الملخص
لقد انطلقت هذه الدراسة "التشکیل البصری فی الشعر العربی، منذ 656هـ، دراسة تأویلیة" من کون النص کیان غفل ما لم ینفتح على الآخر، وانفتاحه لا یمکن ان یتم الا عبر قناتین: الأولى شفویة والثانیة کتابیة. ولئن کان التقبل فی النوع الأول حاصلا بحاسة السمع – فیکون من ثم ظرف القصیدة ظرف زمان. فانه فی النوع الثانی حاصل بحاسة البصر – ویکون عندئذ ظرف القصیدة ظرف مکان. وفق هذه النظرة تم هیکلة العمل الذی توزع على فصول ثلاثة سبقت بتمهید واتبعت بخاتمة. اشتمل التمهید على مدخل ومبحثین، تناولنا فی المدخل مسألة کون الشعر صناعة لها أصولها وقوانینها. وهی صناعة معقدة تخضع لقواعد دقیقة صارمة فی دقتها بحیث لا ینحرف عنها صناع الشعر إلا لیضیفوا إلیها قواعد أخرى. وتطرقنا فی المبحث الأول لـ (جدلیة السمعی والبصری فی تلقی النص الشعری) وکیف عملت هذه الثنائیة فی آلیة اشتغال النص الشعری، وموقف الخطاب النقدی منها، حیث تباینت الآراء فی هذه المسألة بحسب التصورات التی انطلق منها کل فریق. وکان المبحث الثانی من التمهید من نصیب منهج الدراسة الذی یتمثل بالتأویل الذی اعتمدناه لسعة افقه، وللمزیة التی یعطینا إیاها عند التعامل مع النصوص. اما الفصل الأول فقد اشتمل هو الآخر على مدخل ومبحثین. إذ هیمن مفهوم الکتابة على مدخل هذا الفصل فضلا عن الآراء التی تحاورت الکتابة بید مؤید ومفند، سواء أکان الأمر فی الخطاب النقدی العربی القدیم.. أم فی الخطاب النقدی الغربی. بینما انصب اهتمام مبحثی هذا الفصل اللذین أعقبا المدخل على منح الحالة الشفاهیة والحالة الکتابیة بعدا جدیدا فی الاصطلاح هما وعلى التوالی: البعد الأول للکتابة والبعد الثانی للکتابة، وذلک من خلال الارتکاز على العدید من المفاهیم التی لامست المصطلحین سالفی الذکر وفق نظرة فنیة حاولنا ان نضفی علیها مسحة (هندسیة) بما یتلائم وعنوان الدراسة. ووفق نظرة تتابعیة / زمنیة إلى الأمور – حل التشکیل البصری فی الشعر العربی (العصر الوسیط) ضمن نطاق الفصل الثانی، الذی ضم – فی طیاته – مدخلا وثلاثة مباحث. عملت الأجزاء الثلاثة الأولى من هذا الفصل: (مدخل) و (من ثقافة الاستلاب إلى ثقافة التمرد) و (جرح وتعدیل / محاولة إیجاد الهویة). عملت هذه الأجزاء – وبشکل مضنی – على تسویغ هذه المرحلة من حیاة الشعر العربی (العصر الوسیط)، التی لاقت الکثیر من العنت فی مختلف جوانبها ومنها الجانب الثقافی وبالتحدید الجانب الأدبی.. لنصل بعد ذلک إلى الجزء الأخیر من هذا الفصل، والذی من خلاله بدأ التشکیل البصری فی الشعر العربی یظهر إلى الوجود لیمثل اختلافا مع الشکل النموذج. ومن خلال النظرة ذاتها فی الفصل الثانی.. کان التشکیل البصری فی الشعر العربی (العصر الحدیث) موضوع الفصل الثالث الذی توزع بین مدخل ومباحث ثلاثة. مثل (البیاض / الفراغ) بؤرة هندسیة لتجلیات الأشکال الشعریة فی هذا الفصل.. الأمر الذی وقفنا علیه فی مدخل هذا الفصل. وفی المبحث الأول قمنا بقراءة الخطاب النقدی القدیم ضمن محاولة منها تجذیر (الشعر الحدیث) فی اصل الشعریة العربیة، ومن ثم – وفی المبحث الثانی – عملنا على مقاربة التشکیلات (الحدیثة) مع الشکل النموذج القدیم من خلال مصطلح قدیم (الفحل) حاولنا تفعیلة ضمن نطاق هذا الفصل ذی النفس (الحدیث) لنصل بعد ذلک – فی آخر المطاف – إلى مصطلح (الحداثة) و (ما بعد الحداثة) ضمن إطار مصطلح (عین الخیال) بوصفه اختلافا عمل على تفعیل (الحداثة) و (ما بعد الحداثة) بشکل اکبر، فی هذا المبحث، من باقی أجزاء هذا الفصل. وتماشیا مع التقلید الأکادیمی الذی یحکم حرکة البحث العلمی کانت الخاتمة، وهی خلاصة معرفیة للجهد المبذول خلال الدراسة. ان عملیة تجاور نسقین قد یبدوان لأول وهلة انها متباعدان.. ضمن الخطاب الشعری ذی الطبیعة السماعیة (وهذه مسألة جوهریة لا یمکن التغاضی عنها أبداً) أمر یتطلب الکثیر من التمعن، والنسقان هما، النسق اللسانی المتجسد بالکتابة والنسق التشکیلی المتمثل بالسواد والبیاض – حیث حرصت هذه الدراسة من خلال الهیکلیة التی وقفنا علیها، على إدامة الألفة بین النسقین السالفین حرصا لا یخلو من صعوبات کان أهمها: محاولة تفعیل الخطاب النقدی العربی القدیم ضمن بنیة معرفیة لا تکاد تقصر فی شیء عن الخطاب النقدی العربی الحدیث وعن خطاب الآخر (الغرب)، فضلا عن صعوبة الحصول على المخطوطات التی قد نستطیع من خلالها.. مد جسور الصلة بشکل أوضح بین القدیم والحدیث.. ونرید بها المخطوطات الشعریة فی العصر الوسیط، ذلک العصر الذی یمثل فی نظر الکثیرین من النقاد ودارسی الأدب حالة من السبات التی حاولنا – وبشکل موضوعی – نفیها عن ذلک العصر.
الكلمات الرئيسة
الموضوعات
أصل المقالة
لقد انطلقت هذه الدراسة "التشکیل البصری فی الشعر العربی، منذ 656هـ، دراسة تأویلیة" من کون النص کیان غفل ما لم ینفتح على الآخر، وانفتاحه لا یمکن ان یتم الا عبر قناتین: الأولى شفویة والثانیة کتابیة. ولئن کان التقبل فی النوع الأول حاصلا بحاسة السمع – فیکون من ثم ظرف القصیدة ظرف زمان. فانه فی النوع الثانی حاصل بحاسة البصر – ویکون عندئذ ظرف القصیدة ظرف مکان. وفق هذه النظرة تم هیکلة العمل الذی توزع على فصول ثلاثة سبقت بتمهید واتبعت بخاتمة. اشتمل التمهید على مدخل ومبحثین، تناولنا فی المدخل مسألة کون الشعر صناعة لها أصولها وقوانینها. وهی صناعة معقدة تخضع لقواعد دقیقة صارمة فی دقتها بحیث لا ینحرف عنها صناع الشعر إلا لیضیفوا إلیها قواعد أخرى. وتطرقنا فی المبحث الأول لـ (جدلیة السمعی والبصری فی تلقی النص الشعری) وکیف عملت هذه الثنائیة فی آلیة اشتغال النص الشعری، وموقف الخطاب النقدی منها، حیث تباینت الآراء فی هذه المسألة بحسب التصورات التی انطلق منها کل فریق. وکان المبحث الثانی من التمهید من نصیب منهج الدراسة الذی یتمثل بالتأویل الذی اعتمدناه لسعة افقه، وللمزیة التی یعطینا إیاها عند التعامل مع النصوص. اما الفصل الأول فقد اشتمل هو الآخر على مدخل ومبحثین. إذ هیمن مفهوم الکتابة على مدخل هذا الفصل فضلا عن الآراء التی تحاورت الکتابة بید مؤید ومفند، سواء أکان الأمر فی الخطاب النقدی العربی القدیم.. أم فی الخطاب النقدی الغربی. بینما انصب اهتمام مبحثی هذا الفصل اللذین أعقبا المدخل على منح الحالة الشفاهیة والحالة الکتابیة بعدا جدیدا فی الاصطلاح هما وعلى التوالی: البعد الأول للکتابة والبعد الثانی للکتابة، وذلک من خلال الارتکاز على العدید من المفاهیم التی لامست المصطلحین سالفی الذکر وفق نظرة فنیة حاولنا ان نضفی علیها مسحة (هندسیة) بما یتلائم وعنوان الدراسة. ووفق نظرة تتابعیة / زمنیة إلى الأمور – حل التشکیل البصری فی الشعر العربی (العصر الوسیط) ضمن نطاق الفصل الثانی، الذی ضم – فی طیاته – مدخلا وثلاثة مباحث. عملت الأجزاء الثلاثة الأولى من هذا الفصل: (مدخل) و (من ثقافة الاستلاب إلى ثقافة التمرد) و (جرح وتعدیل / محاولة إیجاد الهویة). عملت هذه الأجزاء – وبشکل مضنی – على تسویغ هذه المرحلة من حیاة الشعر العربی (العصر الوسیط)، التی لاقت الکثیر من العنت فی مختلف جوانبها ومنها الجانب الثقافی وبالتحدید الجانب الأدبی.. لنصل بعد ذلک إلى الجزء الأخیر من هذا الفصل، والذی من خلاله بدأ التشکیل البصری فی الشعر العربی یظهر إلى الوجود لیمثل اختلافا مع الشکل النموذج. ومن خلال النظرة ذاتها فی الفصل الثانی.. کان التشکیل البصری فی الشعر العربی (العصر الحدیث) موضوع الفصل الثالث الذی توزع بین مدخل ومباحث ثلاثة. مثل (البیاض / الفراغ) بؤرة هندسیة لتجلیات الأشکال الشعریة فی هذا الفصل.. الأمر الذی وقفنا علیه فی مدخل هذا الفصل. وفی المبحث الأول قمنا بقراءة الخطاب النقدی القدیم ضمن محاولة منها تجذیر (الشعر الحدیث) فی اصل الشعریة العربیة، ومن ثم – وفی المبحث الثانی – عملنا على مقاربة التشکیلات (الحدیثة) مع الشکل النموذج القدیم من خلال مصطلح قدیم (الفحل) حاولنا تفعیلة ضمن نطاق هذا الفصل ذی النفس (الحدیث) لنصل بعد ذلک – فی آخر المطاف – إلى مصطلح (الحداثة) و (ما بعد الحداثة) ضمن إطار مصطلح (عین الخیال) بوصفه اختلافا عمل على تفعیل (الحداثة) و (ما بعد الحداثة) بشکل اکبر، فی هذا المبحث، من باقی أجزاء هذا الفصل. وتماشیا مع التقلید الأکادیمی الذی یحکم حرکة البحث العلمی کانت الخاتمة، وهی خلاصة معرفیة للجهد المبذول خلال الدراسة. ان عملیة تجاور نسقین قد یبدوان لأول وهلة انها متباعدان.. ضمن الخطاب الشعری ذی الطبیعة السماعیة (وهذه مسألة جوهریة لا یمکن التغاضی عنها أبداً) أمر یتطلب الکثیر من التمعن، والنسقان هما، النسق اللسانی المتجسد بالکتابة والنسق التشکیلی المتمثل بالسواد والبیاض – حیث حرصت هذه الدراسة من خلال الهیکلیة التی وقفنا علیها، على إدامة الألفة بین النسقین السالفین حرصا لا یخلو من صعوبات کان أهمها: محاولة تفعیل الخطاب النقدی العربی القدیم ضمن بنیة معرفیة لا تکاد تقصر فی شیء عن الخطاب النقدی العربی الحدیث وعن خطاب الآخر (الغرب)، فضلا عن صعوبة الحصول على المخطوطات التی قد نستطیع من خلالها.. مد جسور الصلة بشکل أوضح بین القدیم والحدیث.. ونرید بها المخطوطات الشعریة فی العصر الوسیط، ذلک العصر الذی یمثل فی نظر الکثیرین من النقاد ودارسی الأدب حالة من السبات التی حاولنا – وبشکل موضوعی – نفیها عن ذلک العصر.