- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 0 K
- الملفات الإضافیة
- مقدمات عربی.pdf
الملخص
من دراستنا للحضارة العراقیة القدیمة وتتبع التطورات العلمیة والثقافیة حسب تسلسل فتراتها التاریخیة. یمکننا ملاحظة التدرج الثقافی والعلمی عبر العصور القدیمة وحتى نضجها فی العصور المتأخرة. ولعل ذلک طبیعیا جدا فیما لو أخذنا نفکر من خلال المکتشفات الأثریة التی هی الدلائل الحقیقیة لأی حضارة قدیمة کانت او حدیثة. ونحن نعلم ان الإنسان بدأ بالاکتشافات والصناعات ثم الاختراعات منذ العصور الحجریة القدیمة. فتعلم استخدام ما حوله فی الطبیعة من أحجار وأخشاب ومواد أخرى ثم تعلمه الزراعة والتدجین وبعدهما صناعة الفخار والمعادن کل ذلک أوصله إلى الصناعات الأخرى. مع التفکیر والتأمل فیما حوله. کل ذلک درب عقله على التفکیر والاستنتاج الناجح حتى وصل إلى الکتابة التی أوصلته بدورها إلى الحضارة الناضجة. والفکر المثقف الذی سما به فی ذلک العالم القدیم. وهکذا بدا الإنسان بالعلوم العلمیة. والمعارف العملیة هی أسس العلوم البشریة ونواتها. ومن التمحیص والتدقیق فی المخلفات اللاثریة والمصادر الکتابیة القدیمة تبین لنا ان العلوم والمعارف فی حضارة العراق بدأت بأطوار عملیة أی أنها کانت أشبه ما تکون بالحرف والصناعات التی یکون تعلمها بالتجربة والممارسة العملیة. فعندما بدأ التخصص بالصناعات المختلفة الکثیرة التی نشأت فی الحضارات الأولى. نشأت فی المجتمع جماعات من الصناع المحترفین المختصین کالمعدنین والنجارین والنحاتین والفخاریین والکتبة والفنانین والبنائین والمهندسین. وکلهم أصحاب حرف مختصین ولا سبیل لمعرفة صناعاتهم الا بالتلمذة والانتساب إلى طبقة خاصة من الصناع لتلقی المعلومات وأسرار الصنعة من ذوی الاختصاص. ومما ترکوه لنا من کتاباتهم القدیمة علمنا انهم کانوا یدونون معلوماتهم لیتعلمها من یرید. ومن هنا بدأت العلوم الصرفة مثل الریاضیات والجبر والهندسة والفلک والطب وغیرها من علوم .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات