اداب الرافدین

 
   یعدُّ عصرنا الحاضر عصر "ثورة المعلومات" ولتحقیق هذا المفهوم وتطبیقه فإننا نحتاج إلى إدارة جیدة لتطویع التکنولوجیا الحدیثة داخل مؤسسات المعلومات ممَّا یطلق علیه الإدارة الرشیدة أو إدارة الجودة الشاملة التی تعدُّ من الرکائز الأساسیة لأنموذج الإدارة الجدیدة التی نتجت عن المتغیرات الدولیة والمحلیة. وتعدُّ إدارة الجودة الشاملة من الأسالیب الحدیثة المستخدمة فی تقویم أداء المکتبات ومراکز المعلومات ووضع رؤیة جدیدة لأهداف وأغراض المکتبة. کما یمکن أن نعدُّها  فلسفة إداریة عصریة ترتکز على عدد محدد من المفاهیم الإداریة الحدیثة الموجهة التی یتم فیها المزج بین الوسائل الإداریة الأساسیة والجهود الابتکاریة وبین المهارات الفنیة المتخصصة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء والتحسین والتطویر المستمرین ویمکن وصفها بأنها الموجة الثوریة الثالثة بعد الثورة الصناعیة وثورة الحواسیب، إذ أصبحت إدارة الجودة الشاملة بفضل الکم الهائل من المعلومات وتقنیات الاتصال سمة ممیزة لمعطیات الفکر الإنسانی الحدیث.

 
         الإیمان بشرف العمل اکبر النعم التی یهبها الله لعبده إذ أنى امن الإنسان بشرف العمل، اخلص لعمله وأحبه. وهناک معیار یقاس به شرف العمل وهو معیار إلهی یمکننا أن نرجع إلیه وهو(مقدار ما فی هذا العمل من منفعة للآخرین ومقدار ما یکفی صاحبه  من الحاجة إلى الناس ومقدار ما یؤدیه من جهد فی إتقانه) وکل تلک المعاییر جاء بها  القران الکریم والسنة النبویة المطهرة والإنسان الذی یؤدی عمله  بإخلاص واحتساب هو الإنسان الذی حق له أن یستشعر الکرامة والشرف فیما یؤدیه .
       ونظراً للعاملین بالمکتبات ومؤسسات المعلومات على أنَّهم هم الواجهة وحلقة الوصل والأساس بین أوعیة المعلومات والمستفیدین کان لزاماً علینا أن نعیرهم الأولویة فی الاهتمام، ولعل أبرز احتیاجاتهم فی العصر الحالی هو وجود تشریع ودستور للأخلاقیات المهنیة یحدد الأخلاقیات والقیم الواجب على العاملین بالمهنة التحلی بها ویحدد علاقتهم بالمجتمع والزملاء والمستفیدین والمدیرین والمؤسسات وعلاقاتهم بأنفسهم أیضاً
، وأن یضمن لهم المکانة المرموقة والاحترام فی أوساط المجتمع کافة، ومثل هذا الدستور یمکنه أن یضبط سیاسة تعامل المتخصصین مع المستفیدین وهی التحلی بالصفات الأخلاقیة الحسنة. ونظراً للتطورات السریعة التی طرأت على المجتمعات وتحولها إلى مجتمعات معلومات فضلاً عن التغییر فی المکتبات والانتقال إلى المکتبات الرقمیة أصبح اختصاصیو المعلومات محط الاهتمام وأصبحت الحاجة ملحة لدستور یتماشى ومتطلبات العصر ویدعم الخدمات الالکترونیة الحدیثة المقدمة للجمهور وإتاحة المعلومات والوصول الحر إلیها، لکن على الرغم من أن التطور السریع والمتزاید لتکنولوجیا المعلومات والوصول الإلکترونی والتخزین قد منح سهولة لم تکن متاحة من قبل إلا أنه أظهر مشکلات جدیدة ومتناقضة فی الإنتاج والتجمیع والاستخدام الإلکترونی للمعلومات کما جعل انتهاک حقوق التألیف والنشر سهلاً ویصعب اکتشافه .ومن هنا دعت الحاجة إلی تنمیة الإدراک للأبعاد القانونیة والأخلاقیة لأنشطة العاملین فی مجال المعلومات والمکتبات . الخ. وقد أصبحت جزءً من خدمات المعلومات وتدخل فی جمیع الأنشطة التی یقوم بها اختصاصیو المعلومات من اختیار للمواد وتنمیة مجموعات وخدمات مرجعیة وإعارة ... الخ وذلک یجعلهم یحتلون أماکن مهمة یترتب علیها العدید من المسؤولیات والالتزامات ، من هنا فان حساسیة مکانة وموقع هذه الفئة یفرض الحاجة لوجود نوع من التوازن بین المتطلبات المختلفة والمترتبة على هذه المکانة .

         قضیة الإعاقة لیست قضیة فردیة بل هی قضیة مجتمع بأکمله وتحتاج إلى استنفار تام من جمیع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة للتقلیل والحد من آثارها
، ولاشک أن نجاح أی مکتبه فی أداء رسالتها مرهون بقدرتها على توفیر المعلومات المناسبة للشخص المناسب فی الوقت المناسب، ومن هنا تنبثق جمیع الإجراءات والعملیات المناسبة التی تتم فی المکتبات ومراکز المعلومات وتأکیداَ على تزاید أهمیة المکتبة العامة باعتبارها مؤسسة ثقافیة واجتماعیة لا غنى للمجتمع عنها، فهی مکتبة المجتمع کله تمتد خدماتها إلى جمیع فئاته دون تمییز. تقوم المکتبات العامة بدورِ هام فی تطویر وتکوین فکر المجتمع وثقافته، فهی مرفق من المرافق الثقافیة التی تنشأ لتخدم نطاقاً جغرافیاً محدداً حیث تقاس رفعة الأمم وتحضرها بضیق المساحة الجغرافیة التی تقوم على خدمتها المکتبات العامة . إذ تعدّ المکتبات العامة مؤسسات اجتماعیة مسؤولة عن تقدیم خدمات المعلومات لجمیع فئـات المجـتمع بشکل عام بغـض النظر عن خصائص کل فئة، ومن ضمنها فئة ذوی الاحتیاجات الخاصة، لذا فإن من حقهم الاستفادة من خدمات المکتبات ومراکز المعلومات وذلک بتقدیم خدمات تتلاءم مع قدراتهم.

یسلک هذا الدیوان ضمن التجربة الشعریة العراقیة المعاصرة، المتلبسة بالأحداث الواقعیة، والمعبأة فنیاً بالمفارقة واللامعقول، والسخریة والفانتازیا والکومیدیا السوداء، والتفاصیل الیومیة التی تمثل سمة من سمات الشعریة والتی لا تحتاج إلى العدول باستعمال الألفاظ على حد وصف الشاعر نفسه.
      فرصدت قصائد الدیوان حیاة الإنسان العادی، بتناقضاتها وتحدیاتها فی زمن غریب عجیب، ومالت إلى الضربة السریعة المترعة بالدلالة، وظهرت فی الدیوان بدءاً من عنوانه ثنائیات متقابلة هی جوهر الصراع بین الخیر والشر، والحق والباطل، والعدل والظلم، والموت والحیاة، والهامش والمرکز، ومختلف الثنائیات التی یضج بها عراق الیوم.

فیتناول البحث سورة قرآنیة من سور القرآن المبارک، کما هو معلوم فان لکلِّ سورة خصوصیة خاصة بها من حیث الموضوعات التی تعالجها أولا ومن حیث الأسلوب بلاغة ونظما وفصاحة على الرغم من أن القران هو من مشکاة واحدة ومتحقق بالإعجاز (بأربعین وجهاً).
، وفی مقدمتها وأهمها الإعجاز بالبلاغة فی نظمه وفصاحته نظما ومعنى، والسورة التی بین أیدینا لها خصوصیة أخرى من حیث النزول، فهی أول سورة نزلت فی مقطعها الأول الذی یضم خمس آیات کما تواترت الروایات بذلک تحث على القراءة والعلم والتعلم، ویبین المقطع کرامة الإنسان على الله الخالق العظیم الذی منحه الوجود فأخرجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود وهی النعمة الکبرى، ثم أمده بالنعم التی لا تعد ولا تحصى ثم کرمه على کثیر ممَّن خلق وفضله تفضیلاً، وتبرز فی السورة نعمة العلم والتعلیم یظهرها السیاق القرآنی فی السورة بوصفها نعمة من اجل النعم فهی مفتاح الرقی المعنوی للإنسان أولا والرقی المادی والحضاری فی الأرض، ثم تتوالى المقاطع فی السورة مبینة مفارقة عجیبة لحال الإنسان بعد الخلق والإیجاد والإمداد والتکریم مفارقة طغیان الإنسان وانفلاته عن نوامیس الخلق والکون، واعتزازه وطغیانه بالقوة التی وهبه الله
 

 
        قبل الشروع فی دراسة القصیدة للکشف عن تجَسُّد الحزن الذی غلب على قصیدة الشاعر محمد بن عبد الملک الزیات أسلوبیاً لابد من الإشارة إلى طبیعة المعانی الإنسانیة التی تمیَزَ بها البشر من سائر خلقِ الله من الأمم الأخرى من الحیوانات،فهذه المعانی دفینة فی النفس الإنسانیة ومجردة لا یمکن للإنسان إدراکها قبل أنْ یُحولَّها المتکلِّم إلى لُغة تُدرکها الأبصار،وصناعة الکلام بهذا المفهوم تعنی: تحویل المُجرَّد إلى محسوس عبر عملیات معقدة من التفکیر بالجزئیات وبناء الفکرة الکلیة وانتقاء ألفاظ مناسبة ووضعها فی أسلوب لإنشاء النص،وهذه المسألة بحثها الفلاسفة واللغویون على حدٍّ سواء.
        ومایُعنى به البحث دلالة لفظة ((التجسید)) على وفق کون موضوع البحث: تجسید الحزن أسلوبیاً فی نونیة ابن الزیات، ولذلک نستطیع القول: إنَّ تجسید الحزن أسلوبیاً هو عملیة تحویل الحزن وهو شعور نفسیٌّ مجردٌ لاتدرکه الحواس إلا عبر آثاره إلى بنىً لغویةٍ جزئیة تتشکَّل مع بعضها لتکوین الأسلوب الکُلیِّ للنص،ومن المتعارف علیه أنَّ البنى اللغویة أوعیة للمعانی.

      لعل من ابرز صور التناسق الجمالی فی ظواهر الأشیاء هو الانسجام فی تکرار الوحدات الجزئیة المکونة للکل، والتکرار فی التعبیر الأدبی هو تناوب الألفاظ وإعادتها فی سیاق التعبیر بحیث تشکل نغماً موسیقیاً یتقصده الناظم فی شعره أو نثره .
والتکرار عنصر فاعل فی الخطاب الشعری " تتنوع مظاهره على مستوى الأصوات والأوزان والقافیة والترکیب النحوی ، وفی المعنى^"، أی انه لا یقتصر على عنصر بعینه من عناصر البناء الشعری بل یمتد الى کل العناصر، سواء أکانت وحدات الوزن أو القافیة أو الأصوات ، أو البنى الصرفیة والنحویة، یلجأ إلیه الشاعر " لدوافع نفسیة وأخرى فنیة ، أما الدوافع النفسیة فإنها ذات وظیفة مزدوجة تجمع الشاعر والمتلقی على السواء ، فمن ناحیة الشاعر یعنی التکرار الإلحاح فی العبارة على معنى شعوری یبرز من بین عناصر الموقف الشعری أکثر من غیره ، وربما یرجع ذلک الى تمیزه من سائر العناصر بالفاعلیة ، ومن ثم یأتی التکرار لتمییزه بالأداء " .
 

أشار کثیر من الباحثین العرب وفی أکثر من موضع إلى مصطلح التناص وعدوه جزءاً من تراثنا النقدی والأدبی، وإن کان لا یحمل التسمیة المتعارف علیها حالیاً (التناص) وقد قیل: إنه یصف ظاهرة قدیمة قدم الکتابة عن الأدب نفسها أو قدم النقد الأدبی ذاته.
      وقد تداخل التناص مع بعض المفاهیم مثل الأدب المقارن والمثاقفة ودراسة المصادر والسرقات، وهذا التداخل "لا یقلل من قیمة تراثنا الشعری والنقدی وإنما بالعکس، یعطیه دفعة جدیدة من الحیاة عندما یفسره على ضوء مفهومات نقدیة معاصرة فیمحنه الخلود، عندما یجد فیه کل عصر ما یبتغیه على ضوء مفهوماته المستجدة".

     تهیمن سمة العجائبی على مجموعة قصص( صهیل المجرة فی صفحة النهر)، إذ رصدت هذه السمة على مستویات عدة من بنیة النص لعل أبرزها: العناوین، والشخصیات، والحدث، والفضاء.
     حاول القاص الفهادی من خلال استثمار العجائبی فی العناوین لفت انتباه المتلقی إلى إیجاد مقاربه لمناخ القص الذی ینهض على العجائبی من جهة، ومن جهة أخرى توسیع الأفق التأویلی للنص عبر فتح الطریق إلى المعنى الرمزی ولاسیما عبر أولى العتبات النصیة.
     کشف البحث عن طغیان الشخصیات العجائبیة على المتن الحکائی فی قصص المجموعة، وإزاء هذا الطغیان نجد تنوعا کبیرا فی تقدیم الشخصیات العجائبیة، إذ نلمح فی المتن الحکائی الشخصیات فوق الطبیعیة إلى جانب الشخصیات الطبیعیة العجائبیة بأنواعها کافة، ویمکن أن نرجع سبب هذا التنوع فی الشخصیات العجائبیة إلى اختلاف المضامین التی تعالجها قصص المجموعة، فلا شک أن المضمون القصصی یؤدی دورا فعالا فی انتقاء العناصر الأساسیة للقصة والتی من ضمنها الشخصیات.
      رصد البحث تبنی القاص الفهادی إستراتجیة خاصة فی تقدیم الحدث العجائبی تکمن فی  افتتاح السرد القصصی بحدث طبیعی اقرب ما یکون إلى الواقع من الخیال إلا أنه یباغت المتلقی فی وسط أو ختام القصة ببروز الحدث العجائبی محدثاً نوعاً من المفاجأة، وهو بهذا الأسلوب یعمل على زیادة تماهی المتلقی بالنص القصصی.

 من المعلوم أن الرمز یختلف حسب خیال المبدع وحسب تلقی القارئ فی فهمه وإدراک مداه بمقدار ثقافته ورهافة حسه..، وفی هذا البحث نجد القاص علی کمال الدین قد سعى إلى إبداع رموزه الخاصة، رموزه الشخصیة التی تلتصق بعالمه القصصی لتصبح جزءاً داخلیاً حمیماً من بنائه ولغته وانشغالاته الفکریة والوجدانیة والفنیة، بما یجعلها أکثر صلة به، وبتوترات عصره وصراعاته المتصاعدة حیث تتواشج فیها المرئیات المحسوسة بعالم الرؤى و الأحلام والخیال، لتسهم فی صیاغة الرؤى وتشکیلها تلک التی جاءت مصطبغة بالصبغة الإسلامیة العربیة، التی خرج إلیها المغزى العام للمجموعة القصصیة قاطبة إذ جاء مثقلاً بأعباء شعب مقهور، ومصیر أمة منتهکة بالغزو والعدوان..، وقد جاء توظیف الرموز فی هذه المجموعة وفق صیغتین، التزمت الأولى بإیراد الرموز بدلالة  مرکزیة شبه ثابتة فیها؛ أما الثانیة فأوردتها بدلالة متحولة فی القصة الواحدة .

 
       الإمام الشافعی غنی عن التعریف قل من لا یعرفه أو سمع عنه؛ لذا فإنَّ من فضل القول التعریف به فیقال: هو أبو عبد الله محمد بن إدریس الشافعی-  رحمه الله - صاحب أحد المذاهب المشهورة فی العالم الإسلامی الکبیر له عدة تصانیف وما یهم البحث دیوانه الذی یتمثل فیه "الاستیعاب الکامل لتعالیم الإسلام والتعبیر الصادق لمفاهیمه من دعوة إلى الأخلاق والقیم السامیة والبعد عن الهوى والشهوات ومحاربة النفس" وقد عبر الشافعی عنها أصدق تعبیر، کما یتسم شعره "بسهولة اللفظ وعذوبته مع رقی الفکر وعمق المعنى... ویرتکز الشافعی فی شعره على نسج معانی الحکمة والزهد والتعبیر عن تجارب الذاتیة والتجارب العامة..."؛ لذا تجد دیوانه عبارة عن مقطوعات شعریة، ولا یتمتع بقصائد طویلة کثیرة کغیره من الشعراء، فلا یقف على أطلال أو غیره مما یقف الشعراء ویستوقفوا عندها.                                                                                                                       


 

 
        تبنت ترکیا نظام تعدد الأَحزاب السیاسیة عقب الحرب العالمیة الثانیة بوصفها أداة من أدوات التحول السیاسی فی النظام الترکی فأَصبحت من أکثر دول العالم خصوبة فی مجال الحیاة الحزبیة
، إذ شهدت فی الفترة (1945-2006) تأسیس نحو (241) حزباَ منها (145) حزباَ تأسس بعد عام 1983 واستقرت حتى تاریخ کتابة البحث بواقع (51) حزباَ منها (22) حزباَ فاعلا، وکغیرها من النظم فقد صنفت الأَحزاب الترکیة إلى أَحزاب یمینیة وأخرى یساریة، ویحاول البحث دراسة أَحزاب الیمین الترکیة التی مارست دوراَ ملحوظاَ فی الحیاة السیاسیة، فعلى الرغم من غزارة الدراسات المختصة بالشأن الترکی إلاَّ أنَّ اهتمامها بهذا الجانب یکاد یکون نادراَ کما أن المکتبات العربیة تفتقر للدراسات التی تسلط الضوء على مفهوم الیمین الترکی والأَحزاب الفاعلة التی تدخل فی إطاره
، فضلاَ عن ذلک فان مایمیز هذا البحث اعتماده على برامج الأَحزاب بوصفها واحدة من المصادر المهمة التی غذت البحث و ساعدت کثیراَ فی الوصول إلى الأَهداف المتوخاة من هذه الدراسة التی اختصت بالأَحزاب الفاعلة فی الیمین الترکی دون غیرها باعتماد معیار مشارکة هذه الأَحزاب فی الانتخابات النیابیة القائمة على نظام التمثیل النسبی.

یعتمد سر بقاء الدول وتقدمها على عنصرین هامین هما العلم والاقتصاد، وإهمال احدهما یؤدی إلى الضعف والانحلال والانهیار، والعلم یحمله العلماء فهو یتحصل عن طریقهم، لذا فان المجتمعات بحاجة إلیهم فی کل الأوقات، وتشتد الحاجة فی أوقات التحولات الکبرى التی تتمیز بالاضطراب والاهتزاز، وکلما ضاقت الأمور واشتدت الأزمات احتاج الناس إلى المصلح والقائد لإرشادهم وتوجیههم الوجهة الصحیحة وإیجاد الحلول والمعالجات لتلک الأمور، لأنهم یمتلکون العلم والقراءة الواعیة والدقیقة للواقع الذی یعیشونه، ولهم القدرة على إصلاح وتغییر واقع المجتمعات فی مختلف المجالات وکل بحسب اختصاصه... أنهم العلماء الفئة المثقفة التی ینتظم تحت لوائها کل المشتغلین بالعلوم الدینیة ، والعلوم الأخرى بأصنافها کافة
 والشعراء والأدباء، الذین حظوا جمیعاً بمکانة مرموقة فی المجتمع الإسلامی⁽، ویکفی لبیان شرفهم وعِظم مسؤولیتهم وأهمیة دورهم ما وصفهم الله به فی مواضع من کتابه العزیز بالخشیة
 والرفعة والأمر بالرجوع إلیهم، وما خصهم به النبی e فی کونهم
 "ورثة الأنبیاء" فحیثما وقعت الفتن واختلطت الأمور احتاج الناس إلى أنبیاء الله ورسله فإن لم یجدوا فعندئذ یقصدوا ورثتهم الذین یقولون بقولهم ویدلُّون على هدیهم، ولیست تلک المنزلة لغیرهم .

          تمیز عصر الخلیفة المقتدر بالله بالکثیر من الأحداث السیاسیة التی انعکست على شؤون الدولة وسیاستها،کان من أبرزها الدور السیاسی للمرأة (نساء الحاشیة أنموذجا) بعد أن وجدت الأرضیة الجیدة لها للتدخل فی ممارسة السلطة وسیاسة الحکم بتولیة المقتدر بالله منصب الخلافة فی سن مبکر دون أن یمتلک الخبرة الکافیة فی شؤون الحکم ، فکان ذلک من العوامل المؤثرة لظهور الدور السیاسی للمرأة فی عصر الخلیفة المقتدر بالله والذی یعد من أبرز السمات البارزة التی میزت عصر المقتدر بالله .
         وتضمنت الدراسة مقدمة وأربعة محاور شملت أولا: بیان أشهر نساء الحاشیة (القصر) فی عصر المقتدر بالله واللاتی کان دورهن أنموذجا لدور المرأة السیاسی،وثانیا:بیان مصادر ثروات نساء الحاشیة المتعددة والتی عدت من أسباب سعة نفوذهن وقوة تأثیرهن فی المجال السیاسی، وثالثا:الممارسة الفعلیة للمرأة فی السلطة ورابعا:أبرز الوظائف التی مارستها المرأة (نساء الحاشیة)،ثم کانت الخاتمة نتائج خرجت بها هذه الدراسة.

    کان معظم المجتمع الأمریکی فی المستعمرات الثلاثة عشر قبل الحرب ، بریطانیاً ، هاجروا من المجتمع البریطانی وقد جلبوا معهم إلى المستعمرات الأفکار والنظم السیاسیة والقانونیة والآداب والثقافة ومؤسسات اقتصادیة واجتماعیة ، لکن هذه النظم والمؤسسات بدأت تتطور فی أمریکا الشمالیة وتأخذ قالباً أمیرکیاً بعد القرن السابع عشر .
    ضمن الناحیة الاجتماعیة ، کانت الرابطة العائلیة المتوارثة من رب الأسرة (الأب) ، هو رأس العائلة اقتصادیا وقانونیاً ، وأنهم یشترکون جمیعاً فی استغلال الأرض ، لکن هذا التماسک الاجتماعی بدأ یرتخی فی العالم الجدید بسبب طبیعة الظروف الاقتصادیة الجدیدة ، فقد قدمت أمریکا الشمالیة أراضی رخیصة وحرف کثیرة جدیدة تستهوی الشباب لیترکوا بیوت أبائهم ، والبدء بحیاة جدیدة معتمدین على أنفسهم ، کما کان من نتیجتها أیضا ارتخاء قبضة الأب وسلطته التقلیدیة .


 

 

یحتل العلم المیدان الأرحب فی تکوین حضارات الشعوب، ورقی فکرها، ولا شک أنه کان السلاح الأمضى فی المدینة المنورة حتى نکاد نجزم أن مساهمة المدینة الإسلامیة فی الحضارة العربیة الإسلامیة لم تقف عند النواحی الشرعیة فقط بل تعدى ذلک إلى شتى العلوم والمعارف الأخرى.
والحیاة العلمیة فی المدینة فی الدولة العثمانیة حیاة حافلة بالصفحات المضیئة والمشرقة بالإنجازات التی تثیر فی نفس المسلم الشعور بالزهو والفخار لما سطره الأجداد بأحرف من نور فی سفر التاریخ العالمی.
ان المؤلفات التی صدرت فی القرن العاشر الهجری بلغت عشرات الآلاف وحسبنا دلیلاً أن بعض العلماء عرف عنهم انهم ألفوا مئات الکتب کالسخاوی902هـ/1496م والإمام السیوطی911هـ/1506م ویقاربهم کثیر من العلماء الأجلاء فی عدد المؤلفات.
والحقیقة أن الازدهار العلمی والفکری الذی شهدته المدینة فی عهد الدولة العثمانیة لم یولد من فراغ فهو ثمرة لبذرة غرست قبل هذا العهد. إذ المعلوم أن الحیاة الفکریة ما هی إلا سلسلة متعددة الحلقات وکل حلقة تعتمد على الحلقة التی أتت قبلها وتؤسس للتی تلیها.
 

      بات لوسائل الإعلام الیوم أهمیة کبیرة، وضروریة اجتماعیة لها دورها البارز والمتمیز فی هذا العصر ولما بلغ التطور التقنی والتکنولوجی ذروته فی العالم أصبح معها لوسائل الإعلام أهمیة کبرى فی التأثیر على فعالیات الأفراد ونفسیاتهم وسلوکیاتهم الاجتماعیة من أبعاده الاجتماعیة والسیاسة والنفسیة والاقتصادیة وغیرها، بل له الأثر الواضح فی کل مجالات الحیاة فی سبیل تحقیق ما یصبو إلیه الناس من غرس الوعی وترسیخ الحب وکل المفاهیم والقیم إضافة لما یؤدیه من إیصال المعلومات والحقائق فی ضوء الأحداث والوقائع وذلک من  معالجته للأحداث والمشکلات بطریقة تنسجم مع ثقافة المجتمعات وتصل إلیهم وتحافظ على میراثهم الثقافی والاجتماعی من  البرامج والموضوعات المقدمة والمطروحة التی یستطیع معها أفراد المجتمع من المشارکة والتواصل وطرح الأفکار وتقبل الآراء بشکل یعزز ضوابط المجتمع القیمیة والأخلاقیة وفی الحد من مظاهر الفساد الخلقی والانحراف الاجتماعی بأسلوب علمی متقبل من قبل أفراد المجتمع ومفهوم، ومشارکتهم فیما یطرح من أفکار وموضوعات ومشکلات، بصورة تعزز التواصل ما بین وسائل الإعلام والمجتمع ویحجم من اتساع المشکلة واستفحالها فی المجتمع.

 
علینا أن نعترف منذ البدء بأن الدور التنموی فی مجال الطفولة لا یقتصر على جهود فردیة أو یتعلق بعمل مؤسسات طوعیة خیریة أو ینحصر فی مسؤولیة الأسرة أو المدرسة بل هی قضیة مجتمع یعمل على تحقیق أهدافه العلیا من خلال خطط التنمیة ، وما دام الأطفال یمثلون قطاعا سکانیا حیویا یؤثر فی مستقبل المجتمع فأن تنمیتهم تمثل واجبا حتمیا ومسؤولیة اجتماعیة، وان على الهیئات والمؤسسات کافة أن تضطلع بدورها فی تحمل هذه المسؤولیة ، فإذا کان من حق الأطفال على هذه الجهات توفیر التربیة السلیمة لهم وتهیئتهم صحیا واجتماعیا وثقافیا وتربویا، فما بال الأطفال الأیتام الذین فقدوا معیلهم أو القائم على تربیتهم ورعایتهم وغیرهم من المشردین الذین فقدوا أسرهم نتیجة للسجن أو المرض أو الطلاق أو ما شاکل.
 

 

یعد تحدید المفاهیم والمصلحات العلمیة أمراً ضروریاً فی البحث العلمی وینبغی على الباحث عند صیاغته لمشکلة أو موضوع البحث أن یحدد المفاهیم التی یستخدمها وکلما اتسم هذا التحدید بالدقة والوضوح سهل على القراء المختصین منهم وغیر المختصین الذین یتابعون البحث إدراک المعانی والأفکار والفرضیات والنظریات والنتائج التی یرید الباحث التعبیر عنها بدون أن یختلفوا فی فهم ما یقول. وإذا کان تحدید المفاهیم أمراً لازماً فی البحوث العلمیة على وجه العموم فأن البحوث الاجتماعیة وعلى وجه الخصوص ینبغی فیها أیضاً تحدید المفاهیم  العلمیة التی یتداولها البحث فضلاً عن تعریفها وشرحها حیث تعد هذه المفاهیم والمصطلحات بمثابة المرتکزات الأساسیة للبحث التی یستطیع الباحث من خلالها تحدید ورسم صورة واضحة عن موضوع البحث وأهدافه.

بات التآصر الدلالی یعرف بکونه جزءاً حیویاً من الخطاب. وفی هذا البحث، تم توضیح العملیات الذهنیة التی تتفق مع الأطر الذهنیة لدى الإنسان، وذلک لتحلیل التراکیب التصوریة للاستیعاب، والتفسیر، والاستدراک، ولتقییم عملیة الترجمة وفقاً لعناصر المعرفة الذهنیة. وهذه ربما یوظفها المترجم کجوانب متباینة وفقاً لنوعیة الخطاب. وتم تناول النص القرآنی بوصفه أرقى أجناس الکلام. وقد تم إتباع اقتطاع أجزاء من الخطاب لتبیان درجة الترتیب فی التراکیب التصوریة داخل الخطاب المترجم إلى اللغة الهدف، فضلاً عن دقة اختیار المفردات، والتفسیر، والتقییم، والتأثیر، والأحداث. وتوصلت الدراسة إلى أن المترجمین ربما یتباینون فی معاییر المعرفة والقرائن الخطابیة، وهذا ما یمکن ملاحظته فی أسبقیات منهج معین عن الآخر، بوصفه خطوة أولى لنقل معنى النص القرآنی بدقة، ویختلف المترجم فی الإجراء المتبع لترجمة النص وفقاً لتباین التراکیب التصوریة للنص بین الحین والآخر. ومن الناحیة الإدراکیة، فإن الترجمة تحوی على عملیات ذاتیة وغیر إرادیة متعلقة بالنمذجة الذهنیة بغیة توظیف الترابط الدلالی فی النص الهدف، بینما توصف التراکیب الذهنیة على أنها التحدی الجوهری لحل مشکلة الوصف التکاملی للعلاقات الدلالیة والتواصلیة.

البحث هو دراسة مقارنة ونقدیة لاثنین من الشعراء ذاع صیتهما فی القرن التاسع عشر وکان لهما صدى" واسعا" فی عالم الشعر وخفایاه، الأول: هو الشاعرة الأمیرکیة أمیلی دیکنسون التی أتسم شعرها بطابع من الحزن والکآبة نتیجة للظروف القاسیة التی مرت بها. والآخر: هو شاعر الرومانسیة الشاب الانکلیزی جون کیتس والذی أستطاع، على الرغم من قصر حیاته، أن یترک تراثا" شعریا" خالدا". اختار البحث قصیدتین لکل منهما؛ لتسلیط الضوء على الفکرة الرئیسة التی یتناولها البحث، ألا وهی العوامل المشترکة بینهما. فکلاهما یکشف وبشکل واضح عن رغبتهما فی البحث عن الحقیقة والجمال ورأیهما فی هذا المجال، هذا فضلا" عن أن کلیهما یعبران تعبیرا" جمیلا" عن مشاعرهما وأحاسیسهما العمیقة فی دنیا الحب والرومانسیة.

لاستعمال أدوات التعریف والتنکیر أهمیة کبیرة، خاصة بالنسبة لأولئک الذین یکتبون بلغات عدیدة لأنها تتسم باختلافات کبیرة، وبالتالی فان أی إخفاق فی استعمالها سیکون دلالة على أن الکاتب لا یکتب بلغته الأم، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار هذه المسالة فان من الأهمیة بمکان للکتاب بلغات عدیدة أن یحسن معرفة استعمال أدوات التعریف ودلالة کل استعمال وهو ما نتطرق إلیه فی اللغة الانکلیزیة بالإشارة إلى اللغة الفرنسیة فی هذه الدراسة .
  تهدف الدراسة إلى تسلیط الضوء على استعمال أدوات التعریف فی اللغة الانکلیزیة والفرنسیة مع الترکیز على المعنى التملکی لهذه الأدوات .    
ومن ابرز ما توصلت إلیه الدراسة إمکانیة تفسیر أداة التعریف فی الفرنسیة بوصفها ضمیراً وبالتالی یمکن إضفاء صفة التملک على هذه الأداة على العکس من الانکلیزیة حیث لا تمتلک أداة التعریف هذه الإمکانیة.  

إنَّ نظریة الأمثلیة قائمة على الزعم بأن قواعد اللغة مبنیة على عناصر ثلاثة هی: (1) المولد: الذی یتکون من قائمة المخرجات أو المرشحات المحتملة، (2) المقیدات: والتی تقدم المنهاج لتحدید المرشح الأمثل فضلاً عن المقیدات القابلة للخرق فی عملیة التحدید، (3) المقییم: وهو العنصر الذی ینتهی إلى المرشح الأمثل بعد إسقاط المقیدات علیها. والتعمیمات القواعدیة فی نظریة الأمثلیة هی تنافس بین مجموعة من المقیدات على مستوى البنى السطحیة لا العمیقة، إذ لایوجد أی قید على البنیة العمیقة ، وفیه نوعان من المقیدات: (1) المقیدات الواسمة التی تبین المتطلبات الشکلیة للمخرجات، (2) مقیدات التماثل التی تقیّم شکل المخرجات رغم أنها تشیر إلى المدخلات فی بیان متطلباتها. فهذه النظریة تفترض عدم وجود مقیدات خاصة بکل لغة فیما یتعلق بالمدخل، وتسمى هذه الظاهرة بـ"غنى الأساس"، فلکل قاعدة أن تتصدى لأی مدخل مقبول، وحال تواجد المدخل، یستطیع عنصر المولد أن یقدم مجموعة غیر متناهیة من المخرجات أو التمثیلات الشکلیة لذلک المدخل؛ وبهذا تکون أیة قاعدة فی أیة لغة مجرد تسمیة المرشح (المخرج) الأمثل من بین باقی المرشحین لیکون ممثلاً عن مدخل ما، وعملیة التسمیة هذه هی فی صلب عمل مکون المقییم.

البحث دراسة نقدیة لطواعیة الترجمة فی الکثیر من العبارات المقولبة من العربیة إلى الانکلیزیة . إذ تعد العبارات المقولبة صفة بارزة موجودة فی کل اللغات. وتتأثر کل لغة حیة تأثرا ایجابیا بهذه الظاهرة . فهی نتیجة طبیعیة لنزعة الإنسان للتواصل وتعزیز الأواصر الاجتماعیة . وتعد أیضا إحدى وسائل الإثراء اللغوی فی أیة لغة حیة . وقد تبین أن اللغة العربیة تشتمل على الکثیر من التعابیر المقولبة والتی یتم تبادلها فی الکثیر من المواقف الاجتماعیة . کما تبین أن العبارات المقولبة قد نالت بطریقة أو بأخرى استحسان مستعملی اللغة العربیة . وهکذا فقد برهنت اللغة العربیة حیویتها فضلاً عن قابلیتها على التواصل مع غیرها من اللغات الحیة .

تم التحقق فی البحث الحالی عن اثر استعمال المقالة الأنموذج استتراتیجیة تعلیم على تطویر کتابة المقالة فی اللغة الانکلیزیة بوصفها لغة أجنبیة. وباستعمال تجربة ذات تصمیم الاختبار القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة, تم تدریب عشرة طلاب من جامعات عراقیة على کتابة المقالة أما باستعمال طرائق التدریس التقلیدیة أو بإعداد من المقالات الأنموذج المختارة. وأظهرت النتائج تفوق مجموعة المقالة الأنموذج على المجموعة الضابطة؛ إذ تمکن الطلبة عن طریق القراءة والتدریب على المقالات الأنموذج من التقلیل من عدد الأخطاء المرتکبة فی کتابة مقالاتهم فیما یتعلق بالنواحی اللغویة من حیث المفردات, والشکل, وجوانب الخطاب.

یتناول البحث أسلوباً مسرحیاً فنیاً متبعاً عند کاتبین معروفین وهما: برنارد شو، وبرتولت بریخت فی مسرحیتیهما : المیجر باربارا، والام شجاعة. یعرف هذا الأسلوب الفنی بوحدة المناقضات (الدیالکتیک)، إذ یعمد الکاتبان المسرحیان فی بناء أحداث المسرحتین إلى سلسلة من التناقضات، والتی تلتقی وتتفاعل مع بعضها لتجد لها حلاً وخلاصاً. ویشترک الکاتبان الاشتراکیان فی رؤیة واحدة فی فهم النظام الرأسمالی، إذ یقود حتماً إلى الحروب والى نوع من الاستغلال والفقر. وترضخ بطلة شو فی النهایة إلى حقیقة إن النظام الرأسمالی لایمکن تجاهله ولکن یمکن تعدیله نحو الأفضل. کما أن بطلة بریخت تعیش تناقضات جمة فهى أم ولها أولاد وتود أن تعیش على بقایا الدمار وتتنقل فی الجبهات الساخنة لتبیع مالدیها من خردة لقاء بعض المال، لکنها فی الوقت ذاته لاترید خسران أولادها. وهذا عکس منطق التاریخ فمن یحتک بدمار الحرب یجب أن یدفع الثمن. وتدفع البطلة الثمن غالیا حیث تفقد أولادها الثلاثة فی أتون الحرب التی کانت یوما مصدر عیشها. تترجم هذه الثیمات إلى أحداث درامیة من استعمال أسلوب وحدة المتناقضات لإبراز الشعور الإنسانی، والدوافع البشریة المتناقضة تجاه تولید فهم دیالکتیکی منطقی للواقع .

تسلط هذه الدراسة الضوء على ترجمة ترابط المعنى بوصفه أهم سمات النص. وتهدف إلى بحث جانبی ترابط المعنى:البنیة الصغرى(microstructure) والبنیة الکبرى((macrostructure فی النصوص الهدف ومقارنتها بالنصوص الأصل. ولذلک تم بحث ترابط المعنى فی النصوص الأصل أولاً ومن ثم فی النصوص الهدف. ویعتمد التحلیل على أنموذج فان دیک(1980,1977) لترابط المعنى لاستکشاف ووصف جانبی ترابط المعنى فی بعض الأحادیث النبویة. والترجمة المختارة للتقییم هی ترجمة محمد أمین أبو أسامة العربی بن رزوق(1999) لریاض الصالحین وترجمة محمد محسن خان(1995) لللؤلؤ والمرجان . ولقد تم تطبیق الأنموذج على ترجمة خمسة أحادیث نبویة لتقییم نوعیة ترجمة جانبی ترابط المعنى فی النصوص الأصل. وأظهر التحلیل انه لیس ثمة تطابق کامل بین النصوص الأصل والنصوص الهدف من حیث البنیة الصغرى. کما کشف التحلیل إن کلی المترجمین نجحا فی ترجمة البنیة الکبرى من النصوص الأصل إلى النصوص الهدف.

تبحث هذه الدراسة فی مفهوم الهویة من صحیفتین أمریکیتین هما التایم وذا نیویورک تایمز. وتحاول الدراسة تسلیط الضوء على الاستراتیجیات المستعملة فی بناء وتشکیل الأنا والآخر فی النص، من تحلیل خطاب الحرب على العراق. وقد وظفت لهذا الغرض أنموذج فان دایک لعام 2003 والمستنبط من کتابه "الإیدیولوجیة" لعام 1998. واستنتجت هذه الدراسة إن الاستراتیجیات المستخدمة فی التحلیل کانت هادفة فی استنباط عدد من المفاهیم التی صورها الکاتب عن الشعب العراقی وهویته السلبیة بعکس تصویره للجیش الأمریکی بهویة إیجابیة.

على مدى عصور أسرت شخصیة الساحرة مخیلة الشعراء الذین تناولوا هذه الشخصیة بطرائق مختلفة فمنهم من عدها شخصیة شریرة وآثمة وحتى شیطانیة تجرأت على تحدی المجتمع فکان لزاماً على المجتمع أن یدینها ویعاقبها بشدة. فی حین کانت هذه الشخصیة لآخرین وخصوصاً الشاعرات تمثل رمزاً لإبداع المرأة وکذلک لتقیید المرأة المبدعة والمفکرة والمتحررة من مجتمع ذکوری ذو أیدیولوجیة عمادها اضطهاد المرأة .أدرکت الشاعرات قوة شخصیة الساحرة وتأثیرها فقمن بتوظیف هذه الشخصیة لتحقیق ما یسعین إلیه وهو التحلی بالقوة للتعبیر عن أنفسهن بحریة, فقد کان هدف الشاعرات من استعمال شخصیة الساحرة تمثیلاً للذات هو الحصول على القوة والثقة والقدرة على التعبیر عن أنفسهن فی الوسط الأدبی الذی یهیمن علیه الرجال .ویتناول البحث ثلاث شاعرات مبدعات وهن: أن سکستن، وسلفیا بلاث، وآیفن بولند لشخصیة الساحرة تمثیلاً للذات . فتوظیف شخصیة الساحرة فی شعرهن هو استعمال اسر لتلک الشخصیة إذ أسهمت بتحریرهن من قیود المجتمع الذکوری وساعدت على بناء هویتهن الشعریة الممیزة ، وساهم بتقدیم هذه الشخصیة وفهمها بطریقة جدیدة ومختلفة تماماً.

ترتبط الرؤیة الموسیقیة المتبلورة فی روایة "حب لـ سوان" للکاتب الفرنسی مارسیل بروست على نحو وثیق بالتجربة الشخصیة للراوی الذی یعکس مفهومه الموسیقی على تصورات شارل سوان إزاء هذا الموضوع، لکن کلاً منهما یبقى محتفظاً برؤیته الذاتیة. وفی الواقع، یلاحظ بأن سوناتة "فانتوی" تخلق شعوراً مؤقتاً ولکن عمیقاً بالسعادة والمعاناة ضمن إطار الرؤیة العاطفیة لـشارل سوان، کما هو حال المشاعر الناشئة إزاء علاقة الحب التی جمعته بـ أودیت؛ لذا، فبعد الأمسیة التی أمضاها فی ضیافة عائلة سانت اوفیرت، أدرک سوان من وقع السوناتة فی نفسه بأن آمال السعادة تجاه أودیت لا یمکن أن تتحقق. لکن سوان لم یکتسب أی درس من معرفته لـ سوناتة "فانتوی"؛ لأنه لم یبحث عن طبیعة تأثیرها على أحاسیسه الشخصیة، وعلاوة على ذلک، فقد اکتفت رؤیته السطحیة للأمور بإرجاع أصل السوناتة إلى عالم آخر، عالم لا یستطیع ولوجه لاقتناص کائناته الخارقة سوى عظماء الفنانین. لذا یمکن اعتبار سوان من بین أحد هواة الفن الذین لا یطلبون سوى الشعور باللذة تجاه الفنون، نتیجة فقدانهم للمؤهلات الفکریة والمعنویة. مقابل ذلک، یعتقد الراوی بان الموسیقى تشکل میدان تأمل ولیس متعة فحسب، فهو یرى بأنها تنسجم مع نوع من الحقائق الروحیة، لذا فإنه یمنحها رموزا معینة من أجل تأکید مصداقیتها. وبناء على ذلک، فإنه یتصور المرء وهو یستمع إلى الموسیقى وکأنه یسبح فی فضاء من العطور والألوان، فی حین تتحدد غالبیة المقارنات التی یعقدها سوان بین الموسیقى وعناصر أخرى فی رؤیة السوناتة وکأنها مخلوق بشری دون التمکن من الذهاب بمخیلته إلى أبعد من ذلک. وفضلاً عن هذا، یعی الراوی بان السوناتة تمتلک هویتها الخاصة التی لا یمکن تفسیرها إلا من علاقتها بالمناخ الروحی الذی یعیشه مؤلفه ولیس عبر عوالم مبهمة تماماً، وعلى أیة حال، ینبغی الإشارة إلى أن تجربة سوان والراوی تؤکد العلاقة المتماسکة بین المؤلف الموسیقی، والأحاسیس الإنسانیة.

إن البحث الموسوم " یدور فی محور میتافیزیقی تتجلى فیه مکابدات ومخاطرات التجربة الشعریة التی یبحث فیها الشاعر عن علة الإنسان الناقص القدرة والذی یسعى إلى الکمال والبحث عن الخلود، ولا یجد حلا لهذه المشکلة المعقدة، مشکلة الموت إلا من العمل الإبداعی الذی هو القصیدة التی تشکل مرآة نقیة لروح الإنسان ..

یسلط البحث الضوء على دراسة ضمیر المتکلم المفرد (أنا) وضمیر المخاطب المفرد (أنت) اللذان یعدان من أهم الضمائر استعمالاً فی لغات العالم، والهدف من الدراسة توضیح أهمیة هذه الضمائر من ناحیة، وبمعرفة مدى استعمالها فی روایة "الأحمر والأسود" من ناحیة أخرى، لاستعمالها بطریقة تلفت النظر إلیه . فالسرد بضمیر المتکلم هو شکل ابتدع خصوصاً فی الکتابات السردیة المتصلة بالسیرة الذاتیة. لذا اغتدى الکاتب ستندال باختیاره لما فیه من أهمیة وبساطة، وقدرة على التعریة، تعریة النفس من داخلها عبر خارجها، ولعل تواجد مثل هذا النمط السردی فی روایة "الأحمر والأسود" یجعل (الأنا) مجسداً فی عرض الأحداث ونقلها للمتلقی، وذلک بحکم وجود السارد کشخصیة فی النص. ومن خلال النماذج المقتبسة فی النص السردی الروائی أجد فیها الضمیر (أنا) قد اختص بدلالات متعددة : فهو یدل على طبیعة اتحادیة بین شخصیة السارد والبطل، فهو شخص واحد. ویدل على نیة مبیتة مسبقاً، تحکی قصة ذاتیة أو متعلقة بحیاة شخصیة معینة من بین شخصیات النص الروائی أو حیاة المؤلف نفسه، وتدل کذلک على انفراد فکر الشخصیة، فهی تمثل الحقیقة التی وعت مفهوم القضایا.

یسلط هذا البحث الضوء على مفهوم المأساوی فی مسرحیة الملک یحتضر، وطریقة استعماله الجدید من یونسکو. وتعد هذه المسرحیة واحدة من أشهر مسرحیات المسرح العبثی الذی ظهر وازدهرا فی أوربا وخصوصاً فی فرنسا بعد الحرب العلمیة الثانیة. وکان لهذا المفهوم فی المسرح الإغریقی علاقة وثیقة بالقدر والآلهة المتحکمة بأقدار الأبطال. أما فی هذه المسرحیة فقد ارتبط هذا المفهوم بعوامل أخرى مثل الوقت وسرعة انقضائه ورغبات البطل المفرطة التی تقوده إلى الجنون والضعف الذی یصیب الإنسان عند کبره ومن ثم الموت الذی لا یترک للإنسان خیار آخر سوى الرضوخ والاستسلام.