الملخص
المشهد السیاسی العالمی الحالی وبعد أحداث 11 أیلول 2001 ؛ یؤشر حدوث تبدل واضح فی توجهات الإدارة الأمریکیة تجاه القضایا الساخنة فی العالم . غیر أن المتتبع لطبیعة الستراتیجیة الأمریکیة ومشاریعها السیاسیة الدولیة ، یجدها شدیدة الصلة بالتطور التاریخی للنظرة الأمریکیة لواقع الأحداث والأزمات فی مختلف بقاع العالم ؛ ومنها السلام فی جنوب السودان . کما ان هذه النظرة تأتی وفق تصورات وارادات براغماتیة للإدارات الأمریکیة المتعاقبة ، منذ النصف الثانی من القرن الماضی وحتى الآن.
وکما هو ملاحظ ، فان الرؤیة الأمریکیة تجاه الوطن العربی عموما والسودان خصوصـا ، مرت بمراحل تطور مختلفة تتصاعد وتیرتها من زمن الى آخر، مکملة بعضها بعضاً ، وذلک لقیام الفکر السیاسی البراغماتی الأمریکی أساسا على إخضاع أیة نظرة للأحداث العالمیة للأهداف العملیة البحتة للساسة الأمریکان، وبما ترسخ لدى هذه الإدارة من قناعة تامة بان بروزها کقوى عظمى وحیدة فی العالم یحتم علیها وضع ما یطلق علیــه بـ (استراتیجیة شاملة عالمیة )، مع ترکیز الجهد الدقیق فی اتجاه المنطقة المعروفة بقلب العالم القدیم ، بعَّدها المنطقة الأکثر دینامیکیة فی العالم . بل ذهب بعض المسؤولین الأمریکان الى ابعد من ذلک، حین أکد أحدهم بأن عالما من دون سیادة الولایــات المتحدة، " سیکون عالما اکثر عنفا وفوضى واقل دیمقراطیـة وادنـى فـی التحـول الاقتصــــادی حسب زعمه .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات