- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 1.32 M
- الملفات الإضافیة
- محتویات معدلة.pdf
الملخص
تعرضت بلاد الشام سیاسیا فی هذه الفترة إلى الکثیر من الصعوبات . وتقاسمت الحکم فیها قوى متعددة . فقد أسس الفرنج أربع إمارات لهم فی الرها ، وأنطاکیه ، وطرابلس ، والقدس . کما بدأ منذ مطلع القرن السادس الهجری ، الثانی عشر المیلادی ، انحسار السیادة السلجوقیة عن بلاد الشام ، وظهور وحدات سیاسیة صغیرة أطلق علیها اسم الأتابکیات ، وعلى أصحابها اسم الأتابکة . فکانت أتابکیة الموصل وصاحبها عماد الدین زنکی ، الذی اتیح لابنه نور الدین ، تأسیس ملک عریض فی الشام فی النصف الأول من القرن السادس الهجری ، وأتابکیة دمشق الذی أسسها طغتکین. على حین ظل الفاطمیون یسیطرون على فلسطین. وسواحل الشام . وقد ورث الأیوبیون ما کان للزنکیین بعد ذلک .. وتکفلت کل من الدولتین الزنکیة والأیوبیة بمهمة الوقوف فی وجه الصلیبیین وتوحید بلاد الشام .
وإذا کان الوضع السیاسی فی بلاد الشام على هذا الشکل ، فإن الوضع التعلیمی لم یکن کذلک . فقد تقدم التعلیم فی المنطقة على نطاق واسع . وتمثل ذلک بانتشار المدارس المتخصصة ، ودور الحدیث ، والخوانق ، والزوایا ، والمساجد، وکلها تحمل مهمة نشر العلم .
وقد عجب ابن جبیر حین زار بلاد الشام سنة 580هـ من نهضتها العلمیة ، وسر لکثرة دور العلم والمساجد فیها ، وفضلها فی هذا المجال على بلاد المشرق عامة ، ونصح نشأة المغرب بالتغرب فی طلب العلم ، ودخول بلاد الشام للنهل من علومها ومعارفها ، حیث یجدون الأمور المعینات فیها . کما قرر أن الغرباء من طلبة العلوم فیها لایدخلون تحت حصر .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات