اداب الرافدین

یُعنى هذا البحث بدراسة ظاهرة بلاغیة عربیة تدعى المشاکلة اللفظیة. هذه الظاهرة التی لا تخلو منها الکتابات الأدبیة ولا النصوص الدینیة تعنی ذِکرُ الشیء بلفظ غیره لوقوعه فی صحبته تحقیقاً أو تقدیراً. تهدف الدراسة إلى الکشف عن طبیعة المشاکلة مع ذکر أنواعها. تمّ اختیار خمسة نصوص قرآنیة تمثل هذه الظاهرة مع ست ترجمات لها مع القیام بتحلیلها وتحدید بعض الصعوبات التی یواجهها المترجم فی ترجمته لها فضلاً عن اقتراح الترجمة الأفضل. وتفترض الدراسة بأن عدم إلمام المترجمین بوجود مثل هذه الظاهرة فی بعض آیات القرآن الکریم قد یؤدی إلى ظهور ترجمات غیر دقیقة لا تعکس المعنى المقصود فی الآیات الکریمة. وقد توصلت الدراسة إلى نتیجة ومفادها أن بعض المترجمین تمکنوا من تقدیم ترجمات ملائمة لهذه الظاهرة بینما أخفق البعض الآخر.

           یتناول هذا البحث ترجمة الادخالات الخطابیة من اللغة العربیة الى الانکلیزیة والتی تعد مفهوما غامضا نظرا لاحتوائها على الکثیر من التصنیفات المختلفة ,و الامر الذی یجعل مشکلة الترجمة اکثر تعقیدا هو الاختلافات اللغویة والثقافیة بین اللغتین اثناء عملیة الترجمة . اضف الى ذلک فأن تعدد وظائف الادخالات الخطابیة یشکل تحدیا کبیرا للمترجم . وتفترض الدراسة ان هناک تشابه بین الادخالات الخطابیة فی اللغة العربیة والانکلیزیة وان الفشل فی ادراک وظیفة هذه الادخالات یؤدی الى ترجمة غیر ملائمة . وتهدف الدراسة الى اقتراح نظام تصنیفی لهذه الادخالات وتحدیدها فی لغة الاصل وترجمتها الى لغة الهدف. اضافة الى تحدید الوظائف اللغویة والبلاغیة لهذه الادخالات المستخدمة فی لغة الاصل وما مدى النجاح الذی حققه المترجم فی لغة الهدف . وقد اعتمدت الدراسة على ترجمة القصة القصیرة للکاتب السودانی الطیب صالح (حفنة تمر) والتی ترجمها المترجم البریطانی دینیس دیفیز . وتبنت الدراسة انموذج نایدا (1964) للحکم على ملائمة الترجمة . واظهرت نتائج البحث ان اللغة العربیة تستخدم الادخالات الخطابیة کما هو الحال فی اللغة الانکلیزیة رغم بعض الاختلافات . کما تم تحدید المشکلات الرئیسة التی ادت الى الترجمة غیر الملائمة .
 

یتناول بحثنا موضوع الاشتقاق و هو احد الموضوعات التی تشغل حیزا هاما فی اللغات و تطورها، فالاشتقاق یساعد اللغات على تطورها و زیادة مفرداتها و ابقائها لغات حیة غنیة بالکلمات و المفردات.
تطرقنا فی بحثنا الى مفهوم الاشتقاق فی اللغتین العربیة و الفرنسیة على حد سواء و طرائق الاشتقاق فی اللغتین مع عمل مقارنة بین انواع الاشتقاق و کیفیة صیاغته فی اللغتین.
و کان لا بد لنا من ان نقوم بعرض ما ذکره "جان کانتینو"، احد ابرز اللغویین الفرنسیین المستشرقین، بخصوص الاشتقاق فی اللغة العربیة من وجهة نظر فرنسیة.
نرجو ان یکون بحثنا هذا دراسة تساعد الباحثین و المتخصصین فی تحلیل المواضیع النحویة واجراء المقارنات الهامة بین العربیة، لغتهم الام، و اللغة الفرنسیة، لغة تخصصهم.

        یسلط البحث الضوء على المشاکل والصعوبات التی تنتج عن ترجمة النشرات الدوائیة من اللغة الانکلیزیة الى اللغة العربیة وفی البدء یمکن تعریف النشرة الدوائیة بانها تمثل وصفا شاملا وکاملا لمنتج صیدلانی یتضمن معلومات ضروریة عن ترکیب الدواء ,استخدامه, الجرعة والاعراض الجانبیة.
واستنادا الى الحقیقة القائلة بان منتجی الادویة البارزین عالمیا خصوصا اولئک الذین یقومون بانتاج انواع مهمة من الادویة الخاصة بعلاج بعض الامراض المزمنة لا یستخدمون اللغة العربیة فی النشرات الدوائیة الخاصة بالادویة التی یقومون بانتاجها فان هذا یعنی ان مستخدمی تلک الادویة من الناطقین باللغة العربیة لن یتمکنوا من الاستفادة من المعلومات الضروریة الموجودة فی تلک النشرات الدوائیة خصوصا اذا اخذنا بالاعتبار النتائج الخطیرة المترتبة على سوء فهم هذه المعلومات والتی تتعلق بترکیب الدواء والجرعة المقررة والاحتیاطات الواجب الالتزام بها عند تناول الدواء.
بناءا على ماتقدم یمکننا ان نتصور اهمیة الترجمة الدقیقة للنشرات الدوائیة لمستخدمی الدواء وللطلاب الدارسین فی قسم الترجمة على حد سواء.

     حظیت دراسة الجملة بعنایة الباحثین، ونالت حظاً وافراً من الدراسة والبحث ولاسیما فی القرن العشرین، وکان للدراسین العرب مشارکة فعالة، إلا أن أغلب الدراسات قامت على تحلیل الأنماط الجمیلة فی دواوین الشعراء، أما عن الدراسات عن الجمل القرآنیة فقد کانت قلیلة، بسبب تعدد الصیغ وکثرة الأنماط، واختلاف الوجوه الإعرابیة، فضلاً عن انتشار الجملة بقسمیها الاسمیة والفعلیة انتشاراً واسعاً فی القرآن الکریم، ولهذا وقع اختیاری على بناء الجملة الفعلیة فی جزء عمّ الماضویة أنموذجاً، وهو امتداد للدراسات القرآنیة، أما سبب اختیاری لبناء الجملة، فهو أن الجملة الفعلیة فی القرآن کونها منتشرة انتشاراً واسعاً مع تعدد الأنماط، واختلاف الدلالات، ودقة التعبیر القرآنی فی الأسلوب والصیاغة.

       إن مادة ( نزل ) من المواد اللغویة التی کثر ورودها فی القرآن الکریم ، فکانت موردا من موارد بناء الجملة القرآنیة بنوعیها الخبریة والانشائیة ، وقد شغلت الخبریة منها مواضع کثیرة من الآیات فی کتاب الله ، لذلک جاء هذا البحث لبیان أنماط هذه الجملة بشقیها – الأسمیة والفعلیة – ومواقعها الإعرابیة التی احتلتها فی السیاقات التی وردت فیها .
      وقد رفدنا بحثنا هذا بالکثیر من المصادر والمراجع التی أغنتنا بالآراء الکثیرة ، وکان فی مقدمة هذه المصادر والمراجع کتب التفسیر ، وکتب معانی القرآن وإعرابه ، فضلاً عن الکتب اللغویة والنحویة .
والله نسأل أن یکون هذا البحث خالصاً لوجهه الکریم ، ومنه التوفیق والسداد .

منذ قرابة خمس سنوات کنت قد عُدت إلى کتاب مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار... لابن خمیس المالقی (ت بعد 639 هـ) ولفتنی نصٌ لمحقق الکتاب الدکتور صلاح جرّار یقول فیه: ولهذا الکتاب فوائد جمّة، فهو أولاً مصدر أدبی وتأریخی اندلسی لهُ مکانتهُ المرموقة فی المکتبة الأندلسیة، إذ یشتمل على تراجم مائة وثلاثة وسبعین عَلَماً من أعلام مالقة والأندلس، وینفرد بکثیر من التراجم ممّا لم نعثر علیه فی مصدر آخر سواه، کما أنّه انفرد بمعلومات کثیرة عن الاعلام التی لها تراجم فی مصادر أخرى، وفی هذا المصدر أیضاً قصائد ونصوص نثریة کثیرة لم نقع علیها فی مصدر آخر.
والکتاب مختصٌ بمدینة مالقة ویقدّم معلومات تفصیلیة أدبیة وعلمیة وتأریخیة کثیرة عنها، ویصوّر لنا جوانب شتّى من الحیاة الأدبیة فیها مثل المجالس الأدبیة والمعارضات الشعریة والعلاقات التی تربط بین الأدباء.
وممّا شجعنی على المضی قُدماً فی دراسة منهج الکتاب والبحث فیه الأهمیة الکبرى من خلال الرؤیة الواضحة التی قدّمها المحقق المذکور آنفاً عن الکتاب، فضلاً عمّا لَمَسْتُهُ من قیمة ادبیة وتأریخیة وأنا أمعن النظر فیه.

 
          إنّ الناقد أصبح بحاجة ماسّة على ما یبدو إلى احتضان أکثر من منهج لیستهدی بها أثناء التحلیل، إذا ما أراد أن یکون عمله جاداً تؤطره نظریة واضحة المعالم، إیماناً منه بأن النصوص لیست وثیقة ذات بعد واحد أو مستوى معین، فبات من الخطأ إخضاع أی خطاب شعری لسلطة المنهج الواحد، والأداة النقدیة ضمن حقل معرفی معین، أمام تعدد النصوص المنتخبة لشاعرٍ واحد، وهذه النصوص أُخضِعت لعملیة انتقائیة دقیقة قد تخترق أکثر من مجموعة شعریة للشاعر، بحسب الظاهرة المبنیة علیها الدراسة، وبهذا یتم قصدنا من دراسات لنصوص متفرقة.

          تزامن ظهور فن التوقیعات فی الأدب العربی منذ الوهلة الأولى لابتکاره بوظیفة إداریة تتعلق بإدارة شؤون الحکم بین الخلیفة وعماله ، أو بین من هو أعلى مرتبة کالوزیر أو قاضی القضاة ، ومن هو أدنى منه ، ولذلک أخذ طابع الإخبار بأمور هی أقرب إلى واقع الحیاة المعاش من شؤون الناس وهذه الوظیفة إبلاغیة تواصلیة تتعلق بالوظیفة المتوخاة من أیة لغة ، لکن غلب على طابعها توظیف أسالیب بلاغیة مؤثرة فی المتلقی ، ولاسیما فی أسلوب الإیجاز والکنایة والتعریض ، وغیرها من أسالیب تأتی بدرجة أقل من حیث التوظیف ، إذ کانت تبنى من ألفاظ قلیلة لتؤدی معانی کثیرة  وهذا الملمح هو عین دلالة الإیجاز فی البلاغة العربیة ، فقد عرفه البلاغیون بقولهم تقلیل الألفاظ مع إکثار المعانی .

خلال بحثنا واستقراءنا لشعر أبی فراس الحمدانی, وجدنا کثرة توظیفه لتقنیة الاسترجاع فی أشعاره, ذلک الاسترجاع جاء مصطبغاً بصبغة صدق العاطفة التی یحملها الشاعر تجاه کلِّ ما تعلق به فؤاده, إذ وظَّف هذه التقنیة لاسترجاع أهم لحظات السعادة والألفة مع حبیبه, وأهله وناسه. وقبل أن یؤسر الشاعر کان یوظف تقنیة الاسترجاع لتذکر لحظات اللقاء مع حبیبه, وما دار بینها من طیب اللقاء ولذته, وفیء أسره انفجرت ینابیع عواطفه صوب کل ما یثیر فی نفسه الراحة والطمأنینة بعیدا عن وحشة وغربة الأسر. وعندما وقع الشاعر أسیراً عند الروم أکثر من توظیف هذه التقنیة لاسترجاع أهم لحظات الحریة المکتنزة بکلَّ ما هو جمیل وقریب إلى روحه وقلبه وعواطفه, إذ نراه یسترجع لحظات اللقاء مع الحبیب الذی فارقه, ویسترجع ذکریاته مع "سیف الدولة" التی اتسمت بطابع المودة والألفة, محاولاً بذلک أن یرقق قلب "سیف الدولة" وتذکیره بما یَکن له من محبة ثابتة, وعاطفة صادقة لا تغیرها مصائب الزمن.
الظروف المحیطة بالشاعر فی حاضره کان لها دور کبیر فی تأجیج عواطفه, ورجوعه صوبه ماضیه یغترف من طیب منهله ما یروی عطشه فی حاضره الذی وجده مختلفا عن ذلک الماضی.
کان للمشیب دور مهم فی تأجیج عواطف الشاعر للرجوع صوب الماضی المتمثل بالشباب والقوة؛ لمواجهة عنت المشیب المتمثل بنفور النساء منه, وفقدانه للحیویة والنشاط.

إنّ تنوع القراءات التی وقفت عند هذا المصطلح بوصفه الردیف المقابل لعلم الاستشراق فی محاکاة منطقیة واعیة لضرورة قراءة الآخر والتعرف علیه تجعلنا أمام حیرة واعیة لهذا الکم من الدراسات التی تبنت مفاهیم قد تبدو متناقضة فی أحیان کثیرة ولعلنا لا نسعى فی هذه القراءة الى اعادة وتکرار ما ردده السابقون علماء وباحثون ومؤرخون، إذ تکفی جولة سریعة فی مکتباتنا أو التصفح الواعی لشبکات الانترنت لتجعل أی قارئ منّا یقف عند حدود هذا المصطلح الذی عدّ (علماً) مرادفاً لمصطلح آخر هو بالضرورة وعلى وفق تلک القراءات علم سابق مهّد للاحق، نعنی أن الاستشراق بوصفه علماً یبحث فی تطلع الغرب نحو مجتمعاتنا وحیاتنا وفکرنا سعى الى قراءة الشرق ومهّدت تلک القراءة لعلم الاستغراب الذی عنى بقراءة الغرب والتعرف علیهم 

        ما من شک أنّ موضوع التواصل یجد له أهمیة کبیرة فی مجمل العلوم الإنسانیة، لا سیما اللسانیات؛ لما له من قیمة وظیفیة بالغة على صعید اللغة والکلام. وتتمثل هذه القیمة الوظیفیة للتواصل بقدرة المرسل والمرسل إلیه على فهم الرسائل المتبادلة بینهما لإدامة التواصل الذی یتحقق فی المرسلات الکلامیة ، والمکتوبة على حد سواء.
          ویرتبط التواصل ارتباطاً وثیقاً بالنظریة التداولیة بوصفها علماً مهماً من علوم اللسانیات ، وکذلک علماً فی التواصل بین مستعملی اللغة. فالتداولیة فی أحد مفاهیمها کما یحددها ( ل. سفز) هی الدراسة أو التخصص الذی یندرج ضمن اللسانیات، ویهتم أکثر باستعمال اللغة فی التواصل.

اهتم النقاد بالمنهج التاریخی فی الدراسات الأدبیة وبخاصة المتخیل التاریخی الذی یمکن أن نعرفهُ بانه "العلاقة الشعریة المنجزة التی تنشأ من خلال العلاقة النشیطة والخلاقة مع حدث ما وتعطیه امتدادات کثیرة فی الزمان والمکان وتخرجه من الوثوقیة الى الهشاشة والنسبیة.
          اما عبدالله إبراهیم فقد وضح مفهوم المتخیل التاریخی بانه المادة المشکلة بوساطة السرد وقد انقطعت عن وظیفتها التوثیقیة والوصفیة وأصبحت تؤدی وظیفة جمالیة ورمزیة، فالمتخیل التاریخی لا یحیل على حقائق الماضی ولا یروج لها، وانما یستوحیها بوصفها، رکائز مفسرة للأحداث، وبذلک یکون المتخیل التاریخی قد خرج من اطار التاریخیة التی تحمل فی طیاتها فترات تاریخیة معینة الى نص أدبی یضم فی طیاته العناصر الفنیة المعاصرة موضحاً الفکرة العامة فی کتابة النص بالاتکاء على الحقب التاریخیة المختارة. ولعل هذا ما جعل من الشعر والدراسات الأدبیة قیمة أدبیة متمیزة تمیزهم عن غیرهم، اذ نجد التعبیر عن الحقبة التاریخیة للحکم العثمانی فی شعر الشبیبی جاء بطریقة شعریة معاصرة أخرجت الحدث من التاریخ الى نص شعری یجذب انتباه القارئ وبالتالی فان المتخیل التاریخی فی الشعر یعد مثالاً حیاً على مظاهر التجدید الکتابی التی لجأ الیها بعض الکتاب والشعراء المعاصرین. 


 

 

فقد انزل الله کتابه على نبیه وامر بتلاوته وتدبره لأنه احتوى على معان فریدة ومواعظ عدیدة لا ینجلی فهمها إلا لقارئ متدبر، وقد وقف بلغاء العرب وشعراؤهم عاجزین امام فصاحة القرآن وبلاغته وعجزوا ان یأتوا بمثل سورة واحدة من سوره وبذلک انتصر القرآن على اعدائه فهو کتاب الله الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه تنزیل من حکیم حمید فإن من فضل الله ان یهیئ لک النظر وان تبحر فی آیاته وفی بلاغة القرآن الکریم . فکان اختیارنا لموضوع الاستفهام.
حیث سأتناول فی هذه الدراسة جوانب بلاغة القرآن الکریم وإظهار ما له من الأثر العظیم فی النصوص القرآنیة من خلال المصادر المتخصصة فی البلاغة وکتب التفسیر القدیمة والحدیثة التی تهتم بالبلاغة القرآنیة ومن هذه المصادر المعتمدة کتب التفاسیر، ومنها: لسان العرب، وتفسیر الکشاف، والتحریر والتنویر، والتفسیر الکبیر للرازی، وتفسیر حدائق الروح والریحان، والمعجزة الکبرى، والطراز وتفسیر ابن کثیر وغیرها، وقام هذا البحث على دراسة أسلوب الاستفهام فی سورة مریم من خلال الوقوف على الآیات التی فیها استفهام فی هذه السورة وقد ورد الاستفهام فی سورة مریم فی ثلاثة عشر ایة وکانت الهمزة اکثرها وروداً اما الأغراض البلاغیة فقد خرجت إلى معانی عدة، منها: الانکار سبع مرات، والتعجب ست مرات، والنفی ثلاث مرات، والتقریر مرتین، والتوبیخ مرة واحدة، والاستبعاد مرة واحدة, فهذه الدراسة تتعلق ببلاغة القرآن الکریم الملیء بالأسرار والنکت التی لا ینفد عطائها ولا ینضب ماؤها فما کان من صواب فمن الله وحده وما کان من خطأ فهو صفة البشر, وکل ما سنقدم من شرح وتفسیر لا یستوفی حق الکتاب العظیم, سنتناول هذه المواضع بشیء من التفصیل مع ذکر نوع الاسلوب الوارد فی الموضع وکل ما جاء به من دلالات حیث تأتی هذه الدلالات حسب ما تقتضی الحالة المذکورة فکل دلالة تؤدی دورها على ابلغ ما تکون من المعنى المراد ایصاله الى المتلقی .

           تهدف هذه الدراسة الى الکشف عن عوامل ازدهار الحرکة الفکریة والثقافیة فی خراسان وماوراء النهر خلال الفترة (247-447الهجری /861-1055المیلادی)أی الفترة التی فیها ظهور وازدهار الدویلات المشرق الاسلامی خاصة فی خراسان وبلد ماوراء النهر  مما دفع الباحثة الى اختیار هذا الموضوع تللک النصوص والروایات والتراجم التی یلاحظها القارىء فی المصادر التاریخیة ذات صلة بالموضوع عةامل ازدهار الحرکة الفکریة خلال فترة الدراسة فی مدن خراسان وبلاد ماوراء النهر اسهموا فی حرکتها العلمیة والثقافیة وبخاصة عوامل ازدهارها .
ان هذا الجانب یحتاج الى دراسة مسهبة تقوم على اسباب وعوامل ازدهار الحرکة الفکریة فی هذین الاقلیمین وهی دراسة وان کانت شاقة الا انها عظیمة الفائدة ، ولما تأکد للباحث عدم وجود دراسة متخصصة مستقلة خلال المدة من (247-447الهجری) ،فقد شرع فی تخصیص هذا البحث تناول هذا الجانب ووضوح اسباب وعوامل ازدهار الحرکة الفکریة والعلمیة فی خراسان وبلاد ماوراء النهر خلال الفترة الدراسة .

تمثل السیاسة التعلیمیة فی ألمانیا النازیة مرحلة انتقالیة فی تاریخ التعلیم ، إذ کانت مدارس ألمانیا النازیة بعیدة کل البعد عن التعلیم والتربیة الحسنة ، لأنها هدفت إلى تخریج جیل جدید تربى على العصبیة القومیة وکراهیة البشر وفق مفهوم أن الجنس الآری أرقى أجناس البشر . ومن الجدیر بالذکر أن التعلیم لا یمکن أن یتبدل بشکل جوهری واساسی إلا إذا تبدلت الأُسس الاجتماعیة . وقد ذکر المؤرخ الاجتماعی ریتشارد غرونبرغر Richard Gorenberger فی التاریخ الاجتماعی للرایخ الثالث ، أنه عندما جاء أدولف هتلر Adolf Hitler  إلى السلطة عام 1933 ورث من جمهوریة فایمار Weimar Republic  نظاماً تعلیمیاً محافظاً للغایة على التقالید والقیم الألمانیة . إلا أن برنامج التعلیم فی المانیا النازیة اخذ مفهوم أخر قائماً على أساس فکرتین تعلیمیتین أولاً : یجب أن ینبض فی قلب وعقل الشباب الألمان الشعور بالعرق وثانیاً : یجب أن یکون الشباب على استعداد تام للحرب من أجل النصر أو الموت ، والغرض النهائی من التعلیم للمواطنین أن یکونوا على درجة عالیة من البسالة لرفع مجد البلاد والدفاع عن القضیة الوطنیة حتى النصر أو الموت


 

یتناول البحث دراسة جانب مهم من جوانب الحرب الأهلیة التی اندلعت فی لبنان عام 1975 والمتمثل بدخول القوات السوریة إلى الأراضی اللبنانیة عام 1976 ، والسیاسة الإسرائیلیة الأمریکیة المشترکة تجاه ذلک الدخول ، لا سیما وأن الحکومة السوریة عملت جاهدة من أجل إنهاء هذه الحرب ، وحاولت بشتى الوسائل الوقوف بوجه الأطماع الإسرائیلیة فی الأراضی والمیاه اللبنانیة ، فبعد فشل الوساطات السیاسیة والدیبلوماسیة التی أجرتها من أجل وقف هذه الحرب ، لم یکن أمامها سوى التدخل العسکری للوقوف بوجه الخطر الإسرائیلی الاستراتیجی الذی کان یهدف إلى إثارة الفتن فی لبنان بهدف تقسیمه وتجزئته إلى دویلات طائفیة ، ومن ثم إشعال التوتر والشقاق بین اللبنانیین والفلسطینیین.

      أصبحت إدارة البلد بید العراقیین، وکانت الصحة أحد جوانب الحیاة التی اهتمت بها الدولة، وهذا واضح من منهاج الوزارات. إذ تضمن منهاج وزارة ناجی شوکت
(3 تشرین الثانی 1932 – 18 آذار 1933) "توضیح التدابیر الصحیة ولاسیما مکافحة الأمراض". أما منهاج وزارة الکیلانی الأولى برئاسة رشید عالی الکیلانی (20 آذار 1933 - 9 أیلول 1933) فسعى نحو "تحسین الأوضاع الصحیة، وذلک بزیادة عدد المستوصفات والأطباء فی الأریاف وبتجفیف المستنقعات المحیطة بالمدن والقرى والقصبات ومکافحة الأمراض الفتاکة.
وأخذت الصحة حیزاً کبیراً فی منهاج وزارة حکمت سلیمان (29 تشرین الثانی 1936 – 17 آب 1937). فتضمن زیادة المؤسسات الصحیة الخدمیة، واستخدام العدد الکافی من الأطباء ورفع المستوى العلمی لمدرسة الطب ومدارس الموظفین الصحیین والممرضات والصیادلة والقوابل وتوسیعها .. والعنایة بوسائل الوقایة الصحیة وتشکیل مؤسسات خاصة لمکافحة الأمراض التی تهدد حیاة المجتمع، ولاسیما الأمراض الزهریة والملاریا.. والعمل على زیادة مراکز العنایة بالأطفال وبإشراف نساء یعملن على تعلیم
الأمهات کیفیة العنایة بالأطفال وتربیتهم.
 

واتصفت السیدة زبیدة بالذکاء والفطنة والحنکة، وهذا ما یتضح من خلال ما جرى من نقاش بینها وبین الرشید حول نزاهة عمارة بن حمزة فقالت زبیدة إن الأقدام الثابتة تزل عن مواطئها عند روائح المال، فادع به وهب له سبحتی هذه فان ردها عرفنا نزاهته" فوافق الرشید وخلا به فی أمر مهم، ثم أتبعه السبحة فوضعها عمارة بین یدیه بعد ان شکر الرشید لتقدیره وبره به، ولما قام ترکها مکانها، فقالت السیدة زبیدة، قد نسیها، فأرسلتها مع خادم لها لیعطیها لعمارة، فرجع الخادم قائلاً لها ان عمارة وهبها لی، فاعطته السیدة زبیدة الف دینار وأخذتها منه  یبدو أن هذه السبحة کانت  غالیة الثمن ونادرة فارادت ان تمتحن عمارة بها للتأکد من نزاهته. أو أنها تود الاحتفاظ بها مما جعلها تستردها من الخادم بشرائها لها.

یعد القضاء من المناصب العظیمة والمعروفة مکانة فی الدین الإسلامی لان العمل فیه بالعدل بین الناس من افضل أعمال البر وأعلى درجات الأجر. وقد اکد الله سبحانه وتعالى فی کتابه العزیز على اهمیة هذا المنصب فی الکثیر من الآیات القرآنیة فأوکل الله سبحانه وتعالى هذه المهمة للنبی محمد  وللأنبیاء من قبله فالرسول محمد هو القاضی الأول فی الإسلام الذی حقق العدل ونصر المظلوم و رد المظالم إلى أهلها وقد سار الخلفاء الراشدین  ومن بعدهم الامویین على مسلک الرسول  فی تحقیق العدل: واعتبروا احادیثه فی القضاء وما اوصى به بالاعتماد على الکتاب والسنة والاجتهاد دستور لهم فی القضاء ولقد حفظت لنا کتب السنُنّ الکثیر من الآیات القرآنیة والاحادیث التی تتحدث عن القضاء والأحکام ولاهمیة هذا المنصب فقد تولاه فی البصرة الکثیر من القضاة المشهورین الذین لا تأخذهم فی الحق لومة لائم امثال عمران من حصن وایاس بن معاویة والحسن البصری وغیرهم, وتطرق البحث إلى تعریف القضاء لغة واصطلاحا وکذلک تطرق إلى مشروعیة القضاء وما جاء فی القرآن الکریم والحدیث الشریف عن القضاء.

     حفلت احداث التاریخ بتحرک شعوب وجماعات نزحت من مواطنها الاصلیة الى مناطق جدیدة استقرت فیها، جاعلة منها وطنا وحملت معها مقومات حیاتها الاولى، فاحتفظت بما ینفعها فی حیاتها الجدیدة واکتسبت فی الوقت نفسه لما وجدته صالحا للبقاء والتطور من مقومات حضارة البلاد الجدیدة التی استقرت فیها، نذکر من هذه التحرکات نزوح الشعوب التی تکون منها شعب الروس فی المصطلح الوسیط والحدیث، من مواطنها الاصلیة فی اقصى شمال المعمورة (السوید حالیا وما جاورها) الى مناطق نهر الدون والدنیبر والسهوب الروسیة فی اوربا الشرقیة، ثم بدأوا یتسربون الى الممالک المجاورة لهم فاذابوها مکونین دولة تعاظم شأنها فی القرون الوسطى.
     لم تعدو فی طور تکوینها الا عبارة عن مراکز تجاریة صغیرة، ثم توحدت وکونت امارات صغیرة ابرزها امارة نوفغورد وامارة کییف ثم توحدت ودانت بالولاء لامیر کییف مکونة شعبا ووطنا واحدا، وبدأ امرائها یتبعون سیاسة توسعیة على حساب الشعوب المجاورة الى ان اصبحوا دولة کبیرة، فهی من المواضیع المهمة التی تقدم لنا تفسیرا للکثیر من الاحداث التاریخیة وعلى کافة الاصعدة اذا ما درست، وخاصة بالامور التی جرت على الدول المتاخمة للروس.

   هناک الکثیر من الخطط والاستراتیجیات التی تبنتها الدول والقوى الکبرى والإمبراطوریات عبر التاریخ ، وعلى الرغم من تنوع هذه الاستراتیجیات إلا أن هدفها النهائی واحد لم یتغیر وهو تحقیق أعلى قدر ممکن من الأرباح والمنافع وأقل قدر ممکن من الخسائر والأضرار فی ملحمة الصراع الإنسانی المستمرة منذ بدایات الوجود الإنسانی . والدولة الأقدر على توظیف تلک الاستراتیجیات بشکلٍ جید ومحترف هی الأقرب إلى النجاح والفوز فی تلک الملحمة . واستراتیجیة المسایرة هی واحدة من أهم تلک الاستراتیجیات حیث أن الطرف القوی الذی یستطیع فرضها على الآخرین سیتمکن من الفوز بکل شیء ، بینما الطرف الضعیف الذی یفشل فی تجنبها ویضطر إلى تبنیها وتطبیقها سیخسر کل شیء وربما حتى وجوده . إذاً فهی استراتیجیة أو سلوک یسعى الأقویاء إلى فرضه على الآخرین ، وغالباً ما تتبناه الدول القویة وتحاول أن تفرضه على الدول الأضعف . وبما أن الولایات المتحدة الأمریکیة تصنف ضمن الدول القویة والقوى الکبرى فلیس من المستغرب أنها تبنت هذه الاستراتیجیة وسعت إلى فرضها على خصومها ومناوئیها سواء على المستوى الداخلی أو المستوى الإقلیمی أو المستوى الدولی .

         قامت الدولة العراقیة بعد الحرب العالمیة الثانیة (1939-1945 ) بالتخطیط لاستثمار موارد الدولة المختلفة للارتقاء بالمستوى المعاشی من اجل تحسین الوضع الاجتماعی والاقتصادی للفرد العراقی ، فبدأت مشاریع البناء والتطور فی کافة النواحی ، ولا سیما الناحیة التعلیمیة . بعد أن تضاعفت واردات العراق من أرباح النفط نتیجة لتوقیع اتفاقیة مناصفة الأرباح مع الشرکات الأجنبیة عام 1952 ، والتی أدت إلى تقدم فی أعمال مجلس الإعمار  فی کافة الجوانب الاقتصادیة والاجتماعیة وأثرت فی عملیة التنمیة والتخطیط ووضع الخطط والدراسات اللازمة للبناء والتقدم والازدهار . وکان لعبد الرحمن الجلیلی إسهاماته البارزة فی هذا المجلس عن طریق تقدیم المقترحات والمشاریع المختلفة .

      أن ضعف واضمحلال حکم عائلة الزند کان نتیجة لجملة من العوامل الذاتیة والموضوعیة فمن جهة کان الصراع الذی نشب بین أفراد البیت الزندی اخوته وأبناء اخوته وأعمامه للسیطرة علی الدولة وتسلم مقالید الحکم حتى وصل الى الاقتتال و سفک الدماء واقامة المجازر بینهم ، فی الوقت الذی کان فیه أعدائهم یتحینون الفرصة المناسبة بفارغ الصبر من أجل الانتقام منهم و الانقضاض على السلطة وعلى رأسهم (آغا محمد خان القاجاری ) الذی کان یسعى للحصول علی الفرصة المناسبة فی یوم ما وینتقم لوالده وشقیقه من هذه العائلة وبعد فترة طویلة من الصراع ضدهم نال ما تمناه وتمکن فی النهایة من القضاء علیهم وانهاء تاریخ حکم عائلة الزند سنة (1794م) وتأسیس دولة جدیدة باسم الدولة القاجاریة.                                                     

         کانت الزراعة منذ العصور القدیمة العمود الفقری للاقتصاد الهندی , اذ تنوعت المحاصیل الزراعیة وانتشرت فی انحاء مختلفة من الهند , وامتازت بعض اقسامها بانتاج انواع محددة حسب توفر الظروف الملائمة والمناسبة للنبات , فالاقسام الساحلیة اشتهرت بظروف مناخیة وتریة اختلفت نوعا ما عن الاقسام الداخلیة من البلاد وخاصة فی الاقسام الشمالیة عند مجاری الانهار , لذا فقد ساعد تنوع المحاصیل وجودتها ووفرتها الى زیادة الطلب العالمی علیها مما خلق فرص ربح وفیرة للسکان المحلیین للمزارعین والعمال والتجار نتج عنه رفاهیة المجتمع .
          لذا فالاهتمام بدراسة نباتات واشجار الهند  ومنتجاتها  الزراعیة  یُسلط الضوء على محورین اساسیین , الاول : الظروف الطبیعیة والمناخیة  التی  ساهمت وساعدت  فی ازدهار وانتشار انواع  عدیدة  من المنتجات الزراعیة  المهمة  انذاک , والثانی : المواد والمنتجات الزراعیة والصناعیة التی عملت على توسیع حرکة التجارة العالمیة مع اجزاء الهند المختلفة , فقد کانت السفن التجاریة تقصد مؤانى الهند للتزود بکافة احتیاجاتها من السلع والمواد المطلوبة فی الاسواق .  
 

      إن موضوع الأعذار المُبیحة لفسخِ العین المؤجرة فی عَقدِ الإیجار والتزامات کُلُّ مِن المؤجر والمستأجرِ وتحدیدِ تبعیة ذلک علیهِما من الموضوعات المهمة فی الفقه الإسلامی والقَوانینِ المُعاصرة ، لذا فقَد بحثَ الفُقهاءُ القُدامى الأعذار التی تُجیزُ فسخَ العینِ المُؤجرة وبشکلٍ تفصِلی ، إلاّ أنَّ ظُهورَ بعضِ التطبیقاتِ المُعاصرةِ للعینِ المُؤجرة ، ومن یتحمّلُ تبعیّةِ صیانتِها زادت من أهمیّةِ هذا الموضوعِ على إعتبارِ أنها تَمسُ الناسَ فی مُعاملاتِهم الیومیّةِ ، فلا یکَادُ یخلوُ یوُم من الأیامِ إلّا وتمَّ فیهِ إبرامُ عقدٍ للإیجار ،لذلکَ جاءت هذهِ الدِراسة لتسلیطِ الضوءِ على بیانِ ما یخُصُ الناسَ فی مُعامَلاتِهم الیومیّة وخُصوصاً عُقود الإجارة ِوما ینطوی على فسخِها من آثارٍ .
 

       استطاع الملک اورو-کاگینا أن یصدر أقدم إصلاحات اجتماعیة واقتصادیة معروفة فی العالم حتى الآن ، لإصلاح مفاسد الأسرة الحاکمة وکبار الموظفین والمتنفذین فی سلطة مدینة لگش ، والذین سیطروا على أملاک المعابد وأَموالها ، وهیمنوا على الحیاة السیاسیة والاقتصادیة واستغلوها بشکل سیئ لمصالحهم ومنافعهم الشخصیة ، وکذلک تُبین هذه الاصلاحات العدید من تجاوزات المتنفذین والموظفین وأصحاب المهن فضلاً عن إلغائه أو تخفیضه للعدید من الضرائب التی أثقلت کاهل الفرد السومری ، و لاسیما الطبقة الفقیرة فی دویلة مدینة لگش ^.
 

          تعد المهارات الحرفیة والمهن الیدویة من الموضوعات المهمة فی الدراسات الاجتماعیة والحضریة ، لما لها من مساس مباشر لشریحة اجتماعیة واسعة تعمل فی هذا المجال ، فلم تعد الحرف أعمالاً تقوم بها فئة من العمال من اجل کسب العیش , وإنما أصبحت هذه الحرف تمثل تراث الشعوب تعتز بها الحکومات والمنظمات والمؤسسات والأفراد وتشجع على دیمومتها واستمرارها سواء على المستوى العام أم على المستوى الفردی ، تلک الحرف التی تدخل فی نطاقها فنون الأعمال النجاریة والحدیدیة وصیاغة الذهب وفن العمارة وطرزها وغیرها من الحرف الأخرى . والناظر إلى الواقع الاجتماعی لبلدنا ( العراق ) وما آلت إلیه الظروف الصعبة التی مر بها من حروب وحصار أدت إلى تدمیرٍ لبنیته التحتیة والعمرانیة وهجرة العقول والعمالات المهاریة الجیدة إلى خارج البلد، وما زاد الطین بِلّه موجة العنف والإبادة التی عصفت بالبلاد عقب الاحتلال الأمریکی للعراق فی 2003 ، مما أدى إلى اختلال فی کثیر من القوى والموازین المجتمعیة ، فکان من بین نتائجها أن أدت إلى حدوث بطالة واسعة ولاسیما من عناصر ( الجیش والشرطة ) السابقین ، فاضطرهم الحال إلى قیامهم بممارسة أعمالاً وحرفاً جدیدة على البعض منهم وخاصةً من ( ذوی الخلفیات الریفیة ) الذین لم یستطیعوا أن یرجعوا إلى قراهم الأصلیة بعدما تجذروا فی المدینة

        تعتبر الاعاقة من الأسباب الرئیسة لعدم التکیف مع الواقع والمجتمع لما تسببه من أزمات نفسیة واجتماعیة داخل محیط الاسرة  مقارنة بالمعوق بأقرانه وتدور تساؤلات کثیرة ومتعددة حول إمکانیات ذوی الاحتیاجات الخاصة حول قدراتهم على تأدیة المهمات المطلوبة منهم کأفراد فی المجتمع .
        وقد تغیرت الرؤیة تجاههم ، مع تطور التربیة الخاصة ولم یعد البعض منهم معتمدا على من حوله إعتمادا کلیا ، وانما یمکن ان یقوم بکثیر من الأدوار الحیویة اذا تم تدریبه وتأهیله لذلک بالشکل المناسب ، ویعرف الطفل ذو الحاجات الخاصة ، بانه ذلک الطفل الذی ینحرف اداؤه إنحرافاً ملحوظا عما یعد عادیا سواء من الناحیة العقلیة او الحسیة او الناحیة الانفعالیة او الاجتماعیة ،بحیث یستدعی هذا الانحراف نوعاً  من الخدمات التربویة التی تختلف عما یقدم للطفل العادی ، ویحتاج الطفل ذو الحاجات الخاصة الى تعلم خاص وخدمات تربویة خاصة ذات رعایة متمیزة عن اقرانه الاصحاء .

نظراً للأحداث المتسارعة فی العالم عامة وفی الشرق الاوسط على وجه الخصوص، وتعقد الظروف والاحوال، وتداخل السیاسات، فالنزاعات القائمة فی هذه البقعة الجغرافیة من العالم أیضاً معقدة ومتشابکة ومتداخلة، واقلیم کوردستان غیر مستثنى من هذه القاعدة، هذا الاقلیم الذی یعد جزءاً من دولة العراق الفیدرالیة والمجتمع الذی له امتدادات اثنیة فی أغلب الدول المجاورة مثل ترکیا، ایران، سوریا، لبنان، مصر، الاردن، وغیرها من الدول.
فالاحداث التی تعصف بتلک الدول تؤثر سلباً وایجاباً على اقلیم کوردستان إذ أن الاقلیم یحتضن أکثر من ملیون ونصف لاجئ ونازح داخلی من الدول المجاورة، ومن محافظات العراق الشمالیة والجنوبیة والوسطى، أی أن لکل خمس أفراد من المجتمع المضیف یقابله لاجئ أو نازح عراقی فارٍ من تلک الاحداث ومنها أحداث سوریا عام 2004 و 2011.

یشیر الباحثون إلى أن الفلسفة التقلیدیة تنقسم على ثلاثة مباحث رئیسة وهی: مبحث (الأنطولوجیا) ویخص میدان الوجود ، ومبحث (الأبستمولوجیا) ویخص میدان المعرفة، ومبحث (الأکسیولوجیا) ویخص میدان القیم، والأخیر ینقسم على ثلاث قیم رئیسة وهی : الحق والخیر والجمال، وتعارف الدارسون فی مجال الفلسفة على أن هذه القیم الفلسفیة المشار إلیها آنفا تشکل حقولا لثلاثة علوم هی : علم المنطق وعلم الأخلاق وعلم الجمال.
       یعد أغلب الباحثین أن أرسطو هو المؤسس  الفعلی لعلم الاخلاق ، رغم سبق (سقراط – أفلاطون) أرسطو فی هذا المجال ، بوصفه وضع علما محددا من ناحیة موضوعه ومنهجه. ولیس هذا السبب الرئیس وحسب ، بل الممازجة بین الأخلاق بوصفها تمثل السلوک الإنسانی، ونظریة المعرفة بوصفها تمثل العقل الموجه لهذا السلوک هی التی جعلت من أرسطو مرمى لنظرات إعجاب الباحثین، وهدفا لکتاباتهم وأبحاثهم.
وإذا نظرنا إلى الدراسات الفلسفیة عند أرسطو نجد أنها تقسم إلى نظریة