الملخص
یعد الأمیر عبد الرحمن من بناة الحضارة فی الأندلس، فقد ورث دولة موطدة الأرکان فی الداخل ترهبها الممالک الأسبانیة الشمالیة مما أعطاه میزة وظفت باتجاه استحداث وتطویر نظم الدولة بناءً على حاجة وضرورة اقتضتهما أمور السیاسة الداخلیة وتشعب المهام خلال هذه الفترة، فتعددت مناصب الوزارة وتطور نظام الشرطة، وکـان لهجوم النورمان سنة 229 هـ/ 843 م وتهدیده لسیادة وأمن البلاد أثر کبیر فی بناء قوة بحریة دخلت حلقاتمن التطور بعد ذلک غدت قوة مؤثرة فی المنطقة فی عصر الخلافة، کما شمل الاهتمام بالقوة البحریة اهتمام وعنایة بقـواعد الأسطول ومراسیـه وتزویدها بما تحتاجه من عوامل التحرک السریع لرد أیّ عدوان أو خطـر خارجی، وبذلک تکون أعمـال عبد الرحمن الأوسط مرتبطة فی الأساس بأبعاد سیاسیة وأمنیة، هذا فضلاً عن اهتمامه بتشجیع الحرکة العلمیة، ولا عجب فهو الشاعر الأدیب الذی أجمعت المصادر على أنه کـان أدیباً وفقیهاً وحافظاً للقرآن وراویة للحدیث .
الموضوعات