- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 787.06 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات معدلة.pdf
الملخص
ما کادت تنتهی سنوات النصف الأول من القرن السابع الهجری، حتى هبت من الشرق البعید زوبعة عاتیة سوداء أقتلعت فی طریقها کل شجرة زرعتها أیدی الخیر، ورعتها عیون الحراس الأمناء عبر قرون
عدیدة، إنها زوبعة التثر التی حملت معها کل اسباب الخراب والدمار، ولم تستطع السدود الواهیة صدها وردها، والخلیفة المستعصم بالله قلیل الخبرة والتدبیر کما یصفه المؤرخون - وقد سلم إدارة دولته إلى رجل یدعی ابن العلقمی (ت 656هـ) الوزیر الذی ولی الوزارة أربع عشرة سنة، حاک خلالها أخطر مؤامرة دبرت على الأمة العربیة، ظنا منه أنه یجنی من ورائها ربحا وفیرة، وما کان یعلم أن حتفه فیها، فانه کاتب التر سرا طالبا منهم التوجه إلى بغداد لینالوا الثراء العظیم مقابل معاضدتهم له فی اخراج الحکم من بنی العباس لنفسه وأتباعه. فما کان من هولاکو (ت 663م) إلا التوجه الى دار الخلافة، واستباحتها خلال بضعة وثلاثین یوما، وقتل الخلیفة وأولاده وأتباعه وکثیر من العلماء والأدباء بعد جمعهم بحجة عقد قران ابنته لابن الخلیفة الغافل، وجعل کنوز العلم والأدب وقودة للنیران، ومادة تمد میاه دجلة بلون أسود.
وقد أسهبت المراجع والمصادر التاریخیة فی ذکر تفاصیل المجازر التی حصلت، ویمکن لمن یرید الاستقصاء الرجوع الیها، لأن غایتنا فی هذا البحث هی جلاء واقع الأدب فی ظلها.
توزع البحث على دراسة النظم والنثر ، وقیمتها التاریخیة والاجتماعیة، وقد تناولت فی دراسة النظم ، الشعر الذی قیل فی الحیطة والحذر قبل وقوع الکارثة والمجزرة الرهیبة، وشعر الحزن والأسى الذی أطلقه الشعراء بعد هجوم الجیوش التتریة الغازیة، وخراب المدن ، ومقتل الألوف، وانهیار العز الشامخ، والمجد التلید، وأخیرا شعر البشری والتهنئة و تمجید البطولة بعد اندحار التتر فی الشام. أما فی النثر فقد درست الرسائل والمقامات التی کان لها وقع عظیم فی نفوس المسلمین، ودور کبیر لا یقل عن دور الشعر آنذاک .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات