- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 587.21 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات عربی.pdf
الملخص
الرثاء غرض شعری ، عرفه العرب وجودوا فیه ، ومازال الشعراء یبکون من رحل عن هذه الدنیا إلى الآخرة وهو وثیق الصلة بمشاعر الانسان و احساسه لانه غالبا ما یکون تعبیرا عن لوعة صادقة ، وحسرات حرة ، و احساس قلب حزین . و هو من الأغراض القریبة إلى النفس ، اذ قلما تشویه الصنعة او التکلف .
وقد احتفظ لنا الأدب العربی فی عصوره کلها بتراث ضخم من المرائی . و من ینظر إلى الرثاء فی الشعر العباسی یجد کثرة أصنافه، وتشعب دواعیه ، وتنوع اسبابه ، و اختلاف طرقه ، بعد أن عرضت لأشعر عوارض اثرت فی اسلوبه ومعانیه واغراضه .
ولیس من شک فی أن للحیاة الجدیدة التی عاشها الشعراء أثرا فی هذا التنویع ، ففی هذا العصر زهت الآداب العربیة ، ونقلت العلوم الأجنبیة ، وتغیرت اسالیب العیش ، وبرزت احداث، أثرت على الأدیب وفتحت عقله ، ووجهت فکره إلى طرق جدیدة فی التعبیر ، فاتسعت أمامه آفاق التفکیر فی الابداع والابتکار .
وهذه الحضارة الجدیدة التی أثرت فی نواحی الحیاة ومظاهرها المختلفة أثرت فی شعر الرثاء تأثیرا واضحا، ورأینا الشعراء قد تفننوا فی هذا الغرض تفتتا لم یعرفه الشعر من قبل واتجهوا به و جهات جدیدة فخرجوا به عن دائرة الأشخاص إلى آفاق أخرى معنویة وحسیة ، وأصبحنا نجد الشعراء ینظمون رثاءهم - إلى جانب تمجید خصال الانسان المیت . فی بکاء الحیوان ، و المدن ، والأسر ، والدول ، والشباب ، وربما رثى الشاعر نفسه ، أو عضوا ذهب من جسده ، او حاجة عزیزة کان یمتکلها ، حتى اشتهر شعراء بالاجادة فی ضرب واحد من هذه الجوانب .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات