الملخص
تفعّل صفوف اللغة الأَجنبیَّة عادة من خلال مجموعة متباینة من الاستراتیجیات والآلیات التی یستقدمها التدریسیون والطلبة أو التی یسهمون فیها بغیة تحقیق تعلّم أکثر فاعلیة وانخراط أَوسع فی الفعالیات الجاریة، ویلعب التفاعل من خلال أَشکاله المختلفة دورًا محوریًا فی تأجیج رغبة الطلبة وتحفیزهم للاشتراک فی عملیة التعلّم، ویشیر التفاعل اللفظی إِلى مخاطبة التدریسیین لطلبتهم أَو العکس أَو مخاطبة الطلبة لبعضهم بعضًا، وقد بات التفاعل اللفظی موضوعًا ذا تاریخ طویل من الدراسة والبحث فی النظام التربوی التقلیدی المتمثل بمقابلة التدریسی والطالب لبعضهم بعضًا وجهًا لوجه فی الصف الدراسی، أَمَّا التفاعل فی الصفوف الإِلکترونیة فقد أَولى عنایة کبیرة فی الوقت الحاضر بشکل خاص بعد تفشی فیروس کوفید-19 الَّذی أَجبر کل المؤسسات التربویة فی کل أَنحاء العالم على الإِغلاق والتحوُّل إِلى الصفوف الإِلکترونیة؛ ولذلک یهدف البحث الحالی إِلى دراسة وتقصِّی التفاعل اللفظی فی دروس اللغة الأَجنبیة فی المرحلة الجامعیَّة من حیث تکرار حدوثه والطرف البادئ بالتفاعل أَو المخاطبة، وتفترض الدراسة بأَنَّ التفاعل اللفظی لا یحدث بالشکل المطلوب والتدریسیون هم الطرف البادئ بالتفاعل اللفظی؛ لإِثبات صحَّة الفرضیتین السابقتین وتحقیق الأَهداف المتوخاة قامت الباحثة بالحضور والمراقبة الشخصیة ل 90 محاضرة إِلکترونیة، 45 محاضرة فی اللغة ومثلها فی الأَدب مع الأخذ بالحسبان مُدَّة کل محاضرة الَّتی تراوحت من 40 الى 45 دقیقة، وجُمعت البیانات ذات العلاقة باستعمال قائمة أُعدَّت من الباحثة، وعند تحلیل البیانات، وجد أَنَّ التفاعل اللفظی یحدث فی محاضرات اللغة الأَجنبیَّة، اللغة والأَدب، بشکل معقول وأَنَّ التدریسیین هم الطرف الأَکثر بدءًا بها، وعلى ضوء هذه النتائج، ولأَهمیَّة التفاعل اللفظی التربویة والتعلیمیة تمت التوصیة بأَن یبذل التدریسیون قصارى جهدهم لزیادة حدوث التفاعل اللفظی وتشجیع الطلبة على البدء بها وسیلة لإِشغالهم بشکل أَکثر فی الفعالیات التعلیمیّة .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات