- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 484.14 K
- الملفات الإضافیة
- صفحة عنوان عربی معدلة.pdf
الملخص
تعد مشکلة جنوح الأحداث من المشکلات التی حظیت باهتمام مرکز من المتخصصین فی العلوم الجنائیة والاجتماعیة والنفسیة. وقد لاتبتعد عن دائرة الصواب فیما اذا قلنا أن سر هذا الاهتمام یعود من ناحیة الى اتصال هذه المشکلة بشریحة مهمة من شرائح المجتمع الا وهی شریحة الاحداث التی تعقد علیها الامم الامال الکبیرة فی عملیة بناء مستقبلها، وتعود من ناحیة أخرى إلى ما تمثله من خسارة مادیة کبیرة تتحملها الهیئة الاجتماعیة من خلال عملیات التحقیق مع الأحداث الجانحین ومرافعات المحاکم والعلاج داخل المؤسسات الإصلاحیة والرعایة اللاحقة على اطلاق السراح والمجتمعات البشریة عبر مراحل تطورها لم تقف مکتوفة الأیدی ازاء هذه المشکلة بل تصدت لها نصدیا یتراوح مابین الشدة او التسامح والاصلاح، ففی قانون حمورابی لم یکن هناک نص صریح على جرائم الصغار الا أن المادة السابعة منه کانت تشیر إلى أن الشخص الذی یشتری بضاعة مسروقة من عبد او قاصر (ای حدث کان ینزل العقاب فقط بذلک الشخص دون العبد او القاصر، وکان القانون الرومانی بجعل الصغیر مسؤولا جنائیا بعد السابعة، ومع ذلک فهو یحاسب - احبانا - الطفل مادون السابعة اذا ارتکب عملا بنیة الإضرار بالغیر، وکانت الشریعة الاسلامیة تقرر عقوبات تأدیبیة لأجنائیة على الأحداث الجانحین من سن (۸ - 15) سنة وبعض الفقهاء جعلها ۱۸ سنة ، وبموجب قوانین العصور الوسطى فقد کانت معاملة الأحداث الجانحین تتسم بالقسوة ، فعلى سبیل المثال کان یشیر قانون ولایة جیرسی الشرقیة - عام 1688 - فی امریکا على أن الطفل الذی یهین ویسب والدیه او یکون عاقا او مشاکسا تکون عقوبته الإعدام، وبأنیثاق الثورة الفرنسیة وانتشار انکار الحریة وحقوق الانسان ارتفعت اصوات المفکرین (مونتسکیو ، فولتیر، روسو، بکاریا ، بنیام...) التی طالبت بتبنی النظرة الانسانیة فی معاملة المجرمین سواء کانوا بالغین ام احداث، ومع تزاید هذه المطالبة تتابعت تعدیلات قوانین الجزاء وظهرت قوانین ومحاکم الاحداث فی معظم أقطار العالم ، واصبح للعقوبة وظیفة اجتماعیة تقوم على اسس علاجیة واصلاحیة ولم یکن العراق بعیدا عن هذه السیاسة الإصلاحیة فهو کذلک اتبع نهجا انسانیا سلیما فی معاملة الأحداث واصلاحهم ، وهذا ما أشارت الیه المادة العشرون من قانون الأحداث العراقی رقم 14 الصادر سنة ۱۹۷۲ (المعدل) حینما اشارت الى انه یجب ان یؤخذ الحدث .
و بحثنا هذا هو محاولة هدفنا منها التعرف على التفسیر الاجتماعی لمشکلة جنوح الأحداث متبعین فی عرضه تدرجا یبدأ بتحدید المفاهیم المرکزیة للبحث ( الجنوح ، الحدث ) ، ثم التفسیر الاجتماعی للجنوح والذی غالبا مایدور حول مؤثرات اجتماعیة معتلة تحتویها العائلة ، الأحیاء المتخلفة ، البیئة المدرسیة ، بیئة العمل، ورفقة السوء ( الزمرة) وقضاء وقت الفراغ بنشاطات ضارة .
الكلمات الرئيسة
الموضوعات