الملخص
لقد کانت اتفاقیة ۱۹۳۰ خاتمة لسلسة من المعاهدات والاتفاقیات المعقودة بین النظام الملکی و بریطانیا والتی مارست عن طریقها السلطات البریطانیة سیاستها الاستعماریة فی العراق من خلف ستار من الشرعیة الدولیة التی أقرتها عصبة الأمم باسم الانتداب . وقد کتب وبحث الکثیرون فی جوانب متعددة من تطور العراق منذ الحرب العالمیة الأولى وحتى الاستقلال فی ۱۹۳۲. ولکن مازالت قضیة الرای العام العراقی تفتقر إلى بحث تحلیلی فی اطارها العام والمحدد ، وسأحاول فی هذا البحث دراسة تطور الرأی العام العراقی خلال الانتداب من اجل تقییم دوره و اثره فی سیر المفاوضات التی جرت بین الجانبین العراقی والبریطانی خلال اشهر معدودات . ولیس التعرض إلى مواقف ارکان و مواطن الرأی العام بعدما تم عقد الاتفاقیة مجدیا ولذلک ستکون منهجیة البحث الاستعانة بأسالیب دراسة العلوم السیاسیة ، وبعیدة نوعا ما عن الطریقة التقلیدیة للدراسة التاریخیة . وتحدید المفاهیم یصبح فی هذه الحالة ضرورة ملحة . فالرأی العام - فی احسن حالاته - هو ماذهب الیه جیمس برایس على انه الاراء الذی تمارسه مجموعة من المواطنین لها اراؤها الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة والثقافیة والدینیة والتی تعرب عنها بتأییدها او معارضتها لفکرة او سیاسة تتبناها أو تسعى لتنفیذها الفئاات الحاکمة . ویمیز برایس ثلاث فرق فی الرأی العام أولئک الذین یعنون جدیا بالشؤون العامة وهم السیاسیون ورجال السلطة التشریعیة والصحفیون و اساتذة المؤسسات العلمیة والموظفون ، وعلى الرغم من قلة عددهم فانهم فی واقع الأمر یشکلون مجموعة تصنع الرأی . وهناک فریق ثان یکون له رایة عن طریق وسائط الاتصالات السیاسیة و الاجتماعیة والاعلامیة ، واخیرا هناک من یتبع الرأی السائد فی ساحة الشؤون العامة .
الكلمات الرئيسة