مسائل (قل ولا تقل) فی کتاب (الفصیح) لأبی عباس ثعلب- دراسة لغویة
الملخص
لا یـخفى أن اللحن أو العُجم دخل على اللغة العربیة من زمن الـفتوحات الإسلامیة ، وکان ذلک فی المفردات والتراکیب. فوضع العلماء النحو کقواعد تضبط لهم تراکیب الجمل ، وکذلک وضعوا المعاجم التی تحوی مستویات اللغة تضبط لهم الکلمات ومعانی المفردات فی الاستعمال , وحتى لا توضع کلمة مقابل معنى لیس لها وهـــکذا.لکن انتشر بین الناس مفردات تستعمل فی غیر محلها وتنطق خطأً أصلا ، وصار یسمى هذا الفن والعلم عند العلماء بـ (لحن العامة)، أو ( لحن العوام ) ، والقصد منه أنهم یجمعون کلمات معینة یخطئ العوام فی نطقها، ویقصد بـ (العوام) ، عامة الناس ، وکذلک کلُّ مَن لَـحَّـن فی کلامه من المثقفین والکتّاب ، یسمّـى (عامیّـاَ) فی بابه . فألف العلماء الکُتُب الکثیرة والمصنفات العدیدة فی هذا العلم ، حتى جاء العلَّامة الإمام أبو العباس أحمد بن یحیى ثعلب (ت291هـ) وألف (الفصیح)، وفیه عبارة (تقول) أو (یقال) أو (یجوز) للصحیح الفصیح ، وعبارة (لا تقل) أو (لا یقال) للتحذیر من الخطأ فی الاستعمال . فصار هذا الکتاب بعده عَلَمَاً یعوّل إلیه العلماء شرحاً وحفظاً وتدریساً وحاشیةً ونظماً، ولأن الکتاب أصبح أغزر مادة وأکثر فائدة عندما رکّز على الکلمات التی یخطئ فیها الناس ، وذَکر صوابها اللغوی فی النطق والاستعمال . ومن الملاحظ أنه قلیلاً ما یذکر الخطأ حتى لا یعتاد الناس قراءة الخطأ ، فإن احتاج إلى ذِکْر الخطأِ ، أی : کانت درجة الخطأ کبیراً والشیوع فی الاستعمال کثیراً ، ذَکَرَ الکلمة أو العبارة کیف تنطق خطأً ؛ لذا جاءت مواضع (لا تقل، ولا یقال) فی ستة عشر موضعاً ، ومواضع (والعامة تسمیه ..) فی موضعین ، وسیأتی تفاصیل ذلک .
الموضوعات:
- عدد الزيارات للمقالة: 173
- مرات تحميل الملف الأصلي للمقالة: 244