الملخص
اتسمت الحضارة العراقیة القدیمة بصفة الأصالة ، فقد نبعت من أرض العراق، ثم نمت وتطوّرت وانتشرت فی مناطق بعیدة وأثرّت وتأثّرت وازدهرت ووصلت إلى درجة عالیة من التطوّر نتیجة للتجاوب السریع الذی حدث بین الفرد العراقی وبین البیئة التی عاش فیها. فقد هیّأت البیئة فی العراق مقومات الحیاة وکان فی مقدّمتها الماء والطین، فبنى المعابد، والقصور، والبیوت، والأسوار، والزقورات، والمقابر وکتب على الطین وصنع تماثیله وأدواته الأخرى من الطین، فکانت صناعة الفخار إحدى أهم الصناعات القدیمة التی عرفها الإنسان العراقی منذ النصف الثانی من العصر الحجری الحدیث ، واستمرت صناعة الفخار بالتطور عبر عصوره القدیمة والإسلامیة حتى وصلت إلى ما وصلت إلیه هذه الصناعة من تطور فی الوقت الحاضر.
إن مستوى التقنیة التی توصّل إلیها الفخاریون العراقیون یمکن ربطها بعاملی الزمان والمکان ، فأما ناحیة الزمان فیمکن تحدیدها عن طریق دراسة أشکال الفخار وطرزه وزخارفه وألوانه أو بواسطة تاریخ التألق الحراری الضوئی أو بالطریقة المغناطیسیة.
وأما ناحیة المکان فیمکن تحدیدها من خلال دراسة مادة الفخار (الطین) بواسطة الطرق العلمیة الحدیثة - التی أثبتت بأن سکان بلاد الرافدین کانت لهم تقنیة عالیة فی صناعة الفخار تطوّرت بمرور الزمن، وهذا ما سیوضّحه البحث.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات