- XML
- أصل المقالة بشكل PDF 1.06 M
- الملفات الإضافیة
- عنوان المجلة العدد 71عربی محتویات.pdf
الملخص
أسهم السامانیون بدور کبیر فی مواجهة الأتراک الشرقیین القراخانیین، ویرجع ذلک إِلى أن الخلافة العباسیة کانت قد أوکلت لهم مهمة التصدی للقوة الطامعة فی بلاد ماوراء النهر أو ترکستان الغربیة - وتضمُّ الیوم دُولاً خمسًا هی: طاجیکستان، وترکمانستان، وقیرغیزستان، وأوزبکستان، وکازاخستان - إلى السامانیین، وعلیه فقد وجه السامانیون قواتهم لصد غارات هولاء الأتراک حینما حاولوا لأکثر من مرة الاستیلاء على بلاد ماوراء النهر.
وتکمن أهمیة بلاد ماوراء النهر(ترکستان الغربیة ) بوصفها حلقة وصل جغرافیة طبیعیة بین تخوم الدولة الإسلامیة من جهة المشرق ومناطق بلاد الترک والصین والتبت ومناطق جنوب شرق أوربا، بالمناطق الفارسیة لإِقلیم خراسان ومرکز الخلافة العباسیة فی العراق. وکان لها الأَثر الواضح فی النشاط الصناعی والتبادل التجاری ، فضلاً عن غناها الاقتصادی بتنوع تضاریسیها ومناخها مما کان له الأَثر البارز فی تنوع محاصیلها الزراعیة وثروتها الحیوانیة. ناهیک عن جبالها الغنیة بأنواع الأشجار والمعادن المختلفة.هذا النشاط الذی ازدهر فی جوانبه کافةً ولاسیما التجاریة منها- فی عصر قوة الإِمارة السامانیة - ، إِذ إن السیطرة على بلاد ماوراء النهر یعنی التحکم بالطرق المؤدیة إِلى الصین والقادمة منها.
لم یکتفِ السامانیون فی بادئ الامر بموقفهم الدفاعی عن نخوم بلاد ماوراء النهر، إِذ انهم - وبتوجیه من الخلافة العباسیة - انتهجوا سیاسة الهجوم على الأتراک لاشعارهم بقوتهم ، وقدرتهم على مهاجمة بلاد الأتراک القراخانیین فی عقر دارهم ، واستطاع السامانیون بهذا العمل فتح مناطق کثیرة من بلاد ترکستان الشرقیة أو ماتسمى الیوم ترکستان الصینیة (مقاطعة سکیانج الصینیة الیوم) ، مما أدى إِلى نشر الإسلام بین قبائل الأتراک الوثنیین. وبذلک نرى أن السامانیین قد حفظوا الثغر الإسلامی الشرقی ومدوا النفوذ الإسلامی إِلى بلاد الترک ، وجعلوا من بیئة بلاد ماوراء النهر بیئة صقل وتهذیب للعنصر الترکی ، الذی بدأ یتحوّل إِلى عنصر مفید بالنسبة للعالم الإسلامی، وانبثق عن التاثیر السامانی الطموح لدى الأَمراء القراخانیین لتسلّم رایة الحکم فی المشرق الإسلامی عبر السیطرة على بلاد ماوراء النهر، ومواصلة جهودهم فی نشر الإسلام فی بیئات جدیدة، وفعلا تلقى الدین الإسلامی دفعة جدیدة فی المشرق على ید القراخانیین إِذ انتشر فی جهات عدیدة من ترکستان الشرقیة.
نتج عن الطموح القراخانی المذکور آنفاً صراع مریر بینه وبین الإِمارة السامانیة للسیادة على تلک الأصقاع ، ومر هذا الصراع بمراحل عدیدة حتى أتى على الإِمارة السامانیة من أسسها، وتغیرت الخارطة السیاسة للعالم الإسلامی فی المشرق، ولهذا ارتأینا التطرق إِلى مراحل هذا الصراع منذُ قیام الإِمارة القراخانیة عام(315ه/927م) وحتى سقوط الإِمارة السامانیة نهائیاً تحت سنابک خیول القراخانیین سنة (395ه/1004م) ،على الرغم من قلة المعلومات عن الاسرة القراخانیة ، إِذ إن الغموض مازال یکتنف بتاریخهم واصلهم وکیفیة اسلامهم. وتحدید مُدد حکم ملوکهم بشکل دقیق، فقلة المصادر تعد عائقاً واضحاً لمعرفة تاریخ هذه الأسرة بشکل مسهب
الكلمات الرئيسة
الموضوعات