اداب الرافدین

        تبحث هذه الدراسة فی تحلیل  الصیغة النحویة والصیغیة  الموقفیة  فی نص سیاسی من وجهة نظر النحو النظامی . تم اختیار خطاب العبادی لإجراء التحلیل. حاولت الدراسة ان تکشف عن انواع الصیغ النحویة التی  استخدمها المتکلم فی خطابه السیاسی, فی محاولة لرؤیة مدى تطبیق هذا المنهج على النصوص العربیة. یهدف هذا البحث  الى دراسة وظیفة العلاقة الشخصیة بین المتکلم والمخاطب ومعان .یفترض البحث ان العبادی استخدم انواعا معینة من الجمل ومعان معینة للصیغة الموقفیة . تم تبنی  منهج هالیدای وماتیسن (2004). یستنتج الباحث  ان الجمل الخبریة هی اکثر شیوعا فی الخطاب السیاسی  فی محاولة لإقناع المخاطب. کما ویستنتج انه تم استخدام اشکال معینة للتعبیر عن  الصیغیة الموقفیة.
  

        تدور أحداث هذه الروایة ، اغنیة عذبة، حول مربیة من ذوی الخبرة تدعى لویز ، تمکنت من أن تفرض نفسها فی الشقة الصغیرة لعائلة ماسیه: وهما زوجین شابین (بول ومریام) مع طفلیهما الصغیرینآدم ومیله. مع مرور الأیام ، تحتل هذه المربیة مکاناً مهیمناً فی حیاة هذین الزوجین الذین یقعون ، بسبب عملهم ، فی فخ الاعتماد أکثر وأکثر على لویز والتی تکون جاهزة لتقدم لهم راحة کبیرة. یغلقانهذین الزوجان عدیمیالخبرة فی الحیاة أعینهما عن السلوکیات والشخصیة المبهمة والمتناقضة لهذه المربیة. من أجل ضمان مکانتها فی هذه العائلة ، تقوم لویز دائمًا بتقدیم دعم معنوی لأرباب عملها : فهی تدعم دائمًا هذین الشابین المغمورین فی عملهما على حساب واجب عائلتهما. لکن هذا لا یمنع أن نرى فی کثیر من الأحیان ظهور توترات بین هذه العائلة والمربیة ، وبعض الخلافات بسبب العلاقة الهرمیة التقلیدیة بین الموظف و المسؤول. طوال هذه الروایة ، یتنامى التوتر على الرغم من کل المحاولات من جانب ارباب العمل لإیجاد حل. الفرق بین الطبقات یجعل أی تواصلصعباً للغایة.
         فی نهایة المطاف ، تفشل کل خطوة اتخذتها عائلة مایسة باتجاه مربیة أطفالهم: بسبب عدم فهمهم لشخص ینتمون إلى طبقة أدنى ، فإنهم غالباً ما یتصرفون بحماقة تجاهها ینتج عنه عواقب سلبیة. هذا الصراع الطبقی هو فی قلب هذه الروایة وحبکتها الرئیسیة.
 
 

فی هذه الدراسة التی تناولنا فیها اللواحق الشخصیة فی اللغة الترکیة، بدایةً قمنا بدراسة الصیغ المضافة الى الافعال الترکیة والتی تفید فی بیان الزمان والاشخاص فی الافعال. کما بیّنا کیفیة تصریف لواحق الصیغ الاخباریة وصیغ الطلب فی جمیع الازمنة. وفی اللغة الترکیة لا یمکن استخدام الافعال لوحدها الا فی بعض الحالات الشاذة. ویمکن ان نرى هذه الحالة فی الشخص الثانی المفرد لصیغة الامر. بالإضافة الى ذلک تناولنا فی هذه الدراسة حالات لواحق الصیغ فی الافعال المنفیة. وان اللواحق الشخصیة ولواحق الازمنة التی تلحق بالأفعال فی اللغة الترکیة تجعلها مصرفاً. وان القاعدة العامة بتصریف الافعال فی اللغة الترکیة هی: " جذر الفعل +لاحقة الصیغة + اللاحقة الشخصیة". ان التصریف فی الافعال یعنی ان الفعل مرتبط بزمن وشخص یفید حدثاً او حرکة. وان من اکثر اللواحق التی تُلتَبس فیما بینها فی اللغة الترکیة هی لاحقة التملک "m" واللاحقة الشخصیة "m". إذ أن لواحق التملک تبین الملکیة بینما اللاحقة الشخصیة "m" تبین الشخص الذی قام بالفعل.
 

          یتناول هذا البحث مفهوم الشهادة کقضیة عالمیة یتشارک بها الشرق والغرب على حد سواء. فی هذه الاثناء, یستخدم الشعر کوسیلة لنقل واذاعة قصص الشهداء المسیحین الاوائل من القرنین الثانی والرابع المیلادی. وکذلک, یهدف الى ایجاد اوجه التشابه والاختلاف بین القصتین الشعریتین والتین تجسدان تقلیدین شعریین مختلفین تماما. هذا العمل مقسم الى اربعة اقسام کالاتی:
         القسم الاول:  هو محاولة لشرح مفهوم الاستشهاد (الشهادة) بالإضافة الى مقدمة قصیرة عن الخلفیة التاریخیة للشاعرین فی هذه الدراسة. القسم الثانی یحاول الترکیز على تحلیل شامل لقصیدتین وهما: "حبیب : شهید من الرها" و " قصیدة مغناة فی عید القدیسة سیسلیا" على التوالی. بینما القسم الثالث یتناول التقنیات المستخدمة فی کلتا القصیدتین من اجل تخلید وتقدیس الشهیدین الذین دفعا حیاتهما عربونا لإیمانهما واعتقادهما. واخیرا, القسم الرابع, یتناول استنتاجات هذه الدراسة ویظهر فیما اذا کان هنالک ای نوع من اوجه الشبه او الاختلاف فی کلتا القصیدین المختارتین فی هذه الدراسة.

         یتناول هذا البحث بصورة معمقة ترجمة مرجع الضمیر فی القرآن الکریم. یهدف البحث إلى التدقیق والتمحیص فی الترجمات المختلفة التی قدمها المترجمون. کما یسلط الضوء على الطریقة التی تمت بها ترجمة مرجع الضمیر إلى اللغة الهدف
 ( الإنکلیزیة ). ضم البحث إختیار و تقییم ثمان آیات قرآنیة. یفترض البحث بأن  ترجمة  مرجع الضمیر تعد مشکلة وتحدیا یواجهها المترجمون فی ترجماتهم من اللغة الأصل ( العربیة ) إلى اللغة الهدف ( الإنکلیزیة ). تم إختیار آیات قرآنیة بعینها من سور قرآنیة محددة، وتم تقدیم تفسیر موجز  لعدد من المفسرین للآیات القرآنیة لتعیین وتوضیح مرجع الضمیر المقصود فی الآیة. وکذلک  تقدیم خمس ترجمات للآیات القرآنیة المنتخبة فضلاً عن  تحلیل وتدقیق الترجمات فی اللغة الهدف ( الإنکلیزیة ) لبیان أکثر الترجمات صحة ودقة. یستخلص البحث بأن المترجمین فی أغلب ترجماتهم لم یوفقوا فی ترجماتهم لبیان مرجع الضمیر المقصود فی الآیات, ومن ثمَّ فإن إیلاء اهتمام أکبر لترجمة مرجع الضمیر فی القرآن الکریم یعد ذا أهمیة إستثنائیة وذلک قدر تعلق الأمر بالمترجمین الذین یتصدون لترجمة معانی القرآن الکریم.

         یهدف هذا البحث إلى تشخیص أوجه التشابه والاختلاف بین اللغة العربیة والانکلیزیة فی ما یتعلق بالعبارات الظرفیة وفق المدرسة النحویة التحویلیة. بینت مقدمة البحث سبب اختیار هذا النوع من النحو فی تحلیل العبارات الظرفیة فی کلا اللغتین کما وضحت حدود الدراسة ومجالها اضافة إلى فوائد نتائجها لمختلف المجالات اللغویة. مهد للدراسة مبحث یتضمن معلومات أساسیة عن الظرفیة بالإطار اللازم لإجراء التحلیل النحوی. أجریت الاختبارات التحویلیة الظرفیة على جمل من اللغتین العربیة والانکلیزیة. توضح من خلال فحص الجمل ان بعض هذه التحویلات تعطی تشابها کلیا أو جزئیا وبعضها الآخر ینتج اختلافا کلیا أو جزئیا أیضا فی اللغتین فیما یتعلق بالعبارات الظرفیة موضوعة التحلیل. وأخیرا توضح خلاصة البحث النتائج المستخلصة وتناقش ما تحصل منها بشکل یبین تشابهها أو اختلافها فی اللغتین العربیة والانکلیزیة.

شهد النصف الثانی من القرن العشرین انبثاق نزعة شعریة فی التعبیر عن الذات ألا وهی الشعر الاعترافی. مهدت ثلاثة ظواهر مختلفة لهذا الشعر: حرکة الحقوق المدنیة و الحراک الاجتماعی الغربی وتطبیب المثلی. أدت هذه الظواهر الى ردة فعل شدیدة نحو المنظومة المعتمدة فی العلاقات ألا وهی المنظومة التی تعتمد اختلاف الجنسین. وکان الشعر الاعترافی تجسیدا لردة الفعل تلک. یتناول هذا البحث شعریة الأنا فی الشعر الاعترافی عند فرانک اوهارا وروبرت لویل و ان سیکستون. تعکس القصائد المختارة لهؤلاء الشعراء اسرارهم الشخصیة وصراعهم النفسی ورفضهم المضمر لواقعهم السیاسی البائس. وأهم نتائج هذا البحث هی ان هؤلاء الشعراء یعبر عن استکشافهم لدواتهم من خلال  صوتهم الاعترافی.
 

قبل الدخول إلى عرض الشواهد البلاغیة، وبیان أثر التحلیل النحوی فی توجیهها توجیهاً یجعلها قابلة للاستدلال بها على الظاهرة المقصود بیانها من خلال الشاهد، کان لا بد من التوقف عند مفهوم (التوجیه النحوی) و(الشاهد البلاغی) شکل یبرز دلالتهما حتى یکون مهاداً مناسباً یوطئ الذهن ویجعله مستعداً لفهم التطبیقات المذکورة فی البحث.
فالتوجیه النحوی: تحدیدُ وجهٍ مّا للحکم، ... وهو إما أن یکون وجهاً استدلالیاً أو وجهاً تأویلیاً، فالتوجیه إمّا توجیهُ المُوهِمِ لتحدیدِه، وإمّا توجیهُ المُمتنعِ لتبریره، والتوجیه الاستدلالی یشمل الحمل، والتعلیل، والوجه التأویلی یشمل الردَّ والتخریج، وأکثر ما یتعلق التوجیه النحوی بالنصوص الواردة، سواء کانت قراءات قرآنیة أو شواهد شعریة، ومن ثم یکثر استعمال التوجیه النحوی مع النصوص، وتأتی الرسائل والأطاریح بعنوانات متعلّقة بالمسموع، مثل: (التوجیه النحوی للقراءات القرآنیة، والتوجیه النحوی للشواهد عند النحوی الفلانی)، ویمکن أن نعرف مصطلح التوجیه النحوی بالقول: هو المفهوم الذی یقصد به جعل النص اللغوی الفصیح قابلاً للصحة على وجه مقبول فیکون وجیهاً، ویتحقق ذلک حینما یکون النص اللغوی مخالفاً فی الظاهر لقواعد النحو المبنیة على الاستقراء، والمستنبطة من تتبع أکثر صور الکلام


 

خلاصة القول إن کتاب ((مطلع الأنوار)) لابن خمیس هو کتاب مستقل عن کتاب ابن عسکر، وإن کان یتمّم ما بدأه ابن عسکر، وإنّما قام ابن خمیس بتألیف هذا الکتاب وفاءً وتقدیراً لخاله واستاذهِ ابن عسکر، ویظهر هذا الوفاء جلیاً من خلال الترجمة المطولة التی خصّ بها خالَهُ فی کتابه، واستغرقت نحو اثتنی عشرة صفحة...وهی أطول ترجمة فی الکتاب ووصفه فیها بقوله: هو خالی رحمة الله علیه، یکنى أبا عبد الله، مبتدئ هذا الکتاب وبقوله وانّما نبهت علیه هذا التنبیه، وذکرتُ بعض ما کانت من المحاسن فیه، خیفة أن ینقرض هذا الزمان فتنقرض أخباره، ویفنى ناسُ عصره فتنسى مآثره وآثاره .


 

أَشارَ النَحْویُّون إِلى أَنَّ أَقلّ ما یَنْعقدُ به الکلامُ وتتمُّ به فائدته لدى المُخاطب ما تأَلَّف من اسمین متتالیین، أَو من فعل واسم، ولَعَلَّ حُکمَهم فی هذا التَعْبِیْر مُشعر بالتقسیم الثنائی للجُمْلَة فی العربیة نعنی – الاسمیَّة والفعلیَّة-، وسنخصُّ کلامنا فی هذا المقام بالحدیث عن الجُمْلَة الاسمیَّة وهی فی أَیسر تعاریفها ما تکونت من المُسْنَد إِلیه وهو (المُبتَدَأ)، والمُسْنَد وهو (الخبر)، وبعضهم یصطلح على المُسْنَد إِلیه بالمحکوم علیه، والمُسْنَد بالمحکوم به، وکِلا هذین الرکنین محکومٌ علیه بالرفع ویُسْتَخدَم مُصْطَلَح (الجُمْلَة الاسمیَّة) فی التُراث النَحْویُ للإِشارة إِلى أَنواع متعددةٍ من الجُمْلَة العربیة، تجتمع معاً فی أنَّه یتصدَّرها الاسم مع وقوعه رکناً اسنادیاً فیها... وتُعدُّ اللغة العربیة اللغة الوحیدة التی تکاد تنفرد عن غیرها من اللغات الأُخرى بهذا النوع من الجمل – نعنی الاسمیَّة – إِذْ کما لا نجهل أنَّ اللغات لا یمکن أنْ تخلو من الفعل، وفعل الکون لابُدَّ منه إِذَا لم یکنْ فی الکلام غیره من الأَفعال


 

 

    فإنّ مقرب ابن عصفور من الکتب التی لاقت عنایة فائقة من لدن النحاة فتلقوه بالشرح والتعلیق والنقد. وأول من شرحه بهاء الدین ابن النحاس (ت698هـ) الذی کتب تعلیقةً علیه. و ابن الحاج الذی تعقّبه فی مواطنَ کثیرةٍ، وشروح أبی حیان وغیرها فضلًا عن الشروح الأخرى التی لم تصل إلینا حتى الآن. وقد وقع اختیارنا على دراسة شیءٍ من اعتراضات ابن الحاج النحویة على ابن عصفور بشکل خاص والنحویین بشکل عام. وعلى الرغم من أنّ کتب ابن الحاج هی من الکتب المفقودة أیضًا غیر أننا وجدنا أنّ النحاة احتفظوا بکثیر من هذه الاعتراضات والآراء التی انفرد بها وخالف النحاة. والحق أنّ هذه الشخصیة الأندلسیة بها حاجة إلى أن تخصّ بدراسة مستقلة؛ لذلک فإننا ارتئینا أن ندرس بضعة من المسائل النحویة التی خالف بها ابن عصفور والنحاة.

    تعد کتب الغریب من أقدم ما وصل إلینا من شروح للألفاظ الغریبة فی الأحادیث النبویة الشریفة وأحادیث الصحابة – y أجمعین- وأسهمت هذه الکتب بنصیب وافر فی بناء المعجم العربی وقدمت تأصیلا واسعا لأغلب مفردات العربیة، وکان جُل اهتمام أصحاب الغریب شرح دلالة الألفاظ التی یرونها غریبة فی متن الحدیث بغیة الوصل إلى معنى النص الحدیثی الشریف وذلک لقدسیة حدیث الرسول r والصحابة y وحوت کتب غریب الحدیث قیمة کبیرة لما تحویه من الأحادیث والآثار الکثیرة والمعانی اللطیفة والقواعد الجمة.
    ورکز بحثنا على ما نقله أبو عبید (ت224هـ) عن أبی زید (ت215هـ) على اعتبار أنَّ أبا زید یعد من ثقات اللغویین وکان سیبویه یقول: (سمعت الثقة) ویقصد به أبا زید، فضلا عن کون أبی زید من أصحاب المؤلفات الشهیرة فی اللغة مثل (النوادر فی اللغة) و(الهمز) و(المطر) وهو أقدم من تحدث عن الغریب.

إن مهمة الناص لیست هی الکلام فقط، بل هی دفع المتلقی إلى المشارکة فی الکلام والحوار أیضاً؛ أی أنها دعوى إلى نبش المخفی والمکبوت من صمته وسکوته وانتظاره فالسکوت أو الصمت لیس عدماً أو فراغاً عشوائیا ًبل هو بنیة قابلة للتأویلات المتعددة؛ لذا فإننا نسعى إلى أن ننبش المدفون فی تلافیف قصة(أبونا) وإظهار المخفی والمکبوت ومن الطبیعی أن هذا النبش یختلف بین حفارٍ وآخر إذ یرفض بعض السیمیائیین " فکرة وجود ارتباط ثابت بین الدال والمدلول وقدموا تصورهم على إن الإشارات (تعوم) سابحة لتغری المدلول إلیها لتنبثق معها وتصبح جمیعا(دوالاً) أخرى ثانویة متضاعفة لتجلب إلیها مدلولات مرکبة وبذلک حرّروا الکلمة وأعتقوها لتکون(إشارة حرة) ؛ وهی تمثل حالة(حضور)، فی حین یمثل المدلول (حالة غیاب) معتمداً على ذهن المتلقی لإحضاره إلى دنیا الإشارة، وهذه العلاقة لا تتأسس إلا بفعل المتلقی العارف الذی یؤسس هذه العلاقة ویقیمها بین الدال والمدلول وهی ما یسمى بالدلالة

           فیکفی ما لکتاب سیبویه مکانةً عند أهله دافعاً لدراسة هذا الموضوع , فکتاب سیبویه یعد من أشمل مصادر العربیة وأکثرها دقة وأوسعها مادةً ، ضمّنه صاحبه خلاصة آرائه وآراء شیوخه , دعاه الناس لأجل ذلک بـ( البحر ) , استصعاباً له وتعظیماً لما فیه , فکأنه لن یستطیع تحمل مشاقّ قراءته والصبر على استخراج دقائقه وعویصه إلا من رکب البحر , وقد صدقوا . وما زال الکتاب جدیداً على الرغم مما أُلِّف فی فنه بعده ، ومازال منبعاً صافیاً لمن أراد دراسة النحو وأصول العربیة .
          زد على ذلک أن لازمة النقد والتقویم کانت ولا تزال من أهم أدوات التنظیر النحوی , فما بالک عند سیبویه أستاذ العربیة الأشهر وإمامها المقدم , فی کتابه الذی یُعدُّ المعیار على العربیة .

    قد یسلک الإنسان سلوکاً یفتقر فیه إلى بعد النظر والتفکیر، لتسفر نتائجه عن عواقب وخیمة، تتعرض له حیاته لما لا یحمد عقباه، وتخلق له أزمة نفسیة جراء ذلک السلوک غیر المدروس، المقرن بالتسرع فی إصدار القرار المنفرد من دون أخذ التدابیر الوقائیة أو التحوط من مغبة الوقوع فی مشکلة عارمة إثر ردّ فعل ذاتی، فیعض أصابع الندم جراء عدم التریث أو إبداء المشورة بمن لهم تجربة فی الحیاة، ودرایة کبیرة فی مثل هذه الأمور التی تحتاج إلى طبیب مجرب، ودواء شافٍ وعلاج لهذا الکلم الذی ینزف دماً فی دواخل الذات المثقلة بدموع الحسرة والتوجع، وهی تبحث عن مخرج للخلاص من هذه الأزمة للنجاة، لکی لا تترک أزمته التی رافقته أثراً سلبیاً علیه، لأنها قضیة قدریة لا یمکن تجاوزها إلا بالصبر و الجلد بأیمان مطلق بقضاء الله وقدره، شره وخیره، حتى اختمرت فی مخیلته الفکرة الصائبة، إن لکل سبب مسبباً ولکل مشکلة حلاً.

          یُعنى هذا البحث بدراسة الصلة بین الإعراب والمعنى فی آیات السجدة فی القرآن الکریم، ومحاولة الوقوف على وجه الصلة بینهما وصولاً إلى إدراک المقصد من السجود أو الغرض الذی ترمی إلیه آیة السجدة. ولکل من الإعراب والمعنى أثره فی الآخر، فإما أن یکون الإعراب هو الطریق إلى توضیح المعنى وفهمه، أو یکون المعنى موجِّهاً للإعراب لاسیما إذا تعددت أوجهه بترجیح وجه من دون آخر. وجاء البحث مقسماً على ثلاثة مباحث ، تناول المبحث الأول الإعراب لغةً واصطلاحاً، فی حین تضمن المبحث الثانی الصلة بین الإعراب والمعنى، واشتمل المبحث الثالث على تحلیل آیات السجدة على وفق ترتیبها فی المصحف، وانتهى البحث بخاتمة ضمت أبرز النتائج التی توصل إلیها.

          یغامر الناص بعدد من أدواته الابداعیة فی بحثه عن المطلق والجمالی فی الآن ذاته، إذ یوظف ما أمکنه من مدلولات قیمیة وشکلیة مستحدثة، تتصل بأعمق درجات الإبداع متجاوزة الحدود والقوالب المألوفة، ولیعلق النص انتمائیته فی مجال الإبداع لابد من أن یتداخل ویتواشج مع موشور الکاتب ومعجمه المعرفی والفکری والدلالی، فاختیار الکاتب لمعمار نصه وانتقائه لعدد من الفنون المعرفیة یأتی حسب استیعاب النص ذاتیة التجربة، ومدى محاکاته لعوامله الذاتیة والموضوعیة عامة، وإذ یقع اختیارنا على موضوعة التجاور الدلالی وحضورها فی رسائل القاضی الهروی، وما ازدحمت به من محمولات فکریة ودلالیة توزعت بین عدد من الموضوعات، والاسترسال المتداعی فی صوغها، فإننا حاولنا استجلاء وکشف جمالیات تلک البنیة والاستغراق فی بنائها، إذ توجهت هذه البنیة نحو محوری المکان والزمان، بوصفهما مرتکزین عکسا حالة الکاتب واحساسه المتذبذب، ولکن دائما ما ینشغل بنقل ذلک التوتر ویتهیأ لاستدعاء وتنبیه متلقیه، فحاول المزج بذلک الزخم اللفظی ومن بینه محور التجاور الدلالی بطریق الاحالة من منتج دلالی إلى آخر.

     ودافع ابن فارس عن الجدید حین اتصل الأمر بالأدب، بل وجه الخصوص بالتألیف فی الأدب، فقد بلغه أنَّ ابن سعید أنکر على أبی الحسن محمد بن علی العجلی تـألیف کتاب فی الحماسة، فعجب لذلک، وکتب الیه یحجه، ویقول له: "الهمک الله الرشاد، واصحبک السداد، وجنبک الخلاف، وحبب إلیک الإنصاف وسبب دعائی بهذا لک: إنکارک على أبی الحسن محمد بن علی العجلی تألیفه کتاباً فی الحماسة، وأعظامک ذلک. ولعله ما فعل – حتى یصیب الغرض الذی یریده، ویرد المنهل الذی یؤمه – لاستدرک من جید الشعر ونقیه، ومختاره ورضیه کثیراً مما فات المؤلف الأول، فلماذا الإنکار، ولمَ هذا الاعتراض، ومن ذا حظر على المتأخر مضادة المتقدم؟ ولمَ تأخذ بقول من قال: "ما ترک الأول للآخر شیئاً: وتدع قول الآخر: "کم ترک الأول للآخر؟"، وهل الدنیا إلاّ أزمان، ولکل زمن منها رجال؟ وهل العلوم بعد الأصول المحفوظة إلاَّ خطرات الأفهام ونتائج العقول؟ ومن قصر الآداب على زمان معلوم، ووقفها على وقت محدود؟ ولمَ لا ینظر الآخر مثل ما نظر الأول – حتى یؤلف مثل تـألیفه، ویجمع مثل جمعه

ظل بنو إسرائیل بعد مجیئهم إلى فلسطین بعد موسى ( علیه السلام ) من غیر ملک 356 سنة وتعرضوا فی تلک الفترة لغزوات الأمم القریبة منهم کالعمالقة من العرب ، وأهل مدین وفلسطین والآرامیین وغیرهم ، فمرة یَغلبون وتارة یُغلبون .
       وفی أواسط المائة الرابعة أیام ( عالی الکاهن ) تحارب العبرانیون مع الفلسطینیین ـ سکان أشدود قرب غزة ـ فغلبهم الفلسطینیون وأخذوا تابوت العهد منهم، وهو التابوت
 ( الصندوق ) الذی فیه التوراة ، أی : الشریعة . فعز علیهم ذلک لأنهم کانوا یستنصرون به .
     وکان من قضاة بنی إسرائیل نبی اسمه صموئیل جاء إلیه جماعة من أشرافهم وشیوخهم ـ من بلدة الرامة ـ وطلبوا منه تعیین ملک علیهم یقودهم إلى قتال أعدائهم الذین أذلوهم وقهروهم زمنا طویلا ، فلم یقنع بمطلبهم لما یعلمه من تخاذل نفوسهم إن فرض علیهم القتال ، فأجابوه بأن دواعی القتال موجودة ، وهی إخراج الأعداء لهم من أوطانهم وأسرهم وأبنائهم .

          الـمحــراب: بکسر المیم وسکون الحاء ،جمعه محاریب، وهو الموضع العالی ، وصــــدر البیــت ، وأکــرم موضــع فیــه واشرفه ، وقیل هــو الغرفــة المشرفة على البیت او المجلس واشرف موضع فیه، والمـحراب عنـد العامَّــة الـذی یقیمــه النــاس الیــوم مقــام الإمــام فـی المسجــد ، فهو صــدر المجلس، وقیل هو صدر المسجــد وأشــرف مکان فیه واقدسها واجلها ،کما وردت لفظة المحراب مأخوذة من المحاربة لان الانسان اذا صلى فهو یحارب الشیطان ونفسه الامرة بالسوء، وهو مقام الامام، وقبلة المسجد ،وقد ارتبطت بخصوصیة سامیة فیما یتعلق بالمکان او الانسان ،ولم ترد لفظة المحراب على السنة العرب قبل الاسلام بمعناها المستخدم فی المساجد، حیث ارتبطت لفظة المحراب على اتجاه القبلة فی المسجد حصرا لخصوصیته بأداء فرائض الصلوات الخمس والجمعة  .

أن اعتراض أحمد بن حنبل على التغییر فی منحى الإصلاح ورفضه تصدر الواجهة إدراکاً منه لمقاصدها، فضلاً عن استعجال الخلافة بتفویت فرصة التأثیر علیه، من خلال فرض الإقامة الجبریة علیه، واختفائه بعدها، مأزقاً محرجاً لهذه القوى، فکان لا بد من بدیل تؤهله مکانته وسوابقه من حشد قوى العامة، فکان أحمد بن نصر الخزاعی، الذی لم یدان بشیء سوى أن بعضهم کان یتردد علیه.
          وعلى الرغم من ذلک، ارتضت الخلافة التضحیة به، مستهدفةً إفقاد هذه القوى للرمز من جهة، فضلاً عن إرهاب من یمثلهم الخزاعی من الانصیاع لتطلعات قوى المعارضة، من جهةٍ أخرى. إلاّ أن ما یؤسف علیه أن المؤرخین الذین لم یجدوا مسوغاً لذلک نسبوا إلیه أقوال وأفعال لتبریر فعل الخلافة ولتتسق النتائج مع المقدمات.
          لکل ذلک عدّ الخزاعی من قبل أقرانه ومعاصریه ومن أعقبهم مظلوماً شهیداً، حیکت الأساطیر حول جسده المعلق على جسر سامراء.

       ابتلی المغرب بإعلان الحمایة الثنائیة الفرنسیة –الاسبانیة عام 1912 وانتفض الشعب المغربی فی انحاء البلاد جمیعها ،وقد بدأ هذا الکفاح الوطنی بأسلوب الکفاح المسلح الذی ترکز فی المناطق الجبلیة والریفیة ،وقد استمر هذا الکفاح حتى منتصف الثلاثینیات من القرن العشرین  اما داخل المدن فقد بذل الشعب المغربی جهوداً متواضعة من المقاومة السیاسیة ،رافقت الکفاح المسلح الذی تطور التنظیم السیاسی والنقابی بقوة ویشتد فی المدن الکبرى فی منطقتی النفوذ الاسبانی والفرنسی لینتظم اکثر من السابق ویتداخل مع الکفاح المسلح ،خاصةً بعد الحرب العالمیة الثانیة الذی عاد مرة اخرى على الساحة السیاسیة لیستمر الخطان فی کفاحهما ضد الاستعمار حتى اعلان الاستقلال عام 1956.
تناول البحث ثلاثة محاور اساسیة :المحور الاول تحدث عن بوادر بدایات ظهور الحرکة العمالیة والنقابیة المغربیة بین الحربین العالمیتین ،اما المحور الثانی فقد تناول تطور الحرکة العمالیة والنقابیة المغربیة اثناء الحرب العالمیة الثانیة وبعدها وکیفیة انضمام اعضاءها للحزب الشیوعی الفرنسی الذی نظمهم لیشارکوا الفرنسیین فی الاتحاد العام للنقابات المتحدة التی ساهمت فی انضاج الفکر النقابی المغربی وصولاً للمحور الثالث الذی تطرق تشکیل الاتحاد المغربی للشغل دوره النقابی والعمالی فی المشارکة بالنضال الوطنی لتحریر المغرب من الاستعمار الفرنسی.

الوظیفة تعنی الخطة، والخطة فی المصطلح الاندلسی تعنی الدیوان، وکان استعمالها أکثر شیوعاً من لفظة الدیوان التی ترد أحیاناً فی مؤلفاتهم.
ووظیفتا(خطتا) المدینة والشرطة من الوظائف البارزة فی الدولة وکان متولیها یختار من ذوی المکانة الاجتماعیة والکفاءة العسکریة والحنکة الإداریة فضلاً عن المستوى الخلقی الرفیع. إذ ان هاتین الوظیفتین لا تسندا إلا لمن لمس فیه الخلیفة الکفایة والقدرة. لذلک کان صاحب المدینة وصاحب الشرطة یتمتعان بمکانة خاصة لدى الخلیفة ندرکها من خلال ترتیب جلوسهما ایام المناسبات والاعیاد والاحتفالات، حیث کان متولی هاتین الوظیفتین على قدر کبیر من الاهمیة.
وفی هذا البحث سنتعرف على بعض تفاصیل هاتین الوظیفتین فضلاً عن صفات واختصاصات متولی کل منهما، والتداخل الموجود بین صلاحیاتهما مما دفع بعض مؤرخینا إلى الخلط بینهما، وهذا ما سنلاحظه فی تفاصیل هذا البحث، معتمدین المنهج التحلیلی الذی یعنی الاستقصاء المنهجی والتحلیلی لوجهات النظر العدیدة التی وردت فی کتب التاریخ الاندلسی وکتب التراجم.

تناولت الکثیر من الدراسات التأریخیة حروب المغول وتوسعاتهم والکیانات السیاسیة التی أقاموها شرقاً وغرباً وصراعات الأسر الحاکمة المغولیة على السلطة الخانیة، وعلاقاتهم السیاسیة الخارجیة،غیر ان الجوانب الاجتماعیة لطبیعة المجتمع المغولی وطرائق مسکنهم ومأکلهم ومشربهم وجوانب اجتماعیة أخرى، قلیل ما تناولتها دراسات استوفتها.
وهذه الدراسة هدفها تغطیة جزء من هذا الجانب کما مؤشر فی عنوان البحث.
وقد تضمنت الدراسة العناوین الآتیة:
أولاً: المجتمع المغولی القبلی.
ثانیا: المساکن المغولیة.
ثالثا: مأکل المغول ومشربهم.

      یعد الإمام الذهبی احد کبار علماء الأمة الإسلامیة ، واحد ابرز علماء الحدیث ومن شیوخ الجرح والتعدیل ,ومن المؤرخین المشاهیر. صنف العدید من کتب الطبقات والتراجم التی درس فیها تاریخ العلماء والشخصیات المختلفة وترجم لهم ذاکراً سیر حیاتهم الشخصیة والعلمیة وابرز شیوخهم وتلامذتهم وأقوال العلماء فیهم من مدح وثناء أو قدح وذم,واستعرض مؤلفاتهم وإبداعاتهم . ثم یشیر إلى مدى ثقة هذا العالم أو ذاک ، ویشیر إذا کان غیر ثقة أو کان متهماً بتهمة ما . وأحتوت کتبه قیمة علمیة کبیرة ؛لأنه دوّن الحیاة الفکریة والعلمیة للعلماء والمذاهب والفرق الإسلامیة فی عموم العالم الإسلامی .
    وما یهمنا من آرائه وأقواله ما ذکره عن التصوف وموقفه من الصوفیة ، عندما ترجم لهم فی  کل مصنفاته ,ککتاب"تاریخ الإسلام",وکتاب "سیر أعلام النبلاء", وکتاب"تذکرة الحفاظ",وکتاب "العبر فی خبر من غبر",وکتاب "المعین فی طبقات المحدثین" ,وهی کتب فی غایة الأهمیة لمن یروم دراسة العلماء ومعرفة الاتجاهات العلمیة والفکریة ومشارب العلماء وفرق المسلمین.

   لم تحظ الدراسات الصلیبیة التی انجزتها فرنسا باهتمام الکثیر من الباحثین العرب والمسلمین على حد سواء على الرغم من أهمیة الحروب الصلیبیة التی امتدت لقرنین من الزمن (490-690هـ/1096-1291م) والتی کانت محور الصراع بین الغرب والشرق فی العصور الوسطىوفی الوقت الذی عکف فیه العدید من المؤرخینالفرنسیین على دراسة تلک التجربة الغربیة وقدموا الکثیر من الکتابات الشاملة وبمختلف المجالات السیاسیة والعسکریة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة عن تلک الحروب منذ قرون من الزمن، نجد أن الشرق الإسلامی الذی تعرض للغزو الصلیبی کان ضحیة الاحتلال الغربی على العکس من ذلک فلم یقدم باحثوه سوى القلیل من الدراسات التی لا تتناسب وما صدر من مؤلفات فی الغرب الأوربی بشکل عام وفی فرنسا بشکل خاص .



 

أتمَّ الخلفاءُ الراشدون والصحابة الکرام y، ما جاء به رسول r، على أکمل وجه، فوصل هذا الدین الحنیف إلى بقاع العالم فی أعوام قلیلة، فقد قهروا أعظم دولتین فی ذلک الوقت وهما فارس والروم، حتى ذابت دولة الفرس وتضاءلت دولة الروم حتى قبعت وراء البحار. ولقد کانت النواحی الاقتصادیة التی جاء بها الإسلام ذات أثر عظیم فی حیاة الأمم التی دخلت فیه، إذ أنّ المرکز المالی لأیّة دولة یمثل الخط البیانی الذی یُعبّر بصدق عن قوّة الدولة أو ضعفها.
     إنّ للزکاة أثر کبیر ومهم فی میزانیة الخلافة الإسلامیة، متمثلة فی بیت مال المسلمین، إذ هی تُشکل رافداً مهمّاً من روافد إیرادات بیت المال، سواء کانت هذه الأموال الواردة إلى بیت المال من الزکاة أو الصدقات فی الأموال الظاهرة أو غیر الظاهرة، فلو أنّ المسلم أخرج زکاة ماله على الوجه الشرعی الذی أمر به الله تعالى ورسوله الکریم، لأغنت هذه الأموال بیت المال ولَسُدت حاجة الفقیر المسلم على الأقل فی حدِّ الکفایة، ولما بقی فقیر فی المجتمع الإسلامی، وما جاع مسلم إلا بمنع، لأنّ الله قد قدّر الأقوات بین البشر، وجعل حقَّ الفقیر فی مال الغنی حقّاً معلوماً

      تعدّ مدرسة التفسیر العرقی للتاریخ واحدة من المدارس الفلسفیة الکبرى التی کانت ذی مؤثرات سلبیة اتسمت بالخطورة خلال الفترة الحدیثة من تاریخ البشریة، لاسیما منذ منتصف القرن التاسع، اذ ظهر العدید من الفلاسفة والمفکرین فی اوربا، الذین حاولوا خلال شروحاتهم الفکریة تلک تبیان ماهیة هذه المدرسة من العلمیة والفلسفیة، من خلال التفسیرات والتحلیلات لکیفیة سیر العجلة التاریخیةعند المجتمعات الانسانیة منذ القدم وحتى العصر الحدیث، لاسیما من خلال الاعتماد على ماهیة مفهوم العرق واهمیتها ، کونها کان الاساس فی قیام الحضارات الانسانیة على مر الازمان والفتراتالتاریخیة المختلفة والتی استطاعت فیها الامم الراقیة من الناحیة العرقیة بمعزل عن الامم والشعوب المتدنیة عرقیاَ من تکوین وانشاء البنیة والمقدرات الحضاریة للبشریة جمعا.

یتناول بحثنا شخصیة افریقیة , کان لها الدور الأکبر فی مجرى الإحداث السیاسیة لجمهوریة الکونغو الدیمقراطیة , وهی شخصیة  باتریس لومومبا , الذی قاوم الاستعمار البلجیکی  وأسس الحرکة الوطنیة عام 1958 باسم ( الحرکة الوطنیة الکونغولیة ) ,ولعب دور مهم فی مؤتمر المائدة المستدیرة فی بروکسل عام 1960 والذی تضمن  إنهاء الاستعمار البلجیکی لدولة الکونغو الدیمقراطیة وإعلان استقلال الکونغو الدیمقراطیة ، وهو أول رئیس وزراء منتخب لجمهوریة الکونغو الدیمقراطیة بعد استقلالها عام1960  من الاستعمار البلجیکی , لم تنعم حکومة لومومبا بالاستقلال سوى عدة أیام بسبب تمرد الجیش على الحکومة وانفصال إقلیم کاتانغا برئاسة تشومبی الذی تلقى الدعم المادی والعسکری من حکومة بلجیکا ،مما دفع رئیس الجمهوریة کازافوبو الى إقالة لومومبا واستغل ذلک موبوتو  رئیس أرکان الجیش الکونغولی الذی قام بانقلاب عسکری ضد حکومة لومومبا  عام 1961 ونقله إلى سجن فی إقلیم کاتانغا الانفصالی وتم إعدامه من قبل أنصار تشومبی وبدعم الحکومة البلجیکیة .

  تعد الاسرة الرکیزة الأساسیة للمجتمع, ولکی نحصل على مجتمع صالح ومتزن لابد من اصلاح الاسرة فالنظام یبدأ من الاسرة والتی هی مجموعة  من الافراد الذین یکونون فی حاله من الاتصال والتفاعل المستمر وهذا التفاعل والاتصال لا یجری بشکل اعتباطی غیر منظم بل یخضع لمجموعه من القواعد والمعاییر التی یکتسبها افراد الاسرة عبر عملیة التنشئة الاجتماعیة التی ترافق الانسان منذ المهد وحتى اللحد یتعلم الانسان فیها کل ما له وما علیه وبما ان الدین الاسلامی هو الدین السائد فی المجتمع العراقی بصوره عامة والمجتمع الموصلی بصورة خاصة وهو الذی ینظم العلاقات بین افراد الاسرة والذی ینبغی ان تأخذ به کل اسرة مسلمة الا اننا نجد بعض الاحیان یکون الواقع الاجتماعی مغایر لذلک لذا انطلق بحثنا من معرفة طبیعة العلاقات داخل الاسرة بین الازواج والاباء والابناء ومدى مطابقه هذه العلاقة مع تعالیم الدین الاسلامی 

         ان ظاهرة النزوح الداخلی لیست جدیدة بل عرفتها المجتمعات الانسانیة منذ القدم والعراق على وجه الخصوص عانى منها سابقا (فی ظل النظام السابق) ویعانی منها حالیا ، لا سیما بعد ان شابت عملیات النزوح فی المجتمع العراقی تعقیدات کثیرة وتشابکت وتداخلت القوى والعوامل التی ساهمت فی تکوین هذه الظاهرة ما بین عوامل خارجیة _ محتل هدفه تدمیر العراق وتغییر دیموغرافیته وتقسیمه مذهبیا وقومیا لتحقیق مصالحه ، وعوامل داخلیة – جهات طائفیة مذهبیة قومیة تحاول کل منها السیطرة علیه باستخدام التهدید والقتل على الهویة وسلاح المفخخات والتفجیرات وغیرها لاجبار الافراد على النزوح من مدنهم لتحقیق مصالحها الخاصة او مصالح من ترتبط بهم (سیاسیا او اجتماعیا او مذهبیا او .....الخ)، لذا فان ظاهرة النزوح الداخلی فی العراق تحمل فی طیاتها معاناة وتأثیرات سلبیة على مختلف الصعد (الاجتماعیة والاقتصادیة والامنیة والدیموغرافیة ....الخ) ، اذ قد یواجه النازحین حتى بعد نزوحهم فی منطقة الوصول (المجتمع المضیف) لتهدیدات مختلفة ، فالخطر یحیط بهم من کل جانب وهم یسعون الى تلبیة احتیاجاتهم الاساسیة وقد یزداد حدة التوتر بینهم وبین المجتمعات المضیفة فضلا عن التأثیرات السلبیة الاخرى ، مما قد یدفع بعضهم للهروب من هذه التحدیات ولتجنب الاثار المدمرة للنزوح بالهجرة خرج العراق لذا کان هدف البحث التعرف على مدى تأثیر النزوح  الداخلی على الهجرة الخارجیة من خلال استخدام المنهج التحلیلی لاستنباط واستنتاج مدى الارتباط والعلاقة بینهما . وتوزع البحث فی مقدمة واربع مباحث المبحث الاول تضمن إجراءات البحث ومنهجیته ، المبحث الثانی : تاریخ النزوح الداخلی فی العراق ، المبحث الثالث : النزوح الداخلی فی ظل الاحتلال الامریکی للعراق (الاسباب والاثار) المبحث الرابع : الترسیم الاجتماعی لعلاقة النزوح الداخلی بالهجرة الخارجیة .

     یضرب مفهوم الجماعة الاجتماعیة بماض بعید فی تاریخ علم الاجتماع , ولقد تمت دراسة الجماعات الاجتماعیة وتفاعلاتها بأشکال وطرق متعددة وایضا الظواهر المختلفة التی ترتبط بها  اعتمادا على فلسفات وخلفیات اجتماعیة متباینة والجدید فی هذا الشأن ان الانترنت ساهم فی خلق انماط غیر تقلیدیة من الجماعات ومن العلاقات الاجتماعیة والتفاعلات التی لا ترتبط بهویة او قومیة بذاتها , بل تتم عبر الفضاء المعلوماتی الذی تشکل بفضل الانترنت , فلا یشترط فی تاسیس هذه الجماعات بیئة جغرافیة واحدة او هیکل او بناء محدد لها کما هو متعارف فی  الجماعات التقلیدیة ولکن تتم العضویة فی هذه المجتمعات من خلال معرفة الفرد التفاعلی بأستخدام تقنیة العبور الى الجماعة المشترکة , ویطلق علیها المجتمعات الافتراضیة وبتطور هذه المجتمعات اصبحت ساحة جدیدة للتفاعل والعلاقات الاجتماعیة وبفضاء مفتوح للجمیع , وبذلک ادرک العدید من المهتمین والباحثین فی علم الاجتماع من الضروری انشاء فرع جدید یهتم بدراسة المجتمعات الرقمیة وهو ما عرف بعلم الاجتماع الاتصال او علم الاجتماع الالی .

لیس منا من حمل علینا السلاح ومن غشنا فلیس منا, وإن الإسلام دین عبادات ودین معاملات فأخلاق المسلم قد تتفوق على کثیر من العبادات فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده وإن شر الناس منزلة عند الله یوم القیامة من ترکه الناس أتقاه شره.
          فالمسلم مکلف بعمارة الأرض ولیس بتدمیرها, وإذا کان دیننا یأمر بإماطة الأذى عن الطریق بأنها صدقة, فکیف یکون التدمیر والتفجیر وتخریب المصالح وهدم المرافق وقتل الأنفس البریئة فکل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
          کما وإن تأثیر الإرهاب على المجتمع لا یرتبط فقط  بنشر المتفجرات والقتل والخوف والفزع,بل یمتد تأثیره إلى أبعاد اجتماعیة وثقافیة واقتصادیة ودینیة أیضاً, وللأسف فإن المجتمع العراقی یواجه الیوم خطراً کبیراً, یتمثل فی تلک الجماعات والکیانات التی تتبنى الفکر المتطرف التی تعث فی الأرض فساداً, وتقوم بنشر الفزع بکل مکان, وتستبیح الدماء التی حرم الله قتلها, وجعل قتل نفس واحدة بغیر حق کقتل الناس جمیعاً.
          وللإرهاب أثر کبیر على المجتمع العراقی, من تخریب وضرب البنى التحتیة وزرع الفتنة بین أفراده, وتدمیر الاقتصاد الوطنی, ویعمل على إجهاض عملیات التنمیة  التی تنشد التغیر الاجتماعی لمواکبة التطورات الهائلة التی یشهدها العالم الیوم.

       یواجه نظام التعلیم والمقررات الدراسیة فی أقسام المعلومات والمکتبات العراقیة تحدی یتمثل فی کیفیة تغییر المناهج لتواجه متطلبات المستقبل، بما فی ذلک توظیف التقنیات المختلفة توظیفا فعالا, وتنعکس هذه التطورات والتغیرات الدائمة على مهنة المعلومات والمکتبات إلى تطویر وتحدیث مناهجها ومقرراتها بما یلبى احتیاجات الممارسة العملیة فی مؤسسات المعلومات والاحتیاجات المتنوعة لسوق العمل، فالمناهج الدراسیة التی تدرس حالیاً غیر کافیة لإعداد اختصاصیی معلومات قادرین على مواکبة التطورات والتغیرات الجدیدة السائدة الآن، فعالم الیوم عالم سریع التغیر,  ونتج عن هذا التغییر وجود فجوة تفصل بین المناهج الدراسیة ومستجدات العصر ومتطلباته، والنتیجة الحتمیة لذلک إعداد مخرجات لسوق العمل عاجزة عن سد متطلباته واحتیاجاته.