- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 278.79 K
- الملفات الإضافیة
- هیئة التحریر.pdf
الملخص
تعطی التصورات الفلسفیة نزعات عقلیة لتموضع المعانی فی منازل القراءة، وتقوم بصناعة المشهد الفکری للغة التی تعد شکلا من أشکال التواصل، وحقلا معرفیا بدیلا للخروج عن المألوف.
إنّ القاسم اللغوی یتسم بصفة الجمعیة، ولا یشعر بالتمایز والخصوصیة إلا إذا أعید تشکیله وفقا لإجراءات المشروعیة الفردیة، التی تحاول التملص من المظهر الجماعی، وتلجأ إلى النص المُشعر بالتمایز، والمحدِّد للخصوصیة، والمتفنن بتکثیف المنظور الإنسانی الفیزیقی.
ومن خلال ذلک یجری اکتشاف الإنسان لاستقلالیته الذاتیة عن صیغ الجماعة، ویبدأ هو بتعیین مواطن التماسک والإتقان ومواطن الضعف والزوال لیلجأ ـ من ثَّم ـ إلى إعلان زحزحة العجز، والخروج عن المشکلات اللغویة المألوفة، ویرتقی إلى میدان المشارکة الفعالة فی بناء المشهد الفلسفی الخاص.
یعالج البحث خطین متوازیین فی صناعة النص، وتحدید منازل القراءة : (نقد الذات المبدعة، ونقد مسیرة الذات المبدعة)، یدعو الخط الأول إلى البحث الدوغمائی فی نقد الذات، ومتابعة النشاط الفلسفی الذی تحمله، ویوجه الخط الثانی إلى البحث الزمنی الذی یکشف النقاب عن محنة المعنى بین الحضور والغیاب، وبین هذا وذاک سعت الذات إلى تمثل مجهوداتها المعرفیة والفکریة فی لعبة اللغة، أو بشکل أدق فی (جنسیة الدال وذهنیة المدلول)، وإذا ما تمّ ذلک فإننا سنحصل على أبنیة نصیة مشبعة بفضاءات عقدیة ومعرفیة، لا تقدم نفسها مجاناً، إنما یُراد لها تحلیل عقلانی یفک إشکالیة الالتباس، ویحرر أزمة المعنى الغائب.
یؤکد بحثنا هذا بعض المسارات التی ینبغی معالجتها فی النظر إلى اللغة بشکلها العام، واللغة الشعریة بشکلها الخاص، ویبین أیضا أن هذه اللغة لا تُشکَّل بفعل براءتها المشاعة، ولا بفعل التنظیم الشکلی المحض، وإنما تتشکل بفعل سلطة معرفیة تعمل على قیادة مسیرتها.
الموضوعات