- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 594.96 K
- الملفات الإضافیة
- المحتویات.pdf
الملخص
ان النص الشعری الذی بین أیدینا یتکون من واحد وثمانین بیتا شعریا یمثل البیت فیه بنیة ترکیبیة تشتمل على مواد لغویة تکون تراکیب جملیة مختلفة تشکل فی حجمها بنیة مغلقة على مضمونها الجملی المحصور فیها، فی الوقت الذی تنفتح فیه على الأبنیة الأخرى التی تشکل مجموع النص بأکمله، وکل بنیة تتحرک ضمن عناصر مختلفة قد یکون من ضمنها عنصر بلاغی أو اکثر . وما یهمنا من هذه العناصر الصور التشبیهیة ووظائفها الدلالیة فی الصورة الشعریة التی کان لها دور فی إظهار الواقع الصریح والخیال المنعکس عن الواقع فی وجدان عنترة فتحولت هذه الصور فی المعلقة إلى معانقة نفسیة فجر من خلالها الشاعر ما تغور عن مشاعره تحت رکام الذهن، وسطحیة المنطق وصولاً به إلى قضیته الأساسیة فی تحقیق الانتماء والحریة. فالقراءة المتعمقة للنص الذی ندرسه عبر مکوناته ودالاته التشبیهیة تقودنا إلى استجلاء الرؤیة الشعریة التی یمتلکها عنترة التی جاءت منبثقة من موقف فکری یتناول إحساس الذات الشاعرة بهاجس المصیر الإنسانی فی الحیاة، هذا الهاجس الذی یتعامل مع معطیات الحیاة بکل سلبیاتها وإیجابیتها المدرکة منها والمجهولة التی تتوجس الذات الشاعرة خیفة من ضبابیتها ومجهولیتها لذا نجد ان عنترة یحاول ان یحقق ذاته فی الوجود من خلال الإحساس بوطأة سلب الإرادة التی تمارس الحیاة على هذه الذات، التی خلقت وهی مکبلة بقیود العبودیة. ففی عمق تجربة عنترة الحیاتیة ما بین الواقع والحلم یکمن ذلک البناء الخفی بین الفکرة والتجسید الفنی لها، بین الأداء القائم على تقنیة اللغة ومفرداتها المعفرة برائحة البیئة والمحملة بالدلالة والرموز، وبین حاجات الشاعر النفسیة وتراکیب مجتمعه الفکریة وفی مثل هذا التداخل نجد نمو الفعل الإبداعی متحولاً إلى طاقة شعریة من خلال نسقین فکریین مترابطین ترابطاً عضویاً هما: الحب والحرب، فهذان النسقان کانا المنطلق الأساس فی البناء الفنی عند الشاعر وقد أمده بطاقة الانفتاح الشعوری على سرد التفاصیل الأخرى – المرأة، الطبیعة، الناقة، البطولة – من خلال محاور وجودیة (المعلوم / والمجهول) و (الثبات / والتحول) و (التداعی والحضور) و (الزمن الماضی / والحاضر).
الكلمات الرئيسة
الموضوعات