- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 821.17 K
- الملفات الإضافیة
- صفحة عنوان عربی معدلة.pdf
الملخص
هناک اسس وقواعد عامة تخضع لها الکائنات البشریة فی نموها خلال المراحل المختلفة اضافة الى وجود خصائص ینفرد بها کل انسان وترتبط بالظروف والعوامل الداخلیة الذاتیة والخارجیة المحیطة به . لذلک فان التنبؤ بما سیکون علیه الکائن البشری (والطفل خاصة ) مستقبلا أمر متعذر مالم تؤخذ تلک العوامل والخصائص التی ینفرد بها الطفل بنظر الاعتبار ، فالنمو العقلی مثلا یختلف فی مقداره من طفل لآخر حتى فی حالة تساوی هؤلاء الأطفال فی عمرهم الزمنی اذ یتقدم الموهوب بعمره العقلی على اقرانه فی العمر الزمنی وبتخلف لدى المعوقین ذهنیا عن العمر الزمنی .
لقد درس العالم السویسری جان بیاجیه، JEAN PIAGET النمو العقلی للأطفال من خلال ملاحظاته لهم منذ أن کان یبحث فی مختبر مدرسة العالم النفسی ابینیه ، ALFRED BINET عن استجاباتهم حول فقرات اختبارات الذکاء التی وضعها بینیة ثم فی العیادة النفسیة بمدینة زیورخ فکان یقابل الاطفال فی محاولة لاکتشاف الطرائق والاسالیب التی یتمکنون من خلالها التوصل إلى الإجابة ، وهذا ما حفزه لدراسة النمو العقلی مستخدما اسلوب الملاحظة والمقابلة ، کما انه استفاد کثیرا من ملاحظاته عن اطفاله جاکلین و لوسین ، ولورنت . وقد ترکزت اهتماماته على دراسة الفرق بین تفکیر الطفل والراشد ، حیث بری آن مفاهیم وافکار الطفل غریبة جدا عن افکار ومفاهیم الکبار ، ومن جهة اخرى فان افکار الطفل ذی السبع سنوات تمرکز حول ذاته EGO CENTRIC وتتأثر بحاجاته ورغباته الشخصیة اکثر من تأثرها بفهم ما یجری فی بیئته .
لقد انعکس تخصص بیاجیه بعد حصوله على الدکتوراه فی العلوم الحیاتیه من جامعة لوزان ، انعکس على مسیرة بحوثه ودراساته حین تبنى اطارا بایولوجیا BIOLOGICAL MODEL للنمو ، اضافة إلى تأکیده دور البیئة . فهو یرى أن النمو العقلی للطفل لایمکن أن یتم بشکله الصحیح الاعند وجوده فی بیئة یتفاعل معها ، لکونه بحاجة لاقامة علاقات مع الاطفال والکبار الاخرین ومواد البیئة حیث تؤدی إلى اکتساب قدرات جدیدة یمکن أن ترتسم لها ملامحها المحددة من خلال عملیة التنشئة (NURITION) . وتأکیدا لذلک فان هیب (1949ه ,HEBB) قد اشار فی دراسة له عام 1941 الى ان اختلاف نمو القدرات العقلیة لدى الأفراد یعود للفروق فی العوامل الوراثیة والى الفریق فی المثیرات النفسیة / العضلیة Psychomotor خلال السنة الاولى والثانیة من حیاة الفرد .
الموضوعات