- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 386.2 K
- الملفات الإضافیة
- محتویات 14 معدلة.pdf
الملخص
أن العرب بصفتهم الجنسیة ، قد وجدوا فی جزیرة العرب وانتشروا فی منطقة الهلال الخصیب منذ عدة آلاف من السنین . ولکن الوعی بوجودهم باعتبارهم امة متمیزة عن غیرها من الأمم ، لم یبدأ بالظهور إلا قبیل ظهور الاسلام بقلیل ، حیث انتشر بینهم شعور بوحدة النسب ، وأخذت اللغة العربیة الفصحى تطغى على اللهجات القبلیة ، وراح شعراؤهم ینظمون القصائد بهذه اللغة . کما اخذت القبائل العربیة تعقد المحالفات فیما بینها ، وتنظم الأسواق التجاریة ، وتتجه فی عبادتها نحو طقوس وتنظیمات موحدة ، تجلت فی اتخاذهم مکة مرکزة للحج والعبادة الوثنیة وفی اتخاذهم الاشهر الحرم مواسم للحج والتجارة یسود فیها السلام ویتوقف فیها القتال . ان اصح ما یوصف به الوعی العربی فی هذه المرحلة بأنه وعی سلبی ، اذ کان العربی یدرک قوة العوامل المشترکة التی تربطه بإخوانه العرب ، من خلال مقارنتهم بأبناء الأمم الأخرى والذین أسماهم بالاعاجم . فالعربی ، أیا کان انتماءه القبلی ، یستطیع التفاهم مع ابناء القبائل الأخرى بواسطة اللغة العربیة الموحدة . بینما لا یستطیع أن یفعل الشیء نفسه مع الفرس او الروم او الاحباش. کما یشعر العربی بوحدة التقالید والعادات ، والإرث الثقافی التی تشده إلى ابناء القبائل العربیة . لذا فقد کان العربی بشعر بروح الوحدة والتعاطف تجاه ابناء قومه من العرب کلما ابتعد عن موطنه ، أو کلما وقع عدوان علیهم من قبل الاعاجم .
وقد تجلى هذا الشعور بصورة واضحة عند العرب حینما انتصر بنو شبیان
الفرس فی معرکة ذی قار حتى لقد اورد الطبری أن النبی محمد (ص) قال - وکان ذلک فی نفس عام البعثة سنة 610م ( هذا اول یوم انتصف العرب من العجم . وبی نصروا ) . وقد لعبت الرسالة الاسلامیة دورا کبیرا فی توحید العرب فی کافة المجالات. الدینیة والثقافیة ، والسیاسیة ، والاقتصادیة ، وعمقت لدیهم الوعی بالذات ،ومنحتهم رسالة ذات بعد عالمی. وبذلک نقلت الوعی العربی من حالته السلبیة إلى حالة ایجابیة .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات