- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 884.46 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات عربی.pdf
الملخص
لقد شاء الله أن تکون المدینة المنورة المهد الأول الذی اتخذ منه الاسلام قاعدة لبناء مجتمعه بعد أن جاء مهاجرأ إلیها . وکان مسجد ( قباء ) اللبنة الأولى فی صرح الحضارة الجدیدة التی أسست على التقوى من أول یوم .
وأصبح (المسجد) أول مایخطر فی أذهان المسلمین حینما یخططون مدینة ، سنة سنها نبیهم، وساروا علیها من بعده . وأصبح الطابع الممیز لهذه الحضارة، یعبر عن صلتها الوثیقة برب هذا الکون ، ویؤذن بمهمتها التی علیها أن تضطلع بها فی هذا العالم .
وقد کانت الآیات : ( اقرأ باسم ربک الذی خلق . خلق الانسان من علق. اقرأ وربک الأکرم . الذی علم بالقلم . علم الانسان مالم یعلم ) باعثة للمسلمین على تعلم القراءة والکتابة ، وهما سبیلان قویمان للأخذ بأسباب العلم وإنهاض الامة من درک الجهالة والرکود إلى الحیاة . وکان المکان الأول لذلک هو المسجد وتتابعت الأحادیث الصحیحة على توجیه أذهان الناس إلى اتخاذ المسجد مدرسة یتعلمون فیها مایهمهم من العلم ، ویتزودون المعرفة ، کقوله علیه الصلاة والسلام ( من دخل مسجدنا هذا لیتعلم خیرا ولیعلمه کان کالمجاهد فی سبیل الله . ومن دخل لغیر ذلک کان کالناظر إلى مالیس له ) وجاء فی حدیث آخر : ( ما اجتمع قوم فی بیت من بیوت الله یتلون کتاب الله ویتدارسونه بینهم الا نزلت علیهم السکینة وغشیتهم الرحمة وحفتهم الملاکمة . وذکرهم الله فیمن عنده ).
فلا غرو أن یکون المسجد جامعة شعبیة تلقى فیه الدروس والمواعظ للرجال و النساء على السواء، یأخذ کل قدر إمکاناته الذهنیة واستعداده النکری. و لکل منهما الحق فی السعی إلى المسجد تحقیقا للحدیث الشریف ( لاتمنعوا إماء الله مساجد الله ).
وقد حفظ لنا التاریخ مثالا رائعة لمشارکة المرأة فی مجالس العرفان وفی رحاب المسجد ، إذ قام الخلیفة عمر رضی الله عنه خطیبا یقول : ( ألا الاتغالوا فی صدقات النساء ، فانها لو کانت مکرمة فی الدنیا أو تقوی عند الله لکان اولاکم بها رسول الله صلى الله علیه وسلم ... ) فقامت امرأة فقالت : یاعمر ، یعطینا الله وتحرمنا ، ألیس الله سبحانه وتعالى یقول : (... وآتیتم إحداهن قنطارة فلا تأخذوا منه شیئا ) ویتدبر عمر ماقالته ، فیستبین صواب قولها ، فیقول : أصابت امرأة وأخطا عمر.
لقد کان المسجد فی عهد النبوة ، واستمر فی عصور الاسلام الاولى مرکز التوجیه الفکری والتربوی والأخلاقی والأدبی والاجتماعی ... وکان معهدة للعلم ، تخرج فیه الصحابة وتابعوهم . وفیه تم التدبیر المواجهة الأحداث الکبرى . ومنه انطلقت جیوش المسلمین ، وعقدت الألویة للامراء. ومنه صدرت الفتاوى التی قضت الحیاة ومشکلاتها أن تکون ، وفیه کان قضاء الرسول وصحابته ، واستقبال الوفود و عقد المعاهدات ومواثیق الصلح . وفیه صدرت کتب الرسول إلى الملوک والحکام ..
الكلمات الرئيسة
الموضوعات