- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 3.24 M
- الملفات الإضافیة
- محتويات ملحق العدد 90- ج1.pdf
الملخص
إنَّ تأثیر وتأثر اللغات ببعضها بعضًا عبر التاریخ هو أمرٌ طبیعی یقع فی اللغات الحیة، وتتأثر اللغات بعضها ببعض بسبب عوامل عدیدة، ولعلَّ من أهم العوامل التی ساعدت اللغة الترکیة فی تأثیرها على اللهجة العراقیة هی سیطرة الدولة العثمانیة على هذه المناطق والتی استمرت قرابة الثمانیة قرون، فعملت الدولة العثمانیة على تثبیت أقدامها فی المناطق التی أخضعتها بنظام حکم مرکزی واضح المعالم، وقد دامت هذه السیادة حتى بدایات القرن العشرین، وعلى الرغم من طول مدة السیادة العثمانیة فإنها ظلت تُمَارس من خلال سلطة مرکزیة "خارج البلاد العربیة" ممّا انعکس أثره على بقاء أوضاع المجتمعات العربیة، کما تأثرت بها بالرغم من رحیلها، فی المعمار وبعض العادات والتقالید والأکلات والکلمات الدارجة.
الجدیر بالذکر أنَّ العلاقات السیاسیة والتجاریة والاجتماعیة والثقافیة القائمة بین الشعوب الناطقة بلغات مختلفة، تؤدی مع مرور الزمن إلى حالة من التأثیر والتأثّر والتبادل بین لغات تلک الشعوب، ولا یخفى على أحد أنّ العرب والترک لدیهم ما لدیهم من أُمور کثیرة مشترکة کالدّین والتاریخ والثقافة، وکلُّ هذه العوامل أدّت إلى خلق حالة من التأثّر المتبادل بین اللغتین، حتى صار تبادل الکلمات بینهما أمرًا لا مفرّ منه، اللغة العربیة کانت لها الغلبة فی مسألة التأثیر فی لغات الشعوب المسلمة الناطقة بغیر العربیة، وذلک راجع إلى کونها لغة القرآن الکریم. وهذا ما حدث مع اللغة الترکیة.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات