- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 775.78 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات عربی.pdf
الملخص
أن السلم الذی نعیشه منذ نهایة الحرب العالمیة الثانیة ، لا یمکن أن یفسر کظاهرة استطاع فیها المجتمع البشری أن یتخلص من الحرب کلیة او احتمال حدوثها، فالتطور الهائل فی الاسلحة النوویة وانظمتها، خاصة القابلیة التدمیریة المتبادلة للدولتین الکبیرتین. لم یؤد إلى الاعتقاد بان الحرب نفت نفسها بنفسها . ان الحرب کانت ولا تزان وستبقى ملازمة للانظمة الاجتماعیة وان کانت بعض الدول تدعی بنزعتها السلمیة - کنموذج لاحدی طرق التعامل بینها فی العلاقات الدولیة ، و القوة بدورها ستکون مصاحبة للحرب على اساس انها الاداة الاساسیة التی تلجأ الیها الدول لتحقیق اهدافها وحمایة المصلحة الوطنیة فی حالة فشل الطرق السلمیة الأخرى .
والحرب التی لم تعرف البشریة أیة تجربة سابقة عنها : الحرب النوویة العامة او المحدودة لا یقصد بها تدمیر النزعة الهجومیة عند العدو وذلک بنحطیم قدرته العسکریة على المقاومة واجباره على الخضوع لمطالبنا. بل أن هدف الحرب النوویة العامة تهدیم الاسس الحضاریة والبشریة والاجتماعیة والاقتصادیة للعدو . ومن طبیعة الحرب التی یجری الحدیث عنها هی انها لا تمیز بین الأطراف المعنیة وغیرها ، ولا تتمسک بالقواعد الأخلاقیة والعرف الدولی حتى فی اعلان الحرب وذلک لانها تستند على المباغتة.
ومن الظواهر الجذریة فی العلاقات الدولیة خلال السنین الأخیرة حالة التأکید على القابلیة التدمیریة النوویة لدى الدول الکبرى فوق العادة والاتحاد السوفیاتی والولایات المتحدة الأمریکیة ، ونجد هذه الدول تسعى بکل ما اوتیت من معرفة تکنولوجیة وقاعدة علمیة واقتصادیة من اجل مضاعنة و تحسین قدرتها التدمیریة، ولذلک اخذت الأسلحة النوویة المختلفة من حیث النوع والمدی والوزن والانظمة تتراکم لدیها افقیا وعامودیا ، و غدا من الصعب الحد من الخطر الجاثم والمهدد لکیان البشریة وصعوبة الوصول إلى اتفاقات واجراءات دولیة تقلل من خطر اندلاع حرب نوویة عامة. ان لم یکن ازالة الخطر کلیا. وفی ظروف سیاسیة واستراتیجیة کهذه نرى کثیرة من الدول تسعى بکل وسیلة للانظمام الى مجموعة الدول النوویة ومن الغریب ان نجد الکثیرین یؤکدون على أن أمنهم یصان بزیادة نسبة الخطر ... فبأسم الأمن تستمر الدول فی تجاربها النوویة. وباسم الأمن یجب أن تصنع الأسلحة الهیدروجینیة، وباسم الأمن لا بد من تطویر کل سلاح فتاک ومدمر ، وباسم الأمن یجب ان یتحدى احدنا الاخر .... وهکذا یصبح الموقف اکثر خطورة.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات