الأیدولوجیا- رؤیة بنائیة طبقیة تاریخیة نقدیة – دراسة مقارنة-
الملخص
إن البحث فی الأیدیولوجیات السیاسیة وعلاقتها بالواقع الاجتماعی وتأثیرها یقع ضمن میادین علم الاجتماع السیاسی وذلک لأن نشوء الأفکار والنظریات الاجتماعیة والسیاسیة وظهور أیدیولوجیة سیاسیة معینة یرتبط بالظروف الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة للمجتمع الذی تظهر فیه الأیدیولوجیا. والبناء الاجتماعی والطبقی والفئوی لذلک المجتمع، فهناک علاقة جدلیة بین الأیدیولوجیة والترکیبة الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة والثقافیة لأی مجتمع. لذلک قام علماء الاجتماع بدراسة هذه العلاقة بین الأیدیولوجیا والمجتمع، وذلک من خلال ربط نشوء الأیدیولوجیات بالواقع الاجتماعی والطبقی فی المجتمع والسیاق التاریخی الذی تمثله ودوره فی احداث التغییر السیاسی والاقتصادی فی المجتمع فضلا عن دورها النقدی فی المجتمع واستعمالها سلاحاً من أجل السیطرة على فئات وطبقات المجتمع جمیعها، ودورها فی إیجاد التبریرات الشرعیة والمنطقیة للنظام السیاسی القائم.إذ یرى مارکس أن کل طبقة تمتلک أیدیولوجیة معینة تمثل انعکاساً لطبیعة الواقع المادیة والإنتاجیة فی المجتمع، وأن الطبقة المسیطرة على وسائل الإنتاج تستعملها کأداة من اجل السیطرة على الطبقات الکادحة فی المجتمع واستغلاله من اجل تحقیق أهدافها. فالایدیولوجیا أداة بید الطبقة المالکة والحاکمة.
اکد کارل مانهایم على دورها التاریخی فی احداث التغییر الاجتماعی والسیاسی من خلال الصراع بین الأیدیولوجیات والیوتیوبیات، فالایدیولوجیا تعکس أفکار الفئات الحاکمة والمتنفذة فی إدارة المجتمع، فحین أن الیوتوبیات تعکس أحلام الفئات والطبقات المحکومة فی إقامة مجتمع اکثر عدلاً وتقدماً. وإن الصراع بینهما ینتهی بتحول الیوتوبیا الى أیدیولوجیا وظهور یوتوبیات جدیدة. فحین تناول ماکس هورکهایمر نقد الأیدیولوجیا فی المجتمع الرأسمالی، وتم افراغ الأیدیولوجیا من محتواها النقدی والفکری والأخلاقی، وأصبحت أداة بید الطبقة الحاکمة من اجل دیمومة استمرارها فی إدارة المجتمع وایدیولوجیتها من خلال التحکم بالوسائل التربویة والثقافیة والإعلامیة فی المجتمع فکان هذا البحث من اجل الوقوف على کل ذلک.
الكلمات الرئيسة:
الموضوعات:
- عدد الزيارات للمقالة: 14
- مرات تحميل الملف الأصلي للمقالة: 10