الملخص
تطرّق البحث فی سیاق حدیثه عن التوکید- بوصفه إِحدى العوارض المهمّة التی تطرأ على الجملة العربیة- إلى الحدیث عن الأداة "إنّما", وهی المحور الذی یدور علیه البحث من جهة ماهیتها, ووظیفتها فی الجملة العربیة, فی إِطار التراث اللغوی العربی، تمهیدًا للإفادة من ذلک فی تحلیل النصّ الحدیثی.
فی حین بسط البحث الکلام على هذه الأداة عند شرّاح الحدیث فی سیاق شرحهم حدیث النبی r المشهور: ((إنّما الأعمال بالنیّات))، الذی صُدِّرت به جملته.
وتوصّل البحث إلى نتائج عدّة, لعلّ من أهمّها من الوجهة اللغویة ممّا له صلة بصلب بحثنا، حصر المسند إلیه بالمسند بتأثیر الأداة "إنَّما" التی تفید الحصر فوق تحقیقها معنى التوکید, وأنّ (أل) فی (الأعمال) أُرید بها المعهود الذهنی بقرینة السیاق وهی الأعمال الشرعیة, لا مطلق الأعمال کأعمال القلوب مثلًا, لتعذّر حصول ذلک.
وممّا له صلة بعملنا، ذلک الخلاف الحاصل بین العلماء فی حقیقة (الباء) فی قوله علیه الصلاة والسّلام: (بالنیّات), فمنهم مَن عدّها للاستعانة, أو المصاحبة, أو السببیة. فی حین رجّح البحث المعنى الأصلی للباء الذی أقرّه سیبویه فی کتابه, ألَا وهو (الإلصاق) الذی یستغرق بطبیعته سائر المعانی الأُخرى.
ومن تلک النتائج أیضا, أنّ تکرار الأداة "إنّما" فی جملة: (وإنّما لکلِّ امرئٍ ما نوى) اشتمل على فوائدَ نفیسة جمّة, ومنها توکیدها معنى الجملة الأولى, فوق توکیدها الجملة الثانیة نفسها. وثَمّة فوائد کثیرة لهذا التکرار مذکورة فی مظانّها فی هذا البحث.
الموضوعات