تحتل العلاقات العربیة البیزنطیة مکانة هامة فی التاریخ العربی لانها تمثل صورة الصراع الحربی الطویل عند الثغور الذی استمر دون انقطاع طوال قرون ، وتبدأ قوة العلاقات الحربیة بین العرب والبیزنطیین بقیام الدولة الأمویة حیت اندفعت الجیوش والاساطیل العربیة حتى بلغت أبواب - القسطنطینیة ، وقد استدعى الدولة الأمویة هذه الاعمال التأمین حدود الشام على تخومها من الشمال والشمال الشرقی ، وفی ظل هذه الستراتیجیة استدعى الموقف أن تؤمن الشام بفتح الجزیرة ومصر وفی بناء الحصون والقلاع والثغور على الحدود فی الوقت الذی حشدت الدولة البیزنطیة کل قواها وامکانیاتها للاحتفاظ بالمناطق الحصینة . غیر أن العرب نجحوا فی تحصین الشام والجزیرة وأرمینیة وثبتوا حدودهم فی مواجهة الروم و کان علیهم أن یضعوا خططا ستراتیجیة تتمشى مع خطة حرکات التحرر العربی فقاموا بتأسیس قواعد عسکریة فی مناطق الحدود وأعادوا بناء المدن المهجورة والمخربة و بناء مدن بحریة وتحصینها ، أطلق علیها اسم الثغور على أن تحصین المدن الحدودیة لم یقتصر على المواقع البریة بل حصنوا السواحل البحریة فأقاموا الثغور البحریة وأنشأوا أسطولا حربیة لحمایة الحدود العربیة بحیث استطاع العرب سنة34هـ = 655 م فی انزال ضربة قاضیة فی الأسطول البیزنطی وقد هدف الأمویون والعباسیون من وراء عنایتهم بالثغور إلى تأمین حدودهم البریة والبحریة لضمان استقرار الدولة السیاسی والعسکری .