة فی محاولتی   المترجمین الثانیة والثالثة اکثر نجاحا من محاولتهم الأولى فی تحدید المعنى وتشخیصه فی اللغة الأصل وکذلک فی ترجمته إلى اللغة الهدف. وتخلص الدراسة إلى وجوب تدریب المترجمین من الطلاب على تفعیل عملیة تمثلهم الذهنی للمعلومات وذلک بالاعتماد لیس على السیاق اللغوی للنص الأصل فحسب وانما على خزینهم المعرفی والسیاق البراغماطى للنص الأصل.