- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 242.75 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات عربی.pdf
الملخص
تحتل صناعة نفط الشرق الاوسط مکانا مرموقا فی الدراسات الاقتصادیة الحدیثة لما لهذه الصناعة من اهمیة کبیرة فی الاقتصاد العالمی والمحلی من جهة ولما للنفط من اهمیة بالغة کمادة أولیة استراتیجیة لا غنى عنها لأی بلد من بلدان العالم من الجهة الاخرى اضافة الى ندرة هذه المادة الحیویة و عدم توفرها و امکانیة الحصول علیها فی بقیة مناطق العالم بجهود اعتیادیة و بتکالیف منخفضة.
وحتى بدایة القرن الحالی (1904) لم تکن هناک أیة صناعة النفط فی الشرق الأوسط لأسباب کثیرة لعل أهمها قلة الطلب العالی للنفط ، الا انه بزیادة اهمیة النفط لاستعماله وقودة أولا ولأنه مادة اولیة لمختلف الصناعات ثانیا بدأت البلدان الرأسمالیة المتقدمة تبحث عن المصادر الغنیة للنفط فی الکرة الأرضیة لتضعها تحت تصرفها وتستفید منها کمصدر لا غنى عنه للطاقة وللارباح الخیالیة . فکان أن تدفقت رؤوس الأموال الأجنبیة على بلدان وتتمیز هذه الصناعة بکونها صناعة استخراجیة ، ای تنحصر فعالیة شرکات النفط فی التحری والتنقیب واکتشاف مکامن النفط ومن ثم استخراجه وبیعه خاما للبلدان الأخرى ، وهی ایضا صناعة ترتبط بأقتصادیات الدول الأجنبیة و تخدم مصالح الاقتصادیة لتلک الدول اکثر من ارتباطها بالمصالح الاقتصادیة البلدان المنطقة.
ومنذ نشوء هذه الصناعة فی الشرق الأوسط والى الآن تتصارع ثلاث قوى رئیسة . وتتوقف مسألة تطور هذه الصناعة اللاحق على نتیجة هذا الصراع العنیف الذی یکتسب مظاهر واشکال غایة فی التعقید والتشعب.
واول هذه القوى هی الشرکات الأجنبیة التی تمثل طبقة الرأسمالیین فی الدول الاستعماریة. فجمیع رؤوس الأموال المستثمرة فی صناعة نفط الشرق الأوسط کانت حتى وقت قریب تمولها و تسیطر علیها (ثمانی شرکات عالمیة هی-خمس منها امریکیة وواحدة بریطانیة و و أحدة بریطانیة هولندیة وواحدة فرنسیة) . ولم یدخل الرأسمال الوطنی إلى هذه الصناعة الا فی فترة متأخرة جدا. وحتى الوقت الحاضر لا تزال نسبة رؤوس الأموال الوطنیة المستثمرة فی هذه الصناعة قلیلة للغایة لاسباب عدیدة أهمها وجود السیطرة الأجنبیة المتحکمة فی هذه الصناعة ووقوفها ضد مساهمة رؤوس الأموال الوطنیة فی بناء هذه الصناعة وادارتها وتطویرها.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات