- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 14.85 M
- الملفات الإضافیة
- محتويات ملحق العدد 90- ج1.pdf
الملخص
تُعَدُّ اللغةُ أَکثرَ صفاتِ الإنسانِ میزةً لَهُ، وأَقربُها إِلیه، وهی أَوسعُ نوافذِه على العالمِ؛ فهی الحاملةُ لشعورِهِ، المعبرةُ عَنْ فکرِهِ، وبِهَا یتفاعلُ معَ الوجودِ، أَخذًا وعطاءً - فلا عجبَ - إِن کوَّنتِ اللغةُ هویةَ الإنسانِ، وشکَّلتْ إِرثَهُ الثقافیَّ والوجدانیَّ؛ فکانتْ کُبرى قضایَاهُ، وأُوْلى اهتماماتِه هذا مَا یتعلَّقُ باللغةِ عُمومًا، أَمَّا إِذا التفتْنا إِلى اللغةِ العربیَّةِ، فقد شاءَ اللهُ - تبارکَ وتَعَالى - أَن تحملَ کلامَهُ فی آخِرِ رسالاتِهِ، تلکَ الرسالةُ العالمیَّةُ؛ فخُلِّدَتْ هذه اللغةُ بهذا الشرفِ الإلهیِّ العظیمِ، وقد أَدرکَ سلفُ هذه الأُمَّةِ مکانةَ هذهِ اللُّغةِ، وشرفَها، فأَحاطوا بعلومِهَا مِنْ کلِّ جانبٍ، وطَارَدُوا روافِدَها مِنْ کلِّ نَبْعٍ؛ فجمعوا الموادَّ، ووضعوا الأُصولَ، ولم یکنْ خَلَفُ هذهِ الأُمَّةِ أَقلَّ إِدراکًا مِنْ سلفِهم؛ فأَخذوا على عاتقِهم دراسةَ مَا قدَّمَهُ سلفُهم دراسةً فاحصةً مدقِّقةً، فوضعُوا التقاسیمَ، وثبَّتوا الاصطلاحاتِ، وزادوا على الأَوَّلینَ، فکانَ لهم مِنْ الفضلِ مَا کانَ لمَنْ قبلَهم؛ فمِنِ الواجبِ والوفاءِ على الباحثینَ أَن یُسلِّطوا الهمةَ على هذهِ الجهودِ العظیمةِ دراسةً وتحقیقًا، طلبًا للأَجر مِنِ الله أَوَّلًا، وخدمةً لهذهِ اللُّغةِ العظیمةِ، وتثمینًا لهذهِ الجهودِ، ولیسوا بذلکَ بِدْعًا مِنْ سلفِهم، فهُم أَهلُ فنِ التحقیقِ، ولهم قَدَمُ السبقِ والفضلِ فیه.
الموضوعات