بدعوة من دائرة الآثار والتراث (الهیئة العامة للآثار والتراث حالیا)، ساهمت هیئة تنقیبات جامعة الموصل التابعة لکلیة الآداب بالحملة الوطنیة والعالمیة لإنقاذ أثار المواقع الأثریة الواقعة فی منطقة غمر سد الموصل وذلک بالتنقیب فی عدد من المواقع الواقعة فی أو قرب مرکز ناحیة زمار (القدیمة) التابعة إلى قضاء تلعفر. فبعد أن انتهت هیئة تنقیبات جامعة الموصل من أعمالها فی موقع تل أبو ظاهر الواقع على بعد 15 کیلومترا شمال غرب مرکز ناحیة زمار، باشرت أعمالها عام 1981 فی موقع مصیفیة الواقع على بعد خمسة کیلومترات إلى الجنوب لشرقی من مرکز ناحیة زمار، واستمر العمل فی الموقع المذکور لموسمین متتالیین فی عامی 1981 و 1982 وأسفرت التنقیبات عن نتائج علمیة مهمة وکان قد ساهم فی العمل مع هیئة تنقیبات الجامعة وفد من طلبة الدراسات العلیا فی جامعة کلیمون قرا الفرنسیة مع أستاذ الآثار فیها . وفی أیار من العام 1982، باشرت هیئة تنقیبات جامعة الموصل. المشکلة من الأساتذة کل من أ. د. عامر سلیمان رئیسة ود. عادل نجم و د. جابر خلیل إبراهیم أعضاء والسد سلطان درویش ملاحظة فنیة بموجب الأمر الإداری الصادر عن عمادة کلیة الآداب المرقم 2645 / 65 / 1 والمؤرخ فی 1982 / 6 / 19 . ومثل دائرة الآثار والتراث لدى الهیئة فی الموسم الأول حنا یلدا فی حین مثلها فی المواسم التالیة السید سالم یونس - ممثل الدائرة فی موقع سلال القریب من مرکز ناحیة زمار. وقد استمر العمل فی الموقع المذکور لثلاث مواسم متتالیة وأسفر عن نتائج علمیة مهمة حیث کشف عن عدد کبیر من الطبقات السکنیة التی تمثل أدوار مختلفة أعطت تصورة کاملا لتسلسل أدوار الاستیطان فی المنطقة تم اختیار موقع سلال، الذی یبعد عن مرکز ناحیة زمار بحوالی سبع کیلومترات، بعد أن قامت الهیئة بدراسة الملتقطات الأثریة من کسر فخاریة وقطع من الأجر وبقایا أسس من الجدران، کان بعضها ظاهرة على سطح التل، ظنا منها بان التل یضم أدوارة حضاریة مختلفة یرقی تاریخ أقدمها إلى الألف الثالث قبل المیلاد وان التل یمثل مستوطنة کبیرة قیاسا مع المستوطنات والمواقع الأثریة الأخرى الواقعة فی المنطقة بصورة عامة مما یدفع للظن بان هذا المستوطن کان یمثل مرکزا مهما: لبقیة المستوطنات الصغیرة الواقعة قریبة من تل زمار (ضویج) ومصیفنة وشیخ حمصی و غیرها. ویبدو أن اختیار الموقع من قبل سکانه الأوائل لیکون مستوطنة زراعیة فی العصور المبکرة ومن ثم حصن أو قلعة محصنة فی الفترات الإسلامیة التالیة کان اختیار مدروسة وموفقة حیث یطل التل من جهته الشمالیة على سهل ضیق یفصل بین التل وبین نهر دجلة، وهو سهل فی غایة الخصوبة حیث تتجدد خصوبته سنویا بما ترسبه علیه میاه الفیضانات وظل هذا السهل یستغل من قبل السکان المحلیین حتى الوقت الحاضر لزراعة الخضراوات الموسمیة وقد أعطى هذا الموقع المطل على نهر دجلة للمستوطن او القلعة حمایة إضافیة .