اداب الرافدین

الملخص

غالبًا ما تولِّد الظروف الصعبة صیغًا لغویة جدیدة للتعبیر عنها، ولعل تلک الظروف التی تسبب بها وباء کوفید-19 (أو ما یعرف بفیروس کورونا) قد أَدَّت إِلى بروز کلمات وتعابیر مستحدثة، وتوافر تقنیة البیانات الکبیرة قد جعل من عملیة استقصاء طبیعة وخصوصیات هذا التغیر اللغوی أًمرًا ممکنًا.
            وتهدف هذه الدراسة إِلى تحدید وتبویب المفردات الناشئة حدیثًا والمرتبط نشوؤها بکوفید-19، وذلک عن طریق تقصی تکرارها والمفردات المتلازمة معها وتطورها الزمنی، وتتبنى الدراسة المنهج التحلیلی الکمی الموجه من خلال المتون، إِلى جانب التحلیل النوعی المبنی على التخمین، وذلک لمعالجة الأَسئلة الآتیة: ما هی المفردات الجدیدة المتعلقة بفیروس کورونا وهل أَنَّها متکررة بشکل مؤثر لیجعلها تحل محل نظیراتها فی الاستخدام الاعتیادی للغة؟ وما هی مصادر وأصول هذه المفردات الجدیدة؟ وکیف تشکلت هذه المفردات؟ وکیف تطورت هذه المفردات عبر الزمن؟ فضلًا عن ذلک تتبنى هذه الدراسة المنهج اللغوی المتنی عن طریق الاستقصاء الکمی والنوعی للمتون المتوافرة فیما یتعلَّق بفیروس کورونا على موقع (english-corpora.org) الَّذی یتضمَّن 341 ملیون کلمة تقریبًا؛ إِذ سیتم التعلیق على تکرارات الکلمات الجدیدة والکلمات المصاحبة لها والمقارنات الزمنیة المتعلقة بها، وعلاوة على هذا أُجری تحلیل لأصول هذه الکلمات وتوثیق عملیات صیاغتها وفق منهج باور (1983) الَّذی تم تطویره وتحدیثه من المؤلف (2015).
         وتضمنت النتائج الأولیَّة للبحث فهرسًا بالکلمات المستحدثة مثل Covidiot و Coronacation و Aunt Rona و Quarantini الَّتی تشکلت عبر المزج والقص والترکیب، وهی موجودة فی الملحق أ الَّذی یتضمن إِلى جانب ذلک شرحًا لمعانی وأُصول هذه الکلمات، وقد توصَّل البحث أیضًا إِلى أَنَّ عبارات مثل Flattening the curve  (تسطیح المنحنى) قد خضعت إِلى انحراف دلالی لتتماشى مع التوجهات الجدیدة المتعلقة بالجائحة، وهذا إِلى جانب اکتشاف حالات من التلاعب اللغوی، على وفق لدانیت (2001)، فی عبارات مثل Fattening the curve  (تسمین المنحنى) وCOVID-10 والمرتبطة بتناول الطعام بشکل مفرط واکتساب الوزن نتیجة لحالة الإِغلاق والبقاء فی المنزل.