الملخص
لا نجد فی الدراسات النقدیة العربیة دراسة متأملة للتواصل الأدبی فی الروایة لذا قامت هذه الأطروحة بدراسة هذا الموضوع وفق معالجة نصیة من خلال مقاربة منهجیة لسلسلة من مفهومات المنهجیات الحدیثة، ویقوم هیکل البحث على مقدمة وتمهید وفصلین وخاتمة وقائمة بالمصادر وملخص باللغة الإنکلیزیة. فی التمهید ناقشنا التواصل فی ثلاثة محاور الأول فی الإطار الفلسفی، والثانی فی الإطار اللسانی، والثالث فی الإطار الأدبی.
اما الفصل الأول المعنون بـ (بنى التواصل الأدبی فی الروایة والقارئ الضمنی) وقد درسنا فیه سؤال کیف یمکن ان نفهم البنى النصیة فی الروایة على انها تؤدی وظائف تواصلیة وکیف یفسر ذلک عندما یتبین ان تلک البنى لم تلاحظ العملیة التواصلیة على الرغم من بقاء النص موحیا بمعنى. وقد احتوى هذا الفصل على مدخل وأربعة مباحث درسنا فی الأول البنیة السردیة وفی الثانی السیاق الأسلوبی وفی الثالث الترکیب النصی وفی الرابع القارئ الضمنی وتتم دراسة هذه المفاهیم تنظیرا وتطبیقا.
اما الفصل الثانی المعنون بـ (شفرات التواصل الأدبی فی الروایة وفجوات النص) فقد درسنا فیه الفاعلیة التواصلیة النصیة فی عالم الدلالة أی مرحلة انتقال سطح النص إلى علامات کمسیرة نصیة نحو تحول الواقع الخیالی إلى دلالات هی وسائل لبناء معنى. وهنا یحضر دور القارئ من خلال فجوات النص التی یحدث عبرها التفاعل. وقد احتوى هذا الفصل على أربعة مباحث درسنا فی الأول التخییل وفی الثانی الإیحاء وفی الثالث الثنائیة الرمزیة (الضدیة) وفی الربع فجوات النص وتتم دراسة هذه المفاهیم تنظیرا وتطبیقا.
وقد خرج البحث بجملة من النتائج أهمها ما یتعلق بطبیعة التواصل الأدبی حیث توصل البحث إلى اکتشاف الطبیعة الافتراضیة له بوصفه لا یمتلک صورة جاهزة یمکن لنا ان نطبقها على کل النصوص. وفی محاولة وضع شکل للتواصل الأدبی توصل البحث إلى تخطیط صورة بینیة له هی حالة توسطیة بین موضوعیة النص بوصفه یمتلک کیانه الأدبی الخاص وبین ذاتیة القارئ التی لابد لها ان تتدخل فی النص. وبخصوص النموذج الروائی المدروس فقد توصل البحث إلى اکتشاف توفرها على فرصة کبیرة فی عقد علاقة تواصلیة معه بحکم اشتماله على تنظیم جید وارتفاع المستوى الجمالی له عبر العالم المتخیل واللغة الأدبیة المقدمة له لیصنف ذلک النموذج ضمن النصوص المفتوحة.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات