- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 0 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات عربی .pdf
الملخص
تبوأ أبن بادیس مکانة متمیزة فی قائمة المفکرین والمصلحین الذین لعبوا دوراً إیجابیاً مؤثراً فی المغرب العربی، حیث کانت له مواقفه وجهوده التی لا یمکن تجاوزها أو إنکارها فی تطور وإنضاج وإبراز الهویة القومیة لشعب المغرب العربی عامة، والهویة الوطنیة والقومیة للشعب الجزائری خاصة، وقد برز ابن بادیس فی مرحلة أعتقد فیها المستعمر الفرنسی أنه قضى وأجهض، والى الأبد، الهویة الأصلیة لأرض وشعب الجزائر، متوهماً أن سیاسته فی الاستیطان والإدماج والتنصیر والفرنسة قد آتت أُکُلها، غیر أن جهوده باستنزاف روح التحدی لدى الشعب الجزائری قد باءت بالفشل وظهرت ردود الفعل مبکراً منذ الاحتلال عام 1830م مروراً بالانتفاضات والثورات التی قاومت الاحتلال، والتی کان من أبرزها ثورة الأمیر عبد القادر الجزائری (1830-1847م) وحتى قیام جبهة التحریر الجزائریة عام 1954م ونضالها وکفاحها المسلح، الذی دام ثمان سنوات، حتى تمکنت من تحقیق الاستقلال الناجز للجزائر عام 1962م.
یتجلى دور أبن بادیس فی رؤیته الثاقبة لحاجة الجزائر إلى التربیة والتعلیم وضرورة إتقان اللغة العربیة وفهم أصول الإسلام وتعالیمه بشکل صحیح عبر إلقاء المواعظ والخطب فی المساجد والجوامع وفتح المدارس باللغة العربیة وقد فاجأ ابن بادیس المستعمر فی الحقل الذی اختاره للمنازلة، وهو حقل التعلیم، فکان بحق الرائد فی بناء اللبنات الاجتماعیة الأولى المسلحة بالوعی والثقافة العربیة الإسلامیة والمختلفة کُلیاً عن ثقافة المستعمر، ونجح فی إیجاد الحاجز النفسی بین الشعب والمستعمر الذی مهد الطریق للثورة الجزائریة. وقد لعب مفکروا ومصلحوا المشرق العربی أمثال؛ جمال الدین الأفغانی (1838-1897م) ومحمد عبده (1842-1905م) وعبد الرحمن الکواکبی (1849-1902م) ورشید رضا (1856-1935م) وغیرهم دوراً مؤثراً وکبیراً فی البناء النفسی والثقافی لبن بادیس وبلورة فکره العربی الإسلامی.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات