لم تکن القهوة مجرد مشروبٍ یتعاطاه الإنسان کأی مشروب من المشروبات الأخرى، لکنه مشروب ذو خصوصیة تتشابک فیه الأبعاد الاجتماعیة والنفسیة، والدینیة والأخلاقیة؛ وأصبحت القهوة الیوم مشترکًا عالمیًا؛ إذ تدیرها شرکات کبرى فی العالم.وحین نتحدث عن القهوة فی (أبها) بمنطقة (عسیر) ذات الخصوصیة العربیة الأصیلة، فإننا ندرک أن للقهوة فیها بعدین مهمین: البعد الأول: البعد المرتبط بالحیاة العربیة وأصالتها وعاداتها فی تحضیر القهوة، وفی تناولها، وفی العادات والتقالید المرتبطة بها، وفی رؤیة الناس إلیها.أما البعد الثانی فإنه یرتبط بتحولات المجتمع، ومدى ما طرأ علیه من عوامل جعلته ینفتح على ثقافات المجتمعات الأخرى وبخاصة فیما یتصل بنوعیات القهوة، وطرائق تحضیرها، وما یتعلق بها من عادات وافدة جدیدة.