اداب الرافدین

الملخص

        إنَّ المجتمع البدوی العراقی کان ولا یزال یسیر فی نمط موحد من شمالهِ إلى جنوبهِ على الرغم من وجود بعض المتغیِّرات التی تظهر علیه بین الحین والآخر بسبب التقدُّم والتطور الذی تحظى به المجتمعات الأُخرى الَّتی لا یمکن للمجتمع البدوی أَن ینعزل بشکل کامل عنها على الرغم من خصوصیته الَّتی یتمیز بها، ولهذا المجتمع جملة من الحلقات التی تکمل بعضها بعضًا، وقد شکَّلت المرأة البدویة حلقة ممیَّزة من حلقاته فحظیت ببعض الحریات التی لم تحظَ بها نساء المُدن ولاسیَّما فی مسألة عدم التقید بالحجاب ومسألة الخروج من المنزل والاختلاط، على الرغم من أَنَّ خروجها من منزلها یکون غالبًا من بهدف العمل وإنجاز ما یناط بها من مهمات؛ لتمشیة أُمور الحیاة الیومیة إِلَّا أَنَّ ذلک الخروج کان فرصة للبدویات لتغیر الأَجواء والاختلاط.
           والملاحظة الجدیرة بالعنایة هی أَنَّ المجتمع البدوی على وجه العموم والمرأة خاصةً کانت دائمًا وأَبدًا محط حب اطِّلاع أَو بالأَحرى فضول کل من یزوره للبحث فی ثنایاهُ، وقد اتفق الغالبیة العظمى من هؤلاء الزائرین على أن نساء البدو تجتمع فیهنَّ صفات الجمال والقوة والصلابة وعزة النفس والقدرة على تحمل المسؤولیَّة، وهذا ما سنوضحه فی ثنایا البحث.